فى يوم الشهيد : نكشف لأول مرة أغنية (كمال الطويل) للطفل نبيل منصور
كتب : أحمد السماحي
فى مثل هذه الأيام منذ 70 عاما وبالتحديد فى 8 أكتوبر 1951م، بعد إلغاء (مصطفى النحاس) باشا لمعاهدة 1936م، زادت العمليات الفدائية فى منطقة القنال، ومعها زاد عنف الاحتلال الإنجليزى فى مواجهة الفدائيين، الذين بدأ توافدهم على منطقة القناة لمواجهة معسكرات الاحتلال هناك، وزاد قتل الإنجليز للفدائيين حتى يوم 16 أكتوبر 1951م ، يومها – وكما يذكر الدكتور (يحيي الشاعر) ابن مدينة بورسعيد في كتابه: (الوجه الآخر للميدالية .. حرب السويس 1956) – خرج الطفل الصغير (نبيل منصور) من بيته الموجود بشارع (محمد علي) ببورسعيد بالبيجامة، وذهب لمحطة السكة الحديد، وأخذ من هناك قطعة كبيرة من القماش المغموس فى الكيروسين، وقطعها قطع صغيرة واتجه ناحية معسكر الجولف أحد معسكرات الإنجليز، ولأنه طفل صغير لم يثير أى شكوك ناحيته .
دخل (نبيل) للمعسكر من بين الأسلاك الشائكة، ومعه قطع القماش المغموسة فى الكيروسين، والتى جعلها كرات صغيرة وأشعلها و قذفها على خيام الجنود الإنجليز النائمين بالمعسكر، وهو يجرى بجسده الصغير بين الخيام متنقلا من خيمة لأخرى ينشر فيها النيران وقد حول المعسكر لما يشبه الجحيم .
وحين نفدت منه قطع القماش خلع جاكيت بيجامته بسرعة ومزقها وأشعلها، وقذف بها الخيام و أحرقها .
انتشر الذعر بين الجنود الإنجليز الذين خرجوا من الخيام مذعورين يبحثون عن الذى حول معسكرهم لما يشبه الجحيم وحين شاهدوا الطفل الصغير (نبيل منصور) يجرى بين الخيام محاولا الهرب وقد اشتبكت ملابسه بالأسلاك الشائكة أطلقوا عليه النار فأسقطوه شهيدا، و قد تحطمت رأسه من طلقات الرصاص التى أطلقها عليه الجنود الإنجليز .
فى نفس اليوم وقبل استشهاد الفدائى الصغير (نبيل منصور) استشهد أربعة من الفدائيين، وتم دفنهم، ومعهم الفتى الفدائى الصغير (نبيل) فى مقبرة واحدة، وكان يوم دفنهم يوما مشهودا، يومها بكت مصر كما لم تبكي من قبل.
الطويل يبكي ويخلد نبيل
اشتعل الحماس في قلب الملحن الشاب (كمال الطويل) مسئول الموسيقى فى الإذاعة المصرية، وبكى بكاء مرا على وفاة الطفل (نبيل منصور) ورفاقه من الشهداء – كما جاء فى مجلة الإذاعة – وطلب من الشاعر (محمد علي أحمد) كلمات توثق ما حدث، فوجد لديه بالفعل كلمات بعنوان (يا بورسعيد يا إسماعيلية)، فقام بتلحينها وإهدائها للطفل (نبيل منصور) الذى جاء اسمه في كلمات الأغنية، التى قام بغنائها المطرب الكبير (إبراهيم حموده) والتى ننفرد بنشر كلماتها لأول مرة في يوم الشهيد الذي يوافق اليوم 9 مارس.
يا بورسعيد .. يا اسماعيلية فى جهادكم رمز الوطنية
أبطالكم بالدم الغالي .. كتبوا لنا تاريخ الوطنية
يا بورسعيد .. يا اسماعيلية
فى قلوبهم عزم الجبار، بصدورهم بيقابلوا النار
ويحاربوا جنود للإستعمار، أرواحهم للمجد ضحية
أطفال، ورجال، ويا العمال كلكوا أبطال
يا بورسعيد .. يا اسماعيلية
فى البحر، وعلى شط المينا، اتعاونوا وقاطعوا أعادينا
حلفم بالنيل اللي روينا، ما يدوقوا ولا نقطة ميه
فى حماكي أسود وشباب، وجنود بالروح بتجود
يا بورسعيد .. يا اسماعيليه
بالدم رويت أرضي النيل، والنيل بيشهد لك يا (نبيل)
دي شهامتك فى الدنيا قليل، فى الخلد ولك جنة هنية
واللقا نصيب، والنصر قريب، ولا يبقى غريب
فى بورسعيد واسماعيلية
جدير بالذكر أنه تم تخليد اسم الطفل الفدائى الشهيد (نبيل منصور) بإطلاق اسمه على عدد من المدارس ورياض الأطفال ببورسعيد، وقامت وزارة التربية والتعليم بتدريس قصته لطلبة المدارس وتقديمه لهم كقدوة طيبة في التضحية والفداء من أجل الوطن، لكن للأسف تم فيما بعد حذف هذه القصة من مناهج الوزارة !!
………………………………………………………….
لينك الأغنية الوطنية التي لحنها كمال الطويل تحية للطفل الشهيد (نبيل منصور
لأول مرة أغنية الشهيد الطفل (نبيل منصور) أول أغنية وطنية لحنها كمال الطويل – YouTube