فلفل .. فيلم للتسلية بطولة (سمعة)
بقلم : سامي فريد
المدهش والذي يحيرك في هذا الفيلم هو أن يقوم على إخراجه اثنان من المخرجين أحدهما هو كاتب القصة والسيناريو مصطفى العطار والذي تسمع أو تقرأ اسمه لأول مرة والثاني هو سيف الدين شوكت.
وقد تفهم أن أي فيلم سينمائي لا يقوم على إخراجه اثنان من المخرجين إلا إذا كانت الضرورة تقتضي هذا.. وبشدة مثل أن يكون فيلما حربيا كثير المعارك فيقوم أحد المخرجين المتخصصين بإخراج المعارك الحربية فقط لما فيها من مجاميع وحشود وتحركات وأسلحة إلى آخره .. بينما يتولى زميله المخرج الثاني تحريك أو إخراج دراما الفيلم .. لكن الوضع هنا وفي فيلمنا هذا مختلف ولا ندرى لماذا فالقصة بسيطة لدرجة السذاجة لا تحتاج إلا لمجهود تحريك الكاميرا مع الممثلين فحسب ولا شيء أكثر من هذا.
ونجوم الفيلم إن جاز أن نسميهم في هذا الفيلم نجوما – هم من الأسماء المعروفة أو التي أصبحت معروفة بعد هذا تذكر منهم (حسن فايق وإسماعيل يس وماجدة ولولا صدقي والياس مؤدب وفريد شوقي أيضا) وإن كان دوره في الفيلم محصورا فقط ويا للعجب 4 سرقة الفراخ والأوز والأرانب فلا تراه إلا حاملا مخلاة كبيرة يحمل فيها ما يسرقه من الحيوانات ليبيعها للعالم حسن فايق لإجراء تجاربه العلمية عليها.
ثم ولاعجب العجب تكتشف أن ما يورد للعالم من الحيوانا هي هي في كل مرة لأنها نفس حيوانات العالم يسرقها اللص فريد شوقي من شرفة منزله بعد أن عرف أن العالم يحتاجها بشدة من فلفل صبي البقال البدين (إسماعيل يس) الذي يحب شربات (ماجدة) خادمة العالم الجميلة وزوجته لولا (لولا صدقي) التي اقتصر دورها في الفيلم على تعرية فخذها ولا ندري السبب وربما كان المشهد يتطلب هذا في غرامياتها مع المطرب الشاب الذي سكن الشقة المواجهة لشقة العالم.
والحقيقة المفزعة قد أن المطرب بلا صوت يمكن أن نسمعه ولا هو بالممثل الذي يمكن أن يلعب دورا – أي دور – في الفيلم ولعله أحد أقارب واحد من المخرجين.. ما علينا!
ثم تمضي أحداث الفيلم على هذا النحو .. فكل الحي يحب شربات الجميلة .. البقال السمين والمكوجي والبواب والخضري.. ثم والأهم فلفل (إسماعيل يس) الذي لم يقدم في هذا الفيلم وفي وقت صناعته ما يمكنأن يضحك حزيناً أو يهز شعره من الانبساط، وفي وقت كان إسماعيل يس في بدايات خمسينيات القرن الماضي يتمثل في 15 فيلما في الموسم الواحد دائما يصورها بين استوديوهات حدائق شبرا واستوديوهات كوبري القبة وستوديو مصر، وذلك بسبب بزوغ نجمه في تلك الفترة كوجه كوميدي جديد وغريب قبلت عليه السينما والدنيا فكان ما مكان!
ويستمر المطرب الفاشل في مغازلة شربات التي تصده وفي مغازلة لولا التي تعجب به .. ويستمر العالم المهووس بأبحاثه التهجينية على أصوات الحيوانات فينطق الأرنب بصوت الكروان وتنطق الضفدعة بصوت الحمار ويزأر الحمار وتتكلم العنزة كلام البشر .. كل هذا من أجل أن يحصل على جائزة المعهد العالمي للأبحاث وهى 10 آلاف جنيه يسدد منها ديونه.
ويستمر اللص فريد شوقي في سرقة حيوانات ويبيعها له ويستمر الشارع في مغازلة شربات (ماجدة) فلا تعرف لمن كانت بطولة الفيلم السينمائية؟، هل كانت للخادمة شربات أم لسيدتها لولا؟!
وفي ذات الوقت يستمر ‘لياس مؤدب سكرتير المطرب الفاشل أو مكتشفه في محاولة الحفاظ عليه وعلى صوته حتى تحدث المفاجأة من عميلة جراحية يجريها عليه العالم ديك (حسن فايق) بعد اكتشافه أن المطرب يغازل زوجته التي تستجيب له .. ويجري العالم جراحته الشهيرة والخطيرة بقطعة قطن عليها قطرات من المخدر يشمها المطرب ويستنشقها فلفل فيفقد المطرب صوته ويتحول فلفل في لحظة الي أشهر مطرب يركب السيارات الفخمة ويغني في الحفلات الكبرى ويتحول المطرب إلى صبي البقال.
ثم تأتي بعثة المعهد العالمي لمراجعة أبحاث العالم ويقررون منحه جائزة المعهد وهي 10 آلاف جنيه .. ويشاهد اللص فريد شوقي ما يحدث فيهجم فيها ليسرق المبلغ وتدور مطاردات كوميدية في شقة العالم يشترك فيها البعثة الفرنسية تنتهي بأن تأكل العنزة التي تتكلم بلسان البشر لتضع في النهاية حكمة الفيلم أو (المورال) الذي يقدمه الفيلم للجمهور وهو أنه كان الأجدر بهذا العالم أن يقدم أبحاثه لخدمة البشر بلاد من العبث بهم .. ويستجيب العالم لنصيحة المعزة ويقرر أن يعمل ويعمل من أجل سداد ديوانه .. وينتهي الفيلم العجيب والغريب الذي كان بإمكان أي عامل ديكور في الاستوديو إخراجه .. ولا عزاء للسينمائيين!