كان بين الفنانيين زمان علاقة أقرب إلى الأخوة الصادقة، يعيشون طوال أيام التصوير علاقات صداقة بريئة، وزمالة محترمة، بعيدة عن المصالح الضيقة، والمنافع المؤقتة، والشوائب المكدرة، علاقة قائمة على الثقة والمودة والبساطة، أساسها الصدق وفروعها الكلمة الطيبة وإحسان الظن والألفة، لهذا كانوا يجتمعون دائما فى بداية أي فيلم أونهايته ليأخذون مع بعضهم صورة تذكارية أو ” سيلفي” بلغتنا الآن.
كتب: أحمد السماحي
شكل الموسيقار المبدع (محمد عبدالوهاب) وجداننا بألحانه التى تنسينا كل ما نعانيه من مادية الحياة وآلامها وصراعها، ونسعد ونعيش لحظات حلوة عندما نستمع إلى صوته يغني، فصوته ودود حنون، سخي عطوف، رحيم، يفيض بالحب، ويخلو من تكلف الغناء، مرت منذ أيام وبالتحديد بداية شهر مايو الذكرى الـ (30) لرحيله حيث رحل عن حياتنا يوم 4 مايو 1991، لكن هذه الذكرى مرت مرور الكرام ولم يشعر بها أحد نظرا لحلولها مع نهاية شهر رمضان وبداية أجازة عيد الفطر المبارك.
هذا الأسبوع قررنا في باب (سيلفي النجوم) التوقف مع مجموعة من الصور النادرة بكوالتي جيد جدا من فيلمه الأخير (لست ملاكا) سابع أفلامه السينمائية وآخرها، والذى تم سرقة النيجاتيف الخاص به، إلى تم استرداد جزء كبير منه، ورغم عرض الفيلم عام 1946 ، لكنه لم يعرض حتى الآن عرضا فضائيا كاملا فى أي من الفضائيات المصرية والعربية الكثيرة المنتشرة.
والصورة الرئيسية التى نتوقف عندها صورة تجمعه مع البطلة (ليلى فوزي) وفريق العمل الخاص بالفيلم فى منطقة العجمي بالإسكندرية عند تصوير أغنية (عمري ما حانسى يوم الأتنين) الملونة فى الفيلم، فضلا عن بورتريه لموسيقارنا الكبيرة، وصورة أخرى مع النجم الكوميدي (بشارة وكيم) وصورة أثناء تقديم أوبريت (القمح الليلة) التى اشتركت معه في غنائه المطربة المصرية (أحلام).
الطريف أن الفيلم تم تصويره كما ذكر مخرجه الرائد السينمائي (محمد كريم) فى مثل هذه الأيام من شهر مايو، وبالتحديد يوم 20 مايوعام 1946، وعرض في 28 أكتوبر عام 1946.
………………………………………………
** الصور من أرشيف (مكرم سلامة)