كتب : أحمد السماحي
نحيى هذه الأيام الذكرى السادسة لرحيل شاعر مصر المبدع الخال (عبدالرحمن الأبنودي) الذى رحل عن حياتنا يوم 21 إبريل عام 2015، والذي أثرى الساحة الغنائية بروائع غنائية كثيرة جدا، وعندما تتأمل هذه الروائع تكتشف أنك أمام كنز من الجمال، وثراء من الإبداع، وعمق هائل في الرؤية، وكل يوم يمضي تشعر بمدى عبقرية (الخال) وجيله من المبدعين.
نتوقف فى باب (حواديت الأغاني) هذا الأسبوع عند واحدة من أغنياته الدرامية الجميلة جدا، والتى تغنى بها المطرب الرقيق الحساس صاحب الحنجرة الشجية (عماد عبدالحليم)، الأغنية بإسم (مانيش خاين) والتى كانت ضمن ألبوم (طريق الأحباب) الذي طرح فى منتصف الثمانينات، وقام بتلحين كل أغنياته بمهارة شديدة الموسيقار المتطور (جمال سلامه).
هذه الأغنية لها قصة حكاها لي صديقي الملحن الكبير الراحل (إبراهيم رجب) الذي كانت تربطه بالشاعر (عبدالرحمن الأبنودي) صداقة وطيدة فى بداية مشوارهما الفني، والقصة ترجع إلى نهاية الستينات عندما كان بيت (عم إبراهيم) يجمع الحبايب من الشعراء والمطربين والممثلين.
ونترك صوت (عم إبراهيم) يحكي بنفسه حدوتة الأغنية: فى أحد الأيام وجدت صديقي (الأبنودي) حزين ومهموم فسألته عن سر حزنه وهمه فقال: تخيل (عطيات) زوجتي بتقول علي إنني خاين، وأخون إزاي وأنا العاشق، وأنا المحتاج وأنا المتيم، فقلت له الله يا (أبنودي) ده مطلع أغنية رائع، فأشاح عن وجه وقال: إحنا في أيه ولا أيه يا إبراهيم، غنا أيه بس؟! .
ومرت فترة بسيطة على هذه الواقعة وفوجئت في أحد الأيام بـ (الأبنودي) يعطيني ورقة مكتوب فيها:
لا أنا خاين، ولا باين عليا هخون
واخون ازاى وانا المحتاج
وانا العاشق وانا المجنون
حبيبى مفيش فى قلبى مفيش غير اسمك
اه غير اسمك، متظلمنيش
ولو جولى وقالولى الحب يعنى ايه
معنديش غيرك انت اشاورلهم عليه
فأعجبت بها جدا وأمسكت العود ولحنتها على الفور – كما لحنت نصوص أخرى للأبنودي لم تخرج للنور – بعد هذا سافر (الأبنودي) للخارج وانقطعت علاقتنا ببعض، وكنت أردد الأغنية في غيابه فى الإذاعة والتليفزيون، ومع الأيام ونظرا لعدم شهرتي كمطرب تم حبس الأغنية فى أدراج الإذاعة والتليفزيون ولم تعد تذاع إطلاقا!. وهنا توقف كلام (عم إبراهيم رجب).
وفى بداية الثمانينات آمن الخال (عبدالرحمن الأبنودي) بصوت القلوب الحائرة (عماد عبدالحليم) لدرجة أنه وكما ذكر لي مرة (الخال): من (شدة حبي وإعجابي بصوت عماد كنت أعطيه كلمات الأغاني مجانا)، والعهدة على (الخال) الله يرحمه!
وفى هذه الفترة تعاون (الأبنودي) مع المطرب الشاب في ألبومين كتب كل أغنياتهما وهما (طريق الحباب، ومسيتك بالخير)، وأثناء العمل على أغنيات ألبوم (طريق الأحباب) الذي لحنه موسيقار هذه الفترة (جمال سلامه) كان الألبوم ينقصه أغنية فتذكر الأبنودي أغنية (مانيش خاين) وأعطاها للمطرب الشاب (عماد عبدالحليم) مع تغيير بعض كلماتها.
لينك الأغنية بصوت عماد عبد الحليم