نانسي عجرم تسرق شادية وتحصد ملايين الجنيهات
كتب : أحمد السماحي
فى ظل جذب شركات المحمول لأكبر نجوم الغناء والتمثيل للترويج لشركاتهم ودفع ملايين الجنيهات لهؤلاء النجوم رغم سوء الخدمة التى تقدمها هذه الشركات للجمهور، شاهدنا مؤخرا أكبر نجوم الفن المصري والعربي فى إعلانات شركات المحمول المختلفة، حيث خطفت المطربة اللبنانية (نانسي عجرم) الأنظار بقوة خلال الأيام القليلة الماضية بعد ظهورها فى إعلان دعائى لصالح إحدى شركات المحمول بصحبة النجم (أمير كرارة)، لتتصدر بعدها قائمة الترند، حيث ظهرت فى الإعلان بأكثر من إطلالة ولفتت انتباه الجماهير ومحبيها، تدور أحداث الإعلان حول بحث (نانسي عجرم) عن فتى أحلامها ويظهر (أمير كرارة) بأكثر من شكل يحارب الوحوش والكائنات الفضائية والأعداء من أجلها.
فكرة الإعلان سبق وقدمتها المطربة الكبيرة (شادية) والنجم الوسيم (صلاح ذوالفقار) فى فيلم (عفريت مراتي) عام 1968 إخراج مبدعنا الذي لن يتكرر (فطين عبدالوهاب) ملك الأفلام الكوميدية، حيث تعاني البطلة فى الفيلم من الملل، وإنشغال زوجها عنها فى عمله فى البنك، فتغني فى أحد المشاهد من كلمات الشاعر الغنائي الكبير (حسين السيد) وألحان سابق عصره (منير مراد) أغنية (فارس أحلامي) التى يقول مطلعها :
فارس أحلامي حبيب قلبي وحبيب أيامي
عايزاك تفهمني وتحقق صورة أحلامي
تعاملني بقسوة وحنية، تجرحني وتداري عليا
ونقضىي ساعات في الملاغية، زي الأفلام الغرامية
عايزة حياتنا تكون على طول مشحونة عواطف
جد وهزل ورعد وبرق وريح وعواصف
جدير بالذكر أن حالة السطو من جانب صانعي الإعلان سرقت نفس الملابس التى ارتداها (أمير كراره) حيث سبقه فى ارتدائها النجم (صلاح ذوالفقار) وأكثر منها، حيث ارتدى عدة ملابس منها الرجل الفضائي، والمحارب، وطرزان، وغيرها من الشخصيات التى تألق فيها النجم الوسيم.
والسؤال الذي نطرحه الآن هل دفعت شركة المحمول التى قدمت الإعلان، حقوق الملكية الفكرية لورثة كلا من (حسين السيد، ومنير مراد، وشادية، وصلاح ذوالفقار، وفطين عبدالوهاب) أصحاب الفكرة الأصلية أم إنها استولت على الفكرة التى قدمتها (شادية وصلاح ذوالفقار) منذ حوالي 53 عاما؟، واكتفت فقط بدفع ملايين الجنيهات لـ (نانسي عجرم، وأمير كراره) ونست الورثة أصحاب الحقوق الملكية الفكرية؟! سؤال نتمنى أن يرد عليه أحد من شركة المحمول التى قدمت الإعلان.!
جدير بالذكر أن هذا السطو يعد للأسف اعتداء صارخا ليس فقط على حقوق الملكية الفكرية، بل يعد انتهاكا للذوق العام والعبث بتراثنا الغنائي الذي أثر في وجدان الجمهور المصري وهو ما يسلتزم تحرك من جانب نقابة الموسيقيين من ناحية، ومن ناحية أخرى استنفار مخالب المجلس الأعلى للإعلام في إطار عمله الرقابي للمحافظة على التراث الغنائي، تماما مثل مطاردته للأعمال الدرامية برصد الألفاظ الخادشة ومشاهد العنف وغيرها من ممارسات خارجة عن المألوف ومن ثم تضر بالذائقة المصرية التي وصلت إلى حالة مستعصية من الإسفاف التردي.