كتب طارق رمضان
لايعرف أحد أن كلمة (هنا القاهرة) انطلقت لأول مرة من (إذاعة الشريفين) بوسط القاهرة، وهناك شهد المبني ستديو تسجيلات لسيدة الغناء العربي أم كلثوم، وأيضا تسجيلات الأديب الكبير عباس محمود العقاد، وشهد المبني العريق ييان ثورة يوليو 52 ومازال المكتب الذي جلس إليه السادات ليلقي بيان الثورة موجودا حتي الان، ومازال الميكرفون الذي قال عن طريقه البيان إلى الشعب موجودا، ولكن كل هذا يحتاج إلى تجديد بحيث يتم الاستفادة منه.
ويبدو لافتا للانتاه في هذا المبنى العريق، تلك الأرفف القديمة التي توجد بها أشرطة متعددة تحمل تراث مصر وتراث الإذاعة من برامج وأغان ومسلسلات وصور غنائية نادرة، لدرجة أن أحد الأشرطة كتب عليه (إنه مهم جدا ولا يتم المساس به وأن البرنامج الغنائي المسجل عليه لايوجد به مقدمة ويجب الحفاظ عليه)، أيضا نلاحظ ذلك الاستديو الذي شهد تسجيلات عباس محمود العقاد مازال كما هو، وقد قال عنه الكاتب الكبير أنيس منصور في كتابه (الكبار أيضا يضحكون)، أن الأديب الكبير كان يحضر إلى الإذاعة لتسجيل حديث مباشر للمستمعين مقابل ٢٠ جنيها في الشهر، وهو مبلغ كبير وكان يتم تكليف مذيع بانتظار الاستاذ العقاد ليسجل له الحوار.
وذات مرة كان قد حضر الاستاذ إلى الدور الرابع بمني الشريفين وانتظر المذيع طويلا بينما كان ينتظر الأستاذ في مكان آخر، وغضب الأستاذ من تأخير المذيع فقرر الذهاب، وكانت أزمة كاد يدفع المذيع ثمنها لولا أنه ذهب للعقاد واعتذر، وبعد إلحاح وافق العقاد على العودة لمبني الشريفين لتسجيل الحلقات وانتهت الأزمة، والحقيقة أن مبني الشريفين يحتاج إلى أفكار جديدة واهتمام أكثر لكي يعرف الجمهور المصري تاريخه العظيم الذي شهد ميلاد الراديو الذي نحتفل هذا الأيام باليوم العالمي له.