سر بكائه يوم تكريمه وتسليمه الوسام الفلسطيني
كتب : أحمد السماحي
على مدى مشواره الفني الطويل لم تحتفي مهرجانات مصر السينمائية الكثيرة بتكريم النجم الكبير (يوسف شعبان) باستثناء مهرجان الإسكندرية السينمائي، لهذا كان الراحل يشعر بغصه في حلقه من هذا النكران والجحود لمسيرة فنان أعطى للسينما أكثر من 100 فيلم سينمائي، وعندما أجريت معه حوار طويلا في جريدة (الأهرام) منذ عام صرح معي بأن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي لم يكرمه حتى الآن، في الوقت الذي كرم نجوم لم يقدموا للسينما جزء بسيط مما قدمه هو!.
وأوجعتني صرخته وتمنينا يومها أن يتم تكريمه ويرى (محمد حفظي) رئيس مهرجان القاهرة الحوار، ويكريم هذا العملاق لكن هذا لم يحدث للأسف الشديد، لهذا جاء تكريم دولة فلسطين له بمثابة طبطبه على قلبه وعلى مشواره لهذا شكر يومها الرئيس الفلسطيني والقائد الوطني محمود عباس (أبومازن) الذى يعرف ويقدر دور الفن والقوى الناعمة فى نضال الشعوب من أجل الحرية والتقدم والإزدهار، على منحي هذا الوسام الذى تشرفت به.
وعن سر بكائه وهو يتسلم الوسام قال لي : منذ سنوات لا أعمل ولم أمارس أي نشاط فني، وكنت أعيش حالة نفسية سيئة، حيث شعرت فى وقت ما أن كل ما قدمته من أعمال فنية تم نسيانه، ولم يعد مهما، وسيطرت علي مشاعر سلبية محبطة، فجاء الوسام وأخرجني من هذه الحالة النفسية الصعبة، ورفع من روحى المعنوية، خاصة إننى تأثرت بكلمة السفير (دياب اللوح) الذى منحنى الوسام، حيث قال: إن تقليد الفنان المصري القدير(يوسف شعبان) وسام الثقافة والعلوم والفنون يأتي تقديرا لمسيرة فنية طويلة حافلة بالعطاء والأعمال السينمائية والتليفزيونية الوطنية القيمة، ولمناصرته ودعمه للقضية الفلسطينية التي ظلت في وجدانه وإبداعاته الفنية.
وأضاف في حواري معه: هذه الكلمات وهذا التكريم لم أكن أتوقعه ولم أنتظر الحصول على هذا الوسام الرفيع، كنت أعتقد أنى سأحصل على شهادة تكريم، أو شيئ من هذا القبيل، لكن وسام (النجمة الكبرى للثقافة والفنون والعلوم) هذا فاق خيالي، لهذا تأثرت جدا، وكنت أتمنى أن أحصل على هذا التكريم الكبير في بلدي، لكن عموما نحن وفلسطين بلد واحد، وأنا من الجيل الذى شهد مراحل النضال الفلسطيني، وإيمانه التام بضرورة عودة كافة الحقوق لأصحابها، ودائما وأبدا فلسطين فى القلب.