شاهد من أهلها
بقلم : على عبد الرحمن
تعد صناعة الإعلام صناعة مركبة تتداخل مع ملفات وطنية عديدة كالسياسه والاقتصاد والاجتماع وغيرها، علاوة على أنها صناعة مغذيه لعديد من صناعات المعدات والبث والجرافيكس والبحوث والتسويق وغيرها، وتهدف في أصلها إلى نشر الحقائق وتوعية الرأي العام وإرساء ثقافة حرية التعبير ولها أصول في الممارسه السليمة ينبغي أن تصبح منهجا دراسيا لطلاب الإعلام يقرها قطاع الإعلام بالمجلس الأعلى للجامعات.
ولأن إعلامنا تائه وغائب ومشتت فهو لا يحوز أي نسبة من الرضا سواء من القيادة أو الحكومة أو الخبراء أو الشعب، وقد وجه السيد الرئيس إعلامنا عدة مرات بأن يبث الأمل في نفوس المواطنين وأن يتحري الدقة، وأن ينقل للناس مايتم إنجازه من أجل معيشة كريمة لهم، وظل الإعلام متخبطا حتي صرح وزير خارجيتنا هذا الأسبوع أثناء تعقيبه علي بيان إدانة 31 دوله لملف حقوق الإنسان في مصر، حيث قال نصا: (نحن نحتاج لآلة إعلاميه نافذه تستطيع أن تصل بالحقيقة إلى الآخر، وأن تكون مؤثرة وهذا يحتاج فكر وجهد وإمكانات، وقال: إن هناك آلة إعلاميه لأعداء الوطن، وأكد أن إعلامنا لايصل إلى أهلنا الطيبين ولا إلي أشقائنا من حولنا، ولا إلى أصدقائنا أيضا)، فأي إعلام هذا!.
لا أهلنا،ولا أشقاؤنا،ولا أصدقاؤنا،ولا يرد كيد أعدائنا، ومن قبل ذلك أعلن السيد ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للإستعلامات، أحد أذرع الدوله الإعلاميه داخليا وخارجيا إن إعلامنا مقصر تجاه إنجازات الوطن وتجاه المواطن، وقال (يسامحني الله فقد كنت صاحب فكرة هيئات الإعلام الثلاثه عند وضع الدستور، فقد خذلونا)، وأمام صياح قنوات الفتنه من تركيا (مكملين،والشرق،وطن) والقائمين عليها من مدعي السياسة والمتأعلمين ومحتواهم المحرض الكاره لكل إنجاز، ورغم قلة خبرتهم وانعدام أدلتهم فقد صالوا وجالوا في عقول الطيبين من أهلنا، وأمام غيبة إعلامنا تركنا لهم الساحة طويلا يفسدوا كل مايتم إصلاحه، ويطلقون عويلا وسط زغاريد افراح الانجاز.
وكان من السهل علي إعلامنا العاجز أن يفند بالحجة والدليل والانجاز هذا العويل الصادر من أبواق المتاجرين بالأوطان من تركيا، ولأن إعلامنا مرفوض من كل المستويات لدينا، ولأنه فشل كعادته في صد قنوات الفتنة فقد إمتلأت صفحات السوشيال بالفرحه نظرا للأجواء الطيبة المتوقعة بين تركيا ومصر من خلال التصريحات المسئوله الصادرة في الآونة الاخيرة، واستبشر المصريون خيرا بتوقف بث برامج التحريض علي مصر من هذه القنوات، وتوقع الكثيرون أملا في غلق هذه القنوات مستقبلا بل ووصل الحد إلي وضع القائمين عليها تحت الإقامة الجبرية،إستعدادا لترحيلهم وتسليمهم لمصر، تنفيذا لوعد السيد الرئيس بأنهم محاسبون على أخطائهم ضد وطنهم، فهل هذه الفرحه تتلائم مع هذه الأبواق الشاردة، أم هذه الفرحة نظرا لعجز إعلامنا وقيام السياسه بدورها ودور الإعلام أيضا.
إن مهرجان الترحيب علي صفحات السوشيال ميديا لهو آخر أدلة فشل منظومتنا الإعلامية، فلو كان إعلامنا مهنيا مقنعا ما فرق كثير معنا فتح أو غلق هذه الأبواق، ولكن وأمام غياب وتشتت وعدم مهنية محتوانا الإعلامي جعل من هذه الأصوات الضالة كيانا ورسالة لم يتصدي له جمهرة إعلام مصر، ولأن أعداء الوطن حاقدون كارهون سيلجأون الي وسائل أخري للتواصل وبث الفرقى وأغلب الظن أنهم سيلجأون الي جيش إلكتروني حاقد وأشد كرها، والمصيبة أن لا يقاوم إعلامنا الإلكتروني هذا الجيش المارق أيضا.
وأخشي أن يعتقد صناع إعلامنا أنهم استراحوا بعد إيقاف أو غلق هذه القنوات،وأن لاينتبهوا إلى بدائل أعداء الوطن الأشد ضررا، فهل فكر إعلامنا في بدائل هذه السموم، وهل استعد للمتابعه والرد؟، أم تراه مازال يرقص فرحا،ثملا من نشوة انتصار القائد وساسته دون أهل الإعلام.
أفيقوا أهل اعلامنا، الوطن لابد أن يكون له ذراع إعلامي بقامة وقيمة مصر، وحالة عدم الرضا لن يستمر السكوت عليها طويلا، والبديل القائم بواجبكم لديه مهامه الوطنيه الاساسيه،والمكائد مستمره مادام انجازنا متواصل، وانتم لديكم نوافذ إعلاميه عديدة، وامكانات كبيرة ونفقات طائلة، ولكن لا وطن دافعتم عنه ولا قيادة أنصفتموها ولاحكومة ساعدتموها ولا خبراء أرضيتموهم ولا شعبا أرحتموه، والأكثر غرابة لا أذن لكم تسمع ولا عيون ترى ولا إدراك وطني غيور يتحرك ولا رجل رشيد ينصح ومستمرون انتم رقصا وخمرا وطبخا وأحلاما..إلي متي؟، وإلي أين؟، ولماذا؟ لسنا ندري.
أفيقوا.. فالوطن أمانة والإعلام مسئولية، والتحدي شرف.. لكي الله يامصر ولإعلامك اللوم كله ولأهلك أهل ساستها والواعون بالمخاطر من حولنا .. وتحيا مصر قيادة وشعبا وأرضا، وطنا محروسا بفضل الخالق الأعظم.