كتب : أحمد السماحي
حرص نجوم ونجمات الفن المصري على الظهور بأفضل إطلالة وأبهى صورة أثناء مشاركتهم في حفل موكب المومياوات الملكية، فقد ارتدوا أزياء تناسب الحدث الفرعوني من حيث الأناقة ومواكبة الأجواء الفرعونية، كما ظهر على النجم (أحمد عز) الذي حرص على وجود لمسة فرعونية ممثلة في مفتاح الحياة الذي طوق به عنقه، بينما جاءت إطلالات النجوم (أحمد حلمي، كريم عبد العزيز، أحمد السقا) عادية من حيث الملابس لكن لغة الفخر بأجدادهم الفراعنة كانت سمة مميزة، كما تألق النجم (خالد النبوي) في استعراض تاريخ مصر الحضاري في مختلف العصور والأزمنة على جناح يعكس ثقافته الرفيعة وحبة لهذا الوطن.
أما الإطلالات النسائية فقد تميزت بالطابع الفرعوني الذي يعكس براعة ألوان الفساتين والإكسسورات الفرعونية، كما ظهرت الفنانة يسرا بفستان باللون الأبيض الناصع، وتتميز قصته بسبعة صغيرة من عند الصدر ووشاح طويل بنفس اللون، ونسقت معه مجوهرات فرعونية مكونة من تاج كبير مرصع بفصوص بمزيج من اللونين الذهبي وا?زرق وأساور كبيرة في اليدين، واعتمدت مكياجاً قوياً وركزت على رسمة العيون، واختارت أن يكون شعرها الذهبي منسدلاً على كتفيها.
وتجلت النجمات نيلي كريم بفستانها الطويل باللون الأبيض، كت وبدون أكمام، مزينا بالتطريزات من أعلى، واعتمدت مكياجا قويا، وارتدت إكسسوارت مكونة من أقراط طويلة وخاتم وأسورة، واختارت تصفيفة الشعر المرفوع لأعلى، كما تألقت الفنانة هند صبري بإطلالة مميزة باللون الأخضر، بفستان بأكمام طويلة وفتحة جانبية تبرز اللون الذهبي اللامع، واعتمدت في إطلالتها على ألوان القوة عند الفراعنة، ولعل أبرزها اللونين الأخضر والذهبي.
وكانت إطلالة الفنانة منى ذكي بفستان باللون الأزرق الذاهي بصيحة الأكتاف العريضة المنسدلة البليسة، وفتحة صدر على شكل حرف V، وقرط فرعوني كبير باللونين الأزرق والفضي حول الرقبة، كما اعتمدت تسريحة الشعر المنسدل الملموم والألوان الهادئة بالمكياج الذي يعكس عمق وقوة الشخصية القادرة على استدعاء تاريخ الملكات الفرعونية في ثبات وثقة كما ظهر في لغة حديثها الواثق والمؤمن ببراعة المرأة المصرية عبر التاريخ.
وقد جاءت كلمات النجوم معبرة عن الجو العام للكرنفال الذي أبهر العالم ليلة أمس على النحو التالي:
مصر الحضارة
خالد النبوي: قد ايه كان المصرين قدماء عظماء .. قد ايه كان علمهم قوي ومعرفتهم بلا حدود .. هكذا أطل النجم خالد النبوي بهذه العبارة في فيلم تسجيلي لمدة 12 دقيقة استعرض من خلال معالم مصر السياحية الأثرية من مختلف الأماكن التي بدأها بالهرم المدرج وسر أسراره الكبيرة الكامنة في باطن الأرض، ثم ذهب في جولة تمزج بين السياحة الروحية والتاريخية في رحلته بين كنائس الاسكندرية والقاهرة والمعبد اليهودي الذي أجريت عليه التطورات اللاحقة، مع استعراض رائع للجو الروحاني الذي يسكن كوم الشقافة إلى الكنيسة المعلقة إلى الجامع الأزهر في جلال شأنه وعظيم سلطان، ثم متحف الفن الإسلامي إلى متحف المركبات الملكية في بولاق ومن إلى قصر البارون بمصر الجديدة، ويعود إلى ميدان التحرير في شكله الحالي ومنه إلى المتحف القومي للحضارة، ومتحف العواصم بالعاصمة الإدارية الذي اختتم به جولته.
ناهيك عن كل ذلك فقد بدا التفاعل أكبر من جانب النبوي في رحلته البديعة عبر تفاصيل تسكن شوارع القاهرة والأقصر والا سكندرية التي استعرض لنا ملامح حياة المصريين الحاليين في تفاعلهم مع أجدادهم الفراعين .. هى رحلة عشق من فنان جميل إلى وطن أحبه وأخلص له فمنحه الجماهيرية عن رضا ويقين بأن المصريين هم أعظم بناة على وجه الأرض جاءوا قبل آلاف السنينن وماتزال آثارهم تدل عليهم.
معجزة قدماء المصريين
يسرا: معجزة قدماء المصريين أنهم عظماء حتى بمعاييرنا بتاعة النهاردة، بكل التطور الذي حققناه كبشر في العلوم والفنون، ولسه الحضارة المصرية القديمة قادرة على إبهارنا بكل غموضها وإسرارها اللي كل يوم بنكتشف منها سر جديد لحد النهاردة، لسه اكتشافاتها بتسمع فى الدنيا كلها، لسه لما بنسافر لأي مكان ونقول إننا مصريين، عيون الناس بتلمع ويقولوا بصوت كله حماس، مصر أرض السحر، أرض الجمال، أرض الخيال، أرض التاريخ، كل شعوب الأرض لما بتدور على جذور الحضارة تأتي عندنا هنا فى مصر أم الدنيا.
خوفو
أحمد عز : هرم خوفو أهم عجائب الدنيا السبعة اللي اتبنى من أكثر من أربعة آلاف وخمسمائة سنة، ولحد النهاردة والعلماء محتارين فى أمره، إزاي المصريين بالعظمة دي، وبالدقة دي، وبأدوات تعتبر أقل من بسيطة لو قارناها بتنكولوجيا النهاردة، الأجابة هى اللي بسيطة، المصريين قدروا يبنوا الصرح العملاق ده بالفكر، بالمعرفة، بالمهارة، وقبل كل ده بالعقيدة والإيمان هم السر الحقيقي للخلود، مصريين بقي!.
الدير البحري
نيللي كريم : آلاف السنين والناس من كل بلاد الدنيا بتيجي هنا عشان تزور الأثر العظيم ده، اللي بناه يعتبر معجزة معمارية لمهندس عبقري، ونقوشه وألوانه الزاهية ورائهم ذوق فنان مبدع، معبد (الدير البحري) التى بنته الملكة (حتشبسوت) أشهر ملكات مصر والعالم القديم من حوالي 3050 سنة في حضن الجبل غرب الأقصر، (حتشبسوت) تشهد للمرأة المصرية بالشطارة والمهارة والحكمة والصلابة، وفي عصرها إزدهر البناء والتشيد، وتماثيلها وأثارها الرائعة موجودة لحد النهاردة فى كل مكان، وهى أصل المثل المصري ست بميت راجل.
مقبرة توت عنخ أمون
أحمد حلمي : المثل المصري برضوا قال مصر ولادة، ولادة للموهبة والإبداع، ولادة للحضارة والثقافة، عشان كده مصر مليانة خير، لأنها أول أرض عرفت الاستقرار والازدهار، ويمكن من أشهر الإكتشافات الأثرية التى أبهرت العالم فى مصر، كانت مقبرة الفرعون الشاب (توت عنخ أمون) اللي علماء الآثار اكتشفوا محتويات هذه المقبرة كاملة، ومومياء الملك متحنطة ومحفوظة فى توابيتها الفريدة، وقناعه الذهبي المشهور لسه محتفظ ببريقه وكأنه معمول إمبارح، تخيلوا لما تبقى مقبرة واحدة تضم أكثر من 5000 آلاف قطعة أثرية هذه يلزمها متحف كبير، زي اللي احنا واقفين فيه النهاردة.
محتويات مقبرة الفرعون الذهبي (توت عنخ أمون) فعلا اتعمل لها جناح ضخم لوحدها، وهتتعرض لأول مرة كاملة فى المتحف المصري الكبير، وهذا يعتبر أكبر مشروع حضاري وثقافي في القرن 21، هنا على أرض مصر.
مفتاح الحياة
كريم عبدالعزيز : من آلاف السنين والناس مش قادرة تفهم إزاي الفراعنة قدروا يبنوا الحضارة العظيمة؟!، إزاي بأدوات بدائية يقدروا يحفروا تحف معمارية؟ الهرم اتبنى إزاي؟ الشمس تتعامد على وش رمسيس فى ميعاد معين كل سنة إزاي؟ من آلاف السنين، والناس بتسأل روحها: ايه هو سر الفراعنة؟، لحد من حوالي 200 سنة لما نجح عالم المصريات الفرنسي (شامبليون) من فك رموز الكتابة الهيروغليفية من خلال حجر رشيد، وكانت الحقيقة على قدر بساطتها مبهرة، سر الفراعنة مش مكتوب في بردية، ولا منقوش على جدارية، سر الفراعنة مش بس معرفتهم بعلوم الفلك والطب والهندسة ولا في العلوم اللي برعوا فيها وتفوقوا، ونقلتهم عنهم كل الحضارات التى جاءت من بعدهم.
سر الفراعنة الأكبر هنا فى القلب، استقر فى قلب المصري القديم، عقيدة قوية، وإيمان لقيم الخير والحب والخير والعدل والسلام، أمن المصري القديم بمفهوم النظام الكوني الذي ينتصر للحق والخير والعدل والمساواة، ويرفض الفوضى والشر والفساد والظلم، وأمن بالثواب والعقاب والحياة بعد الموت والحساب، المصري القديم لم يبرع فقط فى الهندسة والطب والتحنيط، المصري القديم بإيمانه وعقيدته إمتلك مفتاح الحياة نفسها.
نقاء الروح
هند صبري: المصريين القدماء عرفوا الروح وأمنوا بنقائها وخلودها، وفهموا أن الجسد أمانة وحاولوا يحفظوا عليه لما الروح تغادر وتقابل خالقها، كل البناء والتشيد والعمارة، علوم الفلك، والفنون، أسرار التحنيط كانت الدافع ورائهم هو الإيمان بالحق والعدل والبعث والحساب والخلود، آملين فى الحياة ما بعد الموت، حياة مثالية خالية من الصراعات والشرور، جنة دائمة يعيش فيها كل من عمل خير في الدنيا.
الخيال والابداع
أحمد السقا: لو بصينا حوالينا للي كل اللي وصلنا له هنلاقيه فى الأصل كان فكرة، نبتة، بذرة فى خيال إنسان، إنسان عنده حلم يغير شكل الحياة، وإيمانه بيها خلاه يعافر وراها، وبالمعرفة والمهارة حولها لحقيقة، الخيال والإبداع هو السر وراء أول بناء حجري متكامل فى التاريخ، وأول بناء هرمي عرفه البشر بالخيال والإبداع صور المصريين القدماء معرفتهم ومهاراتهم ومواردهم، عشان زي ما بنقول بالمصري (يعملوا لآخراتهم) عشان يسيبوا لنا آثار خالدة عابرة للزمن، الهندسة والعمارة اللي فيها حقيقي معجزة، بس النقوش اللي عليها هى ورثنا الحقيقي هو صوت الضمير الإنساني الحي اللي بيشهد بفطرتنا السليمة منذ بدء الخليقة.
أقوى جيش
منى زكي : إيمان المصريين القدماء صنع حضارتهم وبنى دولتهم، أقدم دولة متكاملة الأركان عرفها التاريخ، إيمانهم وعقيدتهم زادوا من قوتهم، وكان جيشهم أقوى جيوش الأرض، جيش بيحمي الناس والعرض ، وأثارهم اللي عايشه لحد النهاردة شاهدة على عظمتهم اللي نابعة من إيمانهم، وحضارتهم يتحاكى بها التاريخ، ويتباهى بها البشر، وعلى مر الزمن هتفضل هى البوصلة، طاقة الإلهام والنور لكل البشر.
عندئذ توقف حديث النجوم عن أجداهم الفراعين، لكن نبض تلك الحضارة سيظل صدى صوته عالقا في أذهان ووجدان ملايين المصريين ومليارات العالم الذين تابعوا أحداث تلك الليلة الأسطورية التي ستظل خالدة في تاريخ مصر الحديث والقديم وستمد مع كل الأجيال القادمة حتى نهاية التاريخ.