بقلم الدكتور : طارق عرابي
بين جسورٍ كثيرة في حياتنا هناك جسرُ النجاح ، ولأنه “ممر” وليس “مقر” فإنه أحاديُ المدخلِ وثنائيُ المخرج ، وبمنطق أن الحياة لا تعود إلى الوراء فإن المرور على هذا الجسر لا يكون إلا في اتجاهٍ واحدٍ فقط ، وبعد أمتارٍ قليلة من صعود جسر النجاح يجدُ راكبُ هذا الجسر نفسه عند مفترقِ طريقين لا ثالث لهما ، واختيارات راكب جسر النجاح عند مفترق طريقيه هى التي تفرض الطريق الذي سينطلق فيه ، فإما أن يسلك طريق “الإبداع والتميز” (الطريق البطيء – طريق التأني) ، أو طريق “السقوط والهلاك” (الطريق السريع) .
وأنت على الأخص أيها الفنان الموهوب ، عليك أن تنتبه مبكراً وقبل بلوغ جسرِ النجاح ، لأنك ستمر بموهبتك عبر أضلاع مثلث خطير الأركان ، فركن قمته قد يقبلُ أيَ موهوبٍ لكنه أبداً لا يتحول إلى مسكنٍ دائمٍ وآمنٍ إلا لأصحاب الجدية والحكمة والتواضع ، الذين يثقون بأنفسهم لكنهم لا يفرحون أو يغترون بها ، أما الركنان الآخران فهما مدمران لأنهما يقعان عند قاعدة (قاع) هذا المثلث ، أحدهما قد تذهب إليه منذ خطواتك المبكرة عبر “حافلة الإحباط واليأس” ، وركن القاع الأخر قد تهوي إليه من ركن القمة عبر “حافلة الغرور والتعالي” التي لا تنقل إلى هذا الركن المدمر إلا الأخسرين أعمالا ، الذين ضل سعيُهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ، لذا وجب علينا وبجدية أن نتحسس الخيط الرفيع بين الثقة بالنفس والغرور ، وأن نتسلح بالمعرفة ونبذل كل ما هو مطلوب من أجل الحفاظ على أي نجاحٍ أدركناه .
الراحل الباقي “عبد الحليم حافظ” الذي أمتع الملايين في مصر والوطن العربي وعرب المهجر على مدى ما يزيد عن عِقدين من الزمن (ومازال وسيظل يفعل إلى يوم الساعة) لم يمنح نفسه أي لقب ولم يتباهي يوماً ما بنجاحه الحقيقي الساحق ، بل صرح بأنه لم يستطع النوم جيداً قبل يومين من موعد حفل “قارئة الفنجان” ، وهو آخر حفل في حياته الحافلة بالنجاحات العظيمة ، وعلل العندليب ذلك بأنه كان خائفاً وكأنه سيغني لأول مرة ، وقد استضافه الإعلامي المحترم والمثقف والمتميز – الراحل “طارق حبيب” بعد حفل “قارئة الفنجان” في برنامجه الشهير “أوتوجراف” وبين أسئلته العديدة سأل العندليب عن فنانٍ يرى عبد الحليم أنه يمكن أن يليه في عالم الطرب فرد عبد الحليم: “كلهم يسبقوني وأنا اللي أليهم” ، ويرد عليه طارق حبيب: “مع التواضع الواضح في كل كلمة بتقولها لكن أنا عايز أقول من الناحية الموضوعية والناحية الفنية ، النهارده عبد الحليم حافظ بإجماع الآراء على القمة .. مين المفروض هيَخْلُف عبد الحليم حافظ ويتحمل المسئولية من بعده بعد عمر طويل؟” ، فماذا قال نجم الطرب الأسطوري في الوطن العربي؟ : إزداد العندليب تواضعاً وهو يرد قائلاً: “أولاً أنا مش شايف إن أنا بهذا الحجم اللي انت بتصورني بيه .. حقيقي .. وأعتقد إن أنا لو شفت نفسي كده هابقى باحكم بالنهاية على نفسي” . إن الجمهور والنقاد هم من منحوا عبد الحليم كل الألقاب الطيبة ، بينما هو لم يمنح نفسه لقباً واحداً طوال حياته .
وكذلك لم يفعل الراحل الباقي “أحمد زكي” الذي أمتع الملايين ومازالت أعماله وستظل تُمتع المصريين والعرب في كل مكان ، فلم نسمع على الإطلاق أنه أعطى لقباً واحداً لنفسه رغم تفرده الواضح في آدائه البديع لكل الشخصيات التي جسدها في أفلامه ، وإن لم نذكر كل أعمال “أحمد زكي” العظيمة فيكفي أنه قد جسد بعبقرية متناهية شخصيتين متناقضتين لزعيمين عظيمين هما شخصية الرئيس “جمال عبد الناصر” وشخصية الرئيس “أنور السادات” .
لقد قام مئات الممثلين حول العالم بآداء شخصيات زعماء ورؤساء وملوك عديدين ، ولكن قليلين منهم من كانوا عظماءً في آدائهم لتلك الشخصيات ، من بينهم على سبيل المثال لا الحصر: “أحمد زكي” (الرئيس جمال عبد الناصر في فيلم “ناصر 56” عام 1996 ، والرئيس أنور السادات في فيلم “أيام السادات” عام 2001) ، و”بيتر أوتول” (جسد شخصية الملك هنري الثاني لمرتين ، الأولى في فيلم Becket عام 1964 والثانية في فيلم The Lion in Winter عام 1968) ، و”أنطوني هوبكنز” (الرئيس ريتشارد نيكسون في فيلم Nixon عام 1995 ، والرئيس جون آدامز في فيلم Amistad عام 1997) ، و”بن كينجسلي” (الزعيم الهندي مهاتما غاندي في فيلم Gandhi عام 1982) ، و”دانيال داي لويس” (الرئيس الأمريكي إبراهام لينكولن في فيلم Lincoln عام 2012) ، و”كولن فيرث” (الملك جورج السادس في فيلم The King’s Speech عام 2010) ، ومن الممثلات “جودي دينش” (الملكة فكتوريا في فيلم Mrs. Brown عام 1997) ، و”كيت بلانشِت” (شخصية الملكة إليزابيث الأولى في مرحلتين عمريتين مختلفتين الأولى في فيلم Elizabeth عام 1998 ، والثانية في فيلم Elizabeth: The Golden Age عام 2007) ، و”هيلين ميرين” (شخصية الملكة شارلوت في فيلم The Madness of King George عام 1994 ، وشخصية الملكة إليزابيث الثانية في فيلم The Queen عام 2006) ، والعظيمة “ميريل ستريب” في شخصية رئيسة وزراء بريطانيا “مارجريت تاتشر” في فيلم The Iron Lady عام 2011 .
وقد أبدع عددٌ قليلٌ من نجومٍ آخرين في آداء شخصيات زعماء ورؤساء حول العالم في بعض الأفلام ، أحدهم هو نجمنا هذه المرة الممثل الأسمر بارع الآداء “فوريست وِيتِكَر” الذي أبدع في تجسيد شخصية رئيسٍ ليس من بلده ولا من ثقافته ، وهو الديكتاتور الأفريقي رئيس أوغندا الأسبق “عَيْدي أمين” Idi Amin ، وذلك في فيلم The Last King of Scotland عام 2006 .
“فوريست وِيتِكَر” هو موهوبٌ حقيقيٌ ، أسود البشرة وليس وسيماً ولديه عيب خلقي وراثي في عينه اليسرى ، وهي حالة مرضية تسمى Ptosis أو Droopy Eyelid وفيها سقوط لا إرادي لجفن العين الأعلى مما يجعل الشخص غيرَ قادرٍ على فتح عينه بشكل كامل ، لكن هذا لم يُفْقِد “فوريست” ثقته في نفسه وفي موهبته ولم يوقفه عن طموحه ، ولم يسمح “فوريست” بأن يُزَجَّ به في “حافلة الإحباط واليأس” بل أصر على بلوغ حلمه في التمثيل ، وعندما اعتلى جسر النجاح في ثمانينيات القرن الماضي إختار عند المفترق أن يسلك طريق التأني (الطريق البطيء) حتى بلغ تدريجياً قمة النجاح والتميز بين نجوم السينما العالمية ، وعندما تسمع نبرة حديثه بعدما بلغ قمة تألقه ونجوميته وشهرته وبعدما نال جائزة الأوسكار ، فإنك لن تلحظ في شخصيته على الإطلاق أياً من علامات الاختيال أو التفاخر بما وصل إليه ، بل ستشعر أنك أمام إنسان “غلبان” وبسيط للغاية .
لم يكتفِ “وِيتِكَر” بعمله كممثل حيث بدأ خلال العِقد الأخير من القرن الماضي الدخول في تجربة الإنتاج ، فشارك عام 1991 في إنتاج فيلم من بطولته بعنوان A Rage in Harlem ، وأكمل تجربة الإنتاج في 30 عمل فني حتى الآن كان آخرهم فيلم بعنوان Passing (إنتاج 2021) ، كما خاض “وِيتِكَر” تجربة الإخراج في 8 أعمال فنية ، كان من بينها فيلم Waiting to Exhale لأسطورة الغناء الراحلة “ويتني هيوستن” عام 1995 ، وفيلم Hope Floats للنجمة “ساندرا بولوك” عام 1998 . ويحظى “فوريست وِيتِكَر” بحب واحترام كبيرين من زملائه النجوم وكذلك من قاعدة كبيرة من جمهور السينما حول العالم .
إن تابعت مسيرة “فوريست وِيتِكَر” ستتأكد أنه يعيش في حالة سلام مع نفسه ، حيث ستجد أنه كثيراً ما يشارك بأدوار ثانية (أدوار ممثل مساعد) في أكثر من عمل بعد آدائه لدور البطل الرئيسي في عملٍ سابق ، فهو يهتم بـ “كيف” سيكون آداؤه في العمل ولا ينشغل بـ “أين” سيكون موقع إسمه في العمل .
“فوريست وِيتِكَر” وأوسكار الديكتاتور الأفريقي !
وُلد “فوريست وِيتِكَر” Forest Whitaker في شهر يوليو من عام 1961 بولاية تكساس الأمريكية ، والده كان يعمل مسئول مبيعات بإحدى شركات التأمين ، أما والدته فكانت مدرسة تربوية .
بدأ “فوريست وِيتِكَر” حياته المهنية الاحترافية في التمثيل عام 1982 من خلال مشاركته في ثلاث أعمال فنية بدأها بمسلسل تلفزيوني بعنوان Making the Grade ، ثم فيلم بعنوان Tag: The Assassination Game ، ثم جاء حسن ختام عامه الأول في التمثيل من خلال مشاركته في فيلم Fast Times at Ridgemont High من بطولة النجم الصاعد آنذاك “شون بِن” ، وهو الفيلم الذي قدم بالفعل الوجه الجديد “فوريست وِيتِكَر” إلى جمهور السينما الأمريكية .
نستعرض فيما يلي القليل فقط من أعمال النجم “فوريست وِيتِكَر” كممثل ، والتي بلغت في مجملها 130 عملاً فنياً حتى الآن .
– في عام 1986 يبدأ “فوريست وِيتِكَر” في توسيع حدود شهرته كممثل سينمائي وذلك من خلال مشاركته مع النجم الكبير “بول نيومان” والنجم الشاب الصاعد آنذاك “توم كروز” في فيلم The Color of Money الذي أخرجه العبقري “مارتن سكورسيزي” وفاز عنه الراحل “بول نيومان” بجائزة الأوسكار كأفضل ممثل في دور رئيسي .
– في عام 1987 تبتسم الشاشة الكبيرة للشاب الأسمر الصاعد “فوريست وِيتِكَر” وتمنحه فرصتين عظيمتين ويؤكدُ “وِيتِكَر” من خلالهما أنه موهوب حقيقي ، حيث تبدأ الابتسامة الأولى بالعمل مع الممثلين القديرين “ريتشارد دريفوس” و”إيدِن كِوين” في فيلم بعنوان Stakeout .
ثم تتسع ابتسامة الشاشة الكبيرة للشاب الأسمر “وِيتِكَر” أكثر فأكثر قبل نهاية عام 1987 عندما يشارك النجم الراحل “روبين ويليامز” في فيلمه الشهير Good Morning, Vietnam الذي ترشح عنه “روبين ويليامز” ولأول مرة في مسيرته لجائزتي الأوسكار و BAFTA ، وفاز عنه بجائزته الثانية من جولدن جلوب كأفضل ممثل في دور رئيسي . تكلف إنتاج هذا الفيلم 13 مليون دولار وجمع حوالي 124 مليون دولار من شباك التذاكر داخل أمريكا فقط.
– في عام 1988 يجني “فوريست وِيتِكَر” ثمرة طيبة كبيرة الحجم عن إتقان عمله في العام السابق ، حيث يقع اختيار المخرج والمنتج والنجم الأسطوري “كلينت إستوود” على الشاب الصاعد “فوريست وِيتِكَر” ليجسد شخصية بطل فيلمه الشهير Bird المأخوذ عن قصة حياة عازف موسيقى الجازjazz music الأمريكي الشهير “تشارلي بيرد باركر” Charlie “Bird” Parker الذي أحدث ثورة وغير شكل عازف الجاز من مجرد مقدم مادة ترفيهية إلى فنان يقدم موسيقي تحمل فكراً إبداعياً يؤثر في حياة الناس ، ولكنه واجه اضطرابات كبيرة في حياته بسبب إدمانه للمخدرات والكحوليات ، وقد مات بسبب جرعة هيروين زائدة وهو في ريعان شبابه عام 1955 وكان عمره 34 عاماً . ترشح “وِيتِكَر” عن هذا الفيلم ولأول مرة في مسيرته لجائزة جولدن جلوب كأفضل ممثل في دور رئيسي ، وكذلك ترشحت الممثلة “دايان فينورا” من جولدن جلوب عن هذا الفيلم لجائزة أفضل ممثلة في دور مساعد عن آدائها لشخصية “تشان باركر” زوجة عازف الساكسفون الأسطوري “تشارلي بيرد باركر” ، ، بينما فاز “كلينت إستوود” عن هذا الفيلم بجائزة جولدن جلوب كأفضل إخراج .
– في عام 2002 يشارك “فوريست وِيتِكَر” بدورين مختلفين في عملين رائعين للسينما ، يبدأهما مع النجمة “جودي فوستر” والممثلة الطفلة آنذاك “كريستين ستيوارت” (نجمة سلسلة أفلام Twilight الناجحة لاحقاً) وذلك في فيلم Panic Room الذي تكلف إنتاجه 48 مليون دولار وجمع عالمياً أكثر من 197 مليون دولار ، ثم يختتم “وِيتِكَر” عام 2002 مع النجم الشاب الصاعد آنذاك “كولين فاريل” والنجمتين “رادا ميتشيل” و”كيتي هولمز” (الزوجة السابقة للنجم “توم كروز” بعد زوجته الثانية النجمة “نيكول كيدمان”) ، وذلك في فيلم Phone Booth الذي تكلف إنتاجه فقط 13 مليون دولار وجمع عالمياً ما يقرب من 98 مليون دولار .
– في عام 2006 يحين موعد الانتشار الأوسع لشهرة ونجومية “فوريست وِيتِكَر” على المستوى العالمي من خلال عملٍ واحدٍ جلب له ولأول مرة الفوز بجوائز الأوسكار وجولدن جلوب و BAFTA كأفضل ممثل في دور رئيسي ، وذلك عن تجسيده لشخصية الديكتاتور الأفريقي الشهير ، رئيس جمهورية أوغندا الأسبق “عَيْدي أمين” في فيلم عن سيرته الذاتية الحقيقية بعنوان The Last King of Scotland .
– في عام 2007 يشارك “فوريست وِيتِكَر” النجم “دينزل واشنطن” في فيلم The Great Debaters الذي يتناول القصة الحقيقية للأستاذ الجامعي “ميلفِن بي تولسون” بكلية وايلي بولاية تكساس الأمريكية الذي ألهم طلابه عام 1935 لتشكيل أول فريق مناظرة Debate Team من أجل تحدي طلاب هارفارد في البطولة الوطنية الأمريكية . ترشح هذا الفيلم لجائزة جولدن جلوب كأفضل فيلم (إنتاج) .
– في عام 2008 ومن بين 4 أعمال قدمهم للسينما ، يشارك “فوريست وِيتِكَر” في عملين رائعين ، الأول مع النجم “دينيس كويد” والنجمة “سيجورني ويفر” والممثل القدير “ويليام هيرت” ونجوم آخرين في فيلم Vantage Point الذي تكلف إنتاجه 40 مليون دولار وحصد عالمياً من شباك التذاكر أكثر من 152 مليون دولار . أما العمل الثاني فكان مع النجم “كِيانو ريفز” (نجم سلسلة أفلام The Matrix الشهيرة) ، وذلك في فيلم الأكشن والجريمة Street Kings الذي تكلف إنتاجه 20 مليون دولار وجمع عالمياً أكثر من 66 مليون دولار .
– في عام 2010 تزدحم أجندة “فوريست وِيتِكَر” حيث يشارك ولأول مرة في 7 أعمال فنية في عام واحد بينهم مشروع عمل فني قصير ومسلسل للتلفزيون و 5 أعمال للسينما كان أفضلهم ثلاثة أفلام ، أولهم كان مع النجم “جود لو” والنجم “ليف شرايبر” في فيلم Repo Men . والعمل الثاني مع النجمة “رينيه زيلويجر” في فيلم My Own Love Song.
أما العمل الثالث الذي قدم فيه “وِيتِكَر” آداءً مميزاً للغاية فكان مع النجم “أدريان برودي” ونجوم آخرين في فيلم درامي إنساني فلسفي بعنوان The Experiment والذي تفترض قصته أن مجموعة من الرجال الشباب يدخلون في تجربة نفسية غريبة داخل سجن فارغ ويتبادلون أدوار السجناء والحراس فيما بينهم ، ذلك مقابل 1000 دولار عن اليوم الواحد لمن سيتحمل هذا الاختبار ، والهدف من هذه التجربة هو استكشاف دواخل النفس البشرية ، ومن بين هؤلاء المشاركين في التجربة “ترافيس” (الممثل أدريان برودي) الشاب العاطل عن العمل الذي وجد في قبول خوض هذه التجربة حلاً لظروفه المالية والاجتماعية المعقدة ، والشاب الأسمر “باريس” (فوريست وِيتِكَر) الذي عاش حياته قبل هذه التجربة في ثوب شخصية ضعيفة نالت من الظلم والقهر ما يكفي لتدمير أي إنسان ، لذلك يتحول إلى منتقم عندما يستشعر القوة بعد أن حان دوره كحارس على السجناء ، ورغم اختلاف ثقافات وخلفيات وظروف المشاركين في هذه التجربة إلا أنهم جميعاً يكتشفون وينتبهون إلى مدى سهولة إظهار سلوك العنف والقسوة والظلم في أي نفس بشرية .
– في عام 2013 تزدحم أجندة “فوريست وِيتِكَر” عن آخرها كما لم يحدث من قبل ، حيث يقدم 9 أعمال في عامٍ واحد ، منهم 7 أفلام سينمائية كان أفضلهم ثلاث أفلام ، أولهم كان مع النجمة والإعلامية اللامعة “أوبرا وينفِري” والنجم “جون كوزاك” في فيلم Lee Daniels’ The Butler الذي جسد فيه “وِيتِكَر” شخصية “سيسيل جَينز” الذي خدم 8 رؤساء من خلال عمله كخادم في البيت الأبيض ، وعندما تظهر حركة الحقوق المدنية بقيادة “مارتن لوثر كينج” وتطفو على السطح الأمريكي قضايا أخرى من بينها قضية حرب فيتنام ، فإن ذلك يؤثر على حياة هذا الخادم وعائلته وكذلك على المجتمع الأمريكي بأكمله . ترشحت “أوبرا وينفِري” عن هذا الفيلم لجائزة BAFTA كأفضل ممثلة في دور مساعد ، وتكلف إنتاج هذا الفيلم 30 مليون دولار بينما حصد عالمياً من شباك التذاكر أكثر من 177 مليون دولار . وفيلمه الثاني جاء بعنوان Out of the Furnace مع النجم “كريستيان بيل” . أما الفيلم الثالث فكان بعنوان Black Nativity وبمشاركة النجمتين “أنجيلا باسيت” و”جينيفر هَدسون” ، والممثل الشاب الأسمر “جيكوب لاتيمور” في أول عمل سينمائي له .
– في عام 2016 يشارك “فوريست وِيتِكَر” كلاً من النجمة “إيمي آدامز” والنجم “جيريمي رينر” في فيلم الخيال العلمي Arrival الذي ترشح لثماني جوائز أوسكار وفاز منهم بجائزة أفضل مونتاج صوتي ، وترشحت عنه “إيمي آدامز” لجائزتي جولدن جلوب و BAFTA كأفضل ممثلة في دور رئيسي ، وتكلف إنتاج هذا الفيلم 47 مليون دولار وجمع عالمياً من شباك التذاكر أكثر من 203 مليون دولار.
– في عام 2017 يقدم “فوريست وِيتِكَر” مع النجم “إريك بانا” دوراً جديداً ومختلفاً عما قدمه سابقاً في حياته المهنية وذلك في فيلم بعنوان The Forgiven .
– في عام 2018 يقدم “فوريست وِيتِكَر” للمرة الثانية دوراً مختلفاً وجديداً عليه مع الممثل الشاب “جاريت هِدلوند” في فيلم مأخوذ عن أحداث حقيقية بعنوان Burden .
ثم يقدم بنفس العام شخصية مختلفة تماماً عن كل ما سبق وذلك مع النجم الأسمر الراحل “شادويك بوسمان” في فيلم الأكشن والخيال العلمي Black Panther الذي ترشح لسبع جوائز أوسكار وفاز منهم بثلاث جوائز كأفضل تصميم ملابس وأفضل ديكور وأفضل موسيقى أصلية ، وترشح لثلاث جوائز من جولدن جلوب ، وفاز بجائزة BAFTA كأفضل مؤثرات بصرية (خدع سينمائية) ، ولم يتوقف الأمر عند تحقيق النجاح الفني فقط ، بل امتد إلى تحقيق نجاح تجاري ساحق حيث استطاع هذا الفيلم الذي تكلف إنتاجه 200 مليون دولار أن يجمع عالمياً من شباك التذاكر أكثر من مليار و 347 مليون دولار .
ويختتم “فوريست وِيتِكَر” عام 2018 مع النجم “جوني دِب” في فيلم الجريمة الدرامي City of Lies المأخوذ عن أحداث حقيقية .
إنتهى النجم “فوريست وِيتِكَر” مؤخراً من تصوير أحدث أعماله السينمائية مع النجمة “جينيفر هَدسون” في فيلم بعنوان Respect والذي يتناول قصة حياة نجمة الغناء الأمريكية الشهيرة “أريثا فرانكلين” التي رحلت عن عالمنا في أغسطس من عام 2018 وعمرها 76 عاماً ، وقد أصبح الفيلم جاهزاً للعرض ، لكن تخطط الشركة المنتجة صدوره رسميا بدور السينما داخل أمريكا في 13 أغسطس من هذا العام 2021 .