بقلم : عمر علي
في منتصف الشهر الحالي أطلقت منصة نيتفلكس العالمية ثاني إنتاجاتها في الدراما المصرية الحصرية بعد مسلسل (ما وراء الطبيعة) وهو مسلسل (دراما كوين) من بطولة الدمية الشهيرة أبلة فاهيتا وإبنتها كارو ومن إخراج خالد مرعي ومن تأليف أبلة فاهيتا نفسها.
تدور أحداث دراما كوين حول أبلة فاهيتا التي تقدم عرض جماهيري تغني فيه أحدث أغانيها (إيزيس) وأثناء تقديمها لهذا العرض يسقط فستانها سهواً فتظهر عارية أمام الجمهور وتصبح فضيحة كبيرة تلاحقها إلى أن يتصل به شخص يدعى فايز (أسامة عبدالله) ويقول أنه منتج سينمائي ويملك كباريه خرابيش، ويريد أن ينتج لها فيلماً وعندما تذهب لتوقيع العقد تكتشف أن هناك بند في العقد يجبرها على تقديم فقرة في الكباريه ، وأثناء توقيعها للعقد تظلم غرفة المكتب وعندما تعود الإضاءة تجد فايز مقتولاً بين يديها ويتهمها في قتله مدير الكباريه الآخر وشريك فايز أمين (باسم سمرة) ومن هنا تنطلق أحداث الحلقات حول لغز مقتل فايز ومحاولة بحث فاهيتا عن هوية القاتل بعد إتهامها في الجريمة.
بداية يجب القول أن تلك التجربة كانت منتظرة بشدة من جمهور أبلة فاهيتا الذي يقدر بالملايين الذين يتابعون برنامجها الأسبوعي الذي تقدمه بنجاح منذ حوالي خمس سنوات، الشخصية التي أحبها الجمهور وتفاعل مع طريقة تقديمها الغريبة وتعليقاتها خفيفة الظل الخارجة عن حدود الأدب أحياناً.
ولكن يجب القول أيضاً أن تجربة التمثيل الأولى لأبلة فاهيتا جاءت أقل من المتوقع بكثير.
من البداية كان هناك خطأ كبير في اختيار الموضوع والإطار العام المناسب للشخصية ، فأبلة فاهيتا في نهاية المطاف هي مجرد دمية لا حول لها ولا قوة ، لا تستطيع التعبير بوجهها أو الركض أو حتى المشي بصورة سليمة ، فكيف يمكن أن أضع شخصية مثل تلك في قصة درامية قائمة على لغز جريمة وصراع وهي قصة بطبيعتها تتطلب جهد بدني ونفسي من الممثل الذي يقوم بها ، ونظرا لضعف القصة وبناء الشخصيات جاء السيناريو والحوار ضعيفاً هو الآخر ولم يستطع سد فجوات القصة ولم يساهم في دفع الحدث للأمام وحتى الشخصيات المحيطة بأبلة فاهيتا غير أولادها كارو وبودي جميعها كانت نمطية إلى أبعد حد ممكن بدءاً من صاحب الكباريه والعاملين فيه وصولاً إلى عالم النشالين الذي هربت إليه فاهيتا ، ولا أعلم ما هو السبب الذي جعل أبلة فاهيتا تستعين بفريق كتابة برنامجها لكتابة المسلسل ولم تستعين بسيناريست محترف ، لأنه يبدو أن فاتهم أن هناك فرق شاسع بين كتابة الإستكش وكتابة المشهد الدرامي.
على مستوى الإخراج لم تكن الأمور أفضل حالاً بالطبع رغم وجود مخرج كبير بخبرة وتاريخ خالد مرعي إلى أن ذلك يساهم على الإطلاق في رفع جودة العمل ويمكن إعتبار ذلك هو العمل الأضعف في مسيرته الفنية الحافلة بالعديد من الأعمال المميزة سواء في السينما أو التليفزيون . جاء أداء خالد مرعي الإخراجي باهتاً ومكرراً ولم يقدم أي جديد في هذا العمل ولم ينجح في إختيار ممثلين مناسبين للأدوار المحيطة بفاهيتا فجميعهم بلا إستثناء قدموا أداء نمطياً ومكرراً تحديداً باسم سمرة ودنيا ماهر الذين لم يضيفوا جديداً وقدموا أدواراً تشبه أدواراً سابقة لهم في أعمال آخرى ، كذلك إختيار المخرج للممثلات الذين قدموا أدوار الراقصات وفتيات الليل الذين يعملون بالكباريه فجميعهم أيضاً قدموا مثل هذه الأدوار في أعمال سابقة.
كان هناك كارثة أخرى في إيقاع الحلقات نفسها فرغم أن مخرج المسلسل بدأ مسيرته كمونتير وأسند مهمة مونتاج العمل لإثنين مونتيرين ، إلى أن إيقاع المشاهد كان مملاً ورتيباً إلى أبعد حد رغم طبيعة القصة المشوقة كما ذكرنا ، ورغم أن زمن الحلقة الواحدة لم يكن أطول من أربعة وعشرون دقيقة ، أي أن زمن الستة حلقات مجتمعة لا يتجاوز الساعتين ، فكيف لا يمكن حكي قصة مشوقة ومتماسكة في هذا الزمن القصير؟ّ!.