كتب : أحمد السماحي
تميز شهر رمضان هذا العام بوجود كم هائل من الأعمال الدرامية وصلت إلى 26 عملا، أثبت بعضها وجوده بتكامل جميع عناصر النجاح فيه، وغرق بعضها الآخر في الخزعبلات والبلطجة والعنف وتاه في زحمة المسلسلات ولم يشعر به أحد، أو شعر وسخر من أحداثه! كما حدث في مسلسلات (نسل الأغراب، وكل ما نفترق، كوفيد 25، ملوك الجدعنة، موسى).
وسببت النهايات المفتوحة التى تعتبر تيمة ليست بجديدة على الدراما المصرية، لكنها انتشرت بشكل قوي خلال السنوات القليلة الماضية، واستخدمها بعض من المؤلفين في أعمالهم هذا العام، سببت ردود أفعال قوية، واختلاف في وجهات النظر بين المشاهدين، حيث انقسم الجمهور ما بين مؤيد ومعارض للنهايات المفتوحة للأعمال الدرامية فرغم أن الكثير منها ضاع بانتهاء رمضان وقدوم العيد، إلا أن البعض الآخر سبب حالة من الرضا التام لتوافق النهاية مع أحداث المسلسل، أوالإحباط وخيبة الأمل لعدم وجود أي منطق فيها.
وانتهت الثلاث مسلسلات الهامة التى حققت نسب مشاهدة عالية وإعجاب من الجمهور وهي (الاختيار2، هجمة مرتدة، القاهرة كابول) بالنهايات المفتوحة التى آتت تمهيدا لوجود جزء ثان من العمل، وقد رأى بعض المؤلفين الاستعانة بالنهايات المفتوحة بسبب بناء جزء ثان للعمل، بعد أن لاقى الجزء الأول استحسان وإعجاب الجمهور وهذا ما حدث في مسلسلي (الاختيار 2، وهجمة مرتدة) حيث جاءت الحلقة الإخيرة لتعلن عن وجود جزء جديد.
والبعض الآخر من الكتاب يرى أن النهاية المفتوحة للأعمال الدرامية مخرجا أدبيا وفنيا رائعا، حيث تفتح في ذهن المشاهد أبوابا من التخمينات، التي تجعله يتخيل النهاية التي يريدها، بالشكل الذي يتناسب مع شخصيته وأفكاره، بالإضافة إلى أن النهايات ليست شرطا أن تأتي جميعها مثالية أو تكون واضحة، لأن العمل الدرامي من المفترض أنه من أرض الواقع الذي نعيشه.
وهذا الرأي آمن به الكاتب المبدع (عبدالرحيم كمال) صاحب مسلسل (القاهرة كابول) الذي أكد لـ (شهريار النجوم) أنه كتب المسلسل وليس في ذهنه وجود جزء ثان، لكن نجاح العمل وفهم البعض للنهاية المفتوحة على أن هناك جزء ثان ــ فرغم سعادته به ــ إلا أن هذا كلام سابق لأوانه، وستتضح الرؤية خلال الأسابيع القليلة القادمة.