إنجاز الرئيس وإخفاق الإعلام
بقلم : علي عبد الرحمن
منذ أن تولي السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي مسئولية الوطن وهو مصمم على تحقيق ما تحتاجه مصر من بنية أساسية وصلاح ما أفسده التردد في اتخاذ إجراءات إصلاحيه قاسية والسعي لتحسين عيشة مواطني أهل مصر، ويعلم الله أن ماسيرد هنا ليس نفاقا ولا إبتغاءا لمصلحة ولا تعريضا بجهة أو بشخص إنما لوجه الله ولمصلحة الوطن ولضمير مهنة الاعلام.
فمنذ بداية تولي الرئيس خطط وإستشاروناقش ووضع أولويات وبحث عن تمويل واختار منفذين وحدد مواقع للتنفيذ ووضع بنفسه آليات المتابعة، وأصبحنا نتفاجئ بمروره أوتواجده في مواقع العمل مبكرا أو في يوم جمعة وبدون موكب، كماحدث مثلا عند تفقده للعمل في منطقة ميدان الرماية، حيث أعيد تخطيط المنطقة بأكلمها إستعداد للحدث العالمي وهو افتتاح المتحف المصري الكبير، وتكررت هذه التفقدات في شرق القاهرة والعاصمة الإدارية وحي الأسمرات وغيرها.
ولو أن لدينا جهة تسجل زمنيا ومكانيا وتكلفة وأهميه للمشروعات والمبادرات التي رأت النور في السنوات الماضية لكان لدينا سجلا مكتوبا وعملا مصورا ودليلا موثقا لإنجازات هذه المرحلة، ولست أدري هل توفر ذلك لنا أم لا؟ .. المهم أن الرئيس يعمل ويبدوا أنه قرر العمل في هدوء ودون صخب ويبدوا أيضا أن لديه خريطة مشروعات ومبادرات، وأنه لايعلن عن شيئ حتي ينجزه.
ومع كثرة ما يعمل فيه الرئيس ومع تعدد إنجازاته من جنوب الوادي حيث المليون فدان والمليون وحدة والربط الأفقي للمحافظات بمواقع التصدير، ومشروعات الطرق والكباري والقناطر، ومشروعات تطوير الجزر واستغلال المجري الملاحي لنهر النيل، ومشروع تطوير الريف من صرف ومياه نظيفه ومساكن آدمية ومشروعات الصحه وتجويد التعليم وتطوير السكة الحديد ثم تطوير العشوائيات، وتغيير شكل الحياه في العاصمة وقناه السويس الجديدة وأنفاق القناة، ومشروعات تعمير سيناء وشرق التفريعة والمدن الجديدة والمواني الجديدة والعاصمه الجديدة، ومحاربة الارهاب وتسليح الجيش وهيئة سلامة الغذاء ومحاربة الفساد والتلاحم العربي،والشراكه الأفريقيه والتواجد الدولي وإستقطاب نوابغ مصر وخبراتهم من الخارج، و، و، و مالانعرفه نحن وينجزه الرئيس في صمت.
بل ويقوم الرئيس – رغم كل جهوده هذه – بدور الإعلام للدولة ولنفسه، فتارة يعلم المواطنين وتارة يزرع فيهم الأمل، وتارة يحثهم وأخري يصلح ما أفسده الإعلام، وهذا ليس دوره أبدا!! وإعلامنا غائب عاجز متهور ينتظر والمواطن لايعلم والمواطن قلق والمواطن يتحمل والمواطن، ينتظر الخير وسيظل المواطن متسائلا: متي تتحسن الأمور ومتي تحلو الحياه؟، وله كل الحق في إعراضه وتململه وعدم رضاه.
فهل أخبره الإعلام بما يحدث؟، وهل عرض له مايتحقق؟، وهل نقل له تنقلات ومتابعات الرئيس المتلاحقة!، وهل أخبره بكم المشروعات والمبادرات؟، وهل شرح له أهمية مايحدث لصالح تغيير وجه حياة الوطن؟!، وهل ذكر له حجم التكلفة ومن أين أتت؟، وهل ناقش وأجاب عن استفهامات المواطنين؟، وهل تحرك الإعلام كما يتحرك الرئيس؟، وهل وثق الإعلام لما ينجزه الرئيس؟، وهل تابع الإعلام مايتابعه الرئيس؟، وهل فهم الإعلام المواطن كما يفهمه الرئيس؟، وهل طمأن الإعلام شعبه كما يبشره الرئيس؟، وهل حث الإعلام المواطن علي الصبر والعمل والتفاؤل كما يخاطبه الرئيس؟ بل هل ترك الإعلام الرئيس لمشاغله أم أقحم الرئيس في فتن داخل المجتمع؟!، وهل قصر الرئيس في الإنفاق علي إعلامه؟، وهل لم يعاتب الرئيس إعلامه؟، وهل يعلم الإعلام بعدم رضا الرئيس وشعبه عنه؟، وهل لايعلم الإعلام بما أنجزه الرئيس؟!، وهل لايعلم الإعلام بحق المواطن في أن يعرف؟، وهل صعب علي الإعلام متابعة ورصد وتوثيق إنجازات الوطن؟!.
أليس من وظائف الإعلام التوثيق والاطلاع وبث الأمل.. أين إعلامنا إذن؟، وأين ماينفق عليه؟، وأين كوادره وقادته؟، وأين خططه وإنحازه؟، وأين إنتاجه ودوره؟، وأين تنوير الرأي العام؟، وأين دعم الرئيس وفرق عمله؟، وأين دعم الهوية والانتماء؟، بل أين قوة مصر الناعمه المتراجعة؟، ماذا يفعل إعلامنا بحق الله!، بل هل يعلم إعلامنا بما أنجزه الوطن؟، وهل يعلم إعلامنا عدم الرضا عنه؟، وهل يعلم إعلامنا أنه إعلامنا أم أنها الغيبوبة والتقوقع والعجز والإخفاق؟!!، يبدوا أن اعلامنا يرفع شعاره: (ولقد أسمعت إذ ناديت حيا، ولكن لا حياة لمن تنادي!!).