وزير الثقافة الأردني ينعي المطرب متعب الصقار
كتب : أحمد السماحي
بعد رحلة آلام استمرت فترة طويلة رحل عن حياتنا اليوم السبت مطرب الأردن الشهير (متعب الصقار) الذي شدا للأردن أجمل أغنياته، وعشقنا الأردن ومليكه وحماته، وجيشه، في ثنايا شدوه وآهاته، حيث عرف بالأغاني الوطنية التي تعبر عن الاعتزاز بوطنه الأردن، ولم ينس الغناء أيضا للعالم العربي، فغنى لفلسطين العديد من الأغنيات آخرها (لهون وبس)، ورائعة (يبقى الأكل بكل الكون، قلة أكل وجوع بطون، إلا الجوع بفلسطين عز وطيب وكرامة)، لكن الأغنية الأشهر له كانت (كندرة الملايين) التي أداها (السقار) احتفاء بالصحفي العراقي (منتظر الزيدي)، بعد أن رشق الرئيس الأميركي الأسبق (جورج بوش الابن) بالحذاء في عام 2008، كما أدى الفنان الأردني الراحل عددا من تترات المسلسلات، كان أخرها (نوف) الذي عرض عام 2018.
وذكر لي الراحل (متعب الصقار) في حوار تم بيننا في إحدى دورات مهرجان جرش، أنه كان أول من أنشد لجلالة الملك (عبدالله ابن الحسين) بأغنية (أهلا يا عين أبونا)، وعبر لي يومها عن سعادته بالغناء الوطني للأردن، وأن أي أغنية وطنية يغنيها تكون دائما نابعة من إحساس وصدق، وقال لي : شيئ جميل أن تتغنى برجال الجيش والشرطة والعين الساهرة على الوطن وعلى راحتنا وأمننا، وهذا النوع من الأغاني ينمي الحس الوطني ويحث على الحب والصدق والانتماء والوطنية، وأنا كفنان جزء لا يتجزأ من هذا الوطن أفرح لفرحه وابكي لجرحه.
لهذا كان طبيعيا أن ينعاه وزير الثقافة الأردني (على العايد) معربا عن الخسارة الكبيرة لرحيل قامة فنية أردنية قدمت الكثير للأغنية الوطنية والتراثية، خلال مشوار مميز وحافل بالعطاء.
وقال (العايد) في نعيه : أننا نودع اليوم صوتا مميزا له حضوره كفنان أخلص فى اللون الغنائي الأردني، وحمل خلاله أروع الأحاسيس العذبة في مسيرة عابقة بالتميز والابداع الأصيل فيما غنى ولحن من أهازيج وتراويد أردنية أسهمت فى تعزيز الأغنية الأردنية فى محبطها العربي.
وقدم (العايد) تعازي وزارة الثقافة إلى أسرة الفقيد وزملائه فى نقابة الفنانيين الأردنيين، مستذكرا دوره الكبير في مهرجان جرش للثقافة والفنون الذي صدح كثيرا على مدرجاته للوطن وأعياده وقيادته الهاشمية، مثلما برع في الأغنية الريفية والوجدانية التى تذكرنا بالفنانيين الرواد، فضلا عن القضايا النبيلة والوطنية التى نهض بها بصوته الرائع الذي غادرنا اليوم وهو ما يزال في عز عطائه.
جدير بالذكر أن المطرب (متعب الصقار) من الفنانيين الذين حافظوا على لونهم التراثي والوطني عرف به تحديدا منذ أوائل التسعينات حيث لمع اسمه بقوة بعد أغنيته (هلا يا واسط للبيت)، التى كتب كلماتها الشاعر الراحل (حبيب الزيودي) مطلع تسلم جلالة الملك (عبدالله الثاني) سلطاته الدستورية، كما عرف عن الفنان الراحل أغانيه الناقدة على أكثر من صعيد اجتماعي، وإسهامه في تقديم الأوبريت الوطني الممزوج برائحة تراثية تغنت بسهول الوطن وروابيه وتلاله، كما أدى كلمات عدد من أغاني المسلسلات الأردنية البدوية والريفية، وكان من المهتمين بمضمون الأغنية المحلية ورسالتها الفنية، ووصولها إلى أكبر قدر ممكن من قطاعات المجتمع والناس.
وكان الصقار موظفا معنيا بالشؤون الفنية في عمادة شؤون الطلبة بجامعة العلوم التكنولوجيا في الأردن، وله 6 أبناء، علما أنه يتحدر من مدينة الرمثا شمالي المملكة، وعانى من المرض منذ فترة طويلة، ونشر مقطع فيديو في فبراير الماضي من على سرير في المستشفى، بعدما تم بتر إحدى قدميه بسبب مضاعفات الإصابة بمرض السكرى، وأصيب أيضا بالفشل الكلوي منذ أكثر من عام تقريبا، وكان يخضع لعمليات غسيل الكلى.