بقلم : محمد حبوشة
الممثلون الحقيقيون هم من بين القلة من الفنانين الذين لا يمكنهم فصل وسائل التعبير لديهم عن أنفسهم، لأنهم يبدعون باستخدام أجسادهم وأصواتهم وميزاتهم النفسية والعقلية؛ أي أن إبداعهم لا ينفصل عن شخصياتهم، إنه لمن الصعب فصل موهبة الممثل وإبداعه عن شخصيته، غير أن التمثيل فن، وكما هو الحال في أي فن، فلا بد من توافر عناصر أساسية لدى الممثل، مثل المقدرة والدراسة والممارسة، ويحتاج الممثلون إلى أجساد مرنة مطواعة معبرة. ويتحتم عليهم استخدام أجسادهم لعرض مواقف عديدة ومتنوعة، ويمكنهم اكتساب هذه الخبرات بدراسة مقررات في الحركة على المسرح والرقص والمبارزة بالسيف، أو باشتراكهم في تمارين رياضية تتطلب الكثير من التنسيق والقدرة.
تماما هذا هو حال ضيفنا في باب “بروفايل” لهذا الأسبوع الفنان القدير “أحمد بدير” الذي برع في رمضان هذا العام في تجسيد 3 شخصيات مختلفة في ثلاثة مسلسلات هى (المداح – بين السما والأرض – بنت السلطان)، وعلى الرغم من أنه يطلق عليه رئيس جمهورية الضحك في هذا الزمان إلا أن أداءها الترجيدي كان لافتا للغاية في مسلسل (المداح) تحديدا، من خلال تجسيد شخصية الشيخ (سلام) إمام المسجد في إحدى قرى الفيوم، حيث حقق من خلال هذا الدور معادلة أن فن التمثيل هو فعل التقمص من خلال عملية ذوبان ذات الممثل الإنسان وانصهارها بذات الممثل الشخصية وهذا الذوبان احتاج منه توظيف علاماتي تحويلي تتحول فيه صفات وسلوك ومشاعر وما يتعلق بعناصر التعبير الداخلية والخارجية من علامات الممثل الإنسان إلى علامات الممثل الشخصية عندها يحدث فعل التقمص
الصدق والإيمان في الأداء
وعليه فقد قام الأداء التمثيلي من جانب “أحمد بدير” في هذا المستوى بطريقة بعيدة عن ميزات وخصائص شخصية الممثل الإنسان إذ تتطلب عملية التحول إلى الصدق والإيمان بحيث يتحول فعل الأداء التمثيلي على شاشة التليفزيون ويتطابق مع الحقيقة العامة بهدف تحقيق فعل الإيهام، عندما تصل هذه الرسالة الأدائية بوعيها بالإيهام مما يعني إن سلطة القراءة التأويلية قد هيمنت عليها دالة الاندماج بحيث يتحول المشاهد إلى مستقبل متعاطف مندمج مع مستوى الأداء التمثيلي المتقمص، كما فعل “بدير” في التماهي مع شخصية الشيخ الذي احترف أعمال السحر والشعوذة في الماضي، لكنه تاب ورجع إلى ربه مستغفرا، وحاول جاهد مع ابنه بالتبني (صابر/ حمادة هلال) أن يبعده عن هذا الطريق الوعر الذي حتما سيؤدي به إلى الهلاك.
استطاع أحمد بدير بأسلوبه السلس في التمثيل من خلال مسلسل (المداح) أن يكشف عن ممثل قادر على تحويل الخطاب المتخيل إلى خطاب واقعي حياتي يستنبط حسه من فعل الملاحظة ويجسدها تعبيريا بالوحدات والفترات الأدائية القادرة على خلق صفة كشف حقيقة الحياة الإنسانية عن طريق الصدق والإيمان، وأثبت لنا مع شخصية (الشيخ سلام) إن خلق هكذا نوع من الاستجابة ترتبط بكشف الفعل المتغلغل الناتج عن التنامي الدرامي وتأثيره على المشاهد بهدف إرضاء رغبته في التلقي الجمالي وإشباعها عن طريق الاندماج والتفاعل مع إيقاع الأداء، والتلقي عنده هنا اعتمد على المعايشة المستكينة ضمن إطار القراءة التفاعلية الاندماجية ذات التأثير الإيهامي الذي يهيمن على رسالة المسلسل الأساسية.
يقوم بدور حقيقي
وإذا كان التركيز شيئًا مهما للممثل، فإن أحمد بدير كان على درجة من الحرفية بتركيز سمح له أن يكون ممثلا قادرًا على زج نفسه في مواقف خيالية لحجب جميع المؤثرات الخارجية عنه، موهمًا نفسه بأنه لا يمثل بل يقوم بدور حقيقي، وحتى يتسنى له فعل ذلك، يجب عليه التركيز والاستماع للممثلين الآخرين في المسلسل والاستجابة لما يقولون بشكل جيد، ويتطلب ذلك منه أيضا التركيز على كل لحظة بدلاً من ملاحظة الحدث وانتظار ما سينتج عنه، وعن طريقة الحركة والإشارة أتقن طريقة مشي شخصية الشيخ وقامتها وإشاراتها ومميزاتها الجسمانية الخاصة، صحيح أن المخرج يعرض إطار حركة الشخصية العام، غير أن الممثل هو المسؤول عن إخراج هذا النموذج التجريدي إلى حيز الوجود، وذلك بقدرته على فهم هدف كل دافع عاطفي وراء كل حركة تقوم بها الشخصية، هذا فضلا عن امتلاكه ميزات الصوت التي تحتم على الممثل أن يدرس متطلبات كل مشهد على حدة، كما فعل (بدير) في بعض المشاهد بأبوية ناعمة، وهذه تتطلبت صوتا ناعما خافتا؛ أما المشاهد الصاخبة فتتطلبت منه أصواتا مرتفعة جهورية وحادة .
نجم من طراز فريد
هو نجم من طراز فريد، له لمساته الخاصة على أى عمل فنى يشارك فيه، حتى وإن كان دوره ثانويا، فلا بد من أن يترك أثرا كبيرا فى قلوب المشاهدين، كما أنه قضى سنوات حياته على خشبة المسرح لعشقه له، فيحرص على تقديم عرض مسرحى كل عام، وأطلق عليه رئيس جمهورية الضحك، جراء تميزه فى أعماله الفنية بالضحكة الصادقة، حيث يدخل دون استئذان قلوب المشاهدين، ومن ثم حفر اسمه فى قلوب عاشقيه بخفة ظله، وحركاته جسده المرأ وروحه المداعبة، وبالأخص في الأدوار الكوميدية، ولا أحد منا يستطيع أن ينسى دور “عبد العال” في مسرحية “ريا وسكينة” التي ما زلنا حتى الآن نشاهدها، و مسلسل “يا انا يا جدو” الذى قدم من خلاله شخصية الجد “إسماعيل باشا”، وأشاد الجمهور ببراعته واصفين إياه بـ”غول الكوميديا”، لبراعته في الأداء ونجاحه في إلقاء الإفيهات الكوميدية التي تجلب السعادة والبهجة في قلوب عشاق فنه.
ولد أحمد بدير في محافظة قنا في مصر لأب وأم صعيديين ، نوشأ وتربى تربية دينية على القيم الإسلامية السمحة، درس في مدارس قنا وبعد حصوله على الثانوية العامة التحق في جامعة القاهرة في كلية الآداب، وتخرج منها، ورغم أنه لم يدرس التمثيل لكنه كان شغوفاً بالمسرح، دفعه شغفه بالمسرح إلى العمل على خشبة مركز الشباب، حيث عمل مؤلفا ومخرجا وممثلا، انتقل بعدها إلى الإذاعة المصرية حيث شارك بالعديد من الأعمال الإذاعية ومن هناك كانت بدايته الحقيقية.
بداياته في السبعينيات
في أوائل السبعينيات من القرن الماضي، كانت بدايات أحمد بدير الفعلية من خلال مشاركته بدور صغير في فيلم (العصفور) للمخرج الكبير يوسف شاهين، بعدها بدأ ظهور أحمد بدير بالعديد من الأفلام (حوالي 70 فيلما) وعشرات من المسلسلات التلفزيونية والإذاعية والمسرحيات، وفي فترة السبعينات شارك أيضا في العديد من الأعمال وهى: المسلسل الإذاعي “البراري والحامول”، مسلسل “المارد”، فيلم “الحب الذي كان”، فيلم “حمام الملاطيلي”، فيلم “الكرنك”، مسلسل “اللسان المر”، فيلم “عودة الأبن الضال”، مسرحية “بنسيون الاحلام”، مسلسل “ايام الشقاوة”، فيلم “الزوج المحترم”، فيلم “شيلني وأشيلك”، فيلم “اسكندرية ليه”، مسلسل “برج الحظ”، مسلسل “أحلام الفتى الطائر”، فيلم “أولاد الحلال”، فيلم “اللعبة”، مسرحية “بكالوريوس في حكم الشعوب”، فيلم “الاعتراف الاخير”، فيلم “وراء الشمس”، فيلم “شفيقة ومتولي”، مسلسل “زينب والعرش” وفيلم “نوع من النساء”.
ريا وسكينة أبرز أعماله
خلال سنوات الثمانيات عرفت مسيرته الفنية أدوار مهمة أثرت على الجمهور منها مشاركته في مسرحية “ريا وسكينة” مع الفنانة شادية وسهير البابلي وعبد المنعم مدبولي ومن إخراج حسين كمال، فيلم “كم أنت حزين أيها الحب”، فيلم “درب الفنانين”، فيلم “الجحيم”، مسلسل “أيام لا تضيع”، فيلم “علامة معناها الخطأ”، مسلسل “أبواب المدينة” في عدة أجزاء، مسلسل “محمد رسول الله”، فيلم “أمهات في المنفى”، فيلم “أنا المجنون”، فيلم “القرش”، مسلسل “رجل بلا ماضي”، مسلسل “وتوالت الأحداث عاصفة”، فيلم “أرزاق يا دنيا”، فيلم “على باب الوزير”، فيلم “الغيرة القاتلة”، فيلم “العوامة 70″، فيلم “من الذي قتل هذا الحب”، فيلم “إضراب المجانين”، فيلم “جدعان باب الشعرية”، فيلم “مملكة الهلوسة”، فيلم “المدمن”، فيلم “وحوش الميناء”، فيلم “عنتر شايل سيفه”، فيلم “عضة كلب”، فيلم “اللعنة”، فيلم “بنات ابليس”، فيلم “مين فينا الحرامي”، فيلم “مطلوب حياً أو ميتاً”، فيلم “الليلة الموعودة”، فيلم “فقراء لا يدخلون الجنة”، فيلم “الطائرة المفقودة”، فيلم “طابونة حمزة”، فيلم “الأوغاد”، فيلم “التريللا”، مسلسل “الزنكلوني”، فيلم “أيام التحدي”، مسلسل “حكايات هو وهي”، فيلم “مغاوري في الكلية”، فيلم “لست مجرماً”، فيلم “الزمار”، فيلم “السيد قشطة”، فيلم “ملف في الآداب”، فيلم “سعد اليتيم”، تمثيلية “فندق النجوم الزرقاء”.
وفي فترة الثمانينيات قدم أيضا: فيلم “خلي بالك من عقلك”، فيلم “الرجل الذي عطس”، مسلسل “غوايش”، فيلم “الوزير جاي”، فيلم “الحدق يفهم”، فيلم “سري للغاية”، فيلم “ناس هايصة وناس لايصة”، فيلم “حب فوق السحاب”، فيلم “مشوار عمر”، فيلم “الأوباش”، فيلم “فيش وتشبيه”، فيلم “الطوق والأسورة”، فيلم “الصبر في الملاحات”، مسلسل “لا إله إلا الله” الجزء الثالث، مسرحية “عسل وسكر”، مسلسل “ولدي”، مسلسل “برج الأكابر”، مسلسل “الهروب إلى السجن”، فيلم “المنحوس”، فيلم “بنات حارتنا”، مسرحية “ع الرصيف”، فيلم “سكة سفر”، مسلسل “البشاير”، فيلم “البدرون”، فيلم “غابة من الرجال”، فيلم “العصابة”، فيلم “عزبة الصفيح”، فيلم “أبناء وقتلة”، مسلسل “نار ودخان”، فيلم “تلامذة آخر زمن”، فيلم “طير في السما”، فيلم “ليلة القبض على بكيزة وزغلول”، مسلسل “تزوج وابتسم للحياة”، مسلسل “اللي معاه قرش”، فيلم “أيام الرعب”، فيلم “حالة تلبس”، فيلم “ملف سامية شعراوي”، فيلم “الدنيا على جناح يمامة”، فيلم “البوليس النسائي”، فيلم “بطل من ورق”، فيلم “نشاطركم الأفراح”، فيلم “الشاويش حسن”، مسرحية “الصعايدة وصلوا”، مسلسل “الكهف والوهم والحب”، فيلم “إغتصاب”، فيلم “الإرهاب”، فيلم “الكداب وصاحبه” وفيلم “عائلة مشاغبة جداً”.
إثنين في الهوا
خلال سنوات التسعينات شارك في العديد من الأعمال وهى: فيلم “جحيم 2″، مسرحية “إثنين في الهوا”، فيلم “جريمة إلا ربع” مسرحية “الدور الرابع شقة 9″، مسلسل “مطلوب عروسة”، فيلم “ابناء الغربة”، فيلم “أنا وحماتي والزمن”، فيلم “الأستاذ”، فيلم “درب الرهبة”، فيلم “أقتل مراتي ولك تحياتي”، فيلم “الذل”، فيلم “الخطر”، فيلم “صف عساكر”، فيلم “صبيان المعلم”، فيلم “شوادر”، مسرحية “كرنب زبادي”، مسلسل “ولا زال الوقت لدينا”، فيلم “سمع هس”، فيلم “المزاج”، مسرحية “أنا وهي والكمبيوتر”، فيلم “مبروك ألف مبروك”، فيلم “السرعة لا تزيد عن صفر”، فيلم “دموع صاحبة الجلالة”، فيلم “فتحية والمرسيدس”.
ومن أبرز أعماله في فترة التسعينيات فيلم “الراقصة والسجان”، مسلسل “ابرياء في المصيدة”، فيلم “فارس المدينة”، فيلم “دائرة الموت”، مسلسل “ناس ولاد ناس”، مسرحية “جوز ولوز”، مسلسل “ألف ليلة و ليلة الشاطر حسن”، فيلم “المليونير الصعلوك”، مسرحية “تكسب يا خيشة”، فيلم “تعالب أرانب”، فيلم “المهاجر”، فيلم “اللي رقصوا على السلم”، سهرة تلفزيونية “المستند الأخير”، فيلم “اغتيال فاتن توفيق”، مسلسل “الزيني بركات”، فيلم “هدى ومعالي الوزير”، فيلم “في الصيف الحب جنون”، مسلسل “مستر شو”، مسلسل “زيزينيا” الجزء الأول، فيلم “إمرأة فوق القمة”، مسرحية “تيجي تصيده”، مسلسل “أحلام مؤجلة”، فيلم “جمال عبد الناصر”، مسلسل “الغروب لا يأتي سراً” وفيلم “الإمبراطورة”.
بنات وسط البلد
خلال سنوات الألفية الجديدة قدم العديد من الأعمال وهى: مسلسل “سوق الرجالة”، مسلسل “الحسن البصري”، مسلسل “زيزينيا” الجزء الثاني، مسرحية “دستور يا أسيادنا”، مسرحية “عيلة 10 نجوم”، فيلم “الأجندة الحمراء”، فيلم “جحيم تحت الأرض”، مسلسل “إحنا نروح القسم”، فيلم “سكوت ح نصور”، فيلم “العاشقان”، مسرحية “آه يا عقلي”، مسلسل “اجري اجري اجري”، مسلسل “السيرة العاشورية الحرافيش” الجزء الأول، مسلسل “بعاد السنين”، مسلسل “أبيض × أبيض”، مسلسل “نجمة الجماهير”، مسلسل “الناس في كفر عسكر”، مسلسل “القاهرة منفلوط والعكس”، مسلسل “بطة واخواتها”، مسلسل “السلمانية”، فيلم “بنات وسط البلد”، مسلسل “المنادي”، مسلسل “السيرة العاشورية الحرافيش” الجزء الثاني، مسلسل “أحلامنا الحلوة”، مسلسل “نصر السماء”، مسلسل “عايش في الغيبوبة”.
وبرز في الألفية الجديدة من خلال فيلم “مهمة صعبة”، مسلسل “أصعب قرار”، مسلسل “سوق الخضار”، فيلم “عمارة يعقوبيان”، مسلسل “سفير النوايا الحسنة”، مسلسل “حاسبوا منه”، فيلم “حين ميسرة”، مسلسل “أغلى الناس”، مسلسل “بنت من الزمن ده”، مسلسل “العمدة هانم”، مسرحية “مرسي عاوز كرسي”، فيلم “كباريه”، مسلسل “عائلة نجفة”، مسلسل “إسماعيل يس أبو ضحكة جنان” ومسلسل “وكالة عطية”.
عام 2010 شارك أحمد بدير في مسلسل “إختفاء سعيد مهران”، المسلسل الإذاعي “حبيبتي آخر حاجة”، فيلم “سفاري”، مسلسل “مملكة الجبل” ومسرحية “ياما جاب لأمه”، وعام 2011 شارك في مسلسل “كيد النسا” الجزء الأول، فيلم “شارع الهرم”، فيلم “الخروج من القاهرة” وفيلم “هالو كايرو”، أما عام 2012 شارك أحمد بدير في فيلم “متعب وشادية”، مسلسل “ابن الليل”، مسلسل “حارة خمس نجوم”، مسلسل “عرفة البحر”، فيلم “الألماني”، فيلم ساعة ونص” ومسلسل “كيد النسا” الجزء الثاني، وعام 2013 شارك في مسلسل “نظرية الجوافة”، مسلسل “جوز ماما” الجزء الثالث، وعام 2016 ظهر (بدير) في فيلم (هيبتا)، وهو فيلم مصري من بطولته إلى جانب ياسمين رئيس وعمرو يوسف ونيللي كريم، ومن ثم شارك ببطولة فيلم الأكشن دفع رباعي عام 2019، ومسلسل “البيت الكبير” الجزء الأول، وفي 2020 قدم الجزء الثاني من البيت الكبير، ومسلسل (حكايتي).
تصريحاته اللاذعة
عرف أحمد بدير بتصريحاته اللاذعة ضد معارضي النظام في مصر، حيث كان مؤيدا بشدة للرئيس السابق حسني مبارك والرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، وأعلن كراهيته لأبو تريكة ، واصفا فض رابعة كان أسعد أيام حياته ، وأظهر حزنه في أحد البرامج خلال المظاهرات علي الرئيس السابق حسني مبارك، وأثارت مسرحية “غيبوبة” التي قام ببطولتها بعد الثورة جدلا كبيرا ، تدور أحداثها في إطار كوميدي حول شخص طيب أصيب برصاصة ،أثناء الثورة ودخل في غيبوبة ليفيق منها يوم 30 يونيه 2013م ، واعترض النشطاء والمثقفين وأهالي السويس علي عرض المسرحية هناك، ووصفوها بأنها مسيئة للثورة والشهداء ،وطالبوا بوقف عرضها، استجاب المحافظ منعا للبلبلة وقرر منع عرض المسرحية .
هاجمة أحد المتصلين في برنامج (العاشرة مساء) بسبب المسرحية، وقال لا تحدثني عن الثورة وأنت أول من بكي على مبارك ـ رد عليه وقال أنت كاذب وإخواني وعميل لـ 6 أبريل ، لأنه أعلن حربا فنيا ضد التطرف والمتطرفين، وقام في هذا الإطار شخصية الإرهابي في مسلسل (سلسال الدم)، ودور الإرهابي الذي هرب من السجن ، ضمن المعتقلين السياسيين، أثناء اندلاع ثورة 25 يناير، وصرح في برنامج 100 سؤال، أنه يود تفجير تركيا لتدعمها الإرهاب ، وأنها أساس الإرهاب والفتن .
نال (أحمد بدير) خلال مشواره الفني العديد من الجوائز ، أولها جائزة جمعية النقاد والكتاب من مهرجان الإسكندرية السينمائي، باعتباره أحد المساهمين في نهضة صناعة السينما المصرية والعربية ، كما حصل جائزة أحسن تمثيل عن دوره في مسلسل لم يكن لها أبدا ، في مهرجان القاهرة التاسع للإذاعة والتلفزيون ، كان رئيسا للجنة تحكيم مهرجان الضحك عام 2010م.
من أشهر أقواله :
** لا يوجد فرق مسرحية، فإذا كنا نقول إننا نقدم في القطاع العام قيمًا ومثلا، فنحن نقدم هذه الرسالة، أيضا، في مسرح القطاع الخاص، وقدمت على مسرح الدولة قبل ذلك أغلب أعمالي الناجحة وهي (ريا وسكينة، غيبوبة، الصعايدة وصلوا، الملك هو الملك، رأس المملوك جابر”، “، على الرصيف، دستور يا أسيادنا، تسلم يا خيشة).
** أنا أعشق المسرح للغاية، والدليل أنني أقوم بالتصوير، وأعرض مسرحًا يوميًّا، مما قد يكلفني ألا أتواجد في عمل رمضاني، ولكن حبي للمسرح يستهويني، فأقدم ما أحب، ومن يقف على خشبة المسرح، ويجرب أن يغيب عنه ولو لفترة، يصبح مثل “السمك اللي بيطلع من الميه”.
** المسرح مهم جدًا، وهناك مقولة “أعطني مسرحًا وخبزًا أعطِك شعبًا”، والمسرح له أهميته لأنه مباشر، فهناك لقاء مباشر وتواصل وتفاعل بين الممثل والجمهور، خاصة أننا حينما نهدف لتقديم رسالة تصل بسرعة، وممكن أن يخرج الجمهور من المسرحية وهو يفكر في مضمونها ورسالتها، فالمسرح يقدم قيمة كبيرة، والمسرح حياة، ودور الدولة أن تقوم بعمل مسرحيات، فالفنان يحيى الفخراني وعدد كبير من النجوم قدموا مسرحيات على مسرح الدولة، هؤلاء النجوم لا يهدفون للمكسب المادي، لكننا نكسب جمهور “إحنا محرومين منه”.
** أحب شخصية الفنان الراحل نجيب الريحانى، ومن أشد معجبيه بفنه وأدائه التمثيلى، سواء بالسينما أو المسرح، فهو يجمع بين الكوميديا والإنسانية، وهذا لا يعنى أننى أريد تجسيد سيرته الذاتية، فالملامح والجسد بعيدان كل البعد عن شخصية “الريحانى”، وتقدم العمر أيضًا يمنعنى من تجسيد شخصية كسيرة ذاتية.
وأخيرا نقدم للفنان القدير أحمد بدير الذي أمتعنا طوال رحتله بأروع الأعمال المسرحية والأفلام والمسلسلات التليفزيونية والإذاعية تحية تقدير واحترام، ونتمني له طول العمر ليمتعنا أكثر وأكثر بإذن الله.