بقلم الدكتور: طارق عرابي
وحيد: “أنا يا مولاتي .. حاوي وآلاتي .. أعزف ع الناي ألحان ،، أخْرِجْلِك حَيَّه .. م القِدْرَه ده هِيَّه .. ترقص أشكال والوان” ، المطربة والكورال يرددون: “دي مش حَيَّه .. دي مش حَيَّه”
الطفلة “قطقوطة” تخرج من فوهة “القِدْره” ترقص وتغني: “لأ أنا هِيَّ .. ويمكن اكتر منها شويه ،، لو جَت فرصه .. أقرص قرصه .. جوه القلب بسحر عنيا ،، لما اغْمِزْلَك .. واتأمِزْلَك .. علطول يا خفيف .. هتقع فيا .. وتعيطلي إنت وهو .. وانا اضحك ولا فيش حِنِيَّه ،، حلويات الدلعدي حوا .. تقرص أكتر من 100 حَيَّه ….” .
كان ذلك استعراضاً غنائياً كوميدياً راقصاً لمدة 12 دقيقة حول حُلم “وحيد” مع “قطقوطة” اللذان دفعهما القدر إلى لقاءٍ عفويٍ بينهما أثناء محاولة هروبِ كلٍ منهما من رجال الشرطة .
في عام 1950 ، فَجَّرَ الفنان العبقري الراحل الباقي “أنور وجدي” في فيلمه على الشاشة الكبيرة “ياسمين” قنبلة متعددة المواهب إسمها “فيروز” ، طفلة ساحرة وخاطفة للعيونِ والألبابِ والقلوبِ بمعنى الكلمة ولم تُتم السابعة من عمرها بعد ، وكان ذلك هو أول ظهورٍ لهذه الطفلة التي أقنعتنا بآدائها أنها تخطت أعمار كل الأطفال الذين رأيناهم في حياتنا وكأنها خبيرةٌ “عجوز” في فن التمثيل الكوميدي والدرامي والغناء والرقص بكل أنواعه.
بناءً على رؤية “أنور وجدي” ، جاء إسم الطفلة “فيروز” منفرداً على الشاشة في تتر مقدمة الفيلم بعد أن تم توصيفها بلقب “تحفة السينما المصرية .. الطفلة المعجزة” ، وعلى الرغم من أن “شركة الأفلام المتحدة .. أنور وجدي وشركاه” هي الشركة المنتجة إلا أن إسم أنور وجدي وأسماء النجوم الكبار أمثال مديحة يسري وزكي رستم وآخرين جاءت جميعها متراصة بشكل عمودي صاعد بعد كلمة “تمثيل” ، ذلك لأن نجاح الفيلم في ذاك الزمن كان هو الشغل الشاغل والأمر الأكثر أهمية لجميع القائمين على مهمة خروج الفيلم إلى النور بما فيهم مؤلف ومخرج ومنتج وبطل الفيلم ، وما كان الأمر أبداً “أنا أنور وجدي” ! .
وقد بدأ ذهول الجمهور بالطفلة المعجزة “فيروز” منذ أول مشهدٍ ظهرت فيه بالفيلم وهي تجسد شخصية “تشارلي شابلِن” في استعراض ترقص وتغني فيه “حلو يا حلو يا حلو يا حِلْوْ .. إنت قمر وعزولك دِلْوْ” .
عندما قررت هذه المرة أن أكتب عن الممثلة الشابة “سوشيا رونان” التي ظهرت موهبتها للعالم منذ طفولتها ، تذكرت على الفور طفلتنا المذهلة “فيروز” وقررت أن أرى مشهد “قطقوطة” مع “وحيد” في أغنية “معانا ريـال معانا ريـال .. ده مبلغ عال ومش بطال .. نروح في الحال على البقال .. نجيب أصناف من التموين .. تكون مليانة بالفيتامين … إلى آخره” ، وعندما بحثت عن فيلم “ياسمين” الذي كتب السيناريو له وأخرجه وأنتجه الراحل الباقي “انور وجدي” وكتب حواره وكلمات أغانيه المبدع الراحل “أبو السعود الإبياري” ، لم أستطع إلا أن أشاهد الفيلم بكامله رغم أنني شاهدته عشرات المرات من قبل ، ورغم أنني أشاهد الفيلم لغرضٍ مهني إلا أنني أُخِذْتُ أَخْذَةَ مُشاهدٍ غارقٍ في بحرٍ مملوءٍ بكل سوائل الإبداع الفني ، وراح الفيلم ينعش في ذاكرتي شعور الفخر لأننا كنا بهذا الجمال في السينما المصرية.
في فيلم “ياسمين” ، الطفلة “فيروز” أضحكتني وأبكتني وأمتعتني بقدراتها الفائقة ،، “أنور وجدي” أضحكني وأمتعني ببساطة آدائه وبالقصة التي كتب لها السيناريو وبالصورة الإبداعية التي قدمها لنا كمخرج ،، “مديحة يسري” حركت بداخلي ذاكرة معاني الحب الحقيقية التي مازلت أحاول حمايتها والحفاظ على عذريتها بداخلي إلى الآن ،، عبقري عباقرة الآداء “زكي رستم” أبكاني بحنان الجد وأضحكني في مشهدٍ عبقريٍ له وهو يرقص وحده بغرفته فرحاً بعد أن عادت حفيدته ويغني: “أنا كتكوتة نونو و دَحْ .. أنا سفروتة حلوة و صَحْ” ،، أما الست “بطة” (زينات صدقي) بنت المعلم “جابر” (صاحب البيت اللي ساكن فيه “وحيد”) فقد دفعتني بالمشهد الوحيد والقصير الذي ظهرت فيه لأن أُوقِفَ الفيلم حتى أتخلص من نوبة الضحك التي اعترتني بعدما قال لها “وحيد” الذي تحبه (بغرض الهروب من الارتباط بها) إن والدها “المعلم جابر” ربما يرفض زواجه منها لأنه فقير (مش قد المقام) وردت الست “بطة” بآداء “زينات صدقي” الفريد من نوعه: “أبويا يقدر يِسَكِّن في بيته اللي يعجبه ، لكن ما يقدرش يِسَكِّن في قلبي غير اللي يعجبني انا” .
قدمت الطفلة المعجزة “فيروز” خلال مشوارها الفني 10 أعمال سينمائية فقط ، بدأتهم بفيلم “ياسمين” مع أنور وجدي عام 1950 ، وقدمت آخر أداءٍ لها عام 1959 في فيلم “بافكر في اللي ناسيني” مع هند رستم وشكري سرحان ورشدي أباظة وزهرة العلا ونجوم آخرين ، وشاركت كلاً من تحية كاريوكا وحسن فايق وعبد الفتاح القصري وستيفان روستي وفردوس محمد في فيلم “فيروز هانم” ، وقد شاركت الطفلة متعددة المواهب “فيروز” خلال مسيرتها الفنية العديد من كبار النجوم الآخرين أمثال عماد حمدي ومحمود المليجي وماري منيب وسراج منير وعبد السلام النابلسي وعبد المنعم إبراهيم وماجدة الصباحي وميمي شكيب ، كما شاركت الفنان الكوميدي “إسماعيل ياسين” في 4 أعمال هم فيلم “صورة الزفاف” عام 1952 ، وفيلم “دهب” عام 1953 وهو الفيلم الثاني والأخير لها مع الفنان أنور وجدي الذي وافته المنية عام 1955 ، وفيلم “إسماعيل ياسين للبيع” عام 1957 ، وفيلم “إسماعيل ياسين طرزان” عام 1958 .
والسؤال الذي يطرح نفسه بعد كلِ ما ذكرت: لماذا لم تظهر طفلة “فيروزية” أخرى بحجم تلك الموهبة منذ ذاك الحين؟! هل نضبت مصر؟! أم أننا لم يَعُدْ يشغلُ بالَنا ولا يعنينا ظهور “فيروز” أخرى؟!
لقد أصبح وزن وقيمة الموهبة في إقناع وإمتاع الناس في وقتنا الراهن أمراً خارجَ حساباتِ فكرِ المخططين وعيونِ المخرجين وجيوبِ المنتجين ، ونحن من أقنعنا أنفسنا بإمكانية صناعة نجم بلا موهبة ، ونحن من نجحنا في تنفيذ ذلك وتخريب كل القيم الفنية والإبداعية على مدى عقود ، ونتج بالتالي عن هذا الخراب تغير سوق الفيلم المصري مع تغير فكر ومفاهيم وتوجهات القائمين على صناعة الترفيه في مصر الذين أوصلوا الفيلم المصري بوجهٍ خاص والدراما المصرية بوجهٍ عام إلى أدنى المستويات .
إن فكرة صناعة نجوم بلا موهبة ما هي إلا بوابةٌ سحريةٌ وغطاءٌ مُقَنِنٌ لفساد الذمم والأخلاق عند “مُلاك الفرصة من المانحين” و”طُلاب الفرصة من السائلين” على حدٍ سواء ، فالأمر أشبه بسيد قصرٍ يراود خادمةً عن نفسها لأنها غيرُ محترفة وتريد العمل في زمنٍ عَمَّت فيه البطالة ، فلاتجد سبيلاً لذلك إلا بالانصياع لأوامره من أجل لقمة العيش التي قد تعزز مكانتها أمام أبنائها وزوجها وأهلها وكل من يعرفونها ولكنها عندما تخلو إلى نفسها فإنها تدفس رأسها في أقرب صندوق قمامة لتبحث عن كرامتها التي ضاعت .
أود التأكيد على أن المثل السابق ينطبق على طلاب الفرصة من الجنسين ، فتقديم التنازلات ليس عملاً حصرياً على النساء ، فقد يقدم طالبٌ واحدٌ فقط تنازلاتٍ تفوق في نوعيتها ما تقدمه عشراتُ الطالبات من تنازلات !
إن المتابعين الجيدين للأعمال الفنية الأمريكية سواء كانت للسينما أو للتلفزيون سيلحظون أنه لا يمكن أن يمر عام دون أن ترى وجهاً جديداً لطفلٍ موهوب أو طفلةٍ موهوبة ، وهم بالتأكيد يقدمون كذلك وبلا توقف مواهب من أعمار أخرى بتدفقٍ وبإيقاعٍ سريع . إنهم هناك حريصون على اكتشاف المواهب الحقيقية لأنهم يدركون أن الموهبة الحقيقية ستمثل فارقاً كبيراً في استثماراتهم سواء كان ذلك من ناحية تحقيق القيمة أو حصاد الربح .
الطفلة “سوشيا” والأوسكار في “سنة أولى سينما”!
الإسم: “سوشيا رونان” Saoirse Ronan (وإياك أن تنطقها “ساويرس” كما يكتبونها في الترجمة بالعربية .. لأنها ليست من عائلة “نجيب ساويرس”) .
ولدت “سوشيا رونان” في شهر أبريل من عام 1994 بمدينة نيويورك الأمريكية ، وبدأت مسيرتها الفنية الاحترافية عام 2003 وهي في التاسعة من عمرها وكان ذلك من خلال مشاركتها في مسلسل تلفزيوني بعنوان The Clinic ، ثم قدمت في عام 2005 مسلسلاً تلفزيونياً ثانياً بعنوان Tappavat todisteet ، أما خطواتها السينمائية الأولى فقد جاءت عام 2007 الذي شاركت خلاله في 4 أفلام مرة واحدة .
بدأت الطفلة “سوشيا رونان” عام 2007 بأول عمل سينمائي لها مع النجمة “ميشيل فايفر” والممثل “بول رود” في فيلم رومانسي كوميدي بعنوان I Could Never Be Your Woman والذي تلعب فيه دور “إيزي” إبنة “روزي” (ميشيل فايفر) التي دخلت لتوها مرحلة المراهقة ، وبينما تقع أمها في حب شاب يصغرها ، تقع “إيزي” في قصة أول حبٍ لها كفتاة صغيرة ، ثم تلته بفيلم عائلي بعنوان The Christmas Miracle of Jonathan Toomey .
وتحينُ لحظة قُبلة السينما الأولى على جبين الطفلة الصاعدة “سوشيا رونان” عندما تشارك بنفس العام النجمة الشابة “كيرا نايتلي” والنجم الشاب “جيمس ماكافوي” في فيلم الرومانسية والألم Atonement ، والذي تجسد فيه “سوشيا رونان” دور “برايوني تاليس” الشقيقة الصغرى الغيورة والشريرة للشابة العاشقة “سيسيليا تاليس” (كيرا نايتلي) ، وتتسبب “برايوني” بغيرتها الحمقاء في أكبر ألم لشقيقتها الكبرى “سيسيليا” وعشيقها “روبي تورنر” (جيمس ماكافوي) وذلك عندما تحالفت مع الشيطان واتهمت عشيق شقيقتها بجريمة لم يفعلها وتسببت في سجنه ، وبعدما تمزقت مشاعر العاشقين وتفرقت بهما السبل ، يعود إليهما بصيصٌ جديدٌ من الأمل في علاقتهما عندما يشاء القدر بتقاطع مسارهما مرة أخرى خلال الحرب العالمية الثانية .
ترشحت الطفلة “سوشيا رونان” ذات الثالثة عشر من عمرها آنذاك عن فيلم Atonement لأكبر ثلاث جوائز سينمائية في العالم وهي الأوسكار وجولدن جلوب و BAFTA كأفضل ممثلة في دور مساعد .
وترشح الفيلم إجمالاً لسبع جوائز أوسكار فاز منها بجائزة أفضل موسيقى أصلية لفيلم ، وترشح كذلك لسبع جوائز من جولدن جلوب فاز منهم بجائزتي أفضل فيلم (إنتاج) وأفضل موسيقى أصلية ، كما ترشح من BAFTA لعدد 14 جائزة فاز منهم بجائزتي أفضل فيلم (إنتاج) وأفضل ديكور .
تكلف إنتاج فيلم Atonement حوالي 30 مليون دولار وجمع عالمياً أكثر من 131 مليون دولار .
وتختتم الطفلة والنجمة الصاعدة “سوشيا رونان” عام 2007 بفيلم Death Defying Acts مع النجمة “كاترين زيتا جونز” والنجم “جاي بيرس” .
– في عام 2008 تشارك “سوشيا رونان” النجم “تِم روبنز” والممثلين القديرين “بيل موراي” و”توبي جونز” ونجوم آخرين في فيلم بعنوان City of Ember .
– في عام 2009 تشارك “سوشيا رونان” النجم “مارك والبرج” والنجمة “ريتشيل ويز” والنجمة الكبيرة “سوزان ساراندون” والممثل القدير “ستانلي توتشي” ونجوم آخرين بقيادة المخرج والمنتج “بيتر جاكسون” في الفيلم الفانتازي الدرامي التشويقي The Lovely Bones الذي ترشحت عنه “سوشيا رونان” لجائزة BAFTA كأفضل ممثلة في دور رئيسي ، بينما ترشح “ستانلي توتشي” عن الفيلم لجوائز الأوسكار وجولدن جلوب و BAFTA كأفضل ممثل في دور مساعد .
– في عام 2010 تشارك “سوشيا رونان” الممثل القدير “إد هاريس” والنجم “كولين فاريل” والممثل الشاب “جيم ستارجس” ونجوم آخرين في فيلم The Way Back الذي ترشح لجائزة الأوسكار كأفضل مكياج .
– في عام 2011 تشارك “سوشيا رونان” النجمة “كيت بلانشِت” والنجم “إيريك بانا” ونجوم آخرين في فيلم أكشن وإثارة وتشويق بعنوان Hanna ، الذي تجسد فيه “سوشيا رونان” شخصية “هانا” الفتاة ذات السادسة عشر من عمرها والتي تربت وتدربت في البرية الفنلندية على يد والدها “إريك هيللر” (الممثل إريك بانا) لتكون قاتلة محترفة ، وعندما يتم إرسالها في مهمة عبر أوروبا تتعقبها العميلة الاستخباراتية “ماريسا ويجلر” (الممثلة كيت بلانشِت) هي وأعوانها ، وهي عميلة لا يعرف قلبها الرحمة ويعرفها والد “هانا” جيداً لأنها خدمت معه كزميلة له في السابق ، ومع اقتراب “هانا” من هدفها النهائي في المهمة تبدأ في مراجعة حالها وضميرها وتذهب إلى مرحلة التشكيك في إنسانيتها . تكلف إنتاح هذا الفيلم 30 مليون دولار وجمع عالمياً من شباك التذاكرأكثر من 63 مليون دولار .
وتختتم “سوشيا” عام 2011 مع الممثلة الشابة “أليكسيس بليدِل” والممثل القدير الراحل “جيمس جندولفيني” ونجوم آخرين بفيلم Violet & Daisy الذي كتبه وأخرجه وأنتجه الكاتب الأمريكي ذو الأصول الأفريقية “جيفري فليتشر” .
– في عام 2012 تشارك “سوشيا رونان” الممثلة “جيما أرتِرتون” والممثل “سام رايلي” في فيلم Byzantium الذي أخرجه الكاتب والمنتج الآيرلندي الأصل “نيل جوردان” الحائز على جائزة الأوسكار ككاتب والمرشح لها كمخرج عن فيلمه الشهير The Crying Game عام 1992 الذي شارك فيه الممثل القدير “ستيفن رِيا” والنجم الأسمر بديع الآداء “فوريست ويتكر” .
– في عام 2013 تقدم “سوشيا رونان” ثلاث أعمال للسينما تبدأهم مع الكاتب والمخرج والمنتج النيوزلندي “أندرو نيكول” في فيلم الأكشن المثير The Host الذي تكلف إنتاجه 40 مليون دولار وجمع عالمياً أكثر من 63 مليون دولار .
ثم تقدم بنفس العام فيلم How I Live Now مع الممثلين الإنجليزيين الشابين “توم هولاند” و”جورج ماكاي” مع المخرج الاسكتلندي “كيفن ماكدولاند” ، وتجسد “سوشيا رونان” في هذا الفيلم شخصية الفتاة الأمريكية “ديزي” التي تسافر إلى أحد الأرياف الإنجليزية لتعيش مع أقاربها ، وهناك تجد الحب الذي كانت تبحث عنه في الوقت الذي تقاتل فيه من أجل البقاء أمام الحرب التي تغلف العالم من حولها .
وتختتم “سوشيا رونان” عام 2013 بآدائها الصوتي لشخصية “تاليا” في فيلم كارتون عائلي مثير بعنوان Justin and the Knights of Valour والذي شاركها بالآداء الصوتي فيه النجم “أنتونيو بانديراس” ، والممثل القدير “ألفريد مولينا” ، والممثل الشاب “فِرِيدي هايمور” (نجم فيلم “تشارلي ومصنع الشوكولاته” مع النجم “جوني دِب”).
– في عام 2014 إلى جانب مشاركتها في مسلسل تلفزيوني بعنوان Robot Chicken ، تقدم “سوشيا رونان” ثلاث أعمال للسينما ، وتبدأ أول عمل سينمائي مع النجوم “رالف فينيس” و”جود لو” و”إدوارد نورتون” و”أدريان برودي” و”جيف جولدبلوم” والنجمة “تيلدا سوينتون” والممثلين القديرين “بيل موراي” و”توم ويلكونسون” والممثل متميز الآداء “ويلام دافو” والممثل الشاب خفيف الظل “توني ريفولوري” ، وبقيادة المخرج والمؤلف والمنتج المتميز “ويز أندرسون” وذلك في الفيلم الكوميدي الرائع والشهير The Grand Budapest Hotel الذي ترشح لتسع جوائز أوسكار وفاز منهم بأربع جوائز كأفضل تصميم ملابس وأفضل مكياج وأفضل ديكور وأفضل موسيقى أصلية لفيلم ، وترشح لأربع جوائز من جولدن جلوب فاز منها بجائزة أفضل فيلم (إنتاج) ، كما ترشح لعدد 11 جائزة من BAFTA فاز منهم بخمس جوائز كأفضل سيناريو وأفضل تصميم ملابس وأفضل مكياج وأفضل ديكور وأفضل موسيقى أصلية لفيلم . تكلف إنتاج هذا الفيلم 25 مليون دولار وحصد عالمياً من شبك التذاكر أكثر من 172 مليون دولار .
ثم تقدم “سوشيا رونان” بنفس العام عملين آخرين ، الأول بعنوان Muppets Most Wanted الذي تكلف إنتاجه 50 مليون دولار وجمع عالمياً أكثر من 80 مليون دولار، والفيلم الثاني بعنوان Lost River الذي شارك فيه بالتمثيل الممثل الفرنسي ذو الأصول الجزائرية “رضا كاتب” .
– في عام 2015 تمنح السينما الأمريكية والعالمية للنجمة الشابة “سوشيا رونان” قُبلةً ثانيةً أكبر مما سبقتها في 2007 ، حيث شاركت في ثلاث أعمال للسينما كان أهمها وأفضلها على الإطلاق فيلم Brooklyn والذي جسدت فيه “سوشيا رونان” شخصية “إيليس” الشابة الآيرلندية التي تقرر في خمسينيات القرن الماضي أن تهاجر إلى مدينة بروكلين بولاية نيويورك بالولايات المتحدة حالمة بالوعد الأمريكي في أرض الأحلام ، وبعد وصولها إلى بروكلين ، سرعان ما يتضاءل حنينها إلى الوطن بسبب تجربتها الرومانسية الساحرة مع الشاب الأمريكي الإيطالي “توني فيوريللو” (الممثل إيموري كون) وتلتقي “إيليس” بعائلة “توني” وتتوطد علاقتهما الرومانسية أكثر فأكثر ، وعندما تموت أختها “روز” (الممثلة فيونا جلاسكوت) بشكل مفاجيء وتخبر “توني” أن عليها العودة إلى الوطن لتساعد أمها التي أصبحت وحيدة بعد رحيل أختها “روز” ، ويخبر”توني” حبيبته “إيليس” أن عائلته تنوي تطوير قطعة أرض في جزيرة لونج آيلاند بنيويورك وأن ذلك التطوير سيشمل تجهيز منزلٍ خاصٍ لهما ، وتتردد “إيليس” عندما يطلب منها “توني” الزواج بها قبل مغادرتها لأمريكا لكنها توافق في النهاية ويتزوجان سراً في إحدى القاعات بمدينة بروكلين ، ويشاء القدر أن يلتقيان برجل وامرأة آيرلنديين يعرفان “إيليس” ، وتعود “إيليس” إلى مدينتها الصغيرة في آيرلندا وتلتحق بالعمل الذي كانت تقوم به أختها “روز” ويُعجب بها الشاب الثري “جيم فاريل” (الممثل دونال جليسون) ، وتبدأ “إيليس” في تجنب قراءة رسائل “توني” ويقترب موعد زفافها على “جيم” ، وهنا تظهر الآيرلندية التي قابلتها في بروكلين والتي تعرف أن “إيليس” متزوجة من شاب أمريكي ، وتضطر “إيليس” إلى إعلام أمها بأنها متزوجة في أمريكا وأنها ستعود إلى أمريكا من أجل حبها الحقيقي ، وبالفعل تغادر “إيليس” مدينتها الآيرلندية للمرة الثانية وتترك رسالة اعتذار للشاب “جيم” الذي كان على وشك الزواج منها ، وتنتهي القصة بانتصار قصة الحب بين “توني” و”إيليس” .
إنها أحداث قصة حب رائعة استحق عنها هذا الفيلم أكثر من الترشح لثلاث جوائز أوسكار ، واستحقت “سوشيا رونان” عن آدائها البديع بهذا الفيلم أكثر من الترشح لجوائز الأوسكار وجولدن جلوب و BAFTA كأفضل ممثلة في دور رئيسي . تكلف إنتاج هذا الفيلم 11 مليون دولار وجمع عالمياً أكثر من 62 مليون دولار .
– في عام 2017 تضع السينما العالمية قُبلتها الثالثة على جبين الشابة الصغيرة “سوشيا رونان” وذلك عن فيلم Lady Bird حيث فازت عنه ولأول مرة بجائزة جولدن جلوب وترشحت لجائزتي الأوسكار و BAFTA كأفضل ممثلة في دور رئيسي ، وترشح الفيلم إجمالاً لخمس جوائز أوسكار وأربع جوائز من جولدن جلوب وثلاث جوائز من BAFTA ، وتكلف إنتاج الفيلم 10 مليون دولار وجمع عالمياً ما يقرب من 80 مليون دولار .
– في عام 2018 تقدم “سوشيا رونان” آداءً رائعاً لشخصية “ماري ستيوارت” ملكة اسكتلندا التي سجنتها وأعدمتها إبنة عمها “إليزابيث الأولى” ملكة إنجلترا ، وذلك في فيلم Mary Queen of Scots الذي ترشح لجائزتي الأوسكار كأفضل تصميم ملابس وأفضل مكياج ، وترشح لثلاث جوائز من BAFTA إثنان منهم كانا لأفضل تصميم ملابس وأفضل مكياج ، أما الترشح الثالث فكان من نصيب النجمة “مارجوت روبي” التي جسدت بالفيلم شخصية “إليزابيث الأولى” ملكة إنجلترا .
– في عام 2019 تضع السينما العالمية القبلة الرابعة على جبين الممثلة الشابة “سوشيا رونان” من خلال آدائها الخاطف لشخصية “جو مارش” في فيلم Little Women الذي ترشحت عنه “رونان” لجوائز الأوسكار وجولدن جلوب و BAFTA كأفضل ممثلة في دور رئيسي .
– في عام 2020 تشارك “سوشيا رونان” النجمة “كيت وينسيلِت” في عمل سينمائي مأخوذ عن قصة تاريخية حقيقية حدثت في أربعينيات القرن قبل الماضي (1840) في فيلم بعنوان Ammonite .
وانتهت النجمة الشابة “سوشيا رونان” من تصوير فيلم بعنوان The French Dispatch مع النجمة المتألقة “فرانسيس ماكدورماند” ونجوم آخرين ، وأصبح الفيلم جاهزاً للعرض حسبما يتراءى للجهة المنتجة في ظل استمرار جائحة كورونا العالمية ، وتصور “سوشيا” حالياً فيلماً جديداً بعنوان Untitled Murder Mystery مع النجم “سام روكويل” والنجم “أدريان برودي” ونجوم آخرين ، والمتوقع صدوره عام 2022 .
جديرٌ بالذكر أن والد النجمة “سوشيا رونان” هو الممثل الأمريكي “بول رونان” ، وقد عملت والدتها “مونيكا رونان” معها كمرافق خاص في عملين عام 2007 عندما كانت “سوشيا” طفلة صغيرة وذلك في فيلم Death Defying Acts وفيلم Atonement الذي ترشحت عنه الطفلة “سوشيا” ولأول مرة لجائزة الأوسكار .