كان بين الفنانيين زمان علاقة أقرب إلى الأخوة الصادقة، يعيشون طوال أيام التصوير علاقات صداقة بريئة، وزمالة محترمة، بعيدة عن المصالح الضيقة، والمنافع المؤقتة، والشوائب المكدرة، علاقة قائمة على الثقة والمودة والبساطة، أساسها الصدق وفروعها الكلمة الطيبة وإحسان الظن والألفة، لهذا كانوا يجتمعون دائما فى بداية أي فيلم أونهايته ليأخذون مع بعضهم صورة تذكارية أو ” سيلفي” بلغتنا الآن.
كتب : أحمد السماحي
من الصور التى نتوقف عندها هذا الأسبوع في باب (سيلفي النجوم) صورة تجمع بين النجم الكبير (كمال الشناوي) وفاتنة عصرها (كاميليا) وجمهورهم فى العرض الخاص لفيلم (شارع البهلوان)، سيناريو وحوار (علي الزرقاني)، إخراج (صلاح أبوسيف)، والذى عرض عام 1949.
من الذكريات الطريفة التى يتذكرها المخرج الكبير (صلاح أبوسيف) عن هذا الفيلم أن تصويره تم في شهر رمضان، في عزالصيف وفى أحد الأيام كان الجو شديد الحرارة، وفى هذا اليوم تحديدا طلب من (الشناوي) أن يقوم بتقبيل (كاميليا) قبلة طويلة كمايقتضي دوره في الفيلم.
لكن النجم الوسيم رفض القبلة وقال له: (مش ممكن يا أستاذ أبوسها أنا صايم) فتأجل تصوير المشهد لما بعد الإفطار، فرد عليه (أبوسيف) قائلا: قبلة التمثيل ليست حراما ولاتفطر – والله أعلم ـ لأنها أداء عمل تتكسب منه، وراح يستعرض له المتاعب التى سيسببها لهم بسبب وقف التصوير، وصعوبة عودة العمال بعد الإفطار حيث يكونوا متخمين بالأكل، ومن الظلم إجبارهم على العمل طوال الليل والنهار.
وأثناء ذلك الحوار خرجت كامليا من غرفة المكياج وعرفت من أحد العمال إن النجم الشاب يرفض تقبيلها، فصرخت وبدأت تسب وتلعن وتقول: (هو مين ده اللي يرفض يبوسني هو يطول! أنا اللي مش هخليه يقرب مني)، وتدخل (أبوسيف) وشرح لها أن (الشناوي) رفض تقبيلها فقط بسبب الصيام، وليس لسببا آخر، ونظرا لطيبة قلبها هدأت واستكملت التصوير.
وقام المخرج بتصوير القبلة بالفعل وجاءت ساخنة وعنيفة وقوية، كما تخيلها صلاح أبوسيف بالضبط!، حتى أنه عندما عرض الفيلم على الرقيب في وزارة الداخلية، قام بحذفها من الفيلم نظرا لجرأتها الشديدة، وبهذا راح تعب (كمال الشناوي) وفاتنة عصرها (كاميليا) فى تقديم هذه القبلة اللذيذة التى حذفها الرقيب!.