ركبة عمرو دياب و (ضهر) محمد رمضان !
بقلم : محمد حبوشة
عندما هاجمت المذيعة اللبنانية في قناة (الجزيرة) غادة عويس الإعلامي المصري عمرو أديب قائلة (لم أكن أتخيل أن تصل تفاهة هذا المهرج الأقرع إلى هذه الدرجة ! .. مسكينة مصر تستحقين أفضل بكثير من المهرجين)، أصابني قدر من الغيظ والاحتقان والغيرة على زميل صحفي على الأقل، بسبب تجرؤ إحدى مذيعات الجزيرة عليه، وهو إعلامي مصري يحظى بجماهيرية كبيرة، فضلا عن أنه أغلى مذيع في المنطقة العربية وربما الشرق الأوسط بكامله، ورغم تحفظي الشديد على أدائه الذي يقترب إلى شغل (الأرجوزات) منه إلى صناعة إعلام حقيقي وهادف إلا أنني استأت له من تلك الأوصاف.
وعندما راجعت نفسي ودققت النظر جيدا في لغة الجسد عند (عمور) لاحظت أنه يتمتع بقدر من السخافة والغلاسة التي تثير حفيظة المشاهدين وليس الإعلاميين من زملائه فحسب، ومنها على سبيل المثال وليس الحصر في إطلالته المقصودة بتلميع بعض النجوم بين الحين والآخر حيث يحادثهم بلغة فيها قدر من التزلف والرياء بطريقة ممجوجة، مثل حواره التافه جدا مع (مي عمر) قبل أيام، حيث ذهب بعيدا عن مسلسل (لؤلؤ) ولم يناقشه كعمل درامي يعتبر من المسلسلات المكررة والمفتعلة، بل راح يناقشها في ملابسها وإكسسوراتها راسما ابتسامة حمقاء على وجهه مذهولا من ردودها الأكثر تفاهة بأنها لم تكلف الانتاج بشراء كل تلك الملابس التي تقتنيها في دولابها بالفعل، والغريب في الأمر أنه لاهو مدرك ولا هى مكترثة باستفزاز المشاهدين البسطاء من أبناء الطبقة الفقيرة في مصر، الذين ظلوا يمصمصون شفاههم في عجب وحسرة وأسي على هذا السخف وذلك السفه الذي أثار حفيظتهم.
أما الأعجب أن (عمور) ذهب إلى التأكيد على الجزء الثاني من المسلسل ليزف لنا نبأ بدء التجهير له وفرضه على هؤلاء البسطاء من المشاهدين، بزعم أنه (ركب الترند) كما تم الترويج لذلك طوال فترة عرض المسلسل، ولست أدري عن أي ترند يتحدثون – أغلب الظن أنه ترند المريخ – فالمسلسل ينتمي لفئة المسلسلات المصنوعة صنعا زائفا، حيث يعيد إنتاج ما تم إنتاجه من تلك النوعيات من القصص المكررة والمملة، ورغم أنه كانت هناك حالة من التراشق المزعوم حدثت أثناء العرض حول حقيقة سرده من عدمه لقصة المطربة (شيرين عبد الوهاب)، أرى أنه مسلسل من نوعية رديئة تروج لما تروج له أغاني المهرجانات فلا القصة جديدة ولا الأحداث تتسم بالصراع الذي يلفت النظر فنيا ودراميا، رغم أنني أعترف بإبداع أداء كل من (إدوار، وسلوى عثمان، وحمدي هيكل).
أما ثانية الأسافي التي أطل علينا بها (عمور) كانت ليلة أمس السبت، حيث ظهر بعد إحدى الفواصل منتفخ الأوداج وبصوت جمهوري أحدث صخبا وضجيجا في الاستديو وأظنه زلزل مدينة الإنتاج الإعلامي نظرا لضخامة الحدث وهول المفاجأة، قائلا : ياجماعة القصة التي تنتمي لحكايات في الحلويات النهارده هى الهضبة، وظل يصرخ الهضبة .. الهضبة ياجماعة قوي ومتين ولم يتتأثر ركبته بانزلاقه على المسرح شوفوا عضلات الهضبة .. شوفوا جسمة القوي والرياضي، وراح يعدد في قوة عمرو دياب الذي يمارس الرياضة بقوة وعنف لايمكن أن يتأثر بانزلاقة خفيفة هكذا، ولأنه الهضبة فلايمكن أن يـاثر بهكذا موقف، وكأنه يرواد الهضبة عن نفسه !، والمهزلة لم تتوقف عند هذا الحد فحسب، بل إنه ظل يردد في صراخه: الهضبة يا جماعة .. الهضبة .. هوه ده الهضبة، وكأن حادثة بسيطة لعمرو دياب تهتز له عروش القلوب، لأنه (ياحرام وقع على المسرح).
وبعد تلك المسرحية الهزلية ذهب إلى وجهة أخرى في حوار مع أحد مصممي الألعاب النارية على أثر إصابته في حادثة أثناء التصوير مع الفنان محمد رمضان في مسلسله الجديد، وقلنا إنها ربما تكون لفتة إنسانية من جانبه في عرض كارثة كانت على وشك الوقوع لهذا المسكين لولا تدخل القدر في اللحظات الأخيرة، ولكن شغف (عمور) التافه غلبه، حين تمخض في لهفة متسائلا : (رمضان جراله حاجة في الحادثة دي)، ونسي أزمة الرجل مع جهات الإنتاج التي وبخته متهمة إياه بالتقصير من وجهة نظرها، وعندما تأكد منه أن إصابة رمضان في (ضهره) إصابة خفيفة تهلل وجهه وانتفخت أوداجه أكثر فأكثر، وكأن يعلن نبأ عظيما يزفه للجماهير الزاحفة نحو (رمضان) باعتباره ثروة قومية ينبغي الحفاظ عليها.
وهنا أهمس في أذن عمور (الأعلى أجرا في المنطقة) متسائلا: أين كان موقفك من 31 دولة شنت هجوما شرسا على مصر مدعية اختراقها لمجال حقوق الإنسان؟، ألم يكن من الأولى أن تناقش هذا الموضوع الساخن بجلب خبراء يستنكرون تلك المزاعم ويواجهون تلك الدول بأوضاع حقوق الإنسان المزرية عندهم، ألا يحتاج الأمر إلى كشف حقيقة أنه كلما تقدمت مصر خطوة على طريق التنمية والازدهار، تخرج علينا كلاب حقوق الإنسان ناهشة أجسادنا في ضراوة وغل وحقد أعمى وهى تكيل بمكيالين؟، ثم أين أنت ياعمور من هجوم أثيوبيا المفتعل علينا في أعقاب نجاح مباحثات رئيس الوزراء السوداني بالقاهرة .. أليست تلك موضوعات أجدى من ركبة عمرو دياب و(ضهر) المحروس رمضان؟!!.. والله عيب عليك ياعمرو.