بيومي فؤاد يجتر ذكريات استشهاد السادات بأداء تراجيدي بارع في (الاختيار 2)
كتب : محمد حبوشة
غم مرور 40 عاما على رحيله الرئيس الراحل (أنور السادات) يظل اسمه رنانا ويظل حيا مصحوبا بالنصر والذكاء والقوة واستعادته لأرض سيناء بعد معركة الساس من أكتوبر، والذي يوافق العاشر من رمضان الذي احتفلنا بذكراه منذ أسبوع، حيث كان الرئيس الراحل محمد أنور السادات هو الأبرز في احتفالاته مثل كل عام في ذكرى ملحمة العبور، ولأن حياة الرئيس الراحل مليئة بالكثير من التفاصيل والألغاز والأسرار، بعضها نعرفه والبعض الآخر بالتأكيد لم تكشف عنه حتى الآن، فكلنا يعلم تاريخ الرئيس الراحل السياسى والعسكرى، فهو رجل الحرب والسلام، كما أنه الرئيس المؤمن كما كان يحب السادات أن يصف نفسه، وجسدت العديد من الأعمال الدرامية قصة حياه وبطولاته وإنجازاته عندما كان رئيسا للبلاد.
لذا فإن المشهد الخاطف الذي ذكرنا به بيومي فؤاد في حلقة أمس من مسلسل (الاختيار 2) أعادت إلينا الذكريات المؤلمة لحادث المنصة الشهير الذي استشهد فيه البطل والزعيم الراحل أمام أبنائه من القوات المسلحة في 6 أكتوبر 1981، في أثناء العرض العسكري للذكرى الثامنة لحرب أكتوبر، والذي أقيم في ساحة العرض أمام النصب التذكاري للجندي المجهول بمدينة نصر، ذلك النصب الذي نقشت عليه الحروف الأولى لأسماء جميع شهداء الحرب، وكانت أقيمت احتفالات ضخمة ومختلفة من نوعها بتلك المرة، بحضور الرئيس وقتها محمد أنور السادات بطل الحرب ونائبه محمد حسني مبارك، والمشير أبو غزالة، وعدد من الوزراء وقادة الجيش، ولهذا احتلت تفاصيل استشهاده جانبا كبيرا من حديث كل وسائل الإعلام العالمية وظلت مرارة ذلك اليوم عالقة حتى الآن بذاكرة المصريين.
في هذا المشهد الذي لم يستغرق سوى ثلاثة دقائق استند بيومي إلى كرسيه مرتديا الجلباب الفلاحي، وبعد أن رحب بضيوف ابنه من زملاء الفصل الدراسي بكلية الشرطة، راح يجتر ذكريات الماضي البعيد في شبابه قائلا : تصدقوا ياولا وأنا في سنكم كانت كل أمنيتي أخش كلية الشرطة .. فاكرها زي دلوقتي سنة ما قتلوا السادات الله يرحمه .. كل بلد هنا في المنوفية فتحت أبوابها وبقت تتلقى العزاء بالأيام .. لما كنت باسمع أبويا وأصحابه وهم بيتكلموا عن اللي قتلوه .. كان بابقى نفسي أجري أقتلهم بإيدي .. ساعتها روحت لأبويا وقلت له أنا حاخش كلية الشرطة علشان أجيب حق السادات من اللي قتلوه واللي زيهم .. فرحت .. بس للأسف ما نجحتش .. ربنا ما أردش .. بس الحمد لله ردهالي في ابني (عمر) دخل الشرطة الحمد لله.
ثم يستكمل بمرارة حديثه عن الإخوان المسلمين، وكأننا (فقدنا الأب وليس المنصب) قائلا: والله يالاودي كنت نسيتهم وقلت دخلوا قبورهم لغاية ما جت السنة السودة اللي مسكوا فيها البلد .. وفي لحظة فجأة بس ناس كتير حوالينا .. جيرانا .. زمايلنا في الشغل بيقولوا احنا إخوان .. إزاي؟ .. إمتى؟ .. قلت عادي شكلها بقت موضة لحد ما جت احتفالات نصر أكتوبر، ساعتها شفت اللي قتلوا السادات وهم بيضحكوا وشمتانين .. الدنيا ضلمت في عينيا .. حسيت انهم شمتانين .. بيحتفلوا بقتله بالدم مش بالنصر لأن النصر ده هم معملوش فيه حاجة .. بس الحمد لله خلصنا منهم .. صحيح الموضوع ما انتهاش وبايديكم انتوا بقى يارجالة (موجها حديثه لابنه طالب الشرطة وزملائه) .. بإديكم انتوا متخلوهاش تضلم تاني، فيرد عليه الجميع : إن شاء الله.
وهنا يتوقف المشهد الذي لابد أشيد فيه بأداء بيومي فؤاد الذي بدأه بالكوميديا واختتمه بتراجيديا غاية في الروعة والجمال في تأكيد أنه ممثل يصلح لكل الأدوار.