أنا وحبيبي .. فيلم قاوم الظلم وانتصر
بقلم : سامي فريد
منير مراد سنعرفه في هذا الفيلم الأول من بطولة فنانا شاملا.. فهو كاتب قصة الفيلم .. وهو محلن كل أغانية وواضع موسيقاه التصويرية.
وهو الممثل والراقص والمؤدي الذي يقاوم الفقر والظلم في صمت فيلسوف كصمت كل المصريين قبل ثورة يوليو.
بطولة الفيلم يقوم بها ثلاثة هم منير مراد (منير) وزهران (محمد التابعي) ثم جل جل حصانهم.
أصابتهم ضربة الفن.. يعمل مراد وزهران في تياترو المنظر الجميل بحي روض الفرج وفي التياترو يقوم منير بالعمل كاملا.. فهو في شباك التذاكرة وهو الذي يقوم بارت والمشاهدين إلى نقاعدهم .. وهو بطل الفرقة .. المغني والممثل ويساعده في هذا مدرس الخط العربي في المرسة الابتدائية الفنان محمد التابعي .. وفي الوقت الذي تفتش فيه فرقة الفنانية زينات صدقي خالة الفنانة شادية عن بطل جديد للفرقة في عرضها الجديد تفاجأ بالعرض الذي يقدمه منير على المسرح المتواضع.
لكنه يشد انتباه شادية وخالتها التي لا تنسى أنها نشأت وازدهرت في هذا الحي الشعبي وهو ما يرفضه لأستاذ سلوع (عبدالسلام النابلسي) وهو رغم حبه الشديد إن حقا أو ادعاء يضطر لمجاوراة الخالة زيتات صدقي ويوافق على مضض بقبول هذا الفنان الصعلوك ليكون بطل الفرقة! خوفا من أن تضيع شادية منه وهو ما صرح به لمساعده من انه يريد أن يتزوجها ليكون مسرح خالتها وهي أيضا ملكه..
ويتقدم منير للعمل بتلك الفرقة دون أن يعرف أنها فرقة شادية وخالتها ويدخل مع الكومبارس فيراع سلوع (عبدالسلام النابلسي) ويطارده ليخرج فيجد نفسه وجها لوجه أمام شادية في عرضها الجديد ويبدأ يرتجل معها أغنية “أنا وحبيبي” ليجد نفسه أما الصحفيين ونقاد الفن الذي أعجبوا به فبدأ مشوار الشهر من هنا ليتجمع من جديد مع زميله زهران (محمد التابعي) لاستئناف طريق الكفاح واستعاد حصان زهران الذي كان قد رهنه مقابل 5 جنيهات لمواجهة الحياة والحاج صاحب المسكن (رياض القصبجي) لكن بندق الصبي بائع الجرائد يشجع منير وهو معجب به مكان هو السبب في تمسك منير بالكفاح حتى النهاية.
ويدبر سلوع مع مساعده مؤامرة للوقيعة بين شادية ومنير عدما يعرف من مساعده أنها في بيت منير مع خالتها لتناول العشاء وربما للاتفاق على الزواج لكن بعض الكومبارسات من الفرقة يبدأون في التسلل إلى شقة منير بأي ادعاء ورغم الاختباء فيها كالمؤامرة المرسومة حتى يأتي أزواجهم المزيفيين لاكتشافهن. يحدث هذا أمام شادية التي تجد نفسها وقد رخضت لعرض لوع للزواج منه لكن زهران لا يسكت ويطلب مساعدة زينات الخالة لكشف هذا الملعوب لكن سلوع يكون قد طرد منير من الفرقة ويستأنف منير في أن يغادر بعد عرض الليلة وهو آخر آخر عرض يقدمه في التياترو..
ويفاجنا العرض بأنه عرض متفائل، تقول كلماته: الأرض دي للملايين / مش لأصاحب الملايين.
يا مصر قومي وانهضي نورا في أرضك نور جديد
حبى شبابك واسعدي اليوم ده نصر
اليوم دع عيد.
ويشاهد جمهور السينما في تلك الأيام شعار الثورة الجديدة أمامه على شاشة السينما وهى (الاتحاد والنظام والعمل) ويجد سلوع نفسه يغني بكل الحماس مع الفرقة ثم يدفع منير للعودة للمسرح ليحيي جمهوره فيسأله منير: تحية الوداع فيرد سلوع والدموع في عينيه معترفا: أنا يا منير اللي دبرت كل ده. أنا من دلوتي بأقول إنك لشادية وشادية لك.. ارجع لجمهورك ومسرحك.
الفيلم الذي قدمته للجمهور المصري شركة أفلام التواكبي (إبراهيم زكي مراد) وشركاه من بطولة منير مراد (لأول مرة) وزينات صدقي وشادية ومحمد التابعي وشقيق نور الدين ورياض القصبجي وعبدالحميد زكي.
وكأن منير مراد مؤلف القصة أراد أن يقول في قصته المتفائلة أن الغد لابد سيكون أفضل من اليوم عندما يتحد الجميع.. ويعمل الجميع بنظام يكون فيه الحب هو السيد لتصحيح الأوضاع في الأوضاع في الأسرة المصرية التي تجاوز لتعدادها اليوم المائة مليون بعشرين مليونا كانوا هم كل تعداد الشعب المصري عام 1953.
أما سيناريو هذا الفيلم المتفائل والمحتفي بثورة يوليو التي جاءت لتصحح كل الأوضاع التي تحتاج إلى التصحيح فكان هو والإخراج لكامل التلمساني، وهو ما يحسبه من جرأته في الاعتماد الكامل على الوجه الجديد منير مراد من الموسيقى والألحان والبطولة .. ثم في حسن استقباله للعهد الجديد الذي رآه مبشراً بكل الخير.