خضرة.. والسندباد القبلي
بقلم : سامي فريد
يمكننا أن نطلق على هذا الفيلم اسم الفيلم “البيتي” قصة وإخراجا وإنتاجا.. وكان من أهم ميزاته في ذلك الوقت الذي أنتج فيه أنه قد وجها سينمائيا جديدا غاب بسرعة وليته استمر فقد كان وجها تمثيليا وغنايا وكوميديا ومونولوجست أيضا واعدا لكنه للأسف كما ظهر ولمع بسرعة غاب واختفى بسرعة وهو وجه وأداء الفنانة درية أحمد التي أجادت دور خضرة الفتاة الصعيدية ابنة السندباد القبلي بما أصابه من شعرة جنون فتتحول من مراكب ومعداوي (حسن فايق) الي تقمص شخصية السندباد بعدما شاهد أحد افلامه.
وتبدأ قصة الفيلم سهلة يحبها الجهور لما فيها من الظرف واللطف الذي ساعد عليه اشتراك شكوكو فيه مع عمر الجيزاوي ودرية أحمد بالطبع.. ثم الأداء العالي للفنان القدير عباس فارس (محسن بك) وهو يلعب دور المجنون فنشاهد منه ونستمع بلوحات من كلامه لنفسه في المرآة بعد أن أصابته لوثة عقلية بعد ما وصله تلغراف أرسله إليه ابن شقيقه زكي بك (محمود المليجي) يفيد بوفاة ابنته الوحيدة لولا (عفاف شاكر) في البرازيل فيضاب الأب بصدمة عصبية تؤدي به إلى الجنون ليتقدم المليجي برفع قضية أمام المحكمة للحجر والوصاية على عمه وأملاك عمه المجنون وتحكم له المحكمة بالقوامة والوصاية فيدخل سراي محسن بك عمه ومعه راقصته من الكبارية تشاركه في جريمته يقدمها للجميع على أنها زوجته مرة.. وخطيبته مرة أخرى وهي فيفي (زوزو شكيب)..
هكذا تمضي القصة على ما بها من هنات وقع فيها كاتب السيناريو إبراهيم حسنين لكننا نغفرها له من أهل حبكة الفيلم السينمائي ثم انتصار الخير فيه في النهاية على قوى الشر وعصابة أو حددة (رياض القصبيجي) التي يستعملها زكي بك (محمود المليجي) لقتل خضرة لما أشاعة فؤاد أفندي سكرتير محسن بك (كمال الشناوي) من أنها هي لولا البرازيلية ابنة محسن بك الغائبة في البرازيل وقد عادت لتتولى هي الوصاية على أملاك والدها لذلك كان لابد أولا من فضحها لكنها تنجح في كل اختبارات زكي بك وعشيقته لكشفها.. ثك يكون الحل الأخير هو قتلها لكنها أيضا تفلت منه ويتوب المجرم الجبار أبو حددة (رياض الصبيجي) على يديها ويتحدي المليجي في آخر الأمر.
لكن كيف كانت أو كيف بدأت علاقة خضرة بفؤاد؟!
مسألة بسيطة لن تستعصي على كاتب السيناريو الذي يجمع بينهما في القطار القادم من بني سويف إلى القاهرة عندما يستلم فؤاد افندي برقية من الفهلوي (محمود شكوكو) أحد العاملين المخلصين لمحسن بك تفيد بمؤامرة المليجي ويستنجد فيها شكوكو بفؤاد افندي لينقذهم من زكي بك..
في القطار يسمع فؤاد أفندي تلك المشاجرة بين خضرة وكمساري القطار الذي لم ينبهها في محطة القطار للنزول حيث تريد الذهاب إلى أحد الدجالين لعلاج والدها السندباد (حسن فايق) من لوثته لدرجة أنه قد كتب على صلعته انه هو السندباد القبلي بعدما شاهد فيلم السندباد البحري!!
وينهي فؤاد أفندي المشاجرة ويعد خضرة بعلاج والدها في القاهرة ويكتب لها عنوانه على سراي محسن بك حيث سيذهب بالسندباد إلى طبيب أمراض نفسية لعلاجه..
وسنترك تلك الهنات البسيطة التي دفع فيها السيناريو من أجل الاستمتاع بحلاوة أدوار شكوكو والشناوي ودرية أحمد بل وعمر الجيزاوي وأيضا نبوية مصطفي الفلاحة التي ترقص في موسم جني القطن بينما يغني الجيزاوي واحدة من أحلى أغانيه للقطن ونشاهد ايضا نبوية مصطفي كممثلة في مشهد لم يدم أكثر من دقائق اكدت فيه انها لو استمرت لكانت واحدة من نجمات التمثيل في غير الرقص الذي تجيده بالطبع..
من الهنات مثلا واحدة هي كيف أمكن للمليجي أن يرسل من مصر تلغرافا على أنه من البرازيل؟!.. وواحدة أخرى هي لما تأخرت درية في العودة إلى البلد عرفوا أنها على سراي محسن بك ولم تكن تعرف هي العنوان إلا بعد أن كتبه لها فؤاد أفندي في القطار؟!
مشاكل بسيطة لكن تجاوزها أمام خفة دم الفيلم وتكمننا وتزيد الوهم التي لحقها محمود الشريف لعمر الجياوي عن القطن والتي تقول كلمات فتحي قورة فيها
يا نور عنينا يا قطن مصر
غالي علينا.. يا قطن مصر
يا أبيضا وناصع من ؟؟؟؟
يا قطن سبحان من صور!!
ثم ذلك المشهد الذي لن تملك نفسه من الضحك فيه عندما يصادف عمر الجيزاوي وهو في طريقه إلى سراي محسن بك ورقة نقدية من فئة العشرة جنيهات ينحين ليلتقطها ثم يقبلها وننتظر ان يضعها في جيبه لكنه يحملها ليضعها كأي “الغمة” على جانب الطريق فيضعها إلى جوار سور السراي..
وفي الفيم نرى درية أحمد تقود الطائرة بالصدفة والاجتهاد.. وكانوا يريدون فضحها فطارت بالطائرة.. ثم ارسلوا اليها اجنبيا (مزيفا) ليختبرها في البرازيلية وكان ابوها السندباد قد حفظ كلمتين من تخزينه نطقهما امام الرجل الذي اعترف بانه لا يعرف حرفا من الاسبانية ورجاها الا تفضحه ثم عاد إلى المليجي ليؤكد له انها تعرف البرازيلية اكثر منه هو!!
وينتصر الشناوي في المعركة التي دبرها زكي بك مع عصابة ابو حددة بل ويصاب المليجي وينقل إلى المستشفى.. ويعجب الجمهور أشد الأعجاب بمقالب ولكمات الشناوي وكأنه فريد شوقي الجديد..
ثم تصل لولا الحقيقية بعد تلغراف فؤاد افندي ويراها والدها محسن بك فيعود اليه عقله وينتهي الفيلم تلك النهاية السعيدة. ويذهب المليجي وعشيقته إلى السجن..
الفيلم قصة محروس زيادة واخراج السيد زيادة وانتاج السيد محروس زيادة.. فنجح الفيلم البيتي.. وزيادة!