بقلم : محمد حبوشة
إن على الممثل وفقا لمنهج ستاسنلافسكى أن يؤلف فى ضوء ما لديه من معطيات سيرة كاملة للشخصية التى يؤديها، وأن يجعل فى ذهنه صورة حسية دقيقة لسائر ظروفها المرتبطة بما يجرى على المسرح أو السينما أو التليفزيون ولو ارتباطا غير مباشر، وهذه مهمة صعبة ولكنها ممكنة إذا اكتملت فى الممثل شروط الاعداد المهني الذي يؤهله لتجسيد الشخصيات، وهو يجعل التمثيل من أكثر الحرف والمهن غموضا وسحرا، فالناس يشيرون على الممثل الذين أحبوه قائلين: إنه رائع، ولكنهم قد لا يعرفون على وجه الدقة لماذا، وكيف؟ بل إننا نعجب في كثير من الأحيان لنجاح ممثل وهو غير موهوب بالدرجة الكافية.
لكن ضيفنا في (بروفايل) لهذا الأسبوع من الذين يعرفهم الجمهور جيدا بالأداء العذب، فالتمثيل عنده طبقا للمفاهيم العلمية: هو تقمّص أدوار الشخصيات في فيلم، أو مسرحيّة، أو مسلسل تلفزيوني، أو إذاعي، والتمثيل لديه هو فن الأداء الذي تستخدم فيه الحركات، والإيماءات، والتنغيم، بهدف تحقيق شخصية خيالية، حيث إن دور الشخصية الذي يتقمصه الممثل يهدف إلى إيصال نوايا الكاتب، وتداعيات النص، وروح الشخصية، ومشاعرها، والتمثيل كما عرفه القطب الكبير (قسطنطين ستانيسلافسكي) الذي قال من ضمن ما قال: إن عملية التمثيل هى عملية معقدة داخل عقل الممثل ووجدانه منعكسة على جسده، وتعبير الوجه للوصول إلى أقصى درجات الإقناع للمتفرج، وذلك بأداء طبيعي لا افتعال فيه ولا مبالغة كاذبة، لذا فإنه ضيفنا هو فنان الأدوار الصعبة والمختلفة التي تخطف أنظارك على جناح الصدق والتوهج.
معايشة الشخصية والإحساس بها
إنه الفنان الكبير والقدير خالد زكي، الذي لا يعتمد على المبالغة في الانفعال وحركات الجسد والوجه، بل ينحصر تركيزه على لغة الجسم ومحاولة وجود الصيغة المناسبة لأداء الشخصية أكثر من تركيزه على الشعور بها والانفعال معها، ولذلك فهو ممثل يجد الطريقة المناسبة التي يستطيع من خلالها أن يقدم شخصيته التي تتطابق مع الصورة العامة لها في السيناريو .. من دون أن يشرك العامل الشعوري الذي يهيئ له معايشتها والإحساس بها، وإنما يحاول قدر الإمكان أن يبحث عن لغة الجسم كالحركات والأصوات والإيماءات التي تكفل له الخروج بأداء مقارب لطبيعة الشخصية كما هي في السيناريو، لذا أصبح علامة مميزة ومسجلة في السينما والتليفزيون، وقادر دائما على أن يبهرك بأدائه السهل السلسل مهما كان الدور معقدا أو حتى مركبا.
يجيد اختيار أدواره بعناية شديدة، ولا يمكن أن يكرّر نفسه، أو يشارك في عمل لا يحمل رسالة هادفة، فقد يرفض بطولة مطلقة لفيلم سينمائي لمجرد أنه لن يرضي جمهوره أو لا يضيف إلى رصيده نقطة واحدة، لكنه يقبل بأداء دور هامشي في عمل آخر يراه يتناسب مع المكانة التي وضعها فيه محبوه، ولا يقبل بالتنازل عنها، ومن هنا تبقى معضلة (زكي) أن خوفه على خسارة رصيده الفني دفعه إلى رفض الكثير من الأعمال السينمائية، فهو شديد الحساسية تجاه علاقته بالجمهور، ويريد الحفاظ على نجاحاته السابقة، لذلك لا يغامر بقبول أي دور لمجرد الظهور أو حتى البطولة المطلقة، لدرجة أنه ظل طوال 12 عاما بعد فيلم (طباخ الرئيس) يرفض المشاركة في أي أعمال سينمائية، واتجه بشكل أكبر إلى الدراما التلفزيونية.
من أجل ذلك يظل خالد زكي، في نظر كثير من الجمهور المصري والعربي، حالة قد يصعب تكرارها، لدرجة أن البعض أطلقوا عليه (رئيس جمهورية الفن بمصر)، تعبيرا عن الاحتفاء بدوره التاريخي في الفيلم السينمائي الشهير (طباخ الرئيس)، عندما جسد شخصية رئيس الجمهورية الراحل حسني مبارك، الذي لا يعرف شيئا عن أحوال الدولة، ويحصل على أخبار ومطالب شعبه من خلال طباخه الشخصي، الذي مثل دوره الفنان الراحل طلعت زكريا.
الأدوار المركبة أجادها ببراعة
اشتهر في بداياته الفنية بتقديم الأعمال الرومانسية، لكنه عندما انتقل إلى الأدوار المركبة أجادها ببراعة، حتى صار مرتبطا بالشخصيات التي يمثلها، وفي رصيده العشرات من الأعمال على مستوى السينما والتلفزيون والمسرح، انتقى كلا منها بدقة، لرفضه القبول بمجرد الظهور، وبلغت درجة عدائه للأعمال غير الهادفة أنه قال (مستعد للجلوس في بيتي دون طعام جيد على أن أقبل بتمثيل دور لا يقنعني ويسحب من رصيدي لمجرد الحصول على المال)، لأن الجمهور ينظر لوجوده في أي عمل فني على أنه دليل دامغ على كونه ناجحا ويستحق المشاهدة.
عندما يصف البعض زكي بأنه فنان (استثنائي)، فهذه ليست مبالغة، بحكم الأدوار التي أداها ببراعة وجدية ودقة ومسؤولية فائقة، قد يصعب على الكثير من أبناء المهنة تقديمها بالطريقة التي ترضي غرور الجمهور، فتقمص دور الرئيس ووزير الداخلية ورئيس جهاز الاستخبارات، وغيرها، ليس بالأمر السهل، لأن هذه الأدوار تفرض على الممثل أن يكون مدركا حجم وقيمة الشخصية التي يمثلها.
وفي كل تلك الشخصيات التي لعبها يتسم (خالد زكي) بالصرامة في أدواره المختلفة، رغم ما عُرف عنه في بدايات حياته الفنية بأنه الممثل الذي تستهويه الأعمال الرومانسية، وبحكم براعته وقدرته على التغيير من جلده بسهولة استطاع أن يحجز لنفسه مكانة في وجدان الجمهور في الأدوار التي تحتاج من الفنان أن يكون حاسما وجادا، يختار كلماته بعناية ويتحدث بطريقة توحي للمشاهد كأنه أمام مسؤول كبير حقيقي، وليس تمثيلا.
ثقافة ووعى بقضايا الوطن
انعكست أدواره الصعبة على ملامح شخصيته، فتراه في كل أحواله جادّا ومتزنا يستمع أكثر مما يتحدث، وإذا تكلم تدرك حجم ثقافته ووعيه بالنواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية، أي أنه لم يستطع بعد الخروج من عباءة الرجل الأمني المنضبط الذي يتسم بقلة الكلام والردود الدبلوماسية والهدوء والثقة بالنفس وتجنب الهزل، لذا تحمل العبارات التي يستخدمها عند تجسيد الشخصيات السياسية الهامة دلالات توحي بأن هذا الفنان قارئ جيد للأوضاع داخل الدولة، كأنه جزء من مطبخ السلطة، ومطلع على بواطن الأمور ويخاطب الناس في الدور الذي يؤديه على هذا الأساس، فمثلا، عندما جسد شخصية لواء استخبارات في فيلم (السفارة في العمارة) جاء حديثه عن العلاقات المصرية الإسرائيلية على المستويين الرسمي والشعبي متقنا والفرق بينهما ظهر بطريقة شديدة الدبلوماسية.
رغم وصول خالد زكي، إلى مرحلة جيدة من النجومية والشعبية، غير أنه مازال يعترف بحاجته الدائمة للمزيد من الخبرات والنصائح والإرشادات التي تمكنه من النجاح وإرضاء من يتعاملون معه أو يشاهدون أعماله الفنية، فلا يمتعض من توجيهات زملائه من الفنانين الشباب له طالما أن النصيحة منطقية، ولا يتذمر من الأوامر التي يصدرها إليه المخرجون أو مسؤولو كاميرات التصوير، لأنهم يفهمون ما لا يدركه، ولذا فهو يعتقد أن التواضع أمام الجمهور السبيل الأمثل لنيل محبته، فالغرور والكبرياء والتعالي صفات مكروهة بالنسبة إليه، ولا يمكن أن تصنع نجما له شعبية، والأهم أنه يُعادي فكرة تقييم الفنان لنفسه ولحجمه ولقوته بين زملائه، فذلك حق مطلق للجمهور وحده، ومهما كانت آراؤه على الممثل أن يتقبلها ويتمعن فيها ويتعامل معها بأريحية ولو كانت سلبية.
شخصية معروف عنها التواضع
لا ينسب أي نجاح لعمل فني إلى نفسه، ويدين بالفضل إلى جميع المشاركين فيه، من المؤلف إلى المخرج للسيناريست حتى عمال الإضاءة والملابس والديكورات، ما جعله شخصية معروف عنها التواضع، وكثيرا ما يقدم الآخرين على نفسه، ويدعو الجمهور إلى الثناء عليهم أولا، باعتبارهم أصحاب نجاح في العمل الفني، كما لم يضبط مرة واحدة بافتعال أزمة مع أي من زملاء المهنة، فهو شخصية تعادي الصراع مع الآخرين، وعندما يُسأل عن فنان بعينه، حتى لو كان حديث العهد في الوسط الفني، تراه يثني عليه ولا يمانع أن يقول إنه تعلم منه في بعض المواقف، وإذا جاءت سيرة ممثل قدير يتحدث عنه باحترام ولا ينكر أنه من أساتذته، رغم كونه ضمن المصنفين بـ (معلمي الأجيال) في مهنة الفن.
لا تلفت نظره الأدوار التي تميل للإسفاف والخروج عن النسق القيمي، ويفضل أن يكون فنه متسقا مع الطبيعة المحافظة، فهو شخص ملتزم إلى حد كبير، يُبغض التطرف الفكري والثقافي والرجعية ويميل إلى الوسطية والاعتدال، ومازالت أزمة الجمهور الوحيدة معه أنه يُعادي منصات التواصل الاجتماعي بكل منابرها، أو يحتك بالجيل الجديد الذي اتخذ من الشبكة العنكبوتية منبرا للتعبير عن نفسه.
ولد الفنان خالد زكي في مدينة القاهرة، وبدأ التمثيل وهو في المدرسة الابتدائية، ووقف على خشبة المسرح القومي ضمن الفرقة الطلابية آنذاك، وحينها سأل نفسه، هل يأتي اليوم الذي أكون فيه فنانا كبيرا ينتظر الناس أعماله بشغف، ومن وقتها تمسك بتحقيق حلمه وحدد هدفه مبكرا، حيث التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية بعد البكالوريا مباشرة، وحصل على البكالوريوس في التمثيل والإخراج وتم تعيينه بنفس المسرح الذي وقف عليه وهو طفل، ومارس في بداياته عدد من الرياضات منها: التنس والسباحة وكرة الطائرة والجمباز، ونال العديد من الجوائز، لكنه فضل التمثيل على الرياضة، ولذا لم يكن فنانا بالصدفة، بل بالفطرة، حتى عندما تم ترشيحه لأول دور في حياته لعب الشخصية كأنه فنان مخضرم، رغم أنه حينها كان طالبا في الفرقة الثانية بمعهد الفنون المسرحية.
عاش مراحل حياتية متقلبة
ورغم تعرضه في بدايات حياته لأزمات ومنغصات أسرية واجتماعية واقتصادية كثيرة، غير أنه نجح في عبورها بعزيمة وإصرار، فقد مات والده وهو في سن صغيرة، وتولى رعاية أسرته والإنفاق عليها وهو مازال طالبا، وعاش مراحل حياتية متقلبة بين الحزن والفرح والانكسار، ولم ييأس أو يستسلم أمام الضغوط التي تحاصره وتعيقه عن تحقيق حلم النجومية.
بدايته في مجال التمثيل كانت عام 1973، عندما شارك في فيلم (مدرسة المراهقين) مع الفنان فؤاد المهندس وشويكار وحسن مصطفى، ومن إخراج أحمد فؤاد، لتتوالى بعدها أعماله الفنية حيث شارك في فترة السبعينيات في عدة أفلام ومسلسلات كان منها أفلام (عايشين للحب، المنحرفون، حبيبة غيري)، ومسلسل (الضباب)، وبعد انطلاقته في فيلم (مدرسة المراهقين) شارك خالد زكي في الكثير من الأفلام مثل فيلم لعنة الزمن عام 1979، الذي لعب فيه دور (فتحي) وهو من بطولة بوسي وفريد شوقي وإخراج أحمد السبعاوي،
صنع علاقة خاصة مع جمهوره بتنوع الأدوار والشخصيات التي تقترب من جميعا، شخصيت من لحم ودم نابعة من التربة المصرية الخالصة، وفوق ذلك فهو يحمل بداخله منظومة من القيم الإنسانية العليا فيبدو متواضعا رغم ما يقدمه من أدوارا تصنع منه شخصية مهمة في المجتمع، كما جاء في فيلم (السفارة في العمارة) عام 2005، بطولة عادل إمام وإخراج عمرو عرفة، وقد لعب فيه دور (اللواء راشد سلام)، وفيلم ملاكي اسكندرية عام 2005، بطولة أحمد عز وغادة وعادل وإخراج ساندرا نشأت، وقد لعب فيه دوررجل أعمال، وفيلم (فتح عينك) عام 2006، بطولة مصطفى شعبان و نيللي كريم وإخراج عثمان أبو اللبن، وفيلم (وش إجرام) عام 2006، بطولة أحمد هنيدي و لبلبلة وإخراج وائل إحسان وقد لعب فيه دور رجل أعمال، وأيضا فيلم (طباخ الريس )عام 2008، الذي لعب فيه دور الرئيس وهو من إخراج سعيد حامد.
تألق واضح في التليفزيون
كما شارك في العديد من المسلسلات منها مسلسل (زمن الأقوياء) عام 1994، بطولة رجاء الجداوي وعلي السبع، وإخراج أحمد ثروت، ومسلسل (مذكرات سيئة السمعة) عام 2010، حيث لعب دور محامي وشاركه العمل بوسي وسوزان نجم الدين وهو من إخراج ياسر زايد، وشارك بمسلسل (سامحني يا زمن) عام 2010، بدور رجل أعمال بطولة بوسي وصابرين و إخراج ياسر زايد، مسلسل (اغتيال شمس) عام 2010، بدور دكتور (شمس) وهو عالم كبير متخصص في الهندسة الوراثية، وشاركه البطولة ياسر جلال وصفاء أبو السعود، وهو من إخراج مجدي أبو عميرة، ومسلسل (حارة خمس نجوم) عام 2012 بدورطبيب، وشاركه العمل أحمد عبد العزيز ونهال عنبر ومي سليم وأحمد عزمي وهو من إخراج أحمد صقر
شارك خالد زكي عام 2014 في مسلسل (صاحب السعادة)، بدور وزير الداخلية بطولة عادل إمام ولبلبة وإخراج رامي إمام، مسلسل (القيصر) عام 2016 بدور (عبد المحسن ثابت) شاركه البطولة يوسف الشريف وخالد النهري، وهو من إخراج أحمد نادر جلال، ثم مسلسل (ولاد تسعة) عام 2017، بدور (حسين الجمال) شاركه البطولة خالد سليم ونيكول سابا، وهو من إخراج أحمد شفيق، ومسلسل (بالحب هانعدي) شاركه البطولة يوسف شعبان وسميرة أحمد وهو من إخراج رباب حسين، وفي نفس العام شارك مسلسل (أنا شهيرة أنا القاتل)، كما أنه شارك مؤخرا في مسلسل (قوت القلوب) في جزئيه الأول والثاني.
عرف (خالد زكي) بأعماله التلفزيونية الكثيرة والمتميّزة حيث قاسم يسرا أحلامها العادية، ونادية الجندي قصة (من أطلق النار على هند علام)، وقبل أن يعود إلى السينما التي فارقها منذ سنوات طويلة أولا كضيف شرف مع سندرا نشأت في (ملاكي إسكندرية) تابع المشاهدون عمله في (طباخ الريّس) بمشاركة الفنان الكوميدي طلعت زكريا، وشارك (زكي) في العديد من الأعمال الدرامية سواء المسلسلات أو الأفلام، ولكن نجاحاته الكبيرة كانت في التلفزيون من خلال مشاركته في العديد من المسلسلات المميزة منها (الدوائر المغلقة، زمن الأقوياء، الشهد والدموع، الضباب، حب بلا ضفاف) كما أنه شارك في العديد من الأفلام الناجحة منها: (طباخ الريس، فتح عينيك، الشياطين العودة، السفارة في العمارة).
يترك بصمة واضحة دائما
من الثوابت الفنية لديه رفض البطولة المطلقة والميل إلى الجماعية منها، باعتبار أن الأخيرة تضفي على العمل مساحة من التنافس وإجبار الممثل على تقديم كل ما لديه لإرضاء الجمهور وترك بصمة واضحة عنه، ومهما كانت الإغراءات المادية فالرصيد الحقيقي للفنان أن يتعامل معه الناس بتقدير ولا ينظرون لأرصدته بالبنوك، وإذا كان بعض الفنانين الشباب نجحوا في الوصول إلى النجومية سريعا، وتحقيق مكاسب مادية خرافية على حساب المخضرمين في المهنة، وبينهم شريحة اعتادت افتعال أزمات وصدامات مع الجمهور، إلا أن زكي لم يخرج مرة واحدة في حديث إعلامي إلا ويدافع عنهم ويدعو الناس لالتماس الأعذار لعدم خبرتهم وحماسهم الزائد.
ولهذا فإن الأدوار التي تميل للإسفاف والخروج عن النسق القيمي لا تلفت نظر زكي الذي يفضل أن يكون فنه متسقا مع الطبيعة المحافظة، فهو شخص ملتزم إلى حد كبير، يبغض التطرف الفكري والثقافي والرجعية ويميل إلى الوسطية والاعتدال، وقد جاءت معظم أعماله في السنوات الأخيرة مع شباب صاعدين، مخرجين أو ممثلين، من منطلق حرصه على تمهيد طرق الإبداع والنجومية للأجيال الجديدة، بعيدا عن عقدة البطولة المطلقة، أو البحث عن احتكار الشهرة، فلم يعتد التعامل مع الفن بمنطق المكسب والخسارة، بل بالبحث عن كل ما يفيد المهنة ولو بإظهار موهبة مدفونة.
انعكس ذلك على تكوين (خالد زكي) علاقات طيبة داخل الوسط الفني، بحكم القوانين الصارمة التي وضعها لنفسه في التعامل مع الآخرين، فالغيرة والحقد من نجاح زملائه ليسا في قاموسه، فهو يرى الجميع أساتذة، واحترام الناس للفنان يبدأ من احترامه لنفسه وتقديره لأبناء مهنته وتعامله كقدوة للأجيال الصاعدة، ومع كل تلك القونين الصارمة التي التزم بها في حياته فقد تعرض فى الفترة الأخيرة لبعض الشائعات ولكن هذا الأمر لم يعد يضايقه، خاصة أنه لا يهتم بالسوشيال ميديا ولكن عندما يقوم أحد رواد السوشيال ميديا بكتابة خبر كى يجمع مشاهدات عالية هو بذلك يزعج الكثير من العائلات، ولا بد لأى شخص أن يتحرى الدقة قبل أن ينقل تلك الأخبار، خاصة أنه لم يكن هناك أى سبب لكل تلك الشائعات.
علاقتى متوازنة مع الجميع
وفي هذا الصدد قال خالد زكى، خلال لقائه ببرنامج (واحد من الناس) الذى يقدمه الإعلامى عمرو الليثى: (أنا أحب كل الناس ولا أحمل ضغينة لأى شخص وكى أحقق خصوصية لبيتى هذا الأمر من المؤكد ليس سهلا، لأننى اجتماعى ولكن لا أنتمى لمجموعة معينة فالكل أصدقائى وعلاقتى متوازنة مع الجميع، ولا أنحاز لأحد كما أننى لا أحب التطرف، وقال هذا في أعقاب أن رواد السوشيال ميديا كانوا قد تداولوا خلال الأيام الماضية أخبارا بتعرض الفنان خالد زكى لوعكة صحية، وأنه يعانى من أزمة بعد انتهاء تصوير مسلسل (قوت القلوب)، وعبر النجم الكبير عن استيائه من تلك الأخبار، وأكد أنه بصحة جيدة، مشيراً إلى أنه يطالب جميع وسائل الإعلام بتحرى الدقة فيما ينشر بخصوص المرض، خاصة أنه شيء مؤلم للغاية أن يستقيظ الإنسان على خبر مرضه وهو بكامل صحته.
هذا وقد حصل الفنان خالد زكي على العديد من الجوائز منها جائزة أحسن ممثل عن دوره في فيلم (طباخ الريس) في حفل توزيع جوائز أوسكار السينما المصرية عام 2009 .. تحية تقدير واحترام للفنان الكبير والقدير خالد زكي المعروف بالالتزام الأخلاقي والفني حتى صار نموذجا فريد في قلب الوسط الفني المصري على جناح الطيبة والتواضع والشهامة وأخلاق ولاد البلد.