مدحت الخولي .. مشروع غنائي جديد مع الصوت الواعد (محمد ساري)
كتب : أحمد السماحي
على الثائر في رأيه، أن يتسلح بالوعي والثقافة وأن يكون منفتحا على الآخر، والموسيقار المتميز (مدحت الخولي) ثائر على كل ما هو تقليدي فى مجال الأغنية، لا يضيع وقته في تلحين المفردات المستهلكة التى نجدها فى كثير من الأغنيات التى نسمعها حاليا، ولكن تجذبه بحكم ثقافته الكلمة الراقية التى تنير العقول وتضيف للوجدان المتعة والبهجة والرقي.
يحاول طول الوقت أن يطور لغته الموسيقية وأدواته ويتجنب مطب التكرار، هو ابن هذا العصر الذي يجد نفسه منجذبا إلى نبضه، ويستهويه الانخراط فيه أكثر وأكثر لكن بثقافته ووعيه وموسيقاه.
من التجارب الهامة التى خاضها مؤخرا تلحينه لقصيدة (دع الأيام) لـ (الأمام الشافعي) الذي يعتبر ثالث الأئمة الأربعة عند أهل السنة والجماعة، وصاحب (المذهب الشافعي) في الفقه الإسلامي، ومؤسس علم أصول الفقه، وهو أيضاً إمام في علم التفسير وعلم الحديث، وقد عمل قاضياً فعرف بالعدل والذكاء، وإضافةً إلى العلوم الدينية.
كما كان الشافعي شاعراً فصيحا، أكثر العلماء من الثناء عليه، حتى قال فيه الإمام أحمد: (كان الشافعي كالشمس للدنيا، وكالعافية للناس).
الخولي اختار لهذا الإمام الكبير قصيدة (دع الأيام) والتى يقول في مطلعها :
دَعِ الأَيّامَ تَفعَلُ ما تَشاءُ
وَطِب نَفساً إِذا حَكَمَ القَضاءُ
وَلا تَجزَع لِحادِثَةِ اللَيالي
فَما لِحَوادِثِ الدُنيا بَقاءُ
وَكُن رَجُلاً عَلى الأَهوالِ جَلداً
وَشيمَتُكَ السَماحَةُ وَالوَفاء.
ولم تقف جرأة الموسيقار المتميز على تلحين كلمات هذه القصيدة، ولكنه اكتشف صوت جديد واعد اسمه (محمد ساري) وجعله يغني كلمات هذه القصيدة بصوت مليئ بالحساسية والجمال والنضج، والقدرة على إبراز الحروف والمعاني.
تأتي هذه الأغنية ضمن مشروع غنائي يقدمه الآن (مدحت الخولي) مع اكتشافه الجديد حيث يلحن له مجموعة من الأغنيات طرح بعضها خلال الفترة القادمة منها (طعنة رمح، اهنيكي، سكر خفيف) وخلال أيام ستطرح باقي الأغنيات بالتوالي منها أغنية (مش مشكلة) التى سنستمع إليها ونشاهدها يوم 26 فبراير الجاري، وبعدها (طمنيني عليكي) ثم باقي أغنيات الألبوم الأول لـ (محمد ساري) الذي سيحمل إسم (أهنيكي) .
ومن خلال الأغنيات الأربعة التى طرحت والتى وزعها الموزع (خالد عبدالرحمن) نجد (الخولي) قادر على تركيب وتوليف طقس إبداعي غنائي كامل، ويستدرجك إلى أرضيته، أرضية الحالة الغنائية، ويجعل بوحك الغنائي فى إطار صنعه، كما يستدرج الصوت الذي يغني من ألحانه ليكون منبرا له ويصبج جزءا منه، وجزء من الحالة الغنائية التى يلحنها.
مدحت الخولي أكد لـ (شهريار النجوم) أنه يراهن بقوة على الصوت الموهوب (محمد ساري) حيث يتمتع بالنجومية الكاملة من حيث الشكل الوسيم، والصوت الجميل والثقافة المتنوعة وقد رشحته لي صديقة، وعندما استمعت إلى صوته أعجبني جدا، وعرفت منه أن لديه محاولات غنائية سابقة لكنها لم تحقق طموحه الفني، وكان يبحث عن مشروع غنائي يرضيه ويحقق من خلاله ما يتمناه من الغناء، وحدث بيننا تفاهم سريع، لأنني كنت ابحث عن موهبة تمتلك هذه المقومات.
وأضاف صاحب (بلاد طيبة): قبل أن يغني (محمد ساري) أي أغنية من الأغنيات الأربعة التى طرحت حدثت بيننا حوارات كثيرة ونقاشات طويلة حتى نستقر على الشكل المناسب لمشروعنا الغنائي، فالشاب بحكم وعيه وثقافته لا يريد أن يقدم مادة ترفيهية تلهي الناس!، ولكنه أحب أن يقدم تجارب غنائية مختلفة عما يحدث الآن فى الشارع الغنائي الذي يغلي بالصخب والتفاهات والسذاجة، التى ستخلق جيلا مشوها وجدانيا.
وصرح صاحب (يا بت بيجولك أبوكي ما تطلعيش فى الجيالة، ويا بنت يا أم المريلة كحلي): ما يميز صوت (محمد ساري) الصدق والنعومة فى الغناء، فهو يغني من قلبه، ولديه رصيد نفسي ووجداني، ومؤهل نفسيا وروحيا لحمل عبئ مشروع غنائي يتميز بقاموس خاص من حيث الأفكار والرؤى والمفردات.