النهايات السعيدة .. دراما تصنع الأمل
* حياة تعطي الأمل لمرضى السرطان فى (حتة مني)
* الدكتور أبوبكر يوضح حكمة كورونا فى (مالناش إلا بعض)
* عم رمضان أكد أن هناك أناسا لا يزالون يحافظون على القيم والأخلاق مهما تعرضوا لظروف صعبة.
كتب : أحمد السماحي
يبدو أن صناع الأعمال الدرامية التى تعرض حاليا شعروا أن الجمهور الجالس فى المنازل يشاهد أعمالهم لا ينقصه إحباط أو كآبة أو سوداوية هذه الأيام الصعبة التى يمر بها العالم، لهذا جاءت نهايات أعمالهم مليئة بالأمل والتفاؤل والسعادة والإيجابية، وبالتالي تنفس الجمهور الصعداء وهو يشاهد هذه النهايات السعيدة، خاصة أن هذه الأعمال كانت واقعية جدا وتحاكي الحياة.
حتة مني
في مسلسل (زي القمر) شاهدنا في حكاية (حتة مني) تأليف شهيرة سلام، وإخراج حسام علي، شخصية (حياة) التى جسدتها النجمة (إلهام شاهين) هذه الزوجة المحبة والمخلصة لزوجها ولأسرتها، والتى تعيش الحياة برومانسية شديدة، لدرجة أنها تحتفظ في دولاب ملابسها بأول فستان ارتدته عندما قابلت زوجها أول مرة، والفستان الذي ارتدته عندما قال لها أول مرة أحبك، كما تحتفظ بتذاكر السينما، وورق الشيكولاته، وغيرها من الأشياء التى تتعلق بزوجها (أحمد) الذي تعتبره هوالحياة، لكن هذه الزوجة تفيق من حلمها الوردي على خيانة زوجها لها وحبه لفتاة صغيرة في السن.
ولا تكتفي الحياة بهذه الصفعة لـ (حياة) ولكنها تصفعها صفعة أشد عندما نفاجئ بأنها مصابة بالسرطان، لكن مؤلفة العمل (شهيرة سلام) لم تجعلنا نعيش الأحباط كثيرا، ومع قرب النهاية يفيق الزوج (أحمد) من وهم حبه للفتاة الصغيرة، ويعلن حبه لـ (حياة) على الملأ وينشر من خلال صفحته الخاصة على موقع (الفيس بوك) صور تجمعه بحبيبة عمره وزوجته (حياة) التى تجري عملية استئصال للصدر، وتعود للحياة أكثر إشراقا وجمالا وأكثر تمسكا بالحياة وزوجها.
أجاد فريق العمل (أحمد وفيق، إيناس كامل، نهال عنبر، حنان سليمان، مؤمن نور، لبنى ونس) فى تجسيد أدوارهم بجمال وفهم صحيح، ولعبت (إلهام شاهين) دور(حياة) بنوتات موسيقية خافتة على سلم العواطف، واعتمدت على إحساسها الداخلي وتعبيراتها المدروسة، ونبرات صوتها المتهدجة المليئة بالدفء، وأنقذت الشخصية التى جسدتها من نمطية كانت تهددها لو أن نجمة أخرى لعبت الدور، وجاءت النهاية السعيدة مليئة بالإيجابية والدعوة إلى الحياة وعدم الإستسلام للمرض.
مالناش إلا بعض
لم تكن (حياة) الحالة الإيجابية الوحيدة التى تدعو للأمل والتفاؤل، فهاهو مسلسل (وراء كل باب) نجد به أكثر من حالة درامية تصنع الأمل وترسم البسمة على الشفاه، وتؤكد أن الدراما مازالت قادرة على شحذ الهمم وتغيير المزاج العام للأفضل، ففي حكاية (مالناش إلا بعض) التى تعتبر أول عمل درامي يتحدث عن أزمة كورونا تأليف باهر دويدار، إخراج سميح النقاش، بطولة (صابرين، جمال عبدالناصر، عابد عنان، جيهان خليل، محمد نجاتي) تحدث العمل عن أزمة كورونا، وركز على البعد الإنساني فى الأزمة بطريقة إنسانية بحتة، وطرح صناع العمل الأسئلة والأجوبة في إطار درامي تعليمي سلس من خلال جرعة مكثفة من خمسة حلقات، مليئة بالأحداث الإنسانية البسيطة التي تدعو الناس إلى الحيطة والحذر، والإلتفاف حول بعض، حيث أيقظنا العمل برسالته الواضحة والصريحة المليئة بالحب والإيجابية وهى إننا في وقت الكوارث (مالناش غير بعض) نحتمي ونستند على بعض لتجاوز الأثار الوخيمة جراء جائحة شرسة تعصف بحياة الناس كل يوم.
وكانت (صابرين) أو (عايدة) هى الأم المصرية بحبها وخوفها وقلقها على أولادها وأحفادها، والتى لم تعدم وسيلة للتمرد على كورونا والتواصل مع الناس مع الإحتفاظ بالإجراءات الإحترازية فى الوقت نفسه، وأعطى (جمال عبدالناصر) أو الدكتور أبوبكر أستاذ الفيروسات الذي يخدع أبنائه، ويدعي أنه سافر في عطلة، لقضاء شهر رمضان، بينما هو مصاب بكورونا ويلجأ لشقته القديمة التي لا يزورها أحد لقضاء فترة العزل، فينتهي به الحال مقيما مع لص التقط العدوى بكورونا أيضا، فيتبادلان الأحاديث حتى تتغير حياة كل منهما في النهاية، أعطى (أبوبكر) دروس هامة فى حكمة كورونا للص الذي دخل لسرقة شقته، فخرج اللص من الأزمة بإكتشاف نفسه وعرف الطريق الصحيح لموهبته.
وكان كل المشاهدين يضعون أيديهم على قلوبهم، خوفا أن تأتي النهاية مليئة بالألم أو وفاة أحد، خاصة وأن كل شارع في مصر الآن به مريض أو أكثر بالكورونا، لكن جاءت النهاية سعيدة وأثلجت قلوب المشاهدين.
يوم من الأيام
جاءت الحكاية الثانية من مسلسل (وراء كل باب) والتى حملت إسم (يوم من الأيام) تأليف محمد الشواف، إخراج أحمد خالد أمين، بطولة (أحمد خليل، يوسف عثمان، حلمي فودة، يوسف إسماعيل، محمد العمروسي) لتؤكد أهمية الأرض الزراعية، وعدم التفريط فيها بأى شكل من الأشكال، لأن الأرض بمثابة العرض، وأظهرت الحكاية أيضا أن هناك أناسا لا يزالون يحافظون على القيم والأخلاق ويتمسكون بها أمام إغراءات الحياة، مهما تعرضوا لظروف صعبة، من خلال شخصية (عم رمضان) التى جسدها (أحمد خليل) الساعي الأمين المخلص الذي يرفض رشوة مالية كبيرة، ويرفض أن يبيع أرضه، وينذر حياته لحفيده (حسن) الكفيف، والذي يعود له نظره في نهاية الحلقات.