* اتهموه بالمطالبة بعودة الملكية لمصر نظرا لإستضافته الملكة فريدة
* غنى أمام حكيم العرب وصديق مصر الشيخ زايد، (يا صلاة الزين على زايد)
* قضى على شائعة محاربة جيهان السادات لأم كلثوم
كتب : أحمد السماحي
(ملك الأفراح، برنس الشاشة الصغيرة، سفير البهجة والسرور والإيجابية في الحياة)، هكذا كتب عنه الأديب الكبير (يوسف إدريس)، وقال له الكاتب الصحفي الكبير مصطفى أمين (خليك دايما أقوى من الصدمات اللي تقابلك، واتعلم تقف تاني مهما كعبلوك، وسامح أعداءك حتلاقي أن التسامح أقوى من الانتقام).
وأشاد بإنسانيته عالم الآثار المصري العالمي زاهي حواس فقال: (أروع ما في سمير صبري رعايته لقدامى الفنانيين، وعشقه لفنه واحترامه لجمهوره، إنه فارس نادر من فرسان الزمن الجميل).
هذه بعض الكلمات التى جاءت على الغلاف الخارجي لكتاب (حكايات العمر كله) للنجم متعدد المواهب (سمير صبري) وهو ليس كتابا توثيقيا، لكنه كتاب شيق وجميل مليئ بالمتعة والأسرار الكثيرة التى عاشها في كواليس الحياة الفنية والسياسية عبر رحلة امتدت لما يقرب من نصف قرن.
الكتاب الصادر عن (الدار المصرية اللبنانية)، يقع في 304 صفحة، وشمل مقدمتين، كتب الأولى وزير الآثار السابق الدكتور (زاهي حواس)، وكتب الثانية الكاتب والإعلامي الشهير (مفيد فوزي)، كما شمل ملحقا للصور التي تجسد رحلة المؤلف، الذى قابل آلاف النجوم المصريين والعرب والعالميين في مسيرته الفنية، واختار من بين هؤلاء 36 نجما ونجمة كي يتحدث عنهم، وإليكم بعض من ذكريات وحكايات النجم متعدد المواهب.
الملكة والحوار الممنوع
تحت هذا العنوان العريض حكى النجم (سمير صبري) ذكرياته مع (فريدة ذوالفقار) ملكة مصر السابقة فقال: ذات صباح قرأت أن الرئيس (أنور السادات) استقبل الملكة (فريدة) ملكة مصر السابقة هى والأميرات بناتها وأعطاهن جوازات سفر مصرية، وفورا فكرت فى خبطة جديدة لبرنامج (النادي الدولي) حوار مع ملكة مصر، وظللت أبحث حتى عرفت أن الملكة (فريدة) تقيم في حي الزمالك، على مقربة من بيتي، فذهبت إليها، وطرقت باب شقتها في الدور الأول، ففتحته لي سيدة تشبه الممثلة الكبيرة أيام زمان (زينب صدقي)، وقلت لها: أنا سميرصبري من التلفزيون، وأريد موعداً لإجراء حديث مع جلالة الملكة (فريدة)، فابتسمت وقالت لي: أنا فريدة، تفضل ادخل، وبعد أن جلسنا في الصالون سألتني:
حنقول إيه في الحديث؟
فقلت لها: قولي اللي تقوليه
تحت أمرك، متى تحبين أن نبدأ؟ وفي اليوم التالي سجلت معها اللقاء، وتم كل شيء بسرعة لأن الدكتور (عبد القادر حاتم) طوال وجوده بوزارة الإعلام كان يمنحني كل الإمكانات لإنجاح برنامجي، فكنت عندما تصادفني مثل هذه الفرص المهمة، والمفاجئة، أتصل فوراً بمكتبه، فتتم الموافقة على إعطائي كاميرا لتصوير اللقاء، لكنني بعد هذا الرجل أصبحت (أحفى) للحصول على كاميرا أو مصور، على أساس أنهم اعتبروني من (محاسيب الدكتور حاتم)، وفى الحوار كلمتني (الملكة فريدة) بصراحة عن الملك السابق (فاروق)، وكيف أنه الرجل الوحيد الذي أحبته طوال حياتها، وقالت لي أيضاً إن الملك السابق لم يكن في بداية حياتهما الزوجية يلعب الورق والقمار، وأيضاً لم يتناول الخمرة في حياته كلها، وغيرها من الأسرار التى أعترفت بها، كما شكرت الرئيس (السادات) الذي جعلها ترى مصر كما لم ترها من قبل!.
ويستكمل (سمير صبري) حكايته مع الملكة فريدة فيقول : انتهى حديث الملكة معي، وأسرعت إلى التليفزيون، فمعي سبق ووثيقة تاريخية، ولكن السيد الرقيب الذي شاهد هذه الخبطة الإعلامية كان له رأي آخر وقال لي : الحلقة لا تذاع يا أستاذ! قلت له : ليه يا أستاذ؟ فأجاب : الست دي بتتكلم كويس قوي!، قلت له : وحضرتك متخيل أن الملكة فريدة، ملكة مصر لمدة 14 سنة ابنة ذوالفقار صبري باشا التى تربت في أعرق مدارس سويسرا هاتتكلم وحش؟!، فقال لي بعد مناقشات عقيمة: (جرى إيه يا أستاذ سمير، أنت بتدعو لعودة الملكية لمصر ولا إيه؟ يا أستاذ لما التليفزيون الحكومي، تليفزيون الدولة يقدم الملكة فريدة بالشكل ده، معناه أنه بيقوم بتوجيهات لتلميع الملكة، وده ممكن يثير ويغضب السيدة حرم الرئيس، من فضلك مش عايزين وجع دماغ!).
ويضيف صبري: لم أقتنع بكلام الأستاذ الرقيب، وصعدت للدور التاسع لمقابلة الأستاذ (منصور حسن) وزير الإعلام الذي طلب مشاهدة الحلقة في مكتبه، وجلست بجواره نشاهد الحلقة، ودخل علينا الأستاذ (صفوت الشريف) رئيس هيئة الاستعلامات فى ذلك الوقت، وأخذ يشاهد الحلقة معنا، وعند انتهائها قال لي الوزير: رائع كالعادة يا سمير، أنا مش فاهم ازاي الرقيب معترض على هذا السبق الإعلامي الجيد؟! وهنا تدخل (صفوت الشريف) قائلا : أنا يا فندم لي رأي الحلقة ممتازة فعلا، بس بلاش الكلام اللي قالته الملكة عن الملك فاروق لأن ده مختلف ومغاير لكل اللي إحنا قلناه من قبل عن الملك!!
وحسم الوزير المثقف (منصور حسن) الموقف قائلا: بالعكس يا صفوت تصحيح التاريخ مهم جدا وهذا دورنا، دور الإعلام) وتم إذاعة الحلقة كاملة.
حكيم العرب الشيخ زايد آل نهيان
تحت هذا العنوان قال النجم سمير صبري : في ديسمبر 1972 طلبت الإمارات من وزير الإعلام استضافة برنامج (النادي الدولي)، أثناء احتفالاتهم بالعيد الوطني، لتسجيل حلقات عن الدولة الناشئة فى ذلك الوقت، سافرت أنا و(فريدة الزمر وسلمى الشماع)، وفى الإمارات كان موجودا صديقي الصحفي (نبيل عصمت)، وزوجته المذيعة (عفاف عبدالرازق) المعارة للتليفزيون الإماراتي فى (أبوظبي)، يومها حرص (نبيل عصمت) أن يرينا ملامح البلد، التى كانت فى ذلك الوقت كورنيشا بسيطا في آخره فندق، وشارعا تجاريا فى آخره فندق آخر، واقترح (نبيل) علينا الذهاب إلى دبي، التى تبعد عن مقر إقامتنا ساعة بالسيارة، لشراء بعض السلع من الميناء التى تتوافر فيها كل السلع المستوردة من شرق آسيا، وبأسعار رخيصة، ذهبنا إلى دبي، وكانت ميناء عبارة عن شارعين أو ثلاثة وعلى الرصيف فرش الهنود بضاعتهم.
وفى المساء أقيم الحفل الأول الذي يحضره سمو الشيخ (زايد حاكم) الإمارات، وكان من المفترض أن يقدم (أحمد غانم) بعض المونولوجات والنكات الخفيفة، ثم تقدم المطربة (فايدة كامل) مجموعة من أغنياتها، يعقبه فاصل راقص من الراقصة الشهيرة (ناهد صبري)، وأثناء وجودي فى الكواليس لتقديم الحفل جاء إلي شخص، وطلب مني عدم تقديم الفقرة الراقصة حتى لا يتضايق الشيخ (زايد).
صعدت إلى خشبة المسرح لتقديم مطربة الحفل، وهى الفقرة النهائية، أمسكت الميكرفون ووجهت التحية للشيخ (زايد) حاكم (أبوظبي)، وأول رئيس للإمارات، وذكرت أنني ذهبت مع صديقي (نبيل عصمت) وزوجته، وبعثة النادي الدولي إلى دبي، وأعتقد أنها ميناء استراتيجي له مستقبل كبير جدا، ثم غنيت أغنية (يا صلاة الزين.. يا صلاة الزين على زايد يا صلاة الزين) وصفق الحضور كثيرا.
أما الحفل الثاني فى الاحتفالات فقد كان لسيدة الغناء العربي (أم كلثوم) الذي استقبلها الشيخ زايد وأبدعت كوكب الشرق بوصلتين كانت من أهم حفلات (أم كلثوم) خارج مصر، ولن أنسى أبدا إنني غنيت أمام حكيم العرب وصديق مصر الشيخ زايد.
أم كلثوم وجيهان السادات
وعن ذكرياته مع كوكب الشرق قال: ذات يوم دعيت لأكون مذيع حفلة أقيمت في مستشفى المعادي تكريماً لجرحى الثورة، وكان يحضرها الرئيس (أنور السادات)، وزوجته السيدة (جيهان) والموسيقار (محمد عبد الوهاب)، والكاتب الكبير (توفيق الحكيم)، والسيدة (أم كلثوم)، والفنان (يوسف وهبي)، وكانت مطربة الحفل هى (عُليا التونسية)، رحمها الله، ويبدو أن أحداً قال لها بأن الرئيس السادات يحب أغاني أسمهان، فغنت ثلاثاً منها.
المهم أنني بعدما قدّمت عُليا التونسية، نزلت عن المسرح لأصافح الرئيس وقرينته وبقية الضيوف، ويومها، وبعد أن رأيت (أم كلثوم) تجلس على نفس الصف معهما، وعلى مقربة منهما، اقتربت من السيدة (جيهان السادات) وقلت لها: يا هانم، أنا يصعب على أن يقال في التلفزيون إن سيادتك منعت أغاني (أم كلثوم) من التلفزيون.
فردّت عليّ بغضب واستغراب: أنا؟ مين قال الكلام ده؟!
فقلت: أحد المسؤولين في التلفزيون منعني من وضع أغاني أم كلثوم في برنامج (النادي الدولي)، وهنا نادت السيدة (جيهان السادات) سكرتيرها الذي كان يقف على بعد خطوات منها، وقالت له: قول لوزير الإعلام – وكان يومها الأديب يوسف السباعي – بأني عاوزاه ضروري، وعندما جاء الوزير (يوسف السباعي) قامت السيدة (جيهان) من مقعدها، واتجهت معه إلى (أم كلثوم) وأنا وراءهما، وعندما رأتنا سيدة الغناء الأولى وقفت لترحب بالسيدة الأولى، وهنا وجهت السيدة (جيهان) كلامها الى وزير الإعلام قائلة ما عاش اللي يفكر حتى تفكير بأن يمنع أغاني أم كلثوم، ثم تبادلت السيدة (جيهان السادات) القبلات مع أم كلثوم وقالت لها:
أنت يا ست ثروة قومية، وأغانيك فيها السعادة لملايين المصريين والعرب، وأذكر يومها أن سيدة الغناء تأثرت بكلام سيدة مصر الأولى فعادت تحتضنها وتقبلها، ومن يومها عادت أغاني أم كلثوم الى التلفزيون وبكثرة!
هذه بعض من حكايات كتاب (حكايات العمر كله) استعرضناها على مدى ثلاث حلقات، وفى الكتاب حكايات أخرى مع مجموعة من الشخصيات الفنية والأدبية والسياسية مثل (سعاد حسنى، فريد الأطرش، ليلى مراد، عادل إمام، شادية، وردة، ميرفت أمين، صباح، كمال الشناوى، فاتن حمامة، شريهان، داليدا، محمد الموجى، بليغ حمدى، أحمد سعيد، أسامة أنور عكاشة، البابا شنودة، الإمام موسى الصدر، أحمد زويل).