رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

رحيل ماهر العطار طائر (الإمري) الذي غنى للحب على ورق الليمون

يتطلع إلى النجومية في أول العمر

* عبدالحليم حافظ سبب تحولي للغناء الشعبي

* الموجي أعطاني أجمل أغنيات الأفلام، وبليغ أهداني أجمل أغنيات الحفلات

* (إفرش منديلك على الرملة) وزعت 17000 إسطوانة فى ثلاث أيام فقط وكانت سببا لشهرة الملحن إبراهيم رأفت

* ماجدة الخطيب الفنانة الوحيدة التى تمنيت أن أتزوجها

* كنت سببا فى شهرة محرم فؤاد ،وأول ظهور لسعاد حسني كان فى أفلامي

* الظلم طاردنى طويلا و كل أبناء جيلي من المطربين ولست أدرى لماذا هذا الإهمال من جانب التليفزيون؟

* الأغنية الشعبية انحدر مستواها لدرجة لم يكن أكثر المتشائمين يتصورها،أويتخيلها ،وأصبحنا نسمع مفردات يندى منها الجبين

* محمد عبدالوهاب تعاقد معي على فيلمين وأعطاني 20 جنية عربون ولم يخرجا للنور

ماهر العطار في بداياته الغنائية

أجرى الحوار :أحمد السماحي

رحل عن حياتنا أمس الاثنين عن عمر يناهو الـ 83 صوت الفرح (ماهر العطار) صاحب الحنجرة المميزة التى صنعت الأهازيج الاحتفالية والكرنفالات الغنائية الرائعة فى بيوت الأحباء، كان الراحل مطرب الجامعات الغض الندى فى خمسينات وستينات القرن الماضي، وزارع البهجة والأمل فى أرض الأحزان و حدائقها المورقة بالأسى والهموم، ظهروسط سرب هائل من طيور الغناء الجميل الذين صعدو بالأغنية المصرية والعربية إلى عنان السماء .

قدم (العطار) على مدى مشواره حوالي  500 أغنية، و7 أفلام، وأكثر من مسلسل تليفزيوني، وإذاعي والعديد من المسرحيات، هى بمثابة تابلوهات فنية ذات بصمات خاصة ومميزة في مخاطبة الوجدان والعزف على أوتار قلوب العذارى في زمن كان عنوانه الأول ( الأغنية الرومانسية) بامتياز، ورغم كل هذا الرصيد الضخم من الأعمال الفنية فقد غيبت وسائل الإعلام هذا الصوت عمدا، ولا أحد يدرى لمصلحة من كان وراء هذا الغياب لقامة فنية مصرية وعربية أمتعت الجماهير لأكثر من نصف قرن من الزمان ؟!

أسعدني الحظ بإجراء العديد من الحوارات الفنية مع هذا الفنان الموهوب، كان آخرها في حضور ابنه صديقي المطرب أحمد العطار، ووجدت أجمل شيئ أن نسمع صوته وهو يحكي مشواره وأهم المفارقات فيه فى حوار نشر من قبل فى جريدتنا الغراء (الأهرام) ونعيد نشره كاملا هنا في بوابة (شهريار النجوم) لعشاق هذا المطرب وأيضا لمحبي زمن الفن الجميل.

* مطربنا الكبير ماهر العطار .. لوحكينا عن مشوارك الفني الطويل الذى بدأ فى نهاية الخمسينات (نبتدي منين الحكاية)؟

** ضاحكا: من حي باب الشعرية حيث ولدت فى بيت كل من فيه يتذوق ويحب الفن خاصة الغناء، وكان والدي الذى يعمل مقاولا يتمتع بصوت جميل، وكذلك والداتي التى كانت ربة منزل، وحتى الآن أحتفظ لهما بتسجيلات صوتية يغنيان فيها بعض أغنيات أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب، ومن هنا أستطيع القول بأننى فى هذا البيت المفعم بحب الفن عشقت الغناء وكنت أردد فى طفولتي أغاني عبدالوهاب ومحمد فوزي وفريد الأطرش ومحمد عبدالمطلب.

* هل كنت الولد الوحيد فى أسرتك الذى يتمتع بصوت جميل؟

** كان عندي شقيقين هما (محمد وفؤاد) والأخير كان صوته جميلا لكنه لم يحترف الغناء.

* لماذا درست فى كلية التجارة ولم تدرس فى معهد الموسيقى العربية طالما أهلك يحبون الفن والغناء؟

** لأن مهنة الفن غير مضمونة، وأي أسرة سواء فى الماضي أو حتى الآن تحب أن يدرس ابنهم دراسة علمية ثم يتجه بعد ذلك للهواية التى يحبها، وهذا ما حدث معي فرغم عدم اعتراض أسرتي على اتجاهي للفن إلا أنني درست فى كلية التجارة جامعة عين شمس، وفى نفس الوقت درست الموسيقى فى معهد الموسيقى العربية، وكنت أذهب لكلية التجارة نهارا وأدرس الموسيقى ليلا، إلى أن حصلت على بكالوريوس التجارة عام 1965 وأيضا دبلوم معهد الموسيقى العربية.

مع سمية جمال وماجدة الخطيب في العرض الخاص لفيلم النغم الحزين

* وكيف اتجهت إلى عالم الفن ؟

** عن طريق برنامج (ركن الهواة) الذى كان يقدمه فى الإذاعة المصرية الإذاعي الكبير (على فايق زغلول)، حيث كنت أغني فى هذا البرنامج أغاني كبار المطربين، وكان معى فى البرنامج زملائي (محرم فؤاد وعبداللطيف التلباني وعادل مأمون) لكنني كنت أصغرهم سنا حيث كان سني في ذلك الوقت حوالي 18 سنة.

* ما هى قصة أول أغنية قدمتها فى مشوارك الفني؟

** أول أغنية (بلغوه) كلمات عبدالعزيز سلام وألحان محمد الموجي، ولهذه الأغنية قصة طريفة، فبعد إعادتي لمجموعة كبيرة من أغنيات المطربين الكبار، أحببت أن يكون لي أغنية خاصة بى فذهبت إلى الملحن (محمد الموجي) وطلبت منه أغنية خاصة، وبعد أن غنيت أمامه العديد من الأغنيات التى أحفظها لجيل العمالقة ليعرف ماذا يليق على صوتي، أعطاني أغنية (بلغوه) التى حققت نجاحا كبيرا فى حفل (أضواء المدينة) مما جعل المخرج حسن الصيفي يبحث عني للقيام ببطولة أول أفلامي (إحترسي من الحب) مع زبيدة ثروت.

* فى عام 1957 تعاقد معك الموسيقار محمد عبدالوهاب على بطولة فيلمين لكنهما لم يخرجا للنور لماذا؟! وماهي ظروف تعارفك بهذا العملاق؟

** جاء تعارفي بالموسيقار (محمد عبدالوهاب) بالمصادفة البحتة، ففى أحد الأيام كان موجودا فى الإذاعة وكنت أغني فى (ركن الهواة) أغنية (ظلموه) التى لحنها لـ (عبدالحليم حافظ)، فأعجب بصوتي وطلب من المسئولين عن البرنامج رقم تليفون منزلي وبالفعل اتصل بي وردت عليه والدتي لكنها لم تصدق، وأعتقدت أن أحد المعجبين يعاكسها فأغلقت التليفون فى وجهه، وعاود الاتصال مرة ثانية وأكد لها أنه عبدالوهاب، ونادت على وهى لا تصدق أن هذا العملاق يتصل بابنها الذى لم يتعدى عمره العشرين عاما، ويومها أشاد بصوتي وطلب مني أن أزوره فى منزله، وذهبت فى اليوم التالي وأنا (طاير من الفرحة)، لكن بمجرد أن جلست أمامه بدأت أرتجف ولم أستطع الكلام، وبذكائه الحاد بدأ يتكلم عن أغنياته وألحانه لـ (عبدالحليم حافظ ونجاة الصغيرة وفايزة أحمد) وغيرهم من المطربين، وسألني عن سر اختياري للدراسة فى كلية التجارة، وبعد أن هدأت طلب مني الغناء.

ونظرا لخوفي الشديد من الغناء أمامه أعطاني (ظهره)!، حتى لا أنظر إلى وجهه أثناء الغناء، وبعد أن التقطت أنفاسي غنيت له (أهواك، وظلموه، وفين طريقك فين)، ويومها لم يتركني أنصرف حتى وقعت معه عقد بطولة فيلمين وأعطاني 20 جنية كعربون، وكان المفترض أن يكون الفيلم الأول بعنوان (موعد مع الحب) مع عمر الشريف، والثاني لا أتذكر اسمه حاليا، وكتبت الصحف والمجلات عن هذا التعاقد وبدأ إعلان فيلم (موعد مع الحب) ينشر، لكن مرت الأيام والشهور ولم يحدث شيئ ولم أدخل أي أستديو!

وأثناء ذلك عرض على المخرج حسن الصيفي بطولة فيلم (إحترسي من الحب) أمام الجميلة (زبيدة ثروت) فوافقت على تمثيله فورا، واستمتعت بالتمثيل أمام (زبيدة ثروت) التى كانت فتاة أحلام شباب هذه الفترة، وقبل عرض الفيلم عرض على الصيفي فيلمي الثاني (النغم الحزين) أمام سامية جمال فوافقت عليه أيضا، وبدأ من هنا المشوار مع السينما والأغاني والشهرة.

مع الملحن الكبير حلمي أمين والمطرب محمد العزبي

* وماذا كان موقف الموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب الذى وقع معك عقد بطولة فيلمين ؟

** تقبل الأمر بصدر رحب وسعد جدا بعملي مع حسن الصيفي، وفى أحد الأيام فوجئت بإتصال منه يخبرني إنه سينتج لي فيلم بعنوان (حسن ونعيمة)، فسعدت جدا بهذا لكن فرحتي لم تدم طويلا، حيث فوجئت فى اليوم التالي وأثناء قرأتي للسيناريو إنني سأرتدي جلباب فلاحي وسأتحدث باللهجة الفلاحي، فرفضت الدور لأنني لم أرى نفسي فيه، حيث كنت صغير السن ووسيم وطالب جامعي، ورشحت لهم زميلي فى (ركن الهواة) المطرب الشاب محرم فؤاد لأنه وجهه مصري جدا ومناسب للدور أكثر مني، وبالفعل اتصلوا بمحرم الذى قام بالدور كأفضل ما يكون، وحقق شهرة كبيرة هو وسعاد حسني بهذا الفيلم.

* من أفلامك التى كانت سابقة لعصرها فيلم (هـ 3) بطولتك مع (سعاد حسني ورشدي أباظة) ما ذكرياتك عن هذا الفيلم؟

** هذا الفيلم كان سابقا عصره بالفعل، حيث يتحدث عن كيفية رجوع الشباب إلى الرجال المسنين عن طريق تعاطي عقار طبي إسمه (هـ 3)، وفى هذا الفيلم غنيت مجموعة من الأغنيات الجميلة لعل أبرزها (دوبوني الغمزيتين) التى مازالت ناجحة حتى اليوم، ومن المفارقات التى لا يعرفها أحد أن هذا الفيلم هو البداية الحقيقية لسعاد حسني فى السينما وليس فيلم (حسن ونعيمة)!.

* ولكن كيف تقول هذا وكل المعلومات التى ذكرت فى الكتب السينمائية بما فيها حوارات سعاد حسني تؤكد أن أول أفلامها كان (حسن ونعيمة)؟

** هذا صحيح !!، لكن الحقيقة أو المفارقة في الحكاية أن سعاد حسني بدأت تمثيل فيلم (هـ 3 ) عام 1959 وقبل فيلم (حسن ونعيمة)، لكن فجأة توقف تصوير فيلمي، وعرض عليها فى هذا الوقت فيلم (حسن ونعيمة) ووافقت عليه، وعرض فى نفس العام وحقق نجاحا كبيرا، وبعد ذلك استكملنا فيلمنا وعرض عام 1961 لكنه لم يحقق نجاح (حسن ونعيمة).

* قمت ببطولة 7 أفلام سينمائية ما أحب هذه الأفلام إلى قلبك؟

** أستطيع القول أن أول فيلمين وهما (إحترسي من الحب) عام 1959، و(النغم الحزين) عام 1960 نظرا لنجاحهما الكبير، لكن هذا لا يمنع حبي لباقي أفلامي التى تحقق مشاهدة عاليه عند عرضها فى الفضائيات .

مع زبيدة ثروت في كواليس احترسي من الحب

* كم بلغ عدد الأغاني التى قمت بغنائها حتى الآن؟

** 550 أغنية ما بين عاطفية وشعبية ودينية ووطنية، حيث غنيت كل الألوان الغنائية.

* وما أحب هذه الألوان  الغنائية إلى قلبك؟

** اللون الشعبي أوبصورة أدق العاطفي الشعبي.

* ما الأغنيات التى تعتبرها محطات مهمة فى مشوارك الفني؟

** بلغوه، داب قلبي، دوبوني الغمزتين، قلبي سألته عليك، ظلمته مره واحدة ،أفرش منديلك على الرملة، ياما زقزق القمري، قمري أنا ، مين يأمنلك مين، أيوه يا واد، الصبر طيب، وعيد الميلاد، وغيرها.

* من أجمل أغنياتك العاطفية أغنيتين الأولى بعنوان (قلبي سألته عليك) والثانية (ظلمته مرة واحدة .. ظلمني هو مية)، لكن كثير من المستمعين يستمعون إلى هاتين الأغنيتين بصوت (فايزة أحمد ووردة الجزائرية) .. كيف وصلت لهما هاتين الأغنيتين؟

** هاتين الأغنيتين من ألحان (بليغ حمدي) ولقد غنيت أغنية (قلبي سألته عليك) فى فيلم (النغم الحزين)، و(ظلمته مرة) غنيتها فى فيلم (بنات بحري)، وبعد النجاح الكبير الذى حققته هاتين الأغنيتين بصوتي، فوجئت بـ(بليغ حمدي) يعطهما لـ(فايزة وورده) نظرا لحبه الشديد لصوتيهما.

مع زوجته وابنه المطرب أحمد العطار تصوير موسي محمود

* هل غضبت من بليغ حمدي عندما فعل ذلك؟

** إطلاقا لأن بليغ كان صديقي جدا وكنت أعلم أنه ضعيف أمام النساء ولا يرفض لهن طلب، ويكفي إنني ساهمت فى جزء من شهرة (فايزة أحمد ووردة)! .

* كانت بدايتك من خلال الأغاني العاطفية وحققت نجاحا كبيرا لماذا تحولت إلى الغناء الشعبي؟

** عبدالحليم حافظ هو السبب فى هذا التحول فبعد تقديمي لمجموعة كبيرة من الأغنيات العاطفية، قابلني وقال لي : (يا ماهرحتى تحقق نجاحا كبيرا لابد أن تتخصص فى لون معين من الغناء، لهذا انصحك بترك الغناء العاطفي، وغناء لون آخر يتناسب مع سنك وشبابك، وفى هذا الوقت كنت أغني أغنية  عاطفية شعبية ناجحة جدا بعنوان (دوبوني الغمزيتين)، فطلب مني أن أكمل فى هذا اللون الناجح فقدمت بعدها (مين يأمنلك مين، وأفرش منديلك) وتوالت الأغنيات .

* هل كان هذا خبث ودهاء من عبدالحليم أم نصيحة لوجه الله لمصلحتك؟

** الله أعلم، لكن عموما عبدالحليم حافظ كان أهم ما يميزه ذكائه الشديد وعشقه لفنه!.

* من الذى أطلق عليك لقب (صوت الشباب)؟

** محمد الموجي وبليغ حمدي والملحن والمطرب سيد إسماعيل، حيث كنت أغني كثيرا فى الجامعات وتتميز أغنياتي بالمرح والتفاؤل والشباب.

* أسست شركة إنتاج كاسيت بعنوان (صوت الشباب) أيضا ما الهدف من إنشائها ولماذا أغلقت أبوابها بعد فترة؟

** الهدف كان الوقوف بجوار الأصوات المصرية الجميلة التى لا تجد أحد ينتج لها ،وأذكر إنني أنتجت لعدد من الزملاء منهم (ليلى جمال ومحمود شكوكو وشريفة ماه وعايدة الشاعر)، ولكن انشغالي فى تصوير الأفلام وإحياء الحفلات جعلني أبيعها إلى زميلي الملحن (سيد إسماعيل) الذى غير اسمها إلى (راندا فون) على إسم ابنته راندا.

* من الملحن الذى أعطاك الأجمل لحنيا فى مشوارك الفني ؟

** محمد الموجي وبليغ حمدي وحلمي بكر وإبراهيم رأفت، الموجي أعطاني أجمل أغنيات الأفلام، وبليغ أهداني أجمل أغنيات الحفلات، فمثلا من الأغنيات التى لحنها لي وكانت (تكسر الدنيا) فى الأفراح والملاهي الليلية عندما أغنيها أغنية (والنبي يامو نعمة أديني نعمة)، أما إبراهيم رأفت فكنت سببا فى شهرته وتسميته باسم رأفت بعد أن رفض محمد الموجي شقيقه أن يطلق على نفسه إسم إبراهيم الموجي، وكانت أول أغنياته لي أغنيتي الشهيرة (إفرش منديلك على الرملة) التى وزعت 17000 إسطوانة فى ثلاث أيام فقط .

* قمت ببطولة 7 أفلام أمام جميلات الشاشة زبيدة ثروت وسعاد حسني وأمال فريد ومها صبري هل تمنيت أن تتزوج من واحدة منهن؟

** لا ..لأن كل واحدة من هؤلاء كان لديها حبيب عندما وقفت أمامي، لكن الوحيدة التى تمنيت أن أتزوجها هي الفنانة (ماجدة الخطيب)!، لأنها كانت فى مثل سني وتهتم بي جدا، وتحضر العروض  الخاصة لأفلامي، وأيضا حفلاتي.

* ولماذا لم تتزوجها؟

** لأني أفضل أن تكون زوجتي ربة منزل، وليست فنانة، وماجدة كانت عاشقة للفن، وصعب أن تتركه.

* خلال مشوارك هل قدم أحد زملائك أغنية وتمنيت أن تكون فى رصيدك الفني؟

** أغنيتين الأولى (رمش عينه) التى قام بغنائها محرم فؤاد، وكانت سببا فى  شهرته أول مرة إستمعت إلى هذه الأغنية بكيت وتمنيت أن تكون فى أرشيفي ،والأغنية الثانية (عرباوي)  لمحمد رشدي.

* كثير ما نسمع ونقرأ أن الوسط الفني فى الماضي كان يخلو من الأمراض النفسية لنجومه وأهله يتميزون بالود والحب هل هذه صورة وردية ؟

** عاد برأسه إلى الوراء وقال : أبدا أبدا ليست صورة وردية ولكن صورة واقعية  وحقيقية، وهذا ربما يعود إلى أن عددنا كان قليلا جدا وكنا نشعر إننا جميعا أسرة واحدة، وكل مطرب يقدم لونا مختلفا عن ما يقدمه زميله، فالأغاني التى يقدمها (عبدالحليم حافظ) مختلفة عن ما يقدمه (محمد رشدي ومحرم فؤاد والتلباني ومأمون) وأنا كنت مدللا بينهم بحكم إنني كنت أصغرهم سنا، وأذكر أ حفلات عيد ميلادي كانت تجمع معظم المطربين فكنت تجد (عادل مأمون) يعزف لي على عوده وأنا أغني، و(محمد رشدي) يغني لي أغنيتي (إفرش منديلك)، وأنا أغني له (عرباوي)، وفى أحيان كثيرة كان يحضر(عبدالحليم) ويقوم بتقليد طريقة غنائي ويغني بعض أغنياتي، ثم يتركنا فى نهاية السهرة، وهكذا كانت الحياة الفنية كلها حب وود.

كان محبا للخضرة

* هل تشعر إنك أخذت حقك إعلاميا أم وقع عليك ظلم شديد؟

** سألني وقسمات وجهه يعتريها الألم : ما رأيك أنت ؟! الحقيقة أنني ظلمت إعلاميا جدا، خاصة من جانب التليفزيون فقد قدمت عشرات الأغاني فى الحفلات التى كان ينقلها التليفزيون المصري، لكن لا يوجد أثر حاليا لهذه الحفلات ولا تعرض ولا أدري لماذا؟! ولست أنا فقط الذى يقع عليه هذا الظلم، ولكن هذا الظلم يتعرض له كل جيلي من المطربين!.

* لكن البعض يقول إن عملك السياسي والنقابي كان سببا فى الظلم الذى وقع عليك؟

** يجوز .. فقد كنت عضو مجلس محلي لمحافظة القاهرة عن دائرة عابدين فى الفترة من 1979 إلى 1983 ،وبعد ترميمي لمعهد الموسيقى العربية على نفقتي الخاصة، أصبحت مستشار (فاروق حسني) وزير الثقافة السابق، ووجدت نفسي أصحو باكرا مثل أي موظف وبدأت أرفض كثيرمن الحفلات الخارجية فى سويسرا وإيطاليا وباريس وروما وغيرها بالآلف الدولارات نظرا لارتباطي بعملي الوظيفي، وهذا بالتالي أثر على مكانتي الفنية عند متعهدي الحفلات، وتوقفوا عن طلبي، خاصة بعد إاشغالي فى عملي النقابي كعضو فى نقابة الموسيقيين مع زميلي النقيب السابق صلاح عرام.

* هل تندم الآن على انخراطك فى العمل السياسي والنقابي؟

** إطلاقا لأنني من خلال عملي السياسي والنقابي خدمت ناس كثيرين ،وحبهم كان سببا فى ترشيحي وفوزي فى كل المناصب التى حصلت عليها، وأتذكر هنا أن الرئيس السابق (حسني مبارك) أستغل شهرتي وحب الناس لي خاصة فى منطقة عابدين وباب الشعرية، وغيرها من المناطق الشعبية وطلب مني مرافقته فى انتخابات الرئاسة الثانية، وبعد وقوفي بجواره ومساندتي له أعطاني (سبحة فضة).

* ما حقيقة إنك غنيت منذ سنوات قليلة ألبوم غنائي  كامل لصالح إحدى شركات الكاسيت، وهذه الشركة لم تقم بطرحه حتى الآن؟

** هذا صحيح، فبعد النجاح الكبير الذى حققه هذا المنتج مع (محمد رشدي ومحرم فؤاد وشفيق جلال وكارم محمود)، عندما أعادوا غناء أغنياتهم القديمة بتوزيع جديد، طلب مني أن أقوم بإعادة 8 أغنيات من رصيدي وبالفعل وقع إختياري على (بلغوه، وإفرش منديلك، ومين يأمنلك مين) وغيرها وقام الموزع يحيي الموجي بإعادة توزيعها، لكن هذا المنتج مازال يحتفظ بهذا الألبوم حتى الآن ولم يطرحه ولا أدري متى سيطرحه؟! وكل مرة أسأله فيها عن مصير هذا الألبوم يقول لي إنني سأطرحه فى الوقت المناسب ولا أدري متى سيكون هذا الوقت؟!

* ما رأيك فى الأغنية الشعبية الآن؟

** انحدر مستواها لدرجة لم يكن أكثر المتشائمين يتصورها، أويتخيلها، وأصبحنا نسمع مفردات يندى منها الجبين، رغم أن الهدف من الغناء الشعبي كما تعلمنا من الأجيال التى سبقتنا يعني الغناء لكل فئات المجتمع وليس لفئة معينة، وكان المطرب فى جيلي يحلم بأن يغني لكل الشعب، وليس لجيل معين، وكنا نفتخر بأننا ننتمي للأغنية الشعبية، لكن منذ ظهر أحمد عدوية إتجهت الأغنية الشعبية لفئة معينة من الجمهور!.

*من يعجبك الآن من المطربين الموجودين على الساحة؟

** على الحجار، محمد منير، محمد الحلو،محمد ثروت، هاني شاكر، أنغام، لطيفة، سميرة سعيد، ومن الجيل الجديد (لؤي، شيرين عبدالوهاب،هيثم شاكر) وابني أحمد العطار.

* هل قدمت أغنية وندمت عليها؟

** لم يحدث هذا لأنني كنت دقيق فى إختياراتي.

* من صاحب الفضل عليك فى مشوارك الفني؟

** محمد الموجي وبليغ حمدي وإبراهيم رأفت.

* ومن المطرب الذي لم يأخذ حقه من الشهرة والتكريم؟

** أستاذنا محمد عبدالمطلب وصديقي عبداللطيف التلباني.

* ما آخر عمل فني قمت ببطولته؟

** مسلسل (ألف ليلة وليلة) مع المطربة الجميلة إيمان الطوخي منذ عشرين عاما.

* ما مدى رضاك عن مشوارك؟

** الحمد لله راضي عنه كل الرضا ولو رجع الزمان سأسير فيه كما هو لكني سأحذف منه فقط سنوات الشقاوة مع البنات.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.