بين الفن والمال.. حكاية بخت ومال !
بقلم : محمد شمروخ
– في البداية لازم من اتفاق بيننا حتى تكمل هذا المقال.
– استبينا؟!
– استبينا.
– يبقى لازم نعترف بأن الفن لا يمكن أن يستغنى عن المال.
– يا سلام.. وما الجديد.. ما كلنا عارفين؟!
– الفنانين والفنانات لا يمكن يستغنوا عن المال.
– هاهأ.. قديمة يا جدو.
– يبقى لازم نتفق على أن الفنانين والفنانات في كل مجالات لا يمكن يستغنوا عن رجال الأعمال.
– لا يا شيخ!
– أنا لا أحدثك عن الإنتاج وتكاليفه ولا حتى ضرورة وفرة الأموال للأعمال الفنية من أفلام ومسلسلات وللفنانين والفنانات حتى يحافظوا على مظ اهرهم وشياكتهم ويعرفوا – يعيشوا.
– أمال إيه؟!
– والعربية الجاجوار أو المرسيدس؟!
– بس؟!
– الخاتم السولتير والعقد الألماظ والفرير المنك؟!
– بس؟!
– فيلا الكمباوند وشاليه الساحل
– بس؟
– وتأمين مستقبلى لأن فنانين كتير شفنا نهايتهم البائسة والدنيا مش مضمونة
– بس؟!
– والمهرجانات والجوايز ولجان التحكيم.
– بس؟!
– السفريات والطيران والإقامات في المنتجعات.
– بس؟!
– والطائرات الخاصة و………..
– بس بس بس.
– لا ماتفهمنيش غلط يا صاحبي .. كل شي ممكن يكون على سنة الله ورسوله وعلى مذهب الإمام أبوحنيفة والعرفي زي الشرعي ومن لا يقبل فيه ألف غيره منتظرين!
– كل ده بتلف وتدور على إيه؟!
– بص بقى من الآخر.. سيبك من قصة رسالة الفن ووهبت حياتى “لتحكيك حلمى” وموهبتى وعائلتى التى اعترضت وطرودونى وهددونى يحرمونى من الميراث، كل هذا لن يترجم لنجاح “حكيكي” بدون رجل أعمال.. لكن مش أى رجل أعمال.. فلابد ان يكون من الفئة الملياراتية يصرف من وسع وبسخاء ومفيش مانع بسفه، ليس على كل الجوانب والمجالات السابقة المتصلة بالفن فحسب، ولكن على أشياء أخرى كثير، دعاية وإعلان وحفلات وعزايم وبرامج بعد نجاح المسلسل مع الكرو وهدايا لكثير من أصحاب الكاميرات والمايكات والأقلام “طبعا فقط المؤثرين منهم صحفيا وإعلاميا” وعلى فريق خاص للسوشيال ميديا للتفاعل مع الفانز للتركيز على حياة الفنان/نة وتحركاته ومتابعة أخباره/ها.
وكتر الله من الداعمين لرسالة الفن والمؤمنين بالمواهب وبأنه لا “تتركى الأمم إلا بالفنون والآداب” و”لازم من الترفيه” وهم على استعداد لصرف دم قلبهم بل والاقتراض؛ ولو حتمت فيها إفلاس لو لزم الأمر؛ من أجل تنمية مواهب الفنانين والفنانات.
في الوقت نفسه لا نبالغ في ظلم أهل الفن فليسوا هم المستفيدين وحدهم كما أنهم ليسوا كذلك بمطاردى رجال الأعمال من فئة “الميجا” بل هن وهم اللائي والذين يتعرضون لمطاردات الأثرياء من رجال ونساء الأعمال، لأن البرستيج المليارديرانى لن يكتمل إلا بصحبة من أهل الفن لبنضموا إلى الدائرة الأولى من الأصدقاء وأما الزواج فهو تتويج النجاح في المجتمع الفوقانى قوي وصك بالاعتراف المجتمعى بأن رجل الأعمال أو سيدة الأعمال قد وصل وصل وصل.
“هذا ليس كل شيء”.. فأنت لا تعرف ماذا يعنى الزواج من فنانة مشهورة.. فلو أنفق رجل الأعمال نصف ثروته ما حقق دعاية لاسمه في السوق مثلما يقترن اسمه باسم فنانة شهيرة.. والدعاية والرتباط بأعماله وتشريفها معه في حفلات التعارف وعد الصفقات له فعل سحر هاروت وماروت .. آه أمال أنت فاكر إيه .. الشغل شغل يا صاحبي ومادام في الإطار الشرعي فليس هناك أى عيب ويا بخت من نفع واستنفع.
طيب ولا لك على يمين .. أنا أعرف أكثر من حالة زواج تمت بين الوسطين المالى والفنى “وأحيانا غير المالي” لم يذوقوا فيها طعم الاستقرار الحقيقي ولا قعدوا قدام تلفزيون هما الاتنين بالبيجامة والروب الأحمر الستان على فوتيه تحته شبشب فرو حريمي، يتفرجوا ولو مرة على فيلم (دعاء الكروان) وكتفه بكتفها على البوفيه، فلا يكاد أي منهما يرى الآخر فهذا مشغول بماله وأعماله وصفقاته وسفرياته وتلك مشغولة بالسيناريوهات والبروفات والتصوير وهم ما يتلم!
– يعنى هيتقابلوا إمتى يا حسرة؟!
– أكل الكافيار مر يا صاحبي!
– لكن المهم إنها الحرم المصون والجوهرة المكنونة وهو لا يقصر في الإنفاق الملزم به شرعا وقانونا وعرفا ولو مش عاجبك أو الحياة بقت مستحيلة بينا يبقى ننفصل بهدوء وكل واحد ياخد نصيبه.
– أيوه كده هو ده المضبوط والحق حق، إنما تقولى بحبه يا بابا.. عاااااا.. وأصلى مبهورة بشخصيته وأصله مغرم بطرقة أدائي الشخصية أو متيم ببحة صوتى في الأغنية، يبقى سامحنى.
– هههههههههه.. طبعا لازم المشاهد يكون بالسذاجة دي لأننا لو لم نجد من يصدق هذه الأفلام يبقى هنغنى على مين ونمثل على مين؟!
– لاااااااااااااااااا.. أنت زودتها قوى يا عم الحج.
– بس أرجع وأقول قسوة الواقع ليست فقط مقصورة على هذين الوسطين، لأنهما ليس سوى شريحتيةن من شرائحة وهناك في الأوساط والفئات والشرائح الاجتماعية الأخرى ما قد يفوق ذلكفي القسوة واسألنى أنا.
– يعنى.. الفنان أو الفنانة أو رجل أو سيدة الأعمال مثلهم غيرهم ولكن تركيز المجتمع عليهم هو الذي ضخم هذه المظاهر.
– بدون أى مجاملة صح.. وتلك هى الحياة لمن يتحمل وكم شاهدنا مشروعات زواج خربت من أجل نيش أو أوضة صالون الغريب أنها تأتى بعد قصص حب نارية وحتى ما يكتمل من قصص الحب بالزواج والتبات والنبات فكثير منها ما ينتهى لأسباب مادية في قاعات محكمة الأحوال الشخصية.
– لكن برضك ما قلتش من الصبح بتلف وتدور على إيه.
– كل شيء قسمة ونصيب وخلاص بقى فوقوا وانسوا ولموا الدور وبلاش فضايح والناس كلها عرفت قصة القرار المفاجئ.
– ماذا تقصد.. أجب.. أبن.. أفصح؟!
– لا بقى دى تطير فيها رقاب يا صاحبي… بس الحدق يفهم
– ما فهمتش
– أحسن!.