كلام X الإعلام (20)
بقلم : على عبد الرحمن
أطلق السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي حملاته لصالح مواطني مصر وخاصة مبادرة حياه كريمة، وجهود صندوق تحيا مصر، ومساهمات بيت الزكاه والصدقات المصري، والحمله القومية لعلاج الأمراض المزمنة، والمبادره الرئاسيه ١٠٠مليون صحة، وحرص الدولة علي توفير المصل للحد من إنتشار فيروس كورونا، وجهود كبيره أخري للرعاية والوقاية من أمراض الصغار والكبار في ريف مصر وجميع بقاعها.
وكعادة الإعلام لم يخيب تو قعاتنا فيه كسائر عهده في كل قضايا الوطن المصيريه، فلم يكن على مستوى مايتم إنجازه، فكما أغفل إعلامنا هذا الحجم الضخم من الإنجازات في كل ربوع مصر، من طرق وكباري وأنفاق ومدن جديدة وزراعة وإسكان وعاصمة إدارية جديدة وقناة جديدة وتسليح ودحر إرهاب ومشروعات قومية لجودة التعليم، وصحة وسلامة الغذاء والمشروع القومي لتطوير الريف المصري، وغيرها من إنجازات أثارت إعجاب ودهشة المتابعين.
وإعلامنا – للأسف – يكتفي بلقطة من هنا أخري من هناك أو يبث مايرسل إليه من وحدات إعلام الوزارات، وكأنه جهة بث وليس جهة إنتاج، رغم ماتنفقه الدوله من مليارات الجنيهات علي الإعلام الرسمي وشبه الرسمي، ولم يقم بدوره في إنتاج أفلام عن كل جزء في هذه المشروعات، أو أن تحول كاميراته في بقاع مصر حول إنجازات هذا الوطن ولم يكلف نفسه بعقد ندوات ومناقشات مع أولي الخبرة ليوضحوا للرأي العام تكلفة هذه الانجازاتواهميتها حاليا ومستقبلا للوطن وللمواطن حتي يهدأ الرأي العام،ويطمئن.
لكن إعلامنا في غيبوبة ومصر قيادة وحكومة وشعبا تسعي باتجاه العلاج والوقايه من أجل صحة المواطنين، من أجل نشئ سليم بدنيا، ومن ثم عقليا مؤهلا لاستكمال مسيرة تنمية وتصعيد مصر إلي مصاف دول العالم، فقد تناول إعلامنا كل ذلك بتصغير لايلائم حجم الإنجاز ولا يريح بالك مواطن، وليته اكتفي بذلك، فبدلا من أن يعظم جهود الدوله وحرص قيادتها علي صحة مواطنيها إنساق وراء مدعي الطب من العطارين وراغبي إمتهان الطب، وإمتلأت شاشاته ببرامج التخسيس ومعدات الدايت وعلاج السمنة وليس هذا مرفوضا بحد ذاته، ولكن أن يعلو فوق كل حديث وإنجاز فهو مرفوض.
ومما يزيد الطين بلة أن القنوات – جريا وراء الاعلان – أفسحت مساحات بث كبري لمروجي العلاج بتركيبات صنعوها في منازلهم ومكاتبهم بعيدا عن أعين وزارة الصحه، ووضعوا لها أسعارا بعيدا عن حماية حقوق المستهلك، فهذا يروج لتركيبة تعالج السكر، وآر لتركيبة تعالج الجهاز الهضمي، وثالث لعلاج أمراض التنفس.
وظهر علي الشاشات من تطاردهم مخالفاتهم الضاره بصحة المواطن، وانتشرت الوصفات والأكلات والمشروبات التي تعالج كل مرض من الأنفلونزا حتي السرطان، وتكاثرت إعلانات هذه التركيبات لعلاج أمراض العظام والضعف الجنسي، وامتلأت شرائط الأخبار أسفل الشاشات بهذه الخرافات، وبصياغة إعلانية تخدش الحياء العام وتهدم تقاليد مجتمعنا، وامتلأت جيوب موزعي هذه الوصفات والتركيبات بالأموال بعيدا عن صحة المواطن وسلامة الدواء وحتي الضرائب المستحقه
لقد سيطر هولاء على سوق العلاج وجلس خريجو الطب خلف مكاتب عياداتهم انتظارا لحجز مريض، وتأثر نشاط الصيدليات ودخلت السوشيال ميديا السباق بقصص حول صلاحية هذه التركيبات والوصفات الخارقة، ولم نلمح تحركا لا من المجلس الأعلي لتنظيم الإعلام، ولا من نقابات الإعلاميين ولا من وزارة الصحه ولا من وزارة التموين – المسئوله عن السماح ببث الإعلانات ذات العلاقه بصحة الإنسان – ولاجهاز حماية المستهلك ولا جمعيات حقوق المشاهد والمواطن.
إلي متى يظل إعلامنا هائما في البراري، فلا خطط ولا أهداف ولا مرجعيه ولا انجاز ولا متابعه ولا تقييم ولا توجيه ولا توبيخ ولا محاسبة، رغم تعدد المجالس والهيئات وغابة القوانين والتشريعات، وانصراف المشاهد وضياع حقوقه الإعلاميه وحاجة الوطن إلى من ينصفه داخليا أمام شعبه، وخارحيا أمام جيرانه.
إن الإعلام أمانة والكلمة شرف والوطن مسئولية فاتقوا الله في وطنكم وشعبكم .. أصلح الله أحوالكم.. وللحديث بقايا إن كان في العمر بقية..