كتب : أحمد السماحي
من الأغنيات الشعبية الجميلة التى تغنت بها المطربة (شادية) وحققت – وما زالت – شهرة كبيرة أغنية (مين قالك تسكن في حارتنا)، كلمات المبدع الكبير (حسين السيد)، وألحان مهندس الألحان محمد الموجي، التى تنتمي إلى أغنيات الحواديت التى أجاد فى كتابتها حسين السيد، وتتحدث عن بنت تعيش في حارة شعبية، تقع في حب ابن الجيران الذي يشاغلها ويطلب منها اللقاء، لكنها رغم حبها له ترفض وتطلب منه أن يقابل والدها، خاصة أن حبه سيطر على عقلها وروحها وجعلها في حالة توهان طول اليوم لدرجة (يجي أبوها يعوز فنجان قهوة، تعمله شاي وتسقيه لأمها، وخيال حبيبها ييجي على سهوه، ما تفرقش بين خالتها وعمها!).
هذه الأغنية التى أدتها (شادية) بشكل رائع وخفة ظل عالية، وقامت بتمثيل كل حرف فيها، لم تكن لها!، ولكنها كتبت ولحنت للمطربة (وردة الجزائرية)، فبعد حضورها إلى مصر عام 1960 قدم الموسيقار (محمد الموجي) لها عام 1961 مجموعة من الأغنيات الشعبية الجميلة التى كانت مختلفة تماما عن ما قدمه لها كلا من (محمد عبدالوهاب، فريد الأطرش، محمد فوزي، منير مراد، عبدالعظيم محمد، وبليغ حمدي).
وكان هدف (الموجي) من وراء ذلك أن ينسى الجمهور جنسية المطربة بغناء اللون الشعبي المصري، من هذه الأغنيات (والنبي ما أنساه، ولا انسي هواه، ده العمر يفوت وافضل فكراه) و(على باب حارتنا، يمه أسمر يا روحي عليه).
وبدأ (الموجي) يجهز لها أغنية (مين قالك تسكن في حارتنا) كلمات المبدع (حسين السيد)، وتفهما الملحن والشاعر أن (وردة) لا تعرف حتى تتكلم عربي كما يليق لمطربة تغني عربي، ورغم حدودها في النطق والحس بالكلمات إلا أنها تأقلمت مع جيلها، وبدأت الأخبار والصحف تكتب أخبار عن أغنية (مين قالك تسكن في حارتنا) التى كتبها حسين السيد ولحنها الموجي للمطربة (وردة الجزائرية) الصاعدة إلى المجد بسرعة الصاروخ.
لكن كل هذا ذهب أدراج الرياح عندما رجعت المطربة إلى بلدها الجزائر بعد الإستقلال عام 1962، وذهبت الأغنية إلى الدلوعة (شادية) التى أجادت في غنائها لدرجة أن الجمهور الآن لا يتخيل مطربة أخرى تغنى هذه الأغنية بنفس خفة ظل وتمثيل شادية.
وتقول كلمات الأغنية الشهيرة التى تندرج تحت عنوان الشعبية، والتى ننشرها حتى يعلم الجيل الحالي من الشعراء جمال المفردات الشعبية الراقية:
مين قال لك تسكن فى حارتنا
تشغلنا و تقل راحتنا
يا تشوف لك حل فى حكايتنا
يا تعزل و تسيب حتتنا
شوف حبك عامل ايه فيا
من يوم ما سكنت و جيت جنبي
لا انا عارفه اتلم على عنيا
ولا عارفه حاجه عن قلبي
حبيتك ايوه أنا مش ناكره
والحب عذاب وأنت ادرى
أنت اللى زرعته فى حتتنا
وحدفت الشوق على باب بيتنا
يا تشوف لك حل فى حكايتنا
يا تعزل و تسيب حتتنا
يجي ابويا يعوز فنجان قهوه
اعمله شاي و اسقيه لامي
وخيالك ييجي على سهوه
ما فرقشي بين خالتي و عمي
اخرتها ايه، انا مش عارفه
وها ترسى لايه، والله انا خايفه
خايفه لتروح يوم و تسيبنا
والعقل ما فيش غيره حيلتنا
يا تشوف لك حل فى حكايتنا
يا تعزل و تسيب حتتنا
تشاور لي عشان انزل اقابلك
يا خي بعدك بيتنا ما هو جنبك
لوجيت ابويا ها يفتح لك
خد وادي معاه و افتح قلبك
ومافكش حاجه ها تتعيب
لما يسالني راح اقول طيب
والنور ينقاد على باب بيتنا
وداير ما يدور بلكونتنا
يا تشوف لك حل فى حكايتنا
يا تعزل وتسيب حتتنا.