(هالة وحماقي في تنظيم شيوعي)
بقلم : محمد شمروخ
– سمعت عن قصة الفرح؟!
– فرح مين؟! .. ياما فيه أفراح في البلد
– فرح بنت الملياردير المرشدى
– المرشدي مين؟!.. بتاع الحلاوة؟!
– هههههههههههه… لا يا سيدى بتاع المدن والمنتجعات السياحية
– آه.. قصدك الفرح الذي رقص فيه الفنانون والفنانات في نفس ليلة عزاء المرحوم سمير غانم
– هو ده بالضبط
– بص يا سيدي الفنان والفنانة من دول أخدوا على إنهم يغيروا مشاعرهم وعواطفهم مع تغيير هدومهم ويمكن مع لفة الكاميرا.. يعنى تشوف الواحد فيهم يشتغل دور نكد قبل الضهر وبالليل يلعب دور مزيكاتى في فرقة موسيقية وكذلك الفنانة تلعب دور أرملة وراقصة في عملين متوازيين ويمكن في نفس الفيلم أو المسلسل أو المسرحية.. المشاعر الحقيقية يا حبيبي بقت موضة قديمة ولو جينا للحق الموضوع ليس قاصرا على الوسط الفنى وحده، فلو الممثل حجته إن الصنعة غلبته فإذا به يخلط ما بين الواقع والتمثيل في مشاعره وردود أفعاله تجاه الشخصيات والمواقف، فما هي حجة الناس العاديين زي وزيك؟! فأنت في هذا العصر تجد نفسك تهم بدخول عمارة في حي شعبي فيها سكان يعرفون كل شيء عن بعضهم البعض ومع ذلك تجد عزاء في الدور الأرضي بينما تفاجأ بأن عمالا يعلقون عناقيد لمبات الزينة الكهربائية لفرح في الدور الأخير بجوار ميكروفون العزاء في العمارة ذات نفسها
فعن أي مشاعر تتحدث؟! ، فهل تطلب من السيدتين يسرا وإلهام شاهين مثلا، ما لا تطلبه من الحاجة أم عفت اللى ساكنة في الدور التالت ولا الأسطى فوزي العجلاتى إللي فاتح تحتنا؟!
هل أزيدك من الشعر بيتا ومن الطين بلة، ومن التناحة تلاحة، لأصدمك بأن أن أهل القرى في الريف والصعيد صاروا يفعلون ذلك بدون حيا ولا خشا، فإنك ترى الآن في الجامع الواحد والكنيسة الواحدة، قاعات تؤدى فيها صلوات الجنائز من 3 : 6 ثم تسمع من القاعات ذات نفسياتها زغاريد كتب الكتاب من 6 إلى 9.
يا عم الفرح فرحنا والميتم ميتمنا وفكها بقى.. (زيح يا شيخ عبد التواب زيح العيا مر).
يعنى ماذا استفادت الست الأصيلة هالة صدقي التى حضرت خصيصا من الخارج لحضور الفرح قبلها بأيام ولكنها لما أفزعها نبأ رحيل سمير قررت ألا تذهب إلى الحفل بعد أن قدمت واجب العزاء في “شارلى شابلن مصر”؟!
عملت الواجب؟!
موقف بطولي في زمن ماتت فيه البطولة.
ولا المطرب الجدع محمد حماقي لما رجع العربون إكراما بالعشرة وعملا بالواجب.. تصدق الولد ده طلع راجل في… خلاص مابدهاش وإللى حصل حصل؟!
– لا.. اسمح لي الواجب وأحب الجدعان جدعان.. هما قالا بصراحة طز في الملايين.. ملايين إيه يا عم .. بل طز في المليارات.. وفي ومنتجعات النجوم السبعة والفنادق والطائرات والعربات الفارهة والسوبر بيتشز.
– أهوا السوبر بيتشز ده كمان يا ابن عمي؟!
– أنا عارف.. أكيد فيه شواطئ اسمها كده.
– لكن لابد أن تعذر الراقصين والراقصات والممثلين والممثلات، فأنت لا تعرف معنى وقيمة فرح يتكلف 6 ملايين دورار كما قالوا
– وماله.. ياخويا 6 ملايين دورار زي بعضه.. أنت هتساوى بين واحد في حجم المرشدى وبين واحد عامل استبدال معاش علشان يجوز بنته؟!.. دي الناس بتروح السجن يابا علشان غسالة أوتوماتيك ومن غير مجفف كمان.
– وإيه إللى حاوجهم لكده.. ما كل واحد يعيش على قد حاله.
– أيواااا.. أنا معاك كل واحد يعيش على قد حاله.. لكن لما ييجي عريس لبنتك لا أنت ولا هو بتقدروا تعيشوا على قد حالكم.. إنها ثقافة مجتمع يا سيدى.. هى الثقافة التى جعلت مليارديرات يصرفون ملايين ومليارات على أفراحهم من تذاكر طيران لحجز فنادق من بابها للمدعوين ذهابا وإيابا وإقامة كاملة فول بورد لا وكمان هدايا ذهب وألماظ وتمبولات فيها جوائز فيلات وشقق وشاليهات وعربيات فيراري وأحيانا حجز طائرات وجزر في اليونان والمحيطات.
– يا عيني عليك يا قاسم يا سماوى.
– بطلوا حقد بقى.. أنتم على طول كده؟!
– يا عالم يا مفترية حتى لذة الحقد مستكترينها علينا.. عايزينا نفضل نهرى ونغل في نفسنا من غير ما ما نتفش بكلمتين ولا في بوستين ولا كومانتتين.. لازم نطلع القهرتين إللى جوانا.. ولا عايزينا كمان نموت من غير ما نتفش؟!
– يعنى مش كل برغوت على قد دمه؟!
– أهو انت قلتها كل برغوت على قد دمه.. بص يا صاحبي أصحاب الثروات اللي بنهري ونغلي ونغل منهم صحيح عندهم كتير من مجهودهم بعد رحلة كفاح وسهر ليالى وفحت في الصخر وقصص أوناسيس وأفلام النمر الأسود وسنبل بعد المليون ولنفرض يا سيدي انهم عباقرة إلا أنهم كذلك لا يملكون عصا موسى فلا يوجد غنى كون ثروته ولا حقق طموحه من مجهوده منفردا كائنا من كان .. ده اسمه ضحك على الدقون يا ابن عمتى.. فأي ثروة حسب أبسط قواعد وأصول واقع عالم التجارة والصناعة والزراعة والاقتصاد، هى نتيجة مجهود جماعى الأساس فيه مبدأ تقسيم العمل فلا يوجد رجل اعمال يملك سر باب مغارة على بابا ولا مصباح علاء الدين، فأي ثروات بكونها هي مجهود عمل جماعي
– أنت ناوي تقلبها ماركس وإنجاز ولا إيه؟!
– يا عم لا ماركس ولا إنجاز ولا سان سيمون ولكن هذا هو الواقع والحق فلا يوجد نجاح فردى إلا في أفلام السينما الهندي ولكن توزيع الأنصبة والنسب يخضع لمنظومات تضعها المجتمعات البشرية من خلال مباديء توضع لضبط العلاقات بين الإنتاج والتوزيع والاستهلاك من التشريعات والأعراف المنظمة للعملية الاقتصادية بداية من بتاع العرقسوس وحتى رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة كوكاكولا العالمية.. كل هؤلاء يخضعون لتلك المنظومة التى يتم التعامل معها وكأنها من القوانين الطبيعية مع أنها وضعت خصيصا لخدمة فئة معينة تظن أنها فوق كل البشر وتدوين بأحذيتها اللامعة وهذه الفئة لها ممثلوها في كل القطاعات والهيئات و..
– بس بس بس.. إيه يا عم كل ده من موقف هالة صدقي ومحمد حماقي.
– انت لا تدرى دلالة هذا الموقف حتى لو اتخذه كل منهما انفعالا فلا تستهين بانفعال في وجه طبقة مسيطرة على مقدرات البلاد حتى أنها ..
– لا لا لا .. دي ضربت منك خالص.. ناقص تقول إن هالة وحماقي طلعوا منافستو جديد.
أنت بتقول فيها .. انت عارف ما مدى عمق العلاقات بين الوسط الفنى ووسط رجال المال والأعمال؟!
– هههههه.. عارف يا حبيبي وربنا يستر على هالة وحماقي.
– لا يا حبيبي ربنا يستر علينا كلنا لأننا لو لم نرقص الآن لربما عاد من جديد الاتهام بأننا نعد لإعلان المنافستو الجديد (يا راقصي العالم اتحدوا.. على واحدة ونص).
– ورقصنى يا جدع!.
تتتا رارارا اراه.. آه.