صلاح السعدني عمدة الفن وأرابيسك شهر رمضان
كان بين الفنانيين زمان علاقة أقرب إلى الأخوة الصادقة، يعيشون طوال أيام التصوير علاقات صداقة بريئة، وزمالة محترمة، بعيدة عن المصالح الضيقة، والمنافع المؤقتة، والشوائب المكدرة، علاقة قائمة على الثقة والمودة والبساطة، أساسها الصدق وفروعها الكلمة الطيبة وإحسان الظن والألفة، لهذا كانوا يجتمعون دائما فى بداية أي فيلم أونهايته ليأخذون مع بعضهم صورة تذكارية أو ” سيلفي” بلغتنا الآن.
كتب: أحمد السماحي
هذا الأسبوع ونحن نودع شهر رمضان الكريم لم نجد أفضل من النجم كبير (صلاح السعدني) الذي أمتعنا كثيرا بأعماله المتميزة التى عرضت في هذا الشهر الكريم، ومن خلالها نسج لنا أعمالا تحولت مع الأيام إلى علامات بارزة فى شهر رمضان وفي تاريخ الفن المصري، وكان حضوره فى هذه الأعمال بمثابة النسمة الرقيقة في نهار صيف قائظ الحرارة، وإذا كان هذا النجم غاب عن الفن لظروف خاصة به، وحرمنا من متعة مشاهدة أعماله الاجتماعية المغزولة من نسيج الشارع المصري.
فهذا الأسبوع قررنا أن نتوقف معه في باب (سيلفي النجوم) ونعرض له صورة مع النجوم المحبوبين (حسين ومصطفى فهمي، ورانيا فريد شوقي، ولقاء سويدان) فى إحدى المناسبات الخاصة التى جمعتهم.
والمتابع الجيد لمشوار (السعدني) يجد أن أشهر أعماله التليفزيونية عرضت فى شهر رمضان منذ منتصف الستينات عندما قدم مسلسل (لا تطفئ الشمس) ثم (الضحية، الساقية، أبنائي الأعزاء شكرا، صيام صيام، عصر الحب، عيلة الدوغري، بين القصرين، قصر الشوق، ليالي الحلمية، أرابيسك، حلم الجنوبي، جسر الخطر، نقطة نظام، الباطنية، وعمارة يعقوبيان).
وفى كل هذه الأعمال لم يبتعد عن الطبقة الاجتماعية المتوسطة والبسطاء والمهمشين، وكان صادقا مع نفسه وقدم أعمالا تشبهه، فأعماله تجيد العزف على المشاعر وتتطرق لأدق التفاصيل الإنسانية، وعبر فيها عن شباب ورجال نراهم كثيرا في الحواري المصرية، وفى الأحياء الشعبية المكتظة بالسكان، فوجهه يذكرك بأنه لعب الكرة الشراب معك في الشوارع، وجرى معك وراء عربات الرش، وتعارك مع (طوب الأرض) حتى اكتسب شقاوة وشيطنة، ولم لا فوجه، وجها مصريا وديعا، ولديه ابتسامة تشع من القلب، هذا الوجه صاحبنا في أحلامنا وأمانينا وإحباطاتنا، ونتمنى له كل الخير والسعادة بقدر ما أسعدنا وأمتعنا كثيرا.