بقلم : محمد حبوشة
مهما كان أداء الممثل قائما على العفوية والتلقائية في أسلوب التقديم، فلابد أن يكون صادر عن ثقافة ووعي وثمة تفاهم مسبق بين الممثل وجمهوره حول قوانين اللعبة، فهناك دائما عملية تتم بين الطرفين، وهذه العملية المشتركة إنما هى أحد الأسباب التي تجعل تأثيره قويا على الجمهور، لكن ذلك يلزمه شرط مهم للغاية هو فن المعايشة بالاستعراضية المشهدية، لهذا السبب كان (ستانسلافسكي) يرى أنه لا بد للممثل من أن يعرف بشكل جيد حدود طاقة هذا الاتجاه الفني، ومدى تأثيره على الفن وعلى الجمهور بنفس الوقت، ولقد أدرك (ستانسلافسكي) أن منهج وتقنية الممثل المحترف تؤدي بالأساس إلى الوصول لوسيلة التجسيد الخارجي للشخصية، ولعل فن الاستعراض يؤدي إلى تثبيت الرسم الخارجي للدور والذي حددته دراسة الممثل للدور، ومشاعره الحية التي انتابته أثناء فترة الإعداد للدور الذي يقوم به.
وضيفنا في باب (بروفايل) هذا الأسبوع الفنان السوري الكبير والقدير(سلوم حداد)، هو واحد ممن لديهم منهج وتقنية، ويدركون جيدا أن فن المعايشة بدوره له متطلبات أخرى، فهو لا يطلب من الممثل إعادة تقديم ما تم التدرب عليه في تجسيده لشخصيات سابقة، بل أن يكون قادرا في كل مرة يتعرض فيها لشخصية جديدة عليه تأسيس عملية عفوية حية لخلق حياة الدور تبعا للظروف المعطاة بالنص، تماما كما فعل (سلوم) في ثلاث شخصيات أداها بأستذة (الطاعون) في مسلسل (على صفيح ساخن)، و(فايز الأشقر) في مسلسل (350 جرام)، و(عبدالله الحرايري) في مسلسل (سوق الحرير) حيث قدم ثلاثة وجوه بثلاثة أشكال، وبالثلاثة أصبح أهم نجوم رمضان الكبار، ومن ثم كان على مسافة من كثيرين، وخارج المقارنة إلا مع أدواره ونفسه، هو مالك مفاتيح أي شخصية، من الشكل إلى أدقّ تفصيل.
لقد أدى (سلوم حداد) الكاركترات الثلاثة من دون تقصير مع دور على حساب آخر، لكن الطاعون يبقى أروع أدواره، حيث جاء من عالم مليء بالروائح الكريهة والعلاقات المنتهية الصلاحية، يبحث زهير عن (سلطته) وسط أكوام القمامة والحقد النفسي مكانه يشبه داخله حيث يحوم الفراغ الكبير، غريب أمر هذا الطاعون في مسلسل (على صفيح ساخن) الذي كتبه علي وجيه ويامن الحجلي، إخراج سيف السبيعي، ومن إنتاج (جولدن لاين، آي سي ميديا)، فقد عشنا مع الطاعون ثلاثين حلقة من الإثارة والتشويق على مستوى الأداء، ولم نصدق بعد أنه قاس ولئيم، وغريبة علاقته بابنته الوحيدة، لا هو رؤوف عليها ولا هى سعيدة معه.
وقد لاحظنا أنه مهووس طوال الوقت بجمع المال وتراكم الثروات، ثم فجأة يخسر كل شيء، ويخسر الاعتبار والمكانة، وينتهي وحيدا، لولا وفاء هذه الصبية وأصلها أمام شخصية معقدة، يصبها على جبينه صبا، وعلى نبرته وغضبه، توقعه (حسناء) بشباكها وتهرب بماله، يضيق العالم فجأة، فهل يراجع نفسه؟ .. نوع هذه الشخصية يترك الاحتمالات مفتوحة، فنان في مواجهة الخديعة والوحدة و(التهجّم) عليه، مستعد دائما لأي رد فعل، مهما كان الموقف صداميا، ملك مشاهده، حين اكتشف عملية النصب عليه، وحين فضحه الآغا، وحين رقص في الملهى وفي كل كباش مع ابنته بدا أستاذا في التجسيد الدرامي فائق الجودة كعادته دائما في كل عمل يخوضه داخل أو خارج السباق الرزمضاني.
وسلوم حداد هو نفسه أيضا (فايز الأشقر) في مسلسل (350 جرام) كتابة ناديا أحمر، إخراج محمد لطفي، ومن إنتاج (جولدن لاين، آي سي ميديا) أيضا، لكنه هنا يجسد رجل المافيا واليد القادرة على كتابة مصيرها، سلوم حداد هنا رجل آخر، شكل مختلف تماما، ملامح متطابقة مع التسلط والجشع والبشاعة الإنسانية، سيجاره جزء منه، ينفخ دخانه في الهواء، كما ينفخ السم في صفقات كثيرة، الدور محاكاة لقبح الأغنياء حين يدوسون على الفقراء ويحققون أحلامهم بأي وسيلة، لا نظافة في الشخصية، فنوعها لا يتعلم من امتحانات الحياة، وإن طالت دروسها عائلتها الصغيرة، سلوم حداد مع (فايز الأشقر) يمعجن نفسه، ويضعها في قوالب مختلفة، إنظر إليه وتأمل رأسه الذي يعمل على أكثر من جبهة، ووجهه في استجابة دائمة، هذا الممثل لا يخشى الحريق أو الغرق في أدواره، يضمن البر، لأنه سباح ماهر يعرف كيف يصل إلى شاطئ النجاة.
أما سلوم حداد مع (عبدالله الحرايري) في مسلسل (سوق الحرير) (كتابة سيف رضا حامد، للأخوين (بسام ومؤمن الملا)، ومن إنتاج (أم بي سي) فله شأن آخر، بعيدا من التملك والنذالة من خلال شخصية يلوعها الشوق ويهد الظلم طاقتها النفسية، حبل المشنقة حول رقبته، وأشباح الماضي لا تزال تطارده، رائع سلوم حداد في الاحتفاظ بناره الداخلية، يمثل باتقان دور الرجل المظلوم، الهارب من قصاص لا يستحقه، طيب وحنون، حب الأم يملؤه رقة، والمفارقة أن الرياح لا تهب وفق ما يشتهي، فكل الأدلة ضده والعدالة لا تزال بعيدة عنه، حتى الأخ ليس في صفه، والمتربصون به على أكثر من مفترق طرق.
ثلاثة أدوار تؤكد مكانة راسخة لـ (سلوم حداد) الذي يعرف جيدا حساب كل خطواته، ولا يترك مجالا للزلات، واثق الخطى، يمشي ملكا، لا مجاملات في وصف نجاحه، الشخصيات الثلاث في محلها، لكن (الطاعون) بصفة خاصة يستحق كل التصفيق جراء أدائه الاحترافي المتقن، هنا الصوت رخيم وغاضب ومصحوب بملامح شرسة، وهنا نبرة هادئة ماكرة وابتسامة خبيثة، وهنالك حزن إن تطلب المشهد، ودموع عند الضرورة، وبهذه المكونات وغيرها يناور سلوم حداد بكل انسيابية في الأعمال التي يحملها على عاتقه قبل تسليمها لذائقة المشاهد، ليبقى (سلوم حداد) مبدع من جيل العمالقة يمتلك حضورا مختلفاً وموهبة متفردة، قدم خلال مسيرته الفنية العديد من الأدوار التي لا تزال مطبوعة في ذاكرة المشاهدين، فمن قسوة الزير سالم، إلى شاعرية نزار قباني، ثم جبروت العقيد ناظم، وصبر الريس جميل، مسيرة فنية حافلة جعلت منه واحداً من أعمدة الدراما التلفزيونية السورية، وجعلته يتربع على عرش نجومية الصف الأول.
ولد سلوم حداد في في مدينة حلب، وأتم دراسته الثانوية فيها ثم انتقل ليتابع دراسته في كلية الفنون الجميلة في دمشق، وبدأ مسيرته الفنية فعليا عام 1974 حيث شارك في عدة مسلسلات مثل (أحلام منتصف الليل 1979، حصاد السنين 1985، دكان الدنيا 1988، شجرة النارنج 1989)، وظهر سلوم حداد في أكثر من 70 مسلسل تلفزيوني منها: مسلسل (أبو كامل) عام 1990 بدور موفق، وقام بدور صبحي في (سكان الريح) عام 1992، وجسد شخصية غسان في (جريمة من الذاكرة) عام 1992، كذلك لعب دور موفق في (أبو كامل الجزء 2) في 1993، وشوكت القناديلي في (حمام القيشاني) في 1994، وشارك بشخصية عادل في (خان الحرير الجزء 2) في 1996، وشيراك (مصعب) في مسلسل (الموت القادم من الشرق) في 1997، كما لعب دور شقيف في (الكواسر) في 1998، وسرمد في (الفوراس) في 1999، وطبعا لا ننسى جميل في (مذكرات عائلة) عام 2000، أهم أدواره التاريخية هو الزير سالم في (الزير سالم) عام 2000.
غاب عن الدراما لفترة وعاد في 2004 بدور أبو الطيب المتنبي التاريخي، وسعيد في (عائد إلى حيفا) من إخراج باسل الخطيب، وفي 2005 جسد دوري أبو زيد الهلالي ونزار قباني، ولعب دور العقيد ناظم في (رسائل الحب والحرب) في 2007، والذي نال عنه جائزة أفضل ممثل دور أول، وكان الريس جميل في (الحوت) عام 2008، وفي 2009 لعب دور الضابط وهيب في (الدوامة)، والذي نال عنه جائزة أفضل ممثل دور أول أيضًا، وظهر بدور سامر في (تخت شرقي 2010)، وعاد سلوم حداد إلى الأدوار التاريخية في (القعقاع بن عمرو التميمي) عام 2010، وأبدع بدور خليل في (كشف الأقنعة) عام 2011، وفي نفس العام أدى دور أبو نزيه في مسلسل البيئة الشامية (طالع الفضة) ودور واصل في (الولادة من الخاصرة).
جسد (سلوم) شخصية (أبو نجيب) في جزأي (زمن البرغوت)، وقام بدور مختار المختار في (العراب) عام 2015، ومن أدواره المميزة أبو عبدو الغول في (الندم) عام 2016، والزعيم أبو العز في (خاتون)، ولعب دور عاصم في (وردة شامية) عام 2017، ودور راتب في (فوضى) عام 2018، وكان سلوم حداد حاضرًا على المسرح في عدد من المسرحيات منها (رسول من قرية تميره، حادثة النصف متر، الترحال، الملف الأخضر، دروبنا، أكون أو لا أكون)، وكان له تجربة في الإخراج من خلال المسلسل الإماراتي (القياضة) عام 2013.
أما أدواره السينمائية فنذكر منها (موعد مع المجهول) عام 2011 و (موكب الإباء)، حيث قام بشخصية الإمام الحسين، وظهر في فيلم (السفاح)، كما ظهر في الفيلم المصري الكوميدي (صرخة نملة) في 2011 بدور ضابط المخابرات العامة، وكرم من قبل نادي السينما الطلابي في 2007، كما حصل على عدد من الجوائز، منها جائزة أفضل ممثل دور أول عن مسلسل (الدوامة) من مهرجان القاهرة للإعلام العربي، وجائزة أفضل ممثل دور أول عن مسلسل (رسائل الحب والحرب) من مهرجان الخليج للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني.
وهنالك أدوار خالدة في مسيرة القدير (سلوم حداد) نذكر منها على سبيل المثال وليس الحصر دوره المهم في مسلسل (الزير سالم) وقد شكل المشهد الذي أطل عبره مرتديا جبة الحرب (التي لا تستعار)، نقلة نوعية وعلامة فارقة ليس بين ما سبقها وما تبعها في هذا المسلسل التاريخي فقط، بل في حضور الدراما السورية التاريخية عبر الشاشات العربية، وفي حضور سلوم حداد أيضا، وغطى (الزير سالم) على ما سبقه من أعمال تاريخية رغم ضخامة ونجاح بعضها، إذ قال سلوم، إنه لم يمثل بعده عملا حقق مثل نجاحه، كما استطاع العمل، الذي يندرج في إطار السيرة الشعبية، تحقيق جماهيرية عربية تعيده باستمرار إلى الشاشة، رغم مرور أكثر من 20 عاما على صدوره للمرة الأولى.
وتركت حلقات المسلسل الـ 40 لدى الجمهور وجهات نظر مختلفة حول شخصية الزير وطريقة تجسيدها، إذ لطالما أحاطت الحساسية بتجسيد الشخصيات التاريخية، ويمكن القول إن العمل الدرامي لا يهدف لإثبات الخرافة أو الأفكار المتخيلة لدى الجمهور عن البطل الملحمي الكامل، فبرزت شخصية الزير خليطا بين السيرة والتاريخ والبناء الدرامي والحضور البارز للبطل، بما يخدم الشخصية ويربط صورتها بصوته وصورته، في ذهن المشاهد.
ومن الأعمال البارزة في مسيرة (سلوم حداد) في عام 2019، أي بعد عقدين تقريبا من ملحمة (الزير سالم) أعاد المخرج عامر فهد، جمع الزير وجساس في عمل درامي اجتماعي حمل اسم (عندما تشيخ الذئاب)، بعد اقتباسه عن رواية حملت نفس الاسم وصدرت في عام 2008، للكاتب الأردني جمال ناجي، وربما يتقاطع العملان في نوعية العلاقة التي ربطت البطلين، ففي كلا العملين تبدأ الحكاية بعلاقة طيبة تجمع بينهما، لكن حدثا ما يطرأ فيما بعد ويحيل هذه المودة المهزوزة إلى عداء اختلفت أساليب التعبير عنه باختلاف القصتين، فيلعب سلوم حداد دور الشيخ عبد الجليل، أحد المحاربين القدامى في صفوف جماعة (الإخوان المسلمون)، الذين واجههم الأسد الأب بالحديد والنار، في مجزرة دخلت التاريخ، أما عابد فهد (جبران) فهو يساري معارض للنظام، أهدر سنوات حياته في سبيل التغيير والعدالة وأفكار لا زال الحديث عنها في سوريا حتى اليوم ضربًا من الكفر.
ويذكر أيضا أنه في عام 2003، لعب سلوم حداد دور الشاعر العربي (أبو الطيب المتنبي) في دراما تاريخية مهمة عن سيناريو وحوار الكاتب الراحل ممدوح عدوان، وكان رهانا موفقا بالنسبة للمخرج فيصل الزعبي، إذ لا تصنع أو استعراض عضلات أدائية في غير مكانها من قبل البطل الشاعر، هنا الصوت رخيم وغاضب ومصحوب بملامح شرسة، وهنا نبرة هادئة ماكرة وابتسامة خبيثة، وهنالك حزن إن تطلّب المشهد، ودموع عند الضرورة، وبهذه المكونات وغيرها يناور سلوم حداد بكل انسيابية في الأعمال التي يحملها على عاتقه قبل تسليمها لذائقة المشاهد.
وبعد عامين فقط من المتنبي وشعره، جسد حداد شخصية الشاعر السوري نزار قباني في مرحلة الكهولة، مستفيدا من تشابه الملامح الذي عززه المكياج، بالإضافة إلى لغة فصيحة تمرست في خمريات الزير وقصائد المتنبي، وبدت بأوج بريقها عند محاكاته أسلوب إلقاء نزار قباني قصائد ملؤها الحب، ورغم سحر الأعمال التاريخية، وغواية النجاح الذي ألحقته باسمه، كسر (حداد) نمطية الأداء والأدوار للانفتاح على تأدية المختلف، وعدم قولبة نفسه أو تكرارها في إطار درامي ثابت، ومن أبرز الأعمال الاجتماعية التي شارك بها مضيفًا على المسلسل لمسة شيوخ الكار، مسلسل (الندم) الذي صدر عام 2016، من إخراج الليث حجو، وأدى حداد في هذا العمل شخصية (أبو عبدو الغول)، وهو رجل يملؤه المال والمهابة، ويعيش طويلًا ليشهد ضعفه وقلة حيلته رغم سطوة أمواله، واستطاع من خلال القفز على مراحل عمر الشخصية وحيويتها، إقناع المشاهد بأنه يكبر فعلًا ويشيخ حقيقة، وبذلك وصل العمل لإعجاب الجمهور بالإقناع.
وعلى مستوى أعمال البيئة الشامية التي تستقطب جمهورا عريضا داخل سوريا وخارجها، ترك سلوم حداد بصمته وطبع جزئيا مسلسل (زمن البرغوث) بالشخصية التي أداها، فكان (أبو نجيب) رجلا شديد البخل، ذا طابع كوميدي مميز بالملابس والهيئة وطريقة الحديث، وبمعنى أدق، كانت الشخصية حالة مختلفة أداها سلوم حداد بكرم وإخلاص يدفع المشاهد للسؤال: (هل هذا هو الزير سالم حقا؟)، وفي نفس البيئة الشامية أيضا قدم عام 2018، شخصية (عاصم) في مسلسل (وردة شامية) الذي حصد شعبية واسعة ونسب مشاهدة مرتفعة ضمن السباق الدرامي الرمضاني حينها، خاصة أنها لشخصية رجل يعمل في تنظيف الحارة، ويتحول بعد ذلك من كنس الطرقات إلى كنس الجثث بالتعاون مع عصابة للقتل والسرقة.
عشرات الأعمال الدرامية وعدة مسرحيات وأفلام سينمائية، هذا زاد سلوم حداد لجمهوره، بالإضافة إلى ما لم يبصر النور بعد، فالزير ما زال بلباس الحرب، ويبدو ملحوظا لي وسط كل تلك الأعمال أن الممثل السوري (سلوم حداد) هو أكثر ممثل وجه صفعات على وجوه زملائه من الممثلين الذين شاركوه في أداء أدوارٍ تمثيلية في مختلف الأعمال التلفزيونية، ومن بين من تلقى صفعات من (حداد)، الممثل (مكسيم خليل) في مسلسل (الولادة من الخاصرة)، و(لورا أبو أسعد) في مسلسل (الحوت)، وأيضاً النجم (أحمد الأحمد) في (الندم)، و(وائل شرف) و(سلمى المصري) و(محمد خير الجراح) في (كوم الحجر)، وغيرها من الأعمال التي شارك فيها بطل مسلسل (الزير سالم)، ويعرف عن (سلوم حداد) بأدائه الواقعي والجاد أمام الكاميرا، خاصةً أثناء تأدية أدوارٍ يحتم عليه إظهار الشدّة والعصبية أمام زملائه الممثلين.
وفي النهاية لابد لنا من تحية تقدير واحترام للفنان الكبير والقدير (سلوم حداد) الذي يعد واحدا من جيل العمالقة الذين يمتلكون حضورا مختلفا وموهبة متفردة، حيث قدم خلال مسيرته الفنية العديد من الأدوار التي لا تزال مطبوعة في ذاكرة المشاهدين، وجعلته يتربع على عرش نجومية الصف الأول، كما تتميز إطلالتك الرمضانية لهذا العام بالتباين بين الشخصيات التي يؤديها، لتحظى غالبية أعماله بمتابعة وحضور قويين، على جناح شخصيات من لحم ودم وتحمله بين جوانحها قيم ومفاهيم أصبحنا نفتقدها في حياتنا المعاصرة فشخصياته التليفزيونية تلامس الكثير من التفاصيل الإنسانية وتدخل في عمق الصراع البشري، كما أن أداءه المميز جعله يشمل كافة المقومات التي تؤهله ليطرح نفسه بطريقة فنية عالية المستوى .. فتحية تقدير له.