كتب : أحمد السماحي
عام 1983 تلقى النجم الراحل (سمير غانم) وسام فني كبير، وشهادة ذهبية مكتوبة بحروف النوتة الموسيقى من الموسيقار المبدع (محمد عبدالوهاب) ظل يتذكره في بعض أحاديثه التليفزيونية منها حديثه منذ سنوات مع الفنانة (صفاء أبوالسعود) في برنامجها الشهير(ساعة صفا) حيث قال نجم الكوميديا: بعد تقديمي إحدى حلقات فوازير رمضان والتى قلدت فيها الموسيقار الكبير (محمد عبدالوهاب) فوجئت في أحد الأيام باتصال مطرب الملوك والأمراء بي على تليفون المنزل، فى البداية ظننت أن أحد المعجبين يقلد صوته، لكن بعد حوالي دقيقة من الكلام تبينت حقيقة صوته، وفى المكالمة أثنى علي أدائي فى الحلقة التى قلدت فيها.
وقبل إنهائه للمكالمة – التى كنت في شك وريبة منها خوفا ليكون أحد المعجبين متقمصا لشخصية عبدالوهابـ ـ عزمني عنده في البيت على الغذاء فى تمام الساعة الواحدة ظهرا، وبعد أن أغلق الخط، جاءني اتصال من الكاتب الصحفي الكبير (محمود عوض) وسألني: هل اتصل بيك محمد عبدالوهاب؟! فرددت بالإيجاب، وتأكدت إنني لا أحلم وأن (عبدالوهاب) بنفسه اتصل بي وهنأني على تقليدي له في الفوازير.
وبعد أن صحوت من حلم اليقظة، وفي اليوم التالي مر بي (محمود عوض) فى تمام الساعة الثانية عشر ظهرا، واصطحبني بسيارته لمنزل الموسيقار (محمد عبدالوهاب) الذي استقبلني بحفاوة كبيرة وقبل الغذاء منحني أكبر وسام فني عندما قال لي أمام محمود عوض: ( يا ابني انت شكلك وسيم، وأسنانك بيضاء مثل اللؤلؤ، ورغم هذا تضحكني من القلب عكس بعضهم يحتاج إلى مجهود حتى يضحكني)، واعتبرت ما قاله موسيقار الأجيال أكبر شهادة حصلت عليها وأرفع وسام فنى زينت به مشواري.
رحم الله نجم الكوميديا الكبير (سمير غانم) الذي طالما أسعد الجميع بخفة ظله، وحضوره، وإفيهاته التى كان يحرص على ارتجالها لإسعاد الجمهور، والذي أحزن مصر كلها، وتحولت أمس وبعد وفاته كما ذكر مبدعنا الكبير (عصام السيد) إلى سرادق عزاء كبير.
جدير بالذكر أن جنازته أمس الجمعة شهدت حضورا فنيا وجماهيرا كثيفا على غير العادة فى الجنازات الفنية، حيث شارك فى حضور الجنازة عدد كبير من النجوم والجمهور والمسؤولين، منهم وزيرة الثقافة الدكتورة (إيناس عبد الدايم)، ومن الفنانين ميرفت أمين، ويسرا، وبوسى، وإلهام شاهين، شيماء سيف، ولبلبة، وهانى رمزي، وبيومى فؤاد، وعمرو سعد، وشريف رمزي، وماجد المصرى، وروجينا وزوجها الدكتور أشرف زكى، نقيب المهن التمثيلية، ومنير مكرم وكيل نقابة المهن التمثيلية، ومحمد أسامة (أوس أوس)، والمخرجة إيناس الدغيدى والإعلاميان بوسى شلبى وعمرو الليثى، والمنتج والفنان هشام جمال، والمطرب محمد حماقى، والراقصة دينا، والسيناريست عمرو محمود ياسين، إلى جانب أسرة النجم الراحل ابنتيه (إيمى ودنيا سمير غانم وزوجيهما حسن الرداد ورامى رضوان).
فضلا عن أقارب النجم الراحل، وانهارت شقيقته ودخلت فى نوبة بكاء حاد، حزنا على رحيله، كما انهارت ابنتاه (دنيا وإيمي) خلال أداء صلاة الجنازة، ورافق الحضور الجثمان حتى تم دفنه بمقابر الأسرة بالوفاء والأمل، وحمل نعشه الإعلامي (رامي رضوان) والفنانون (حسن الرداد)، زوجا ابنتيه، و(عمرو سعد وهشام جمال وشريف رمزى)، والتى شهدت زحاما كبيرا واشتباكا بين أقارب الراحل والمصورين بسبب ضيق المكان داخل المقابر وعدم استيعابها الحضور الكثيف.