كواليس آخر تكريم لـ (عبدالعظيم محمد)
كان بين الفنانيين زمان علاقة أقرب إلى الأخوة الصادقة، يعيشون طوال أيام التصوير علاقات صداقة بريئة، وزمالة محترمة، بعيدة عن المصالح الضيقة، والمنافع المؤقتة، والشوائب المكدرة، علاقة قائمة على الثقة والمودة والبساطة، أساسها الصدق وفروعها الكلمة الطيبة وإحسان الظن والألفة، لهذا كانوا يجتمعون دائما فى بداية أي فيلم أونهايته ليأخذون مع بعضهم صورة تذكارية أو ” سيلفي” بلغتنا الآن.
كتبت : سما أحمد
هذا الأسبوع لن نبتعد كثيرا ولكن سنعود إلى عام 2007، ونتوقف عند آخر تكريم للموسيقار المبدع (عبدالعظيم محمد)، حيث أقامت نقابة المهن الموسيقية برئاسة الموسيقار (منير الوسيمي) فى هذا الوقت بتكريم الراحل فى حفل النقابة الأول مع مجموعة من رموز الموسيقى، منهم (محمد سلطان، حلمي بكر، عطية شرارة، حسن فكري)، وقام بإحياء الحفل (شيرين عبدالوهاب وهاني شاكر).
كان هذا التكريم قبل رحيل الموسيقار المظلوم بعدة أشهر فقط، بعدها وفى 30 يناير عام 2008 رحل عنا هذا الملحن الكبير الذي أثرى الحياة الفنية بالعديد من الألحان الرائعة التى ما زالت تتردد يوميا من خلال محطات الإذاعة المختلفة.
ولد الملحن (عبدالعظيم محمد أحمد) فى قرية (صنداف الفار) مركز (بني مزار) محافظة (المنيا) يوم السابع من يناير عام 1923 وانتقل والده الذى كان يعمل بتصليح الساعات إلى المركز ليتيح له فرصة الالتحاق بإحدى المدارس، وبالفعل التحق بإحدى المدارس الصناعية، وحصل على دبلوم الصنايع قسم سيارات، وأثناء دراسته حفظ القرآن فى الجامع واستمع إلى التراتيل الكنائسية، وفى عام 1941 ذهب إلى القاهرة حيث عمل فى مهن مختلفة، لكنه لم ينسى حبه للموسيقى فتعلم العزف على العود، ولمهارته فى العزف على العود نصحه أحد أصدقائه بالالتحاق بالمعهد العالي للموسيقى المسرحية.
وفى المعهد تعرف على زميله المطرب (عبدالحليم حافظ) وتوطد بينهما الصداقة حتى تخرج عام 1950، وبعد تخرجه مباشرة تعرف على المطرب المشهور فى ذاك الوقت (جلال فكري) الذى غنى له فى الإذاعة أغنية بعنوان (ذكرى وأنغام)، وعندما استمع إليها (محمد حسن الشجاعي) المسئول عن الغناء لاحظ تأثره بالموسيقى الشرقية والغربية فأسند إليه تلحين أول أغنية من مختارات الإذاعة وكانت بعنوان (باسم الله باسم الشعب) للمطربة (عصمت عبدالعليم).
وبعد إذاعة الأغنية التى حققت نجاحا كبيرا، غنت له المطربة (نجاة الصغيرة) أغنية (أنت اللي ظالم مش أنا) التى
نالت شهرة عريضة ورفعت أجره فى الإذاعة، بعدها قدم مجموعة من الألحان الناجحة مثل (كل أطبا القلب) للفنانة وردة، (زي نور الشمس حبي وتنكره) محرم فؤاد، (ماشي كلامك) محمد قنديل، (دوبني دوب ياهوا) فايزة أحمد، (الفنارة) عبدالحليم حافظ، (ياليلة ماجاني الغالي ودق علي الباب) محمد رشدي، (دوامة) نازك، (بالسلامة ياحبيبي بالسلامة) نجاح سلام، (فى قلبي غرام) محمد عبدالمطلب، (الليلة دى ليلة حلوة) مها صبري، (وشك حلو علي) أحمد سامي.
وظهر تأثيرنشأته الدينية واضحا فى أغنياته من هذا اللون ولعل أصدق دليل على ذلك ألحانه فى فيلم (الشيماء)
للفنانة سعاد محمد، واختير عضوا بلجنة الاستماع بالإذاعة والتليفزيون، ولجنة اختيار القراء والمبتهلين.