فى الذكرى الـ 44 لحليم نكشف أغنيته للزعيم مصطفى كامل
كتب : أحمد السماحي
كل دمعة حزن ذرفها الناس على (عبدالحليم حافظ) انما كانت تعبيرا عن الحب الذي زرعه العندليب الراحل فى قلوبهم بالصوت والمحبة والابداع، فى أحد الأيام سئل الشاعر الكبير (نزار قباني) من ستزور خلال إقامتك فى القاهرة؟ فقال : سأزور قبرين، قبر (جمال عبدالناصر)، وقبر (عبدالحليم حافظ)، وبدهشة تصل إلى حد الوجوم قال صاحب السؤال : ولكن (عبدالناصر) كان قائدا، و(عبدالحليم) كان مغنيا، ووببساطة قال : نزار قباني : عبدالناصر كان مغني الجماهير، و(عبدالحليم) قاد شعبا بصوته.
فى سطر واحد لخص (نزار قباني) واحدا من أخطر الأدوار التى لعبها (عبدالحليم حافظ) الذى كان يعتبره وزارة إعلام (عبدالناصر) الحقيقية الفعالة والمؤثرة، كما لخص الدكتور (سيد عويس) شيخ علماء اجتماع المصريين دور عبدالحليم بقوله : (أنه الصوت الذي سجل للتاريخ وثائق ثورة يوليو ومكاسبها).
اليوم ونحن نحيى الذكرى الـ 44 لرحيل العندليب الأسمر نكشف تفاصيل جديدة تنشر لأول مرة خاصة بأغنيته للزعيم (مصطفى كامل) والتى جاءت تحت عنوان (يا شعاعا ملأ الوادي هدى)، فكثير من الباحثين يعرفون أن (حليم) قدم أغنية لهذا الزعيم الوطني، وبعضهم اجتهد وعرف اسم الشاعر، والملحن، واسم الأغنية، وظلت الأغنية غير معروف كلماتها أو المناسبة التى قيلت فيها، لكن الحمد الله ببعض التعب والجهد توصلت لكل ما يتعلق بهذه الأغنية ستجدونها هى وغيرها من الأسرار الأخرى فى كتابي (حليم سيرة وأغنيات مجهولة)، واكتشفت أن وراء أغنية (مصطفى كامل) قصة أو حدوتة تستحق أن تحكى:
فالأغنية كتبها الشاعر المبدع (صالح جودت)، ولحنها مكتشف عبدالحليم الموسيقار (عبدالحميد توفيق زكي)، وقدمت أول مرة عام 1942 فى نهاية فيلم (على مسرح الحياة) بطولة (حسين رياض، أنور وجدي، زينب صدقي، وروحية خالد) وقام بغنائها مجموعة من الأطفال، وعندما اكتشف (عبدالحميد توفيق زكي) عبدالحليم حافظ، وقدمه للساحة الغنائية كان يقدم له من خلال الركن الخاص به، كل أسبوع أغنية أو أكثر جديدة.
وفي شهر فبراير عام 1953 احتفلت مصر بنقل رفات الزعيم (مصطفى كامل) فى موكب عسكري مهيب من مدفنه القديم بحى الإمام الشافعي، إلى مدفنه الجديد فى ميدان الخليفة بالقرب من مسجد السلطان حسن، وكان هذا الحدث فرصة ليعيد الموسيقار (عبدالحميد توفيق زكي) لحنه القديم (التمثال أو يا شعاعا) إلى النور مجددا فقام بغنائه اكتشافه الجديد (عبدالحليم حافظ) تحت اسم (مصطفى كامل) إذيع هذا النشيد يوم الثلاثاء الموافق 10 فبراير، الموافق 25 جمادى الأولى، فى العاشرة مساء فى مناسبة الذكرى الــ 45 لرحيل الزعيم (مصطفى كامل) الذى رحل يوم 10 فبراير 1908 ، حيث خصصت الإذاعة يومها سهرة كاملة للحديث عن (مصطفى كامل)، وأذيع معه برنامج خاص عن (مصطفى كامل)، وكلمة لحضرة الأستاذ (فتحي رضوان)، ووضعت مجلة الإذاعة صورة الزعيم الوطني على غلافها في العدد 935.
وفى نفس اليوم أذيع نشيد (البعث) كلمات محمود عبدالحي، وغناء نادية فهمي، ونشيد ( يا بلادي) للمجموعة.
وتقول كلمات قصيدة مصطفى كامل :
يا شعاعا ملأ الوادي هدى
وانتنى كالشمس مالت للغروب
لا نرى تمثاله إلا صدى
لتماثيل أقيمت في القلوب
فجددوا تلك الرجولة، ورددوا ذكرى البطولة
خلدوا راعي الطفولة
سيراه الناس جيلا بعد جيل
مشرق الصفحة مرفوع الجبين
فيرون البعث بالذكر الجميل
وهو فجر فى حياة الخالدين