صبية صغيرة أعجبت بـ (كريم العراقي) فولدت أغنية (طفلة وغازلتني) لـ (رضا العبدالله)
كتب : أحمد السماحي
كان المطرب العراقي (رضا العبدالله) معجبا بكلمات بلدياته الشاعر الغنائي المتميز (كريم العراقي) وسمعه ( العراقي) فى العراق وأشاد بموهبته، فطلب منه المطرب الشاب كلمات ليغنيها، فوعده بأن يعطيه كلمات لو أكمل موهبته بالدراسه، وفرقت الأيام وما حدث في العراق بين الشاعر والمطرب الشاب، ومرت عشر سنوات، وبالصدفة قابل (رضا العبدالله) صديقه الشاعر الكبير في مدينة (دبي)، وسرعان ما احتضنه وقال له باسما: ها أنا أكملت دراستي فما طلباتك؟! ولما هم (العراقي) بأن يعطيه وعدا جديدا صرخ (رضا العبدالله) قائلا : أرجوك استاذي العزيز ما عندي استعداد انتظر عشرة أعوام أخرى، وبصراحة راح أقلقك، وأطلع لك في كل شارع، وفى كل بلد!.
ولأن اللقاء كان في الشارع فعزمه (العراقي) فى نفس اليوم على العشاء عنده في شقته، وحضر المطرب الشاب وبصحبته عوده، وقال له الشاعر المخضرم وعلى حد قوله فى كتابه (أغاني وحكاياتها): اسمعني يا (رضا) يقال إنك تلحن أغنياتك بنفسك هل هى موهبة فعلا أم موضة مثل ما يفعل كثير من المغنيين الجدد؟!، فقال له المطرب الشاب: إسمع بنفسك وأحكم، ووجد (العراقي) أن المطرب الشاب يمتلك أصول النغم كما يمتلك أصول الغناء.
وأثناء ذلك تذكر (العراقي) أن لديه موعدا فى التليفزيون، وقال له المطرب الشاب وأنا أيضا لدي موعدا هناك، فشك (العراقي) في موعد (العبدالله) وفكر أنه يلاحقه، وبالفعل خرجا سويا، وفى طريقهما إلى التليفزيون، وعند نزولهم فى موقف السيارات قابلتهما صبية صغيرة واندفعت نحوهما بحرارة وحيتهما، ثم انطلقت تثني على قصائد (كريم العراقي) الغنائية، فشكرها، لكنها لم تتوقف عن الاسترسال في المديح وزادت على ذلك بلغة أقرب للغزل، فارتبك (العراقي) وظهر هذا على خطواته وملامحه!.
وأرد التخلص منها فلم يفلح، وحول الموضوع للحوار مع (رضا) الذي شارك الصبية بالمديح، وفجأة طلبت منه الصبية أن يكتب رقم تليفونه على كفها، فقال لها: خذي هذا هو الكارت الخاص بي، ولكنها رفضت وطلبت أن يكتب تليفونه على كفها، وكتب وهو يرتجف ويتلفت يمينا ويسارا، ويفكر محللا ويقول لنفسه: ربما تكون لعبة (الكاميرا الخفية) التى كانت منتشرة فى التليفزيونات العربية فى هذا الوقت، لكنها لم تكن كذلك.
وتركتهما الصبية و(كريم العراقي) يتصبب عرقا، وأسرع (رضا العبدالله) نحو صديقه ضاحكا فقال له العراقي: ما رأيك فى هذه الورطة؟ فقال العبدالله ضاحكا: ورطة أنها أغنية من نصيبي يقول عنوانها (طفلة وغازلتني)، فقال له (كريم العراقي) : يا محتال حلو جدا الاسم والموضوع، وبعد انتهائهما من مقابلتهما فى التليفزيون الإماراتي، رجعا إلى شقة (كريم العراقي) الذي أمسك بالورقة والقلم وكتب فى دقائق معدودة وهو يحتسي فنجان القهوة :
طفلة وغازلتني وآه يا شيب
أغازلها أنا يا ناس لو عيب
أحذرك يا لساني، وظل يا قلبي عاني
ومثل هذا الجرح ما ممكن يطيب
طفلة وغازلتني وآه يا شيب
أنا لولا وقاري وحكم الأيام
لأسمعها غزل ما مر بالأفلام
وأعيشها حياة أشبه بالأحلام
وأنيمها على قصة ليلى والذيب
طفلة وغازلتني وآه يا شيب
أتوجها أميرة وسندريلا
وأداوي كل آه وكل عله
أنا بصدري حنان الدنيا كله
ولكن غيري أجدر بيها يا شيب
أغازلها أنا يا ناس لو عيب
وأخذ (رضا العبدالله) الكلمات وبدأ يدندن بلحنها وفي دقائق انتهى المطرب الشاب من اللحن، وقام بتسجيلها، وحققت الأغنية نجاحا كبيرا، جعل (كريم العراقي) يكرر تعاونه مع المطرب الوسيم في العديد من الأغنيات.