نافذة على الجنة.. الشر يسقط في النهاية !!
بقلم : سامي فريد
ماذا تفعل لو وجدت نفسك فجأة وقد سقطت في براثن الخطأ رغم أنك إنسان لا يعرف الخطأ ولا الشر ولم يسع إليه لكن الشر هو الذي سعى إليك فتسقط فيه وتظل حياتك كلها رهين ما حدث.. وما لم يمكن فيه لك أي ذنب؟!
هكذا بنى محمد كامل حسن المحامي قضيته.. وهكذا سار السيناريو والحوار الذي أعده له فكانت من إخراج أحمد ضياء الدين.
تبدأ قصة الفيلم بذلك الفوج السياجي الذي يزور إحدى مناطق الآثار ومن ضمنه كانت سميحة (مريم فخر الدين) المنطوية على نفسها لا تخالط أحداً ولا تكلم مخلوقا وتعيش مع نفسها وذلك الخطأ الذي وقعت فيه عمتها والذي أوقعها فيه توفيق (عمر الحريري) سكرتير والدها رجل الأعمال عندما دخل البيت وكان خاليا إلا منها وكانت هى في شدة المرض ترتعش من الحمى فسقاها من زجاجة الخمر التي كان يحملها حتى غابت عن الوعي ثم اعتدى عليها.
حكاية تحيكها سميحة عن ذلك الحادث الذي وقع لها وهي بنت السادسة عشر.. تحكيها لصديقتها نادية (زهرة العلا) وتحكي فيه عن تلك الطفلة العمياء التي أنجبتها من الحرام وتقوم على تربيتها الآن احدى الدادات التي تعرفها.
لن نسال أنفسنا ماذا فعلت سميحة أيام حملها في بيت والدها عبد الوارث عسر وكيف وضعت حملها؟.. وكلها أسئلة ستفسد سياق الفيلم فالمهم أننا الآن مع سميحة بجرحها الذي تخفيه عن الناس والذي أفسد عليها حياتها وجعلها محرومة من أن تعيش إنسانة سوية تخطط لمستقبلها كما يفعل الجميع!
من خلال الفوج السياحي يراها مجدي المؤلف الدرامي (محسن سرحان) ويعجبه صمتها وجمالها فيتقرب إليها ولكنه لا يعرف شيئا عنها رغم سؤاله المتكرر عنها إلى صديقه عبدالعزيز أحمد رئيس الفوج السياحي.
لكن سيمحة وإن كانت تبادله إعجابا بإعجاب.. بل وربما حبا حتى لا تستطيع أن تمضي معه المشوار كله ففي حياتها ذلك السر الذي تخفيه والذي يفسد عليها كل حياتها رغم نصائح نادية لها!
وتخشى سيمحة ولاشك إن هى صارحت هي مجدي بذلك السر أن تسقط في نظره بعد أن كان كل إعجابها بها هو قناعته بأنها إنسانة طاهرة وبرئية تختلف عن كل الناس.
وتقرر سيمحة أنها لن تصرح بشيء ولن تتزوج وستظل هكذا طوال حياتها من أجل طفلتها العمياء المسكينة التي ظلمتها معها نتيجة جناية توفيق الذي كان قد سرق 6 آلاف جنيه من خزينة الشركة الخاصة بوالدها ثم هرب إلى الخارج ليعود من جديد ويبحث عن سميحة لكي تكتب له إقرارا يفيد بأنه قد أعاد إليها المبلغ فتسقط عنه الجريمة وينال حريته!
ولكن.. هل ستمضي حياة سميحة هكذا محرومة من كل شيء.. من كل أمل لجريمة أو لخطأ لم ترتكبه وإنما وقعت فيه؟!
وتعرف شقيقتها الصغرى (شوشو) كل شيء وتفكر كيف يمكن أن تساعد سميحة على أن تعيش حياتها؟!.
هل ستحكي لمجدي كل شيء؟!.. وماذا سيكون رد فعله؟! وماذا سيفعل توفيق وقد بدأ التلميح والتهديد بأنه قد يفشى السر إلى مجدي إن لم تطاوعه سميحة على رغبته في كتابة ذلك الإقرار له.
ولا يستطيع مجدي الصبر طويلا على هذه المواقف الغامضة من سميحة.. فهو لا يعرف إن كانت تحبه أم لا.. وأن يشعر بحبها له وهو متأكد من حبه لها.. يقول لها في أحد لقاءاتهما: أنا كرهت حنانك زي ما كرهت قسوتك وترى سيمحة أن مجدي حقيقة مظلوم معها لكن كيف تتصرف.. هى تريده لكنها لا تستطيع أن تصارحه وتوفيق يطاردها بل إنه يواجه والدها المريض بكل ما حدث فينتهي الرجل بعد ما عرف الحقيقة إلى الموت وتصبح سميحة إنسانة وحيدة.. ومعذبة ولا تجد من يأخد بيدها إلى النجاة.
لكن الصغيرة شوشو تقرر حسم المسألة لانقاذ شقيقتها فتحكي لمجدي كل شيء وعن ذلك الغموض الذي اكتنف حياة سميحة رغما عنها ويحرمها حتى من حبها وحقها في الحياة بسبب غلطة مجرم عبث بحياتها يوما ما!!
وفي مواجهة أخيرة بين توفيق وضحيته.. يدخل توفيق عليها منفردا بها على ذراعته يحمل طفلتهما العمياء ويهددها بأنه سيخرج إلى كل الحاضرين حفل خطوبة سعاد (سناء جميل) ليعلن أن سميحة التي تتظاهر أمامهم بالطيبة والبراءة هى أم هذه الطفلة العمياء وأنها كانت يوما ما شريكته في الجريمة.
لكن الشرطة تقتحم الغرفة بعد أن سمعت كلام توفيق إلى سيمحة.. تدخل الشرطة التي حضرها وقادها مجدي الذي أدرك براءة وطهارة سميحة ليلتئم شمل الجميع ويسامح مجدي سميحة على كل شيء، ويحمل طفلتها ويحتضنها في صدره كأنها ابنته.. أما توفيق الذي يحاول الهرب فيتلقى رصاصات الشرطة لتنتهي حياته التي كادت أن تدمر حياة البريئة سميحة!.