(معلهش يا زهر) .. فيلم يكشف عن الطيبة والرحمة فى قلب زكي رستم
* اختارت مجلة (باري ماتش) الفرنسية (زكي رستم) كأحد أفضل عشرة ممثلين في العالم
* نشرت مجلة (لايف) المريكية فى الأربعينات مقالا عن (زكي رستم) تناول أهم أعماله
* كتب (أبوالسعود الأبياري) حوارا ممتعا وذكيا ورصد بجملة المؤثرة حال الموظف الحكومي
* أحمد صدقي وعزت الجاهلي قدما أربع أغنيات ممتعة، لكن يمكن الأستغناء عنهم!
* زكي رستم كتب اسمه منفردا كبطل مطلق، وكان اللقاء الخامس الذي يجمعه ببركات.
كتب : أحمد السماحي
ولد (زكي محرم محمود رستم) فى الخامس والعشرين من مارس عام 1902، كان أبوه (محرم بك رستم) من أعيان الريف، ومن كبار المزارعين بمحافظة المنوفية، وكان عضوا بارزا بالحزب الوطني، نشأ (زكي رستم) في قصر جده اللواء (محمود باشا رستم) الذي كان من قادة الجيش المصري، بحي الحلمية الجديدة بالقاهرة، والذي كانت تقطنه الطبقة الراقية في أوائل القرن العشرين، انتظم فى صغره بالتعليم الأولى، وواصل تعليمه بنجاح حتى نال شهادة البكالوريا عام 1924.
عشق (زكي رستم) التمثيل منذ صغره، بحكم تردده مع والده كل شهر على مسارح (عماد الدين) وأعجب فى صباه بالفنان الكبير (جورج أبيض) وحفرت مشاهدته لمسرحياته صورة لا تمحى فى مخيلته لهذا الفنان العظيم، وعقب حصوله على شهادة (البكالوريا) حانت لحظة الاختبار، وتوقعت أسرته أن يلتحق بمدرسة الحربية ليتخرج ضابطا فى الجيش مثل جده، أو يلتحق بكلية الحقوق ليعمل بالمحاماة، أو يلتحق بالنيابة العامة بعد تخرجه أو ينخرط فى العمل السياسي، ولا سيما وأن أباه كان من المقربين لزعيمي الحزب الوطني (محمد فريد ومصطفى كامل).
لكن كانت هواية التمثيل تمكنت من (زكي رستم) وصرح بهذا العشق لأسرته، فما كان منهم إلا أن تبرأوا منه وطردوه خارج القصر الفخم، وتعرف فى هذه الفترة على الفنان (عبدالوارث عسر) الذي عرفه بأهل الفن وبدأ مشواره متنقلا بين عدة فرق مسرحية، وعندما بدأت السينما كان من أوائل النجوم الذين قدموا أفلام صامتة فقدم عام 1930 رائعة الكاتب (محمد حسين هيكل) رواية (زينب) مع الرائدة بهيجة حافظ، وتوالت أفلامه التى تنوعت أدواره فيها، والتى برع فيها جميعا سواء كان طيبا أو شريرا.
قال عنه الناقد السينمائي جورج سادول: (إنه نسخة مصرية من الممثل العالمى أورسون ويلز بملامحه المعبرة، ونظراته المؤثرة)، واختارته مجلة (باري ماتش) الفرنسية كأحد أفضل عشرة ممثلين في العالم، ونشرت مجلة (لايف) الأمريكية فى الأربعينات مقالا عنه تناول أهم أعماله، ووصفته بأنه قرين النجم العالمي (شارلز لوتون) وأطلق عليه رائد مدرسة الاندماج.
مرت منذ أيام قليلة الذكرى الـ 49 لرحيل (زكي رستم) الذي رحل عن حياتنا يوم 15 فبراير عام 1972، وبهذه المناسبة نتوقف عند واحد من أفلامه الهامة، والذي كشف عن روعة هذا الفنان، وكشف عن أداء مختلف عن أدائه لأدوار الشر، وهو فيلم (معلهش يا زهر) الذي كان اللقاء الخامس الذي يجمعه بالمخرج الشاب بركات بعد أفلام (المتهمة، هذا جناه أبي، هدمت بيتي، الهانم)، وفى هذا الفيلم لعب دور الموظف البسيط بكل تمكن وإبهار.
……………………………………….
القصة
صابر أفندى (زكي رستم) موظف بسيط يعاني من عثرات مادية، يحضر للشركة التي يعمل بها مدير جديد (زهير/ سراج منير) كان على علاقة صداقة قديمة بزوجة صابر، وهو ما يوثق علاقته مع الوقت بأفراد عائلة صابر، مما يثير حفيظة عدد من موظفي الشركة فتخرج الشائعات المغرضة التي تفترض وجود علاقة تجمع بين المدير وزوجة صابر، وفي نفس الوقت تعجب ابنة صابر (نجف / شادية) بـ (حسني/ كارم محمود) ابن (جمعه البقال/ عبدالفتاح القصري)، لكن (صابر) يرفض لرغبته في تزويجها من موظف يعمل براتب ثابت، لكن تتغير وجهة نظره مع نهاية الفيلم.
……………………………………….
النقد (ملامح الحياة فى الأربعينات)
كتب الناقد السينمائي (مجدي الطيب) مقالا عن الفيلم في جريدة (الجريدة) جاء فى ختامه: في فيلم (معلهش يا زهر) وصف دقيق لملامح الحياة في حقبة الأربعينيات، وللطبقة المتوسطة بشكلها المسالم وسلوكياتها المتحفظة، وتقاليدها الصارمة، ولولا الأغاني الأربع التي لم يكن لها أي داع سوى استغلال وجود المطرب (كارم محمود) والمطربة (شادية) ومحاولة توظيفهما في (دويتو) غنائي، لكانت النتيجة أفضل بكثير، خصوصاً أن قيمة الفيلم الحقيقية تكمن في رأيي في إعادة اكتشاف الممثل المخضرم (زكي رستم)، وتقديمه في شخصية جديدة لم يألفها الجمهور، حيث أظهر قدرة كبيرة على تلوين انفعالاته بين الموظف المغلوب على أمره، القانع بمصيره، والسعيد لأن الله كافأه على صبره، وجهده ثم المقهور لأن ابنته هربت مع حبيبها.
وهى فضيحة في عرف الحارة المصرية، ووصمة تطارد الأب طويلا، لكن المخرج (بركات) المثالي، تجاهل هذا كله، ودفع (نجفة/ شادية) إلى العودة إلى أحضان والدها ومعها حفيده في نهاية مفتعلة وغير منطقية، كونها تتعارض وتقاليد وموروثات تلك الفترة رغبة منه في الوصول إلى النهاية السعيدة السائدة في سينما تلك الحقبة واستكمال العظة الأخلاقية التي اختتم بها الفيلم، وتهيب بكل أب أن يكمل رسالته التربوية، ويعلم حفيده كيف يبتسم للحياة!
……………………………………….
أحداث سينمائية عام 1950
شهد عام 1950 مجموعة من الأحداث السينمائية الهامة التى رصدها الناقد السينمائي الراحل علي أبوشادي فى كتابه (وقائع السينما المصرية فى مائة عام) فكتب ..
* شهد العام ظهور المخرجين الجدد يوسف شاهين الذي قدم فيلم (بابا أمين)، وبهاء الدين شرف ( إلهام)، ومصطفى العطار بـ ( فلفل).
* قام المخرج (صلاح أبوسيف) بإخراج النسخة العربية من الفيلم المصري الإيطالي (الصقر) بفنيين وممثلين مصريين، وقام الإيطالي (جياكو جنتيلو مو) بإخراج النسخة الإيطالية بممثلين وفنيين إيطاليين وتم التصوير في القاهرة وإيطاليا.
* عرض أول فيلم مصري كامل بالألوان (بابا عريس) إنتاج (نحاس فيلم)، وإخراج حسين فوزي، وبطولة (نعيمة عاكف وكمال الشناوي) وتم التصوير بطريقة (روكلر)، وبنفس الطريقة تم تقديم ثاني فيلم مصري بالألوان وهو (ست الحسن) بطولة (ليلى فوزي، كوكا، هدى سلطان، كمال الشناوي) إخراج نيازي مصطفى.
……………………………………….
الأفلام التى عرضت عام 1950
عرض عام 1950 حسب ما جاء فى موسوعة الأفلام السينمائية للناقد السينمائي (محمود قاسم) 48 فيلما سينمائيا هى:
(أنا وأنت، دموع الفرح، آه من الرجالة، المظلومة، ماكانش على البال، شاطئ الغرام، العقل زينة، البطل، أختي ستيته، ساعة لقلبك، فلفل، بلدي وخفه، بنت باريز، إمرأة من نار، قمر 14، الأفاكوتو مديحة، طريق الشوك، الزوجة السابعة، إلهام، معلهش يا زهر، أسمر وجميل، أفراح، محسوب العائلة، الآنسة ماما، ليلة الدخلة، جوز الأربعة، ظلموني الناس، المليونير، بابا عريس، سيبوني أغني، الصقر، غرام راقصة، حماتك تحبك، كيد النساء، أمير الإنتقام، عيني بترف، قسمة ونصيب، حبايبي كتير، بابا أمين، أيام شباب، معركة الحياة، أخر كدبة، ياسمين، ست الحسن، مغامرات خضره، أخلاق للبيع، دماء فى الصحراء).
……………………………………….
بطاقة الفيلم:
أفلام أسيا، توزيع : شركة لوتس فيلم
قصة وسيناريو: بركات ويوسف عيسى
حوار وأغاني : أبوالسعود الأبياري
المكياج : سيد فرج
الديكور : هاجوب اصلانيان
مدير الدعاية : يوسف عيسى
ريجسير : ولي الدين سيد
المصور الفوتوغرافي : حسين بكر
مدير الإنتاج : عبدالله بركات
أخذت المناظر :باستوديوهات نصيبيان
التحميض والطبع : بمعامل نصيبيان
الأثاث والموبيليات من محلات : الشنتاوي
مدير التصوير : جوليودي لوكا
المصور : امبرتو لونزانو
المونتاج :أوديت موصلي
مساعدا الإخراج : ريمون نصور، يوسف معلوف
إخراج هنرى بركات
الأغاني : صبح لي على الفل يا فل، الفرحة فرحتنا الليلة) ألحان : أحمد صدقي، (واحدة واحدة يا بسكليته، يا دي الهنا) الحان عزت الجاهلي
بطولة: زكى رستم، شادية، كارم محمود، ميمى شكيب، عبد الفتاح القصرى، استيفان روستي، وداد حمدى، سراج منير، صلاح منصور، محمد توفيق، عبدالمنعم إسماعيل، محمد عطية، أحمد مختار، على كامل، إبراهيم حشمت، والطفل حماده عبداللطيف.
تاريخ العرض الأول 20 أبريل 1950.