(فاصل ولا نعود)
بقلم : محمد شمروخ
لم أكن وحدى الذي شكوت من أننى لم أستطع أن أتابع مسلسلا واحدا في رمضان، بل وجدت كثيرا من الناس حالهم كحالى لم يتابعوا مسلسلا كاملا، مع أن كثيرين منهم لديهم شغف كبير بالدراما، والسبب المشترك بينى وبينهم هو هجوم الفواصل الإعلانية المباغت الذي يقطع الاندماج، فنضطر إلى الانتظار أو التحول إلى قناه أخرى لنشاهد مقاطع أخرى من مسلسلات أخرى لتباغتنا فواصل إعلانية أخرى.
ولا شك أن عناصر الجذب في الإعلانات قد أدت مفعولها إلى درجة أنها يمكن أن تكون هي حديث الناس بدلا من المسسلسلات التى بات إنتاجها أساسا مرهونا بهذه الفواصل حتى صار الإعلان أحيانا أكثر جذبا من المسلسل نفسه!
ولا شك أن السادة السينارستية قد وضعوا في اعتبارهم هذه الفواصل عند تأليف الحلقات، فتجد المفاجآت موضوعة بعناية في الأحداث لتكون في نهاية مشهد القطع ليضطر المشاهد المسكين إلى الصبر ويكظم غيظه ويطفئ نيران دمه المشتعلة بمباغتة الفاصل، فما يلبث أن يندمج قليلا مع الإعلانات المتوالية حتى ينسى حرقة الدم ثم يعود المسلسل بعد عهد طوييييل ليكمل بقية المفاجآت البايخة والمشاهد، يا عينى عليه، حائر بالريموت بين القنوات وكل ما ييجى يندمج مع القصة يدهمه الفاصل حتى يضطر للاستسلام لقدره المحتوم وافصل نفسك شوية من الغم مع الفاصل واتبسط واحلم حتى يعود لك النكد المسلسلاتى.
ومن لديه طاقة وصبر (باستثناء السيدات الفضليات اللاتي لا تشكل هذه الأزمة أي ضيق لهن ويتابعن الأحداث في كل حلقة بقدرة هائلة على التذكر والتمييز) لكن في النهاية خرجت من رمضان خالى الوفاض من متابعة أي مسلسل، بلا أخفيك سرا وحياة من جمعنا من غير فاصل، ولا حتى حلقة على بعضها، وكذلك أصارحك بأنى مازلت حاسدا أولئك الذين لديهم قدرات خارقة على أن يكملوا الحلقات حتى الليلة الأخيرة من رمضان بدرجة من اليقظة ووعدم التأثر بتغيير “المود” ثم المتابعة بلا كلل ولا ملل.
يعنى أكدب عليك لو قلت لك إنى شاهدت حلقة واحدة على بعضها من العشروميت مسلسل ولا حتى إعلانا كاملا على بعضه.
وارجع أصبر نفسي وأقول يبقالها بعدك يا رمضان، وأقعد أمزمز في المسلسلات حلقة حلقة ومشهد مشهد، كما حدث في العام السابق وقبل السابق، خاصة أن الليل الرمضانى يبدو كبروموهات لتلك الأعمال، فلا أكاد أحول من قناة حتى أنسى ما كنت أتابعه قبلها.. طيب هو المسلسل الفلانى كان على أى قناة؟!.. وزاد وغطى أنى وجدت نفسي أخلط الأحداث في بعضها حتى ظننت أن خالد الصاوى أو محمد ممدوح – كمثالين – أنه كان لكل منهما دور بشخصيتين في قصة واحدة على غرار دكتور جيكل ومستر هايد ولكن اكتشفت أنهما شاركا في بطولة مسلسلين بقصتين منفصلتين ولا جيكل ولا هايد!
يخرب بيت الفواصل.. دخلت المشاهد على بعضها والممثلين على بعضهم.
لكن ممكن سين سؤال: هل يدرك المخرجون هذا.. ويا هل ترى السينارستيون يوافقون؟!
جيم جواب : الغريب أنه مازالت لديك هذه القدرة العجيبة على السذاجة، فكأنما كان الأمر له علاقة بالمخرج أو السناريست، ذلك لأن كليهما تنتهى علاقته بعمله بمجرد تسليمه للعرض وليس له أى شأن بما سيحدث له من تقطيع بسبب الإعلانات، فالمبدأ راسخ بأن “السبوبة أكبر من أى سبب”.
ماشي.. بس عندي سؤال تاني: هم الإخوة من الممثلين الحارقين لدمائهم في انفعالاتهم وإخراج كل مالديهم من طاقات فنية وفيهم نجوم سوبر، ألا تؤثر تلك الفواصل على متابعة الجماهير لأدوارهم؟
جيم جواب تانى: وحياة النعمة دي سذاجة أكثر من الأولانية!
بقى يا راجل المليارات والملايين نازلة تنهال زي الرز هنا وهناك، ما بين أجور فنانين وتكاليف إنتاج ودعاية والذي منه، وتهبط هذه الأموال من وكالات الإعلانات حتى يصبح الحوار في حقيقته، حوارا ما بين المليارديرات من جانب وأتباعهم من المليونيرات من جانب آخر، يعنى رأس المال كان إنتاجا أو إعلانا هو المسيطر والمتحكم وبالتالي م حقه أن يحدد متى سنذهب ومتى سنعود.. ثم تسأل مثل هذه الأسئلة؟!
طيب بالعند في كل هذه السذاجة.. والنعمة ما أنت مكمل المقال وروح دور على ماسبيرو زمان بتاعتك وركز في الشغل القديم وبس!.