كتبت : سدرة محمد
مع قرب انتهاء عرض مسلسل (سكن البنات) بشكل حصري على منصة viu لم يقترب أي من النقاد إلى هذا المسلسل الاجتماعي الذي يناقش قضية ربما تكون قديمة، ونوقشت من قبل في عدة أعمال سينمائية وتليفزيونية سابقة، إلا أنها تظل قضية مطروحة على أجندة الدراما الحالية نظرا لتشابك العلاقات بين طلاب الجامعة في ظل عصر يموج بالتطورات التكنولوجية المذهلة، لكني أعيب على المسلسل أنه أطال كثير في حلقات لم تسجل تطورات على مستوى الأحداث التي تؤهله كي يكون 60 حلقة أو أكثر، فقد مرت الأحداث بطيئة للغاية، ولم تشهد أية تطورات أو مفاجآت تجعل المشاهد يصمد أمام الشاشة بشغف يتوازى مع المفارقات وطريقة الأداء التي جاءت رتيبة للغاية من جانب كثير من المشاركين في العمل.
ومع ذلك فقد بدا واضحا جودة الأداء للنجمة الكبيرة (وفاء عامر) وشقيقتها (آيتن عامر) اللتين عزفتا على المشاعر بين الأم المممثلة وابنتها التي شردتها في مدرسة داخلية بينما هى ترقب زيجات أمها المتكررة، وهنا قدمت (وفاء) كعادتها أداء احترافيا كما عودتنا من قبل في عدة أعمال درامية تنتمي إلى نوع المسلسلات الاجتماعية (الطوفان مثالا)، بمعنى أنها تثبت في كل مرة تقف أمام الكاميرا أن فن التمثيل يحتاج، في الأساس إلى الموهبة الفنية، بمعنى أنه ليس بوسع أي إنسان أن يكون ممثلا بارعا، بل لابد أن يستند إلى قدرات فطرية، ويحتاج بعدها إلى تدريب لياقته في الحركة والإلقاء، ولا يقتصر على إمكاناته الفسيولوجية في الصوت والحركات الجسدية فحسب، بل يمتد إلى تنمية طاقاته الحسية والروحية والانفعالية والفكرية، كما شاهدنا ذلك في أدائها لشخصية (شويكار) الممثلة المعتزلة.
أيضا يأتي أداء (آيتن عامر) بشكل أكثر جدية – عدا بعض الانفعالات الزائدة عن الحد كما جاء في بعض أعمالها السابقة (فرصة تانية) في رمضان الماضي، وكانت قد لجأت إلى طريقة الأداء الهاديء في مسلسل (الأخ الكبير)، لكنها زادت من حدة العصبية والانفعال في دور (ليلى) ابنة شويكار المتمرة على أحوال أمها، لكنها أبدعت إلى حد كبير أمام شقيقتها (وفاء) في مشهد الـ (ماستر سين) في الحلقة السابعة وهى تعاتب أمها التي ضبطتها تبحث عن أوراق الفيلا التي تطلب منها بيعها بـ 50 مليون جنيه كي يمكن أن تغير وجه حياتها.
ومع تفوق الشقيقتين (وفاء وآيتن) إلا أن الحلقات شهدت نوعا من الترهل والنمطية في الأداء من جانب كثيرين ممن شاركوا في المسلسل وعلى رأسهم الراقصة (دينا) التي أراها لاتجيد فن التمثيل على الإطلاق، كما لاحظت ذلك في أي من أعمالها السينمائية أوالتليفزيونية على مدار رحلة عمرها التي تقترب من الأربعين عاما، لكنه في النهاية يحسب الأداء الجيد والاحترافي من جانب كل من (وفاء وآيتن عامر) خاصة مشهد الـ (ماستر سين) الذي جاء في الحلقة السابعة من المسلسل، حيث ساهمت الموسيقى التصويرية في نجاحه إلى حد كبير تزامنا مع أداء تراجيدي من جانب النجمتين الشقيقتين، وجاء على النحو التالي:
بعد اتصال من محسن يطلب السماح لابنتها بالحضور لمنزلها، تذهب (ليلى – آيتن عامر) بعد طول غياب وجفاء إلى أمها (شويكار- وفاء عامر)، التي تعارض بيع فيلتها حيث تأنس بتسكين بنات الجامعة فيها، وكان في صحبتها خطيبها (محسن – محمد ناصر) لتغافلها وتذهب إلى حجرة مكتبها في محاولة لسرقة أوراق الفيلا، بينما تدخل أمها مع خطيبها إلى المطبخ ليأتي المشهد على النحوالتالي:
ليلى تدخل على أمها ووجهها يحمل قدرا من الشر الذي تحاول أن تخفيها وترد على سلامها عليها باقتضاب:
شويكار : وحشتيني.
ليلي ترد عليها باقتضاب ووجهها في الأرض : عاملة ايه؟
شويكار : أنا كويسة .. بصي أنا جعانة .. أنا واقعة من الجوع .. يلا يلا احنا حندخل المطبخ ونجهز بايدينا كل حاجة؟
ليلى : لا لا ادخلوا انتوا أنا مش جعانة، ثم تذهب إلى غرفة مكتب أمها كي تبحث عن أوراق تمليك الفيلا.. تجلس على المكتب وتعبث بالأوراق حتى دخلت عليها أمها لتضبطها متلبسة بالبحث عن الأوراق.
شويكار لليلى: لقيت اللي كنتي بتدوري عليه؟ .. دا أنا كان فكري انك جايه تعتذري .. كان فكري انك جايه تقولي انك غلطانة .. أتاريكي مكنتش جايالي .. كنتي بتدوري على الورق؟ .. كنتي بتدوري على ورق الفيلا: صح؟
ترد ليلى بصوت مكتوم : آآآه .. صح كويس انك عرفتيها لوحدك.
شويكار : مش مكسوفة يا ليليلي؟
ليلى : أتكسف من ايه؟ .. ثم تواصل الحديث بتحدى: هو أنا مش قلتلك إني حافضل أدور على حقي وحاوصله؟
شويكار : حتى لوكان ده ضد رغبتي ويزعلني؟
ليلى بصوت عالي: ازعلي .. ازعلي شويه .. ايه المشكلة لما تزعلي شوية مش أحسن ما أنا أموت بقهرتي؟.
شويكار : تموتي بقهرتك؟
ليلى : أيوه أموت بقهرتي .. يعني ايه لما يكون بيني وبين 50 مليون جنيه إمضا منك وانتي مش عاوزه تمضيها .. ليه بتعملي كده؟
شويكار : خلاص موتيني .. ادفيني .. أنا عاوزه أفهم : انتي جبتي القسوة دي منين؟
ليلى ترد بوقاحة : سؤال كويس : عايزه تعرفي جبت القسود دي كلها منين ؟ .. منك .. منك يا شويكار هانم .. آه متستغربيش قوي كده .. عارفة من إمتى؟ .. وأنا عندي عشر سنين من ساعة ما رمتيني بايديك في مدرسة داخلي وحرمتيني منك بحجة انك شايفة نفسك نجمة وانك قادرة تتحققي.
شويكار : أنا ؟
ليلى : آه انتي .. كنتي فاكرة انك حتبقى نجمة صف أول ولما ده محصلشي أنا الوحيدة اللي فرحت عشان كنت فاكرة انك حترجعي تاخدني تاني في حضنك حتطلعيني من المدرسة وحتعوضيني عن اللي حرمتيني منه .. لكن للأسف ده محصلش .. عارفه ليه محصلش ؟ لأن حضرتك لقيتي سبب تاني ترميني .. ترميني في المدرسة الداخلية تاني بسببه .. السبب ده كان جوازاتك اللي مبتخلصش، ولما جيت سألتك في يوم من الأيام انتي ليه بتعملي كده؟ .. ليه بتبعديني عنك وليه بترميني في المدرسة الداخلي قولتيلي علشان أنا مش ضامنة الراجل اللي حتجوزه ده حيعملك ازاي؟ .. أنا كده مطمنة عليكي أكتر.. تفتكري دلوقتي انك كده كنتي مطمنة عليا أكتر؟.
شويكار : أنا كنت باعمل الصح وقتها .. أيوه كنت باعمل .. كنت باعمل الصح ومكنتش حارماكي من حاجة .. كل حاجة كنتي تشاوري عليها كنت باجيبهالك.
ليلى ترد بعنف : الصح ده كان بالنسبة لك انتي .. لكن انتي عمرك سألتي : الـ أنا كنت محتاجاه .. اللي أنا كنت عاوزاه منك ايه؟
شويكار: أنا كنت باديك الوقت على قد ما باقدر .. كل ما كان الوقت يسمح.
ليلى بعصبية شديدة : وقت ايه اللي بتتكلمي عنه؟ .. أنا مكنتش عاوزه منك وقت .. أنا كنت عاوزه منك حضن .. أنا كنت عاوزاكي تاخدني في حضنك .. تتكلمي معايا .. تسألني ايه اللي مدايقك ايه اللي مزعلك .. انتي مكنتيش بتاخديني في حضنك ولا بتقعديني معاكي غير التلات أشهر بتوع العدة بتوعك .. لأنك مكنتيش فاضية لي .. فاضية لجوزاتك وبس.
ثم تحاول ليلى انهاء كلامها قائلا : متبقيش بعد كده تسألي القسوة دي أنا جايباها منين؟ .. لأن القسوة دي انتي اللي زرعتيها فيا .. ثم تغادر الغرفة محذرة : ما ترجعيش بعد كده تندمي.
شويكار : تعالي هنا أنا باكلمك؟
أنا مش جاية : أوعى تفتكري إن دي آخر مرة حاجي فيها أدور على حقي.
محسن معترضا على كلام خطيبته ليلى : فيه ايه؟
ترد عليه بحدة : انته بالذات تسكت ومتدخلش في حاجة لو سمحت.
شويكار : على فكرة : انتي ناقصة رباية.
ليلى : ايه ده ما انا عارفة اني ناقصة رباية .. انتي بقى عارفه ليه؟ .. أصل أمي بعيد عنك ماكنتش فاضية تربيني !!.. أول مرة ماكنتش فاضية علشان شغلها وتمثيلها، وتاني مرة علشان شغلانتها اللي جات على هواها .. أصل أمي كانت بتشتغل في حكاية الجواز والطلاق .. كانت بتتجوز وتتطلق .. وتتجوز وتتطلق .. أكبر منها أصغر منها أي حاجة معدية ماكنتش بترحم.
تصرخ شويكار وتضربها على خدها قائلة : إخرصي
محسن ينظر لشويكار قائلا في أسى أنا آسف.
ينتهي المشهد بسقوط (شويكار) على الأرض مغشيا عليها!!.