تعرف على الأغنية الممنوعة لماهر العطار التى أفرج عنها حسني مبارك
كتب : أحمد السماحي
من الأغنيات الوطنية الجميلة التى تدعو وتحث على العمل وحب مصر المحروسة، والانصهار والذوبان في بعض، أغنية (يا ما زقزق الأمري على ورق الليمون) لصوت الشباب المطرب (ماهر العطار) الذي رحل عنا منذ أيام قليلة، الأغنية أول أغنية كتبها المبدع (سيد حجاب) أحد صانعي الأحلام والمحرضين على التمسك بها في الزمن الصعب، والذي كتب عن الناس وأحلامهم وأوجاعهم، ولحن الأغنية المبدع الذي لم يأخذ حقه ولا حظه من الشهرة والأضواء (إبراهيم رجب) .
لهذه الأغنية الجميلة الهادفة قصة طريفة للغاية حكاها لي ملحنها (عم إبراهيم) كما كان يحب أن أناديه، والحكاية ببساطة: أنه بعد نجاح الأغنيتين اللتين قدمهما للعندليب الأسمر (عبدالحليم حافظ) وهما (من قلب المواكب، ويا بلادنا لا تنامي) وحققتا نجاحا طيبا، سعى كتير من المطربيين للتعاون مع (إبراهيم رجب) وأخذ أغنية منه، من هؤلاء المطربيين، (ماهر العطار) الذى أعجبه الإطار اللحني والكلمات المختلفة في الأغنيتين، وتمنى أن يقدم أغنية وطنية على نفس المستوى، وفى هذه الفترة كان (إبراهيم رجب) يجلس كثيرا مع مجموعة من الشعراء الشباب وتربطهم به صداقة وطيدة من هؤلاء (صلاح جاهين، عبدالرحمن الأبنودي، سيد حجاب، عبدالرحيم منصور) وغيرهم .
وفى أحد الأيام قرأ الشاعر (سيد حجاب) الذي كان يتلمس طريقه كلمات أغنية (يا ما زقزق الأميري) وأعجب بكلماتها (إبراهيم رجب) جدا، خاصة أن كلماتها الوطنية تبتعد عن (الإكليشهات) المعروفة والكلمات المستهلكة في الأغنية الوطنية، فهى دعوة قوية لحب مصر عن طريق العمل، ولحنها بالفعل وعرضها على (ماهر العطار) الذي سعد بها جدا وبدأ يرددها في كل مكان.
وحققت الأغنية نجاحا كبيرا – ومازالت – وفي 28 سبتمبر عام 1970 رحل الرئيس (جمال عبدالناصر)، وبعد أسابيع قليلة تولى حكم البلاد الرئيس (محمد أنور السادات)، وبعد توليه الحكم مباشرة كانت أغنية (يا ما زقزق الأمري) تذاع بصورة مكثفة نظرا لجمال كلماتها ولحنها، وحب الجمهور المصري لها، لكن بعض الخبثاء (وشوش) فى أذن الرئيس (السادات) أن هذه الأغنية التى تذاع كل صباح تقريبا، أغنية في حب الرئيس (جمال عبدالناصر) ففي أحد أبياتها يقول (سيد حجاب): (علشان بلدنا يا وله، وجمال بلدنا يا وله كله يهون).
وتنبه الرئيس لما قاله أحد المخلصين له، وتم منع إذاعة الأغنية، وحذف إسم الرئيس (جمال عبدالناصر) من كل الأغنيات الوطنية، وبالفعل تم تنفذ الأمر، وعاش عم (إبراهيم رجب) – كما قال لي – في حيرة، وكان يتسأل بينه وبين نفسه عن سر عدم إذاعة الأغنية فجأة بعد أن كانت تذاع بصورة منتظمة، وبعد مرور سنوات نسى الأمر، حتى قابل أحد المسئولين فى الإذاعة الذي أخبره بقصة منع الأغنية لأنها تشيد بالرئيس (جمال عبدالناصر) ولا يصح إذاعتها في وجود رئيس جديد.!
وحلف (عم إبراهيم) للمسئول أنهم لا يقصدون (جمال عبدالناصر) ولكنهم يقصدون جمال مصر!، ولكن لا حياة لمن تنادي.! وظل الأمر ساريا على الأغنية وبعض الأغنيات الوطنية التى يتم فيها ذكر إسم (جمال عبدالناصر)، حتى تم إغتيال واستشهاد الرئيس (السادات) يوم 6 أكتوبر 1981 ، بعدها تولى الرئيس (محمد حسني مبارك) الحكم، وسمح بإذاعة كل الأغنيات الوطنية كما كتبت ولحنت وبدون حذف إسم الرئيس (جمال عبدالناصر).
وأثناء ذلك نسى المسئولين فى الإذاعة إعادة إذاعة أغنية (يا ما زقزق الأمري) وفى هذه الفترة جمعت المصادفة الرئيس (حسني مبارك) بالمطرب (ماهر العطار) وفى نهاية مقابلتهما تمنى (العطار) أن يعطي الرئيس أوامره للمسئولين فى الإذاعة بإذاعة أغنية (يا ما زقزق الأمري) وهنا اندهش الرئيس (حسني مبارك) وسأله: (هي الأغنية دي ممنوعة ليه، دي أغنية حلوة ومفرحة)، فحكى العطار للرئيس عن سر منعها فضحك (حسني مبارك) من غرابة المنع!، وأعطى أوامره للمسئولين وعادت الأغنية تصدح من جديد، وتبث فى كل محطات الإذاعة، وتقول كلماتها :
ياما زقزق القمري على ورق الليمون
علشان بلدنا يا وله، وجمال بلدنا يا وله
كله يهون ، كله يهون
ياما زقزق القمري على ورق الليمون
شيلني شيل ياجدع على كل كتف اشيل جبل
عمر الكتاف ما هتنخلع مادام بيحلو العمل
ولو رمينا سنبلة بكرة تكون حمول كتيرة متلتلة
علشان بلدنا يا وله وجمال بلدنا يا وله كله يهون
احنا اتقابلنا بغير ميعاد ياميت حلاوة ع اللقا
جايين ومن كل البلاد من ملوي و الغردقة
ماتقلوش انا من المنزلة ولا سنديون
ولا م الباجور ولا من تلا
علشان بلدنا يا وله، وجمال بلدنا يا وله، كله يهون
ياما زقزق القمري على ورق الليمون
علشان بلدنا يا ولا وجمال بلدنا يا ولا كله يهون.