رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

معشوق الملايين .. طَب وبعدين؟!

طارق عرابي

بقلم الدكتور: طارق عرابي

ما ذا بعد؟! ، طَب وبعدين؟! ، ماهو القادم؟! ، اللي جاي إيه؟! شِنُو بعد؟! ، What’s Next

قلها بأي لغة وبأي لهجة ، أو استدعِها بالصمت داخل نفسك ، وعليك في الحالتين أن تنتبه لهذا التساؤل الحتمي الذي يراود كل من يسعى للتميز ولا يتوقف عن التفكير فيما هو أفضل ليومه وغده عما سبقهما في أمسه ، فهكذا هو حال الناجحين في أي مجال بوجه عام وحال الفنانين المبدعين والمتميزين على وجه الخصوص .

إن لم يهاجمك هذا التساؤل بعد كل حالة نجاح تحققه في عملك فاعلم أن هناك خللاً ما ، وإياك أن تَطُولَ فرحتُك بما حققته من نجاحٍ بالأمس واليوم إلى الحد الذي يصرف عقلك عن التفكير فيما يمكنك تحقيقه غداً ، ولا تنسَ أبداً ما حذرناك منه مرات عديدة بشأن سهولة سقوطك من قمة المثلث إلى قاعه عبر حافلة الزهو بالنفس والاختلال والاختيال والغرور .

عندما كتبت فقرة بسيطة عن النجم العالمي “ليوناردو ديكابريو” في موضوعٍ سابق بعنوان (زكي و ديكابريو حطما فكرة النجم “الأَمُـور”!) ، وعندما تحدثت عن رد فعله وسلوكياته الإيجابية والحكيمة بعد النجاح الفريد والساحق الذي حققه في فيلم “تايْتَنِك” ، كنت قد كتبت ذلك حينها كنوع من تقييمي الشخصي النابع من صورته التي رسمها عقلي من خلال رصدي لاختياراته وسلوكياته بعد ذاك النجاح العظيم في عام 1997 ، ولكني لم أتوقع على الإطلاق أن أجد منه هو شخصياً أثناء بحثي هذه المرة ما يؤكد صحة كلامي عن حكمته وعن حسن تعامله مع هذه الشهرة العارمة وهو في سنٍ صغير ، فإذا بي أعثر هذه المرة على سؤالٍ تم توجيهه له عن شعوره بعد “تايْتَنِك” وأثر الشهرة العالمية الهائلة التي حققها له الفيلم ، ووجدته قد رد على السؤال قائلاً: (… ، كان هناك سيل من الإعجاب والاهتمام من ملايين الفتيات المراهقات حول العالم اللاتي ذهبن بشكل متكرر إلى دور السينما لمشاهدة الفيلم ، ذلك بسبب صورة الشخصية البطولية للشاب الصغير الوسيم “جاك دوسِن” الرومانسي ذي الشعر الأشقر ، لذلك قمت بإعداد خطة لكل شيء في حياتي الشخصية لأتمرد على تلك الصورة وأجردها من فقاعاتها ، ورغم رحلة التجريد هذه والتي كانت ممتعة بالنسبة لي ، إلا أنني كنت قد اقتربت من السقوط لبضع درجات باتجاه أسفل السلم) .

ديكابريو وكيت وينسِلت والفيلم األسطوري Titanic إنتاج عام 1997

وبالفعل وكما ذكرت من قبل عن هذا النجم الفريد ، لم يعتمد أبداً “ديكابريو” على وسامته أو على الأقل لم يجعلها تطغى على أهمية فهمه لأبعاد كل شخصية وآدائها “ببراعة” الممثل “لا بوسامة” الشكل ، ورغم أن تلك الوسامة (مع آدائه الرائع) قد خطفت قلوب النساء وجعلته نموذجاً لفتى الأحلام المنتظر عند مئات الملايين من الفتيات حول العالم ، إلا أن “ليوناردو ديكابريو” لم تلهيه فرحته بتلك النتائج المبهرة لفيلم Titanic عن وعيه وإدراكه بأن الممثل العظيم لا تصنعه وسامته بل إبداعه في آداء دور كل شخصية كما ينبغي لها أن تكون ، ولذا سيلحظ كل من يتابع “ديكابريو” واختياراته المتتالية من الأعمال الرائعة أنه فنان لم يتوقف يوماً عن أن يسأل نفسه “طَب وبعدين؟!” بعد كل نجاحٍ يدركه .        

“ديكابريو” المثقف وبارع الآداء الذي لا ينشغل بوسامته 

وُلد “ليوناردو ديكابريو” Leonardo DiCaprio في شهر نوفمبر من عام 1974 بمدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا الأمريكية ، وهو الإبن الوحيد لكلٍ من “جورج ديكابريو” و”إيرملين ديكابريو” .

ظهرت ملامح الموهبة على “ديكابريو” منذ طفولته المبكرة ، وعندما لاحظ والده ذلك بدأ في تسويق موهبة إبنه من خلال شبكة معارفه كفنان ورسام لكتب ومجلات كوميدية ، ووقع عقداً مع أحد وكلاء المواهب ليقوم الطفل “ليوناردو” بتقديم آداءه لأي عمل تحت إسم “ليني ويليامز” Lenny Williams ، وقد أدى ذلك إلى ظهور “ديكابريو” في كثير من الإعلانات والبرامج التلفزيونية التوعوية والتعليمية .

وبدأ ظهور الطفل “ديكابريو” في المسلسلات التلفزيونية الأمريكية منذ عام 1979 وعمره لم يتجاوز الخمس سنوات بعد ، حيث شارك في أول عمل  فني له عام 1979 من خلال برنامج تلفزيوني بعنوان Romper Room والذي شارك فيه بحلقة واحدة فقط رغم استمرار البرنامج حتى عام 1989 ، وهو برنامج يقدم بعض الألعاب المسلية للأطفال ويقدم كذلك قيم أخلاقية وتعليمية بسيطة .

ومنذ بداية رغبته في التمثيل ومع وضع قدمه على أولى درجات سلم هذه المهنة رفيعة المستوى ، أدرك “ديكابريو” مبكراً أهمية وضرورة القراءة وكثرة المشاهدة وتوسيع المخزون المعرفي للفنان الذي يريد أن يكون متميزاً بحق .

ديكابريو الصغير مع أبطال المسلسل التلفزيوني Parenthood عام 1990
ديكابريو وأول ظهور سينمائي له ، مع إيمي بروكس في مشهد من فيلم 3 Critters عام 1991

لم تأتِ الفرصة التلفزيونية الثانية للصغير “ديكابريو” إلا بعد 10 سنوات ، حيث شارك عام 1989 في مسلسل بعنوان The New Lassie ، ثم ازدادت حصته الفنية عام 1990 حيث شارك في ثلاث مسلسلات تلفزيونية ، الأول بعنوان The Outsiders ، والثاني بعنوان Santa Barbara والثالث بعنوان Parenthood والذي استمر بالعمل فيه حتى موسمه الثاني عام 1991 وهو نفس العام الذي شارك فيه أيضاً بمسلسلين آخرين ، أولهما بعنوان Roseanne ، والثاني بعنوان Growing Pains والذي استمر بالعمل فيه حتى موسمه الثاني عام 1992 .

الفتى ديكابريو مع روبرت دي نيرو في مشهد من فيلم This Boy’s Life عام 1993
ديكابريو الصبي آرني المعاق ذهنياً مع جوني ِدب في فيلم What’s Eating Gilbert Grape عام 1993

 

 

 

في نفس الوقت جاءت أول فرصة سينمائية للفتى الصغير “ليوناردو ديكابريو” عام 1991 حيث شارك في فيلم خيال علمي كوميدي بعنوان Critters 3 ، وفي عام 1992 تأتيه الفرصة السينمائية الثانية عندما شارك النجمة “درو باريمور” في فيلم بعنوان Poison Ivy .

وحانت لحظة النجومية السينمائية الكبيرة للشاب اليافع “ديكابريو” عام 1993 وعمره تسعة عشر عاماً ، حيث بدأ العام بلعب دور البطولة أمام النجم الكبير “روبرت دي نيرو” والنجمة “إيلين باركِن” في فيلم بعنوان This Boy’s Life .

ثم اختتم “ديكابريو” عام 1993 بمشاركة النجم “جوني دِب” والممثلة “جولييت لويس” والممثل القدير “جون سي رايلي” ونجوم آخرين في فيلم What’s Eating Gilbert Grape الذي لم يترشح عنه لأي جائزة أوسكار سوى الفتى الصغير الصاعد “ليوناردو ديكابريو” ولأول مرة كأفضل ممثل في دور مساعد ، حيث أبدع في تجسيد شخصية “آرني جريب” الصبي صاحب الإعاقة الذهنية الذي يرعاه شقيقه الأكبر “جيلبرت جريب” (جوني دِب) إلى جانب أمهما التي لا تغادر المنزل بسبب وزنها المفرط . 

نمر فيما يلي على “بعض” الأعمال المتميزة في حياة النجم “ليوناردو ديكابريو” منذ عام 1995 وإلى الآن.    

ديكابريو في مشهد من فيلم The Basketball Diaries عام 1995

في عام 1995 يقدم “ديكابريو” ثلاث أعمال للسينما ، بدأ أولهم بفيلم The Basketball Diaries ، والذي يجسد فيه شخصية الشاب “جيم كارول” الحالم بأن يصبح نجماً رياضياً في عالم كرة السلة ، لكنه يقع فريسة في براثن إدمان المخدرات .

ثم يشارك النجمة “شارون ستون” والنجم “راسيل كرو” والنجم القدير “جين هاكمان” في فيلم أكشن رومانسي بعنوان The Quick and the Dead .

ثم يختتم “ديكابريو” عام 1995 بفيلم Total Eclipse المأخوذ عن قصة حقيقية حدثت في القرن التاسع عشر ، وقد جسد فيه “ديكابريو” شخصية الشاعر الفرنسي الشاب “أرتيو رامبو” (تنطق بالإنجليزية “أرثر ريمبو”) الذي يقتحم الحياة الخاصة لمعلمه السيد “بول فيرلين” (الممثل ديفيد ثيوليس) ويفسد حياته مع زوجته أكثر مما هي عليه ، ويقع معه في علاقة حب محرمة ، ويتسبب الأمر في دخول “فيرلين” السجن بتهمة اللواط.

ديكابريو مع جين هاكمان وشارون ستون ورا ِسل كرو في فيلم The Quick and the dead عام 1995

في عام 1996 يقدم “ديكابريو” عملين للسينما ، حيث يبدأ العام مع النجمة الشابة الصاعدة آنذاك “كلير دينْس” في الفيلم الرومانسي Romeo + Juliet المأخوذ عن مسرحية الكاتب الأسطوري “وليم شكسبير” ، وهو الفيلم الذي ترشح لجائزة الأوسكار كأفضل ديكور ، وتكلف إنتاجه 14 مليون و 500 ألف دولار وجمع عالمياً من شباك التذاكر أكثر من 147 مليون دولار .

ديكابريو مع كلير دينْس في مشهد من فيلم Romeo + Joliet عام 1996
ديكابريو مع ميريل ستريب في مشهد من فيلم Marvin’s Room عام 1996

ثم يختتم “ديكابريو” عام 1996 مع النجم “روبرت دي نيرو” والنجمتين “ميريل ستريب” و”دايان كيتون” في فيلم درامي اجتماعي بعنوان Marvin’s Room ، ويجسد فيه شخصية “هانك” إبن السيدة “لي” (ميريل ستريب) ، والتي لديها خلاف وحالة خصام مع شقيقتها الكبرى “بيسي” (دايان كيتون) منذ سنوات عديدة ، وكان من نتائج ذلك أن بقيت “بيسي” ببيت العائلة طوال تلك الفترة مع والدهما المريض “مارفين” (هيوم كرونين) لترعاه وتقوم على خدمته ، بينما غادرت “لي” منذ ذاك الوقت واستقرت بولاية أوهايو ، وبعدما يخبر الطبيب “والي” (روبرت دي نيرو) مريضته “بيسي” بأنها تعاني من مرض اللوكيميا (سرطان الدم) وأن شفاءها من هذا المرض ونجاتها من الموت يتوقفان على عملية زرع نخاع عظام ، تعلم “لي” بحالة أختها الحرجة ، وتعود هي وإبنها “هانك” وشقيقه الأصغر “تشارلي” (هال سكاردينو) إلى بيت العائلة الكبير حيث تعيش “بيسي” المصابة باللوكيميا ، ورغم أن “هانك” ولدٌ جالبٌ للمشاكل إلا أنه ينجح مع خالته “بيسي” تحت هذه الظروف العائلية والصحية الصعبة في لم شمل العائلة من جديد . ترشحت “دايان كيتون” عن هذا الفيلم لجائزة الأوسكار كأفضل ممثلة في دور رئيسي .

في عام 1997 لم يقدم “ديكابريو” للسينما سوى عملاً واحداً فقط وهو الفيلم الأسطوري Titanic الذي تحدثنا عنه بمزيد من التفاصيل في موضوع سابق خاص بالنجمة “كيت وينسِلِت” بعنوان (وردة الحب في سفينة الموت!) .

في عام 1998 يقدم “ديكابريو” عملين للسينما كان من بينهما فيلم The Man in the Iron Mask الذي جسد فيه شخصيتين ، إحداهما “الملك لويس” ملك فرنسا الذي لا يشغله سوى جمع المال ومضاجعة النساء رغم أن الشعب الفرنسي يتضور جوعاً ، والأخرى شخصية “فيليب” الشقيق التوأم للملك الذي لا يعلم عنه العامة بسبب إخفائه منذ ولادته ثم وضعه لاحقاً في السجن خلف قناع حديدي Iron Mask بغرض إبعاده عن فرصة تولي الحكم في البلاد . تكلف إنتاج الفيلم 35 مليون دولار وجمع عالمياً أكثر من 182 مليون دولار.

ديكابريو مع جون مالكوفيتش في فيلم The Man in the Iron Mask عام 1998

في عام 2002 يقدم “ديكابريو” للسينما عملين أكثر من رائعين مع مخرجين عبقريين ، حيث يبدأ العام مع المخرج المتألق دائماً “مارتن سكورسيزي” وبمشاركة النجم فريد الآداء “دانيال داي لويس” والنجمة “كاميرون دياز” في فيلم Gangs of New York الذي ترشح لعشر جوائز أوسكار وتكلف إنتاجه 100 مليون دولار وجمع عالمياً من شباك التذاكر أكثر من 193 مليون دولار .

ديكابريو مع دانيال داي لويس في فيلم Gangs of New York عام 2002
ديكابريو المحتال والمزور فرانك في مشهد من فيلم Catch Me If You Can عام 2002

ثم يختتم “ديكابريو” عام 2002 مع المخرج العبقري “ستيفن سبيلبرج” والممثل المبجل “توم هانكس” بفيلم مأخوذ عن أحداث حقيقية بعنوان Catch Me If You Can والذي جسد فيه “ديكابريو” شخصية النصاب والمحتال “فرانك أبيجنيل” ، وقد تحدثنا عن هذا الفيلم بمزيد من التفاصيل في موضوع سابق خاص بالنجم “توم هانكس” بعنوان (توم هانكس بين المِحْنة والمِنْحة والثراء الحقيقي!) .

في عام 2004 لم يقدم “ديكابريو” للسينما سوى واحداً من أكثر أدواره إبداعاً ، حيث جسد الشخصية الحقيقية للملياردير الأمريكي وصاحب شركة الطيران والمنتج السينمائي الشهير “هوارد هيوز” في فيلم بعنوان The Aviator ، وهو الفيلم الذي تحدثنا عنه بمزيد من التفاصيل في موضوع سابق خاص بالنجمة “كيت بلانشِت” بعنوان (حكاية “الملكة” الإنجليزية مع “الكابوريا” المصرية!) .

ديكابريو في مشهد من فيلم The Aviator عام 2004
ديكابريو مع جينيفر كونلي في مشهد من فيلم Blood Diamond عام 2006

في عام 2006 يقدم “ديكابريو” عملين رائعين للسينما ، يبدأ أولهما بفيلم The Departed الذي تحدثنا عنه بمزيد من التفاصيل في موضوع سابق خاص بالنجم “مات ديمون” بعنوان (ديمون “زَوَّغ” من “هارفارد” لأن التمثيل “قد شغفه حبا”!) .

ثم يختتم “ديكابريو” عام 2006 بمشاركة النجمة “جينيفر كونلي” والنجم الأسمر “جايمون هنسو” في فيلم بعنوان Blood Diamond الذي ترشح لخمس جوائز أوسكار كان من بينهم “ليوناردو ديكابريو” كأفضل ممثل في دور رئيسي و”جايمون هنسو” كأفضل ممثل في دور مساعد ، وقد جسد “ديكابريو” في هذا الفيلم شخصية “داني آرتشر” المواطن الجنوب أفريقي الأبيض الساعي للحصول على الماس الخام أثناء الحرب الأهلية الدائرة بتسعينيات القرن الماضي في الدولة الأفريقية “سيراليون” ، والذي يجمعه القدر مع صياد أسود يُدعى “سولومون فاندي” (الممثل جايمون هنسو) ، واللذان يسعيان سوياً للحصول على جوهرة نادرة كفيلة بأن تغير القادم من حياتهما ، ومن أجل ذاك الهدف وبمساعدة الصحفية الأمريكية “مادي بُوِين” (النجمة جينيفر كونلي) يقوم الرجلان معاً برحلة محفوفة بالمخاطر عبر أراضي المتمردين المسلحين والتي تنتهي بموت “داني آرتشر” ووصول “سولومون” إلى لندن ومعه الجوهرة النادرة ، وبترتيب من الصحفية “مادي بُوِين” مع “سولومون” يتم فضح مسئولين كبار متورطين في إسالة الدماء في أفريقيا من أجل الماس وتحقيق الثراء الغير شرعي . 

في عام 2008 يقدم “ديكابريو” عملين للسينما ، يبدأ أولهما مع المخرج المتميز “رايدلي سكوت” والنجم المتألق “راسيل كرو” والممثل القدير “مارك سترونج” في فيلم بعنوان Body of Lies الذي تكلف إنتاجه 70 مليون دولار وجمع عالمياً أكثر من 115 مليون دولار .

ديكابريو مع كيت وينسِلِت مرة أخرى ، في مشهد من فيلم Revolutionary Road عام 2008

ثم يختتم العام مع نجمته المفضلة “كيت وينسِلِت” وزوجها المخرج “سام ميندِز” في فيلم درامي رومانسي بعنوان Revolutionary Road ، والذي ترشح لثلاث جوائز أوسكار كان من بينهم الممثل “مايكل شانون” كأفضل ممثل في دور مساعد ، كما ترشحت “كيت وينسِلِت” عن الفيلم لجائزة BAFTA كأفضل ممثلة في دور رئيسي.

في عام 2010 يقدم “ديكابريو” عملين للسينما ، يبدأ أولهما مع مخرجه المفضل “مارتن سكورسيزي” والنجم “مارك روفالو” والممثلين القديرين “بن كينجسلي” و”ماكس فون سايدو” ونجوم آخرين في فيلم بعنوان Shutter Island ، والذي تكلف إنتاجه 80 مليون دولار وجمع عالمياً من شباك التذاكرأكثر من 294 مليون دولار .

ديكابريو مع بن كينجسلي ومارك روفالو في مشهد من فيلم Shutter Island عام 2010
ديكابريو وأبطال فيلم Inception عام 2010

ثم يختتم “ديكابريو” عام 2010 بواحدٍ من أنجح أعماله على المستووين الفني والتجاري ، وهو فيلم الأكشن والخيال العلمي الرائع Inception الذي فاز بأربع جوائز أوسكار وترشح لأربع جوائز أخرى من نفس الجهة ، وفاز بثلاث جوائز من BAFTA وترشح لأربع جوائز من جولدن جلوب ، وعلى المستوى التجاري حصد هذا الفيلم من شباك التذاكر عالمياً أكثر من 836 مليون دولار بينما تكلف إنتاجه 160 مليون دولار . الفيلم من تأليف وإخراج وإنتاج الكاتب والمخرج المتميز “كريستوفر نولان” .

هل تصدق؟! هذا هو ديكابريو في شخصية إدجار هوفر الحقيقية من فيلم J. Edgar عام 2011
ديكابريو في مشهد من فيلم Django Unchained عام 2012

في عام 2011 لم يقدم “ديكابريو” للسينما سوى عملاً واحداً مأخوذاً عن قصة حقيقية ، جسد فيه شخصية “جيه إدجار هوفر” أول رئيس للمباحث الفيدرالية FBI بالولايات المتحدة الأمريكية في فيلم بعنوان J. Edgar ، وهو الرجل الذي عمل مديراً لمكتب التحقيقات منذ عام 1924 وكان له دور كبير وفعال في تأسيس مكتب المباحث الفيدرالية الرسمي في عام 1935 الذي ترأسه حتى مماته في عام 1972 وعمره 77 عاماً .     

في عام 2012 يشارك “ديكابريو” النجم “جيمي فوكس” وعبقري الآداء “كريستوف والتز” ونجوم آخرين بقيادة المؤلف والمخرج الفريد “كوينتِن تارانتينو” في فيلم Django Unchained الذي تحدثنا عنه بمزيد من التفاصيل في موضوعين سابقين أحدهما عن النجم “جيمي فوكس” بعنوان (“الفوكس” إبن “شهيد عبدالله” يفوز بالأوسكار!) والأخر خاص بالنجم “كريستوف والتز” بعنوان (كريستوف والتز .. ممثل مساعد بألف ممثل رئيسي!) .

في عام 2013 يقدم “ديكابريو” عملين للسينما ، يبدأ أولهما مع صديق طفولته الممثل “توبي ماجواير” والنجمة الشابة “كاري موليجان” والممثل “جويل إدجرتون” ونجوم آخرين (من بينهم النجم الهندي الكبير “أميتاب باتشان” كضيف شرف) تحت قيادة المؤلف والمخرج والمنتج الاسترالي المتميز “باز لورمان” (مؤلف ومخرج ومنتج فيلم Moulin Rouge عام 2001 للنجمة نيكول كيدمان”) ، وذلك في فيلم درامي رومانسي بعنوان The Great Gatsby والذي فاز بجائزتي أوسكار وكذلك جائزتي BAFTA كأفضل ديكور وأفضل تصميم ملابس ، وترشح من الجهة الأخيرة لجائزة أفضل مكياج . تكلف إنتاجه 105 مليون وجمع عالمياً أكثر من 353 مليون دولار .

ديكابريو في مشهد من فيلم The Great Gatsby عام 2013

ثم يختتم “ديكابريو” عام 2013 بأفضل آداءٍ له على الإطلاق في شخصية المحتال ونصاب وول ستريت “جوردان بلفورت” وذلك في فيلم The Wolf of Wall Street الذي تناولناه بمزيد من التفاصيل في موضوعين سابقين أحدهما للنجم “جونا هِل” بعنوان (جونا هِلْ .. ممثل “خفيف” من “العيار الثقيل”!) .

ديكابريو مع جونا هِل في مشهد من فيلم The Wolf of Wall Street عام 2013
ديكابريو في مشهد من فيلم The Revenant عام 2015

في عام 2015 يقدم “ديكابريو” عملاً واحداً للسينما حيث يشارك النجم “توم هاردي” والممثل الشاب “ويل بولتر” في فيلم بعنوان The Revenant والذي فاز عنه “ديكابريو” ولأول مرة في مسيرته بجائزتي الأوسكار و BAFTA كأفضل ممثل في دور رئيسي بالإضافة إلى فوزه عنه بجائزته الثالثة من جولدن جلوب كأفضل ممثل ، وقد ترشح الفيلم إجمالاً لعدد 12 جائزة أوسكار فاز منهم بثلاث جوائز ، وعدد 4 جوائز من جولدن جلوب فاز منهم بثلاث جوائز ، وعدد 8 جوائز من BAFTA فاز منهم بأربع جوائز . تكلف إنتاج هذا الفيلم 135 مليون دولار وجمع عالمياً أكثر من 532 مليون دولار .

ديكابريو يتسلم جائزة الأوسكار من إيما ستون عن فيلم The Revenant حفل الأوسكار عام 2016
ديكابريو مع براد بِت في مشهد من فيلم Once Upon a Time In Hollywood عام 2019

في عام 2019 يشارك “ديكابريو” النجم القدير “آل باتشينو” والنجم “براد بِت” ونجوم آخرين في فيلم من تأليف وإخراج العبقري “تارانتينو” بعنوان Once Upon a Time… In Hollywood والذي ترشح عنه “ديكابريو” لجوائز الأوسكار وجولدن جلوب و BAFTA كأفضل ممثل في دور رئيسي ، وترشح الفيلم إجمالاً لعدد 10 جوائز أوسكار فاز منهم بجائزتين كانت إحداهما للنجم “براد بِت” كأفضل ممثل في دور مساعد ، وعدد 5 جوائز من جولدن جلوب فاز منهم بثلاث جوائز كان من بينهم “كوينتن تارانتينو” كأفضل سيناريو و”براد بِت” كأفضل ممثل في دور مساعد ، وعدد 10 جوائز من BAFTA فاز منهم “براد بِت” بجائزة أفضل ممثل في دور مساعد . تكلف إنتاج هذا الفيلم 90 مليون دولار وجمع من شباك التذاكر عالمياً أكثر من 374 مليون دولار .

ديكابريو مع جينيفر لورانس بأحد مواقع تصوير فيلم Don’t Look Up إنتاج 2021

إنتهى “ديكابريو” مؤخراً من تصوير فيلم بعنوان Don’t Look Up من إنتاج وتأليف وإخراج المتميز “آدم ماكاي” وبمشاركة باقة من ألمع نجوم هوليوود ، من بينهم “ميريل ستريب” و”كيت بلانشيت” و”جينيفر لورانس” و”جونا هِل” ، ومن المقرر لهذا الفيلم أن يصدر بدور العرض السينمائي بالعام الحالي 2021 .

Dr.TarekOraby@gmail.com

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.