نصيحة حسين رياض التى لم يستوعبها (يوسف شعبان) إلا بعد سنوات
كتب :أحمد السماحي
كانت بداية النجم الراحل (يوسف شعبان) عام 1962 من خلال دور (عباس البلطجي) فى فيلم (المعجزة) قصة وسيناريو وحوار محمد مصطفى سامي، إخراج حسن الإمام، بطولة (فاتن حمامه، شادية، حسين رياض، فاخر فاخر، عمرو الترجمان، روحية خالد) وغيرهم.
كان هذا الفيلم هو أول فرصة سينمائية لـ (يوسف شعبان)، وقد سعد بها جدا، خاصة أن الدور، سيكون أمام أكبر نجمتين فى تاريخ السينما المصرية، وكان من المقرر فى البداية أن يلعب دور صلاح خطيب (ليلى / فاتن حمامه) وابن عمها، ورغم قصر الدور لكنه طار من الفرح به، وكان النجم الكبير (رشدي أباظة) سيجسد دور (البلطجي عباس)، لكنه اعتذر عن تأدية الدور، فقام المخرج (حسن الإمام) بتصعيد (يوسف شعبان) لدور البطولة، على أن يلعب الوجه الجديد (عمرو الترجمان) دور (صلاح).
ويحكي النجم الراحل ( يوسف شعبان) للكاتب الصحفي (مصطفى ياسين) فى أحد حوارته الصحفية شعوره فى أول يوم تصوير فيقول : دخلت الاستديو وانزويت في غرفة جانبية بعيده منتظرا أوامر المخرج، كان الدم قد هرب من عروقي خوفا ورعبا، وعندما حضر مساعد المخرج ليقودني إلى التصوير، أمسك بيدي، فشعرت كأنهم يقودنني إلى حبل المشنقة، وعندما التقيت بالعمالقة، شعروا بما يدور في ذهني، فاقتربت مني شادية ودندنت لي، وحدثتني (فاتن حمامه) عن شقاوة أولادها، وأعطاني (حسين رياض) قطعة شيكولاته، وحدثوني حتى هدأت أعصابي، وصورت المشهد بنجاح، وفوجئت بهم يهنئوني.
ويومها وأثناء الإستراحة اقترب مني العملاق الكبير (حسين رياض) الذي كان يجسد دور (جد ليلي وصلاح) وهمس في أذني بصوته الحنون قائلا : (يا ابني أنت ممثل كويس ليه حتعمل دور عباس؟! الجمهور هيكرهك، وهذا سيؤثر على نجوميتك ومشوارك، أنت عارف أن جمهورنا عاطفي)!.
يومها اندهشت من كلماته!، ولم أعيرها اهتماما، لأنني كنت سعيدا بالعمل في السينما والفن، ومع أكبر نجوم الفن، لكنني أدركت مغزاها فيما بعد، فقد التصقت بي أدوار الشر بمجرد قبولي لدور (عباس) البلطجي، مما أثر على مشواري الفني.