حسني شتا .. موهبة شابة تستحق الاهتمام
بقلم : محمد حبوشة
التمثيل ليس موهبة فحسب، وإنما عبارة عن نظريات يمكن تدريسها ومن ثم تطبيقها كما يجب، كما يتضمن التمثيل مجموعة واسعة من المهارات التي تعتمد بشكل أساسي على قدرة الشخص على تطويرها، مثل الخيال والتقمص العاطفي واستخدام لغة الجسد، بالإضافة إلى وضوح مخارج الحروف والقدرة على فهم الدراما، فضلا عن كل ذلك هو ولادتك مع موهبة القدرة على عرض المشاعر وتقمص الأدوار، إلى جانب دراسة التمثيل والتدريب والممارسة، هذا كله وغيره يزيد فرصك بأن تصبح ممثلا بارعا ورائدا في هذا المجال.
صحيح أن الكثيرين يعتقدون أن الممثل البارع من يلعب دوره بشكل طبيعي ودون اصطناع واضح، لكن الحقيقة، وفقا للمخرج والمشرف الفني (ماركوس)، أن أداء الدور بعيدا عن الاصطناع أمر مفروغ منه، ولكن التميز يكمن باستطاعة الممثل على مفاجأة الجمهور بردود فعله وعدم قدرة المشاهد على التنبؤ بما سيقوم به، وضيفنا في باب (في دائرة الضوء) هو واحد من الذين يفاجئون جمهورهم في كل دور جديد له، فهو فنان شاب موهوب، عشق التمثيل منذ صغره، عِف عنه أدائه المميز وبراعته في انتقاء أدواره، فهو لا يهتم بفكرة الانتشار بقدر ما يهتم بتقديم مضمون يترك بصمة، معتمدا على موهبته في الكثير من الأعمال السينمائية والتليفزيونية التي ظهر فيها خلال السنوات الخمس الأخيرة.
هدفه في الفن عموما – كما يقول – منذ بدايتي وعشقي لهذا المجال هو أن أقدم شخصيات متنوعة ومتباينة، فلا أحبس نفسي في شخصية واحدة لمجرد أنني نجحت في تقديمها والجمهور تعلق بها، فالتنوع الذي أشاهده من المعجبين في الشارع عندما يصادفوني وطريقة ترحيبهم المختلفة يجعلني أعلم أي شخصية جذبتهم، وهذا ما يصنع تاريخ متنوع للممثل، وسأظل حريصا على تقديمه طوال طريقي في الفن، على الرغم من أن السوق أحيانا من الممكن أن يفرض على الفنان دورا مشابها لما قدمه سابقا، ولكن أحاول بقدر الامكان أن تكون التفاصيل مختلفة.
هو الفنان الشاب حسني شتا، الذي ولد في القاهرة عام 1989 عاش فيها فترة طويلة ثم انتقل إلى الإسكندرية، وأنهى الدراسة الابتدائية ثم الثانوية والتحق بجامعة الإسكندرية كلية الآداب قسم الاجتماع، وذلك لأنه كان يحب الدراسة كثيراً ويتطلع إلى التفوق دائما، ثم تخرج من الجامعة وكان يتمنى أن يلتحق بفرصة جيدة للعمل، لم يكن يفكر في التمثيل نهائياً كوظيفة أساسية إلا أنه كان يهوى الفن والتمثيل، حيث كان يقدم بعض العروض المسرحية على مسرح الجامعة أثناء الدراسة، فالتمثيل بالنسبة إليه من الهوايات التي يسعى إلى تحقيقها أثناء الدراسة.
للأسف الأسرة كانت معترضة علي فكرة التمثيل – على حد قول حسني شتا – ولكن إصراري دفعني للنزول للقاهرة ، وأبحث عن شغل من خلال مكاتب الكاستنج، وخلال بحثي ربنا كرمني ومثلت مشهد مع الأستاذ أشرف عبدالباقي في مسلسل (راجل وست ستات) وفوجئت بالفنان سامح حسين بيسلم على فريق العمل وبيقولي أنت عنصر كويس، وبعدها الممثل النجم أشرف عبدالباقي ناداني وسألني (انت في معهد التمثيل فرديت بلأ، أنا في كلية آداب وأكد لي أنني هيبقي ليا مستقبل، ودا فرحني جدا.
في أوقات الفراغ، كان (حسني شتا) يقدم بعض العروض المسرحية مع الكثير من الوجوه الشابة من أصدقائه في الجامعة، ولم يفكر في الاحتراف حتى تخرج من الجامعة وبحث عن فرصة عمل مناسبة له ولكنه لم يجد، فكر في التمثيل وسعى للبحث عن فرصة ذهبية حتى يدخل عالم الفن ويحقق ما يتمناه، وكان ذلك من خلال أول عمل مسرحي يقدمه، وكانت مسرحية بعنوان (ديوان البقر)، ثم بدأ مشواره الفني ورغم أنه كان يقدم عروض مسرحية في وقت الدراسة لكنها لم تشتهر إلا على مستوى الجامعة فقط ولم يرها أي من النقاد المشهورين، لكنه وجد في نفسه الموهبة التي تؤهله إلى عالم الفن، وظل يبحث كثيراً عن فرصة حقيقية يدخل من خلالها مشوار الفن من بدايته.
وهذا جعله يقدم أول عمل سينمائي من خلال فرصة ذهبية وهى فيلم (يوم طويل) وذلك، وهو من الأفلام القصيرة كان سعيد جدا بهذه التجربة لأنه وصل إلى الحلم الذي يتمناه بعد تخرجه من الجامعة، وكانت هذه الفرصة بداية النجاح بالنسبة إليه، وبعد هذا العمل الذي قدمه شارك في مجموعة من الأعمال المختلفة ولكنها أدوار قصيرة استمر فيها لفترة طويلة في التلفزيون والسينما، كما شارك في الكثير من الأعمال الناجحة في التلفزيون والدراما لكنها أدوار استثنائية قصيرة لم تكن أدوار بطولة.
بعد أن قدم الفنان حسني شتا الكثير من الأعمال التلفزيونية والسينمائية من خلال الأدوار القصيرة التي يقدمها على شاشات التلفزيون تنبأ له الكثير من النقاد بمستقبل باهر في الفن والتمثيل، وذلك بسبب الموهبة الكبيرة التي يمتلكها والتي ظهرت من خلال الأعمال التي قدمها إلى السينما والدراما، فقد التفت إليه الكثير من الفنانين ووجدوا فيه الموهبة القوية التي تجعل منه ممثل مشهور في المستقبل، وبدأ (شتا) يحصل على شهرة واسعة وجمهور قوي وكبير من الشباب المشجعين له ولأدواره القصيرة، ثم توالت عليه الأعمال المختلفة من خلال المسلسلات التلفزيونية، فقد قدم عدد كبير من المسلسلات في شهر رمضان والتي حظيت بالشهرة لأن الجمهور ينتظرها كل عام، أفضل الأدوار التي قدمها كانت في مسلسل (الجماعة) ثم مسلسل (عشم إبليس) فقد جسد شخصية قوية ودور ضمن فريق العمل الذي استفاد منه كثيراً أثناء تجربة التمثيل في الدراما المصرية.
المشوار الفني للممثل حسني شتا بدأ منذ عام 2007 حين حصل على فرصة ذهبية لأول عمل سينمائي يقدمه إلى الجمهور ومازال يقدم العديد من الأدوار حتى الآن، فهو ممثل شاب يتميز بالموهبة الحقيقية له مستقبل باهر في الفن والتمثيل، فقد قدم عدد لا بأس به من الأعمال حتى الأن أهم هذه الأعمال مسلسل (الأب الروحي) فهو شارك في الجزء الأول وكانت تجربة مميزة بالنسبة إليه وبعد النجاح الكبير تم ترشيحه للمشاركة في الجزء الثاني من نفس المسلسل، وهو من إخراج بيتر ميمي وتأليف هاني سرحان المؤلف الكبير، وشارك في التمثيل مع كبار الفنانين منهم سوسن بدر والفنان أحمد فلوكس، لذلك فهو استفاد بشكل كبير من هذا العمل ثم تم ترشيحه إلى أعمال مختلفة أخرى.
تعتبر فرصة حصول حسني شتا بالمشاركة في مسلسل (أيوب) الذي عرض في رمضان عام 2018 هى نقطة إنطلاقة قوية في مسيرته الدرامية، فقد قدم حسني شتا دور مميز فيه، ليثبت أن هناك ممثلا محترفا يقنعك بالتمثيلية ويجعلك تعيشها على أنها حقيقية كما حدث في مسلسل (أيوب) حيث قدّم (شتا) دورا رائعا ترك أثرا طيبا في ذاكرة الجمهور العربي، وكان بوابة الدخول إلى قلوب المصريين، ويبدو أنه أحكم الأقفال على نفسه وأصبح نجما من نجوم الصف الأول في سباق الدراما الرمضانية 2018، والمسلسل من إخراج أحمد صالح وتأليف محمد سيد، وبطولة الفنان مصطفى شعبان والفنانة أيتن عامر.
أثبت الممثل (حسني شتا) موهبته استطاع من خلالها أن يغير جلده من خلال مسلسله الرمضاني بأداء متميز وتلقائية ونضج في أدائه لشخصية (خالد) في مسلسل واستطاع أن يستولي على قلوب المشاهديين من أول طله له في مسلسل (أيوب) ليظهر بنمط درامي مختلف وجديد وبهذا يكون الفنان (شتا) قد حجز لنفسه مرتبه عاليه بين الممثلين البارزين في الدراما المصريه في السباق الرمضاني 2018 في هذا المسلسل الذي قدمه للجمهور في ثوب جديد ومختلف، وتمكن من لفت الانظار إليه بالعديد من الشخصيات التي قدمها في الدراما التلفزيونية أو السينمائية.
في كل مرة كان يشاهده الجمهور يؤكد على موهبته التي دعمها بالدراسة العملية وليست النظرية، فكان ذلك طريقه الى النجاح في شخصية (مجدي) التي قدمها رمضان الماضي في مسلسل (ليالينا 80)، حيث تتمتع بالعمق والغموض الذي وهى شخصية متدرجة وتتصاعد وبها الكثير من التحولات ما بين الهدوء والعصبية والتطرف، وخاض تجربة شديدة القوة والثراء هى مسلسل الحلقات السبع (شديد الخطورة) بطولة الفنان أحمد العوضي والفنانة ريم مصطفى، وكذلك شارك في مسلسل سكن البنات، وأخيرا في مسلسل (في يوم ليلة) الذي تألق فيه ووصل إلى حالة من النضج الفني الذي يستحق منا الاهتمام به ولفت الإنظار إلى موهبته المتميزة في أداء الأدوار المركبة التي تستحق بذل مجهود مضاعف .. فتحية تقدير واحترام لهذا الفنان الشاب الذي لفت نظري في أكثر من دور وشخصية لعبها بعذوبة منقطعة النظير.