رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

صواريخ هتلر على أوروبا وصواريخ السويد على أمريكا!

طارق عرابي

بقلم الدكتور: طارق عرابي

من شدة إعجابي وتأثري الشديد بالكثير من نجوم وأفلام “الأبيض والأسود” وكان على رأسهم العندليب الراحل عبد الحليم حافظ ، أتذكر أنني في طفولتي كان لدي سؤال طفولي بريء يشغلُ بالي ولم أكن ذاك الطفل الغبي الذي يتهور ويتجرأ ليسأل أبيه الصارم (رحمه الله) سؤالاً قبل أن يفكر فيه وفي صلاحية توجيهه إلى “سي السيد” ، ولم يكن أمامي بديلاً سوى اللجوء بسؤالي إلى القلب الأكثر حنية وطيبة ، وكانت ست الحبايب طَيِّبَة القلب (رحمها الله) تكتفي بالضحك وتقول “إنت ربنا خلقك جميل” وذلك بعدما أسألها “هو ليه يا ماما ربنا ما خلقنيش أبيض واسود؟!” .

بعد تاريخي الطفولي مع الأفلام المصرية ، ظهر في حياتنا العبقري الراحل “يوسف شريف رزق الله” في منتصف السبعينات ليفتح عقلي وقلبي وعيني (كطفل عاشق للفن) على السينما العالمية التي لم أكن أعلم عنها أيَ شيء ، فهو صاحب الفضل الأول في تعظيم معرفة المصريين والعرب بالسينما العالمية ونجومها ، والتي بدأها ببرنامج “نادي السينما” الذي شارك في تقديمه لمدة شهرين في بدايته مع المذيعة والإعلامية الفاضلة دكتورة “درية شرف الدين” وكان يتم بث البرنامج كل يوم سبت في موعد السهرة ، وتوقف البرنامج في عام 1980 لكن “رزق الله” لم يتوقف أبداً عن تقديم رسالته السينمائية ذات القيمة العالية حيث قام عام 1980 بعمل برنامج جديد عن السينما المصرية ونجومها بعنوان “نجوم وأفلام” والذي كانت فكرته استضافة أحد نجوم السينما المصرية كل أسبوع لاستعراض تاريخه الفني وأهم محطاته السينمائية ، وكان من بين ضيوف البرنامج النجمة اللبنانية الأصل “ماري كوين” والنجوم “يحي شاهين” و”شكري سرحان” و”هدى سلطان” ونجوم آخرون . 

ويعود “شريف رزق الله” للسينما العالمية بأكثر من برنامج ، ويعد برنامج “أوسكار” الذي كانت تقدمه الإعلامية القديرة “سناء منصور” على القناة الثانية كل يوم خميس كسهرة ممتعة لنهاية الأسبوع ، وكانت تتناول فيه الأفلام العالمية التي نالت جائزة أوسكار أو أكثر وتشرح سر الجودة الذي أهل العمل للحصول على جائزة الأوسكار ، ومن أكبر الكوارث التي حدثت بأجهزتنا الإعلامية هى توقف مثل تلك البرامج التي أحدثت فارقاً عند المشاهد المصري والعربي من حيث متعة المعرفة والترفيه .

وقدم “رزق الله” في منتصف ثمانينيات القرن الماضي وحتى منتصف التسعينيات برنامجاً شبيه ببرنامج “سكوب ويذ رايا” Scope with Raya الذي تقدمه حالياً الإعلامية “رايا أبي راشد” على قناة mbc2 ، وكان برنامج “رزق الله” بعنوان “ستار” Star ، وتدور فكرة البرنامج حول لقاء مع نجم أمريكى عالمي يتواجد فى هوليوود ، وكانت طريقة عمل البرنامج أن يسجل التلفزيون المصرى أسئلة “رزق الله” على شريط ثم يجيب عليها النجم الضيف وبعد ذلك تدمج النسختين معاً ليصبح شريط واحد صالح للعرض على الجماهير ، ثم يعرض البرنامج أحد أفلام النجم الضيف ، وكان من بين أشهر ضيوف هذا البرنامج النجمة العالمية “ميريل ستريب” والنجمة “جوليا روبرتس” .

على يدِ “يوسف شريف رزق الله” بدأت أتعرف على عدد كبير من نجوم هوليوود القدامى والجدد ، وبعدما وصلتنا خدمة الشبكة العالمية “الإنترنت” ومكنتنا من الاتصال بالعالم بدأت رحلة البحث عن النجوم العالميين الذين عرفتهم منذ طفولتي والذين لم أكن أعرفهم بعد ، ومازلت دائم البحث حتى يومنا هذا بل صرت أشدَ بحثاً منذ أن درست فن السيناريو والإخراج للسينما والتلفزيون بالولايات المتحدة الأمريكية .

في 1926 وقعت النجمة السويدية الصاعدة “جريتا جاربو” Greta Garbo عقداً مع شركة “مترو جولدوين ماير” MGM الأمريكية العالمية الشهيرة وقدمت من خلالها أول فيلم أمريكي لها بعنوان Torrent .

إنجريد برجمان مع ليزلي هوارد في مشهد من فيلم Intermezzo النسخة الأمريكية عام 1939

في نفس العام الذي بدأت فيه الحرب العالمية الثانية وصلت إلى أمريكا كلٌ من نجمة التمثيل السويدية الشابة “إنجريد بِرجمان” Ingrid Bergman وكانت وجهتها هوليوود ، ووصلت إلى نيويورك نجمة عروض الأزياء السويدية الحسناء “ليزا فونساجرايفز” Lisa Fonssagrives ، وبعد غزو هتلر لبولندا في سبتمبر من عام 1939 ، صدر بأمريكا عملين سينمائيين لنجمتين سويديتين ، الأول كان للنجمة الجديدة على أمريكا “إنجريد برجمان” في فيلم بعنوان Intermezzo وتم عرضه بالسينمات الأمريكية في أكتوبر 1939 ، والثاني كان للنجمة المتألقة “جريتا جاربو” في فيلم تم عرضه في نوفمبر 1939 بعنوان Ninotchka والذي ترشحت عنه “جريتا جاربو” لجائزة الأوسكار للمرة الرابعة في مسيرتها كأفضل ممثلة في دور رئيسي  ، وقد كان هذا هو عملها قبل الأخير ، حيث قدمت بعده عملاً واحداً في عام 1941 وكان فيلماً بعنوان Two-Faced Woman ثم اعتزلت التمثيل منذ ذاك الوقت وإلى أن رحلت عن عالمنا في أبريل من عام 1990 وعمرها 84 عاماً .

جريتا جاربو مع ميلفين دوجلاس في مشهد من فيلم Ninotchka عام 1939
بريت إكلاند مع مايكل كين في مشهد من فيلم Get Carter عام 1971

انتهت الحرب ، ولكن السويد لم تتوقف عن مد أمريكا بصواريخ فنية جديدة ، ففي عام 1950 وقعت حسناء الأزياء السويدية “أنيتا إكبرج” Anita Ekberg عقداً مع شركة أمريكية لعرض أزياء دائم في نيويورك ، ومن هنا دخلت “أنيتا” عالم هوليوود وقدمت خلال مسيرتها حتى رحيلها في 2015 حوالي 65 عملاً فنياً كان من بينهم فيلم بعنوان Blood Alley في عام 1955 الذي فازت عنه بجائزة جولدن جلوب كأفضل ممثلة صاعدة جديدة ، وفيلم La Dolce Vita  في عام 1960 الذي أخرجه المخرج الإيطالي الأسطوري “فيدريكو فيلليني” وترشح عنه لجائزتي الأوسكار و BAFTA كأفضل إخراج .

وفي ستينيات القرن الماضي تقدم السويد لأمريكا النجمة الفاتنة “بريت إكلاند” Britt Ekland التي تحققت شهرتها الواسعة عندما شاركت النجم المتألق “مايكل كين” في فيلم بعنوان Get Carter والذي بدأ عرضه بالسينمات الأمريكية في مارس من عام 1971 . جديرٌ بالذكر أن “بريت إكلاند” شاركت خلال مسيرتها الفنية حتى الآن في 79 عملاً فنياً ، ومن أشهر أعمالها دورها أمام النجم “روجر موور” (في ثاني أدواره في شخصية “جيمس بوند”) في فيلم بعنوان The Man with the Golden Gun عام 1974.

بريت إكلاند بين الأمس واليوم

ويحق لنا جداً تشبيه “إنجريد برجمان” بالنجمة الصاروخية الأسطورية لأنها تخطت بصاروخية موهبتها قبل جمالها معظم نجمات جيلها بزمن “الأبيض والأسود” في سينما هوليوود ، والذي شاء القدر أن يجمعها مع نجمنا المصري العالمي “عمر الشريف” عام 1964 في فيلم بعنوان The Yellow Rolls-Royce والذي تؤدي فيه دور أرملة أمريكية ثرية تلتقي عشية الغزو النازي بالشاب المناضل والمقاتل اليوغسلافي “دافيتش” (عمر الشريف) وتنشأ علاقة حب بينهما.

وفيما يلي نتناول القليل من المعلومات في سيرة ومسيرة النجمة الفاتنة “إنجريد برجمان” التي أمتعت العالم على مدى نصف قرن ، ونمر بعد ذلك على أعمالها الفنية التي ترشحت عنها لجوائز الأوسكار وجولدن جلوب و BAFTA (أو فازت بها) .                       

برجمان مع عمر الشريف في فيلم The Yellow Rolls-Royce عام 1964
إنجريد برجمان بين ثلاث مراحل صاروخية

برجمان .. صاروخ فني سويدي في زمن الحرب!   

وُلدت “إنجريد برجمان” Ingrid Bergman في شهر أغسطس من عام 1915 بالعاصمة السويدية “ستوكهولم” . والدها مصور فوتوغرافي سويدي ووالدتها ألمانية الأصل ، ومن مآسي حياة “إنجريد” أن والدتها تُوفيت وكان عمرها عامين فقط ، ثم لحق والدها بوالدتها ورحل عنها وهي لم تتخطَ الثانية عشر من عمرها ، وانتقلت الطفلة “إنجريد” لتعيش مع عمها العجوز .

بعد أن أنهت “إنجريد” دراستها الثانوية وأبدت رغبتها في أن تكون ممثلة ، لم يُرِد عمها العجوز أن يقف في طريق حلمها وطموحها ، وبدأت تبحث عن فرصة في مدينتها “ستوكهولم” ، وجاءت أول تجربة آداء لها في عام 1932 كفتاة صامتة (كومبارس) تقف في طابور بأحد مشاهد فيلم سويدي بعنوان Landskamp ، ولم يكن هذا هو ماتستحقه بداية فتاة أطلقوا عليها فيما بعد أنها “هدية السويد اللامعة” إلى “هوليوود” .    

من أجل تنمية وتطوير موهبتها التمثيلية ، التحقت “برجمان” بالمدرسة الدرامية الملكية في “ستوكهولم” التي تعني فقط بفن الآداء المسرحي ، وسرعان ما تركت “إنجريد” تلك المدرسة لأنها كانت تشعر بأن السينما والتلفزيون هما أرض أحلامها وليس المسرح .

مرت ثلاث سنوات ومازالت “برجمان” لا تملك إلا ذاك المشهد الصامت الذي شاركت به في فيلمها الأول الذي ذكرناه ، وتأتيها أخيراً في عام 1935 فرصة آداء دور شخصية متكلمة تُدعى “إلسا إدلوند” في الفيلم الكوميدي الرومانسي السويدي The Count of the Old Town ، ثم شاركت بنفس العام في ثلاث أفلام سينمائية أخرى لينتهي عام 1935 والفتاة “إنجريد برجمان” قد صارت ممثلة ونجمة سويدية مشهورة في مصاف نجمات الدرجة الأولى بدولة السويد .

بعد فيلمها الأول لعام 1936 On the Sunny Side ، جسدت شخصية تُدعى “أنيتا هوفمان” في فيلم بعنوان Intermezzo ، وهو الفيلم الذي مهد الطريق للنجمة الشابة “إنجريد برجمان” لاختراق هوليوود من أوسع الأبواب ، حيث تدخل القدر وجعل المنتج الأمريكي الشهير آنذاك “ديفيد سيليزنِك” يشاهد هذا الفيلم ويُعجب به وبنجمته ، ويرسل شخصاً رسمياً من شركته المعروفة باسم “سيليزنِك الدولية للسينما” Selznick International Pictures ليحصل له على حقوق القصة وعلى توقيع “إنجريد برجمان” للقيام ببطولة نسخته الأمريكية التي ستنتج من جديد ، وبالفعل حان الموعد عام 1939 وسافرت “برجمان” إلى هوليوود وقدمت هذا الفيلم مرة أخرى ليمثل بنسخته الأمريكية الجديدة أفضل بطاقة تعارف بين “برجمان” وعالم هوليوود ويحقق لها شهرة واسعة في المجتمع الأمريكي الذي عشق طلتها على الشاشة منذ الوهلة الأولى .    

في السطور القادمة نتناول فقط الأعمال الفنية التي ترشحت عنها “إنجريد برجمان” لجوائز الأوسكار وجولدن جلوب و BAFTA (أو فازت بها) .

في عام 1943 تشارك “برجمان” النجم البارع “جاري كوبر” والممثل الجورجي الأصل “أكيم تاميروف” والممثلة اليونانية الأصل “كاتينا باكسينو” في فيلم مأخوذ عن قصة أصلية للكاتب الأمريكي الأسطوري “إرنست هِمِنجواي” بعنوان For Whom the Bell Tolls ، والذي ترشحت عنه “إنجريد برجمان” ولأول مرة في مسيرتها لجائزة الأوسكار كأفضل ممثلة في دور رئيسي ، وقد ترشح “جاري كوبر” عن نفس الفيلم لجائزة الأوسكار كأفضل ممثل في دور رئيسي ، وفازت الممثلة “كاتينا باكسينو” عن هذا الفيلم بجائزة الأوسكار كأفضل ممثلة في دور مساعد ، وترشح عنه الممثل “أكيم تاميروف” لجائزة الأوسكار كأفضل ممثل في دور مساعد ، وفاز كلٌ من “أكيم تاميروف” بجائزة جولدن جلوب كأفضل ممثل في دور مساعد وكذلك فازت “كاتينا باكسينو” من نفس الجهة كأفضل ممثلة في دور مساعد .

في عام 1944 تشارك “برجمان” النجم “تشارلز بوير” والممثلتين القديرتين “ماي ويتي” و”أنجيلا لانسبيري” ونجوم آخرين في فيلم Gaslight الذي فازت عنه “برجمان” وللمرة الأولى في مسيرتها بجائزتي الأوسكار وجولدن جلوب كأفضل ممثلة في دور رئيسي ، وترشح عنه “تشارلز بوير” لجائزة الأوسكار كأفضل ممثل في دور رئيسي ، كما ترشحت “أنجيلا لانسبيري” عن نفس الفيلم لجائزة الأوسكار كأفضل ممثلة في دور مساعد .

برجمان مع جاري كوبر وكاتينا باكسينو في فيلم For Whom the Bell Tolls عام 1943
برجمان مع تشارلز بوير في فيلم Gaslight عام 1944

في عام 1945 تشارك “برجمان” النجم “بنج كروسبي” والممثل القدير “هنري ترافيرز” والممثلتين القديرتين “مارثا سليبر” و”روث دونيلي” ونجوم آخرين في فيلم The Bells of St. Mary’s الذي فازت عنه “برجمان” بجائزة جولدن جلوب وترشحت عنه لجائزة الأوسكار كأفضل ممثلة في دور رئيسي ، كما ترشح “بنج كروسبي” عن نفس الفيلم لجائزة الأوسكار كأفضل ممثل في دور رئيسي .

برجمان مع بنج كروسبي في فيلم The Bells of St. Mary’s عام 1945
إنجريد برجمان بطلة فيلم Joan of Arc عام 1948

في عام 1948 تشارك “برجمان” النجم البورتوريكي الأصل “خوسيه فيرير” ونجوم آخرين في فيلم Joan of Arc والذي تجسد فيه “إنجريد” شخصية الفلاحة الفرنسية “جُوان” التي تسمع في زمن حرب المائة عام أصوتاً تعتقد بأنها أوامر إلهية لإنقاذ فرنسا من الإنجليز ، وتستشير في هذا الأمر “تشارلز السابع” الغير متوج (الممثل خوسيه فيرير) الذي يصاب بالذهول من حدة استبصارها ، ويقرر “تشارلز السابع” أن يجمع جيشاً ويجعل “جُوان” قائدةً ومرشدةً روحية لهذا الجيش ، وتستطيع “جُوان” مع جيشها استعادة جزءاً كبيراً من وطنها المحتل من الإنجليز ولكنها تقع هي نفسها أسيرةً في يدِ الأعداء .  

ترشحت “برجمان” عن هذا الفيلم لجائزة الأوسكار كأفضل ممثلة في دور رئيسي ، كما ترشح “خوسيه فيرير” لنفس الجائزة كأفضل ممثل في دور رئيسي .

إنجريد برجمان وخلفها في البوستر يول براينر في فيلم Anastasia عام 1956
برجمان مع كاري جرانت في فيلم Indiscreet عام 1958

في عام 1956 تشارك “برجمان” النجم “يول براينر” والنجمة القديرة “هيلين هايز” والممثل الجورجي الأصل “أكيم تاميروف” ونجوم آخرين في فيلم Anastasia الذي فازت عنه “إنجريد برجمان” بجائزتي الأوسكار وجولدن جلوب كأفضل ممثلة في دور رئيسي ، و لم تحضر “برجمان” حفل الأوسكار وتسلم الجائزة بالنيابة عنها النجم “كاري جرانت” ، وترشحت “هيلين هايز” عن نفس الفيلم لجائزة جولدن جلوب كأفضل ممثلة .

برجمان تستعد لتصوير أحد المشاهد في فيلم The Inn of the Sixth Happiness عام 1958
برجمان مع والتر ماثاو في فيلم Cactus Flower عام 1969

في عام 1958 تشارك “برجمان” النجم “كاري جرانت” والممثلة القديرة “فيليس كالفرت” والممثلين القديرين “سيسيل باركر” و”ديفيد كوسوف” ونجوم آخرين في فيلم Indiscreet الذي ترشحت عنه “برجمان” لجائزة جولدن جلوب كأفضل ممثلة في عمل كوميدي ، وترشح “كاري جرانت” لنفس نوع الجائزة من نفس الجهة كأفضل ممثل .

وتختتم “إنجريد برجمان” عام 1958 بآداءٍ بديع مع كلٍ من الممثل القدير “روبرت دونات” ونجوم آخرين في فيلم بعنوان The Inn of the Sixth Happiness الذي ترشحت عنه “برجمان” للمرة الثانية بنفس العام لجائزة جولدن جلوب كأفضل ممثلة في عمل درامي ، وترشحت كذلك عن نفس الفيلم ولأول مرة لجائزة BAFTA كأفضل ممثلة أجنبية ، وترشح عنه “روبرت دونات” لجائزة جولدن جلوب كأفضل ممثل .

في عام 1969 تشارك “برجمان” النجم “والتر ماثاو” والممثلة البادئة آنذاك “جولدي هون” ونجوم آخرين في فيلم Cactus Flower الذي ترشحت عنه “إنجريد برجمان” لجائزة جولدن جلوب كأفضل ممثلة ، وفازت الممثلة الصاعدة “جولدي هون” عن الفيلم بجائزتي الأوسكار وجولدن جلوب كأفضل ممثلة في دور مساعد وترشحت عنه كذلك لجائزة BAFTA كأفضل ممثلة في دور مساعد . جديرٌ بالذكر أن الممثلة الشابة الجديدة “جولدي هون” تغيبت عن حفل الأوسكار وتسلمت النجمة “راكيل ويلش” الجائزة بالنيابة عنها .

برجمان بآخر عمل سينمائي من تأليف وإخراج زوجها (إنجمار برجمان) – فيلم Autumn Sonata عام 1978

في عام 1974 تشارك “برجمان” النجم بديع الآداء “ألبرت فيني” والنجمة “لورين بيكول” والممثل البريطاني العالمي القدير “جون جيلجود” ونجوم آخرين في فيلم Murder on the Orient Express الذي فازت عنه “إنجريد برجمان” للمرة الثالثة بجائزة الأوسكار لكن هذه المرة كأفضل ممثلة في دور مساعد ، وفازت عن نفس الفيلم ولأول مرة بجائزة BAFTA كأفضل ممثلة في دور مساعد ، وفاز “جون جيلجود” بجائزة BAFTA كأفضل ممثل في دور مساعد ، وترشح “ألبرت فيني” عن هذا الفيلم لجائزتي الأوسكار و BAFTA كأفضل ممثل في دور رئيسي .

في عام 1978 تشارك “إنجريد برجمان” بآخر عمل سينمائي في حياتها مع النجمة “ليف أولمان” ونجوم آخرين وذلك في فيلم Autumn Sonata وعنوانه الأصلي هو Höstsonaten والذي ترشحت عنه “برجمان” لجائزتي الأوسكار وجولدن جلوب كأفضل ممثلة في دور رئيسي ، وقد كتب الفيلم وأخرجه زوج “إنجريد برجمان” الكاتب والمخرج والممثل السويدي “إنجمار برجمان” الذي ترشح عن هذا الفيلم لجائزة الأوسكار لأفضل سيناريو .

جولدا مائير (إنجريد برجمان) بجوار الزعيم أنور السادات (روبرت لوجيا) في فيلم A Woman Called Golda عام 1982
برجمان مع باري فيتزجيرالد وخلفهما بن كروسبي في حفل الأوسكار عام 1945 ، وجائزة برجمان عن فيلم Gaslight إنتاج 1944

في عام 1982 تقدم “إنجريد برجمان” آخر أعمالها الفنية من خلال فيلم تلفزيوني بعنوان A Woman Called Golda مع الممثل القدير “نِد بيتي” والممثلة القديرة “جودي ديفيس” والممثل القدير “روبرت لوجيا” الذي جسد شخصية الزعيم المصري بطل الحرب والسلام “أنور السادات” ، وقد فازت “إنجريد برجمان” عن هذا الفيلم التلفزيوني بجائزتي جولدن جلوب و إيمي Emmy Awards كأفضل ممثلة في فيلم تلفزيوني . هذا الفيلم مأخوذ عن السيرة الحقيقية لرئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مائير وهي فتاة يهودية ولدت في روسيا وترعرعت في ولاية “ويسكونسن” الأمريكية وتولت رئاسة وزراء إسرائيل من 1969 حتى 1974 بعد هزيمة الجيش الإسرائيلي في حرب الكرامة والعزة المصرية أكتوبر 1973 ، والشخصية الحقيقية “جولدا مائير” لها موقف طريف عندما قابلت الرئيس الراحل أنور السادات أثناء زيارته للكنيست الإسرائيلي عام 1977 ، حيث قالت في حديثها للرئيس السادات : “دعنا نتفق على أمر واحد ، يجب أن نستمر وجهاً لوجه ، نحن وأنتم ، حتى إن عجوز مثلي…..” وهنا قاطعها الرئيس السادات ضاحكاً “لقد قلت ذلك دائماً” ، فردت جولدا مائير ضاحكة “نعم لقد كنت بالفعل تدعوني على الدوام بالعجوز الشمطاء سيدي الرئيس” وضحك كل من في القاعة .

وبعد عرض فيلم A Woman Called Golda على شاشات التلفزيون الأمريكي في أبريل من عام 1982 ، ترحل بطلته “إنجريد برجمان” عن عالمنا بعد ذلك بأربعة أشهر (في 29 أغسطس من عام 1982) متأثرة بمضاعفات مرض سرطان الغدد الليمفاوية بعد خضوعها مسبقاً لعملية استئصال لسرطان الثدي .

ترشحت “إنجريد برجمان” خلال مسيرتها الفنية لعدد 7 مرات لجائزة الأوسكار فازت منهم ثلاث مرات ، وترشحت لعدد 8 جوائز من جولدن جلوب فازت منهم 4 مرات ، وترشحت مرتين لجوائز BAFTA فازت منهم مرة واحدة .

Dr.TarekOraby@gmail.com

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.