لماذا تجاهل العالم نهاية X
بقلم : محمد شمروخ
غدا يمر شهر بالتمام على موت (بنجامين روتشيلد!).
ومن هو بنجامين روتشيلد؟!
إذا سألت هذا السؤال، فهذا هو مقصدى من المقال، فأنت أيها المطلع العبقري والذي يقوم بتحليل كل صغيرة وكبيرة تبثها الأخبار عبر وسائطك المفضلة التى تتابعها، إذاعة، تلفزيون، صحافة، إنترنت، أى وسيط آخر… تم استغفالك وتعميتك وكمان لبسوك السلطانية!
فسؤالك هذا يدل على أنك لامؤاخذة (مضحوك عليك) من كل الوسائط التى تلهث وراءها، لكن يا عزيزى لا تنزعج هكذا، فأنا وأنت وهو وهى، كلنا هذا اللامؤاخذة
فروتشيلد هذا الذي مات ونشر خبر وفاته يادوب سطرين واكفى على الخبر ماجور، هو أخطر واحد في العالم!.
لا تسرع كعادتك للبحث عنه عبر نفس الوسائط التى خدعتك،لن تجد ما يشفى غليلك، لكن ليس معنى هذا هو أننى أنا اللي (عارف الكفت).. لكن عندما وجدت زميلى الصحفي بالأهرام الأستاذ (سعد سلطان) وهو من المؤمنين السذج أمثالى بالمؤامرة، يكتب بوست يزف فيه الخبر، أذهلنى أننى لم أجد أى أثر لا في الصحف ولا في المحطات الإعلامية الكبرى ولا حتى الصغرى ولا اشتعلت مواقع التواصل بخبر عن موت بنجامين روتشيلد.. هم يادوب سطرين وأحيانا بصورة الفقيد!.
ولكن روتشيلد ليس مجرد صاحب بنك ولا مالك لمجوعة مالية، إنه يا سيدى يمكن أن تدعى أنه العضو المنتدب في مجلس إدارة كوكب الأرض.
لكن تجاهل موته ليس عن عمد، فروتشيلد وآل روتشيلد لا يمكن أن يتجاهلهم العالم في إعلامه، لأنهم هو الذين يديرون الإعلام وهم الذين يصنعون الرأى العام العالمي!
هل أنا مبالغ؟!
يجوز وممكن.. لكنى فلم أكن دقيقا في عبارتى السابقة، فالدقة تقتضينى يا صديقي، أن أقرر لك أن روتشيلد لا يوجه الإعلام، ليس إلا لأنه ببساطة هو الذي يصنع من يوجهون الإعلام.
وعائلة روتشيلد التى ستجد عنها الكثير في ثنايا الكتب والمواقع التى تتحدث عن المؤامرات وإشعال الحروب وصناعة الثورات وبناء الدول وإزالتها، فهى ليست مجرد عائلة مالية، بل هى صانعة حكومات وأحداث عظمى، فمقاولاتها ليست بناء مدن ومد جسور وتنقيب عن معادن.. إنها تصنع دول وأحلاف وتكتلات قارية بكاملها
فهى العائلة الوحيدة التى تقرض الحكومات بجلالة قدرها، يعنى ممكن الواحد منهم يتقال له إن (بايدن) ع التليفون بيستأذن يكلم جنابك فإذا به يرد بصوت عال ليتعمد إسماعه: (وهو أنا فاضي لابن الـ….. ده كمان.. قولوا له يكلمنى كمان أسبوعين؟!.
هل أنا مبالغ؟!
ما ظنك بعائلة هى التى ساهمت في صنع أحداث تاريخ أوروبا وأمريكا الحديث والمعاصر؟!
أضرب لك مثل أنت تعرفه: عندما اتعذر عمك الحاج دزرائيلي رئيس زراء بريطانيا في قرشين لشراء أسهم قناة السوبس من الخديو إسماعيل، لجأ لروشيلد الكبير ليتم هذه الصفقة التاريخية وعن هذا الحدث كتب العقاد في كتابه (ضرب الإسكندرية في 11 يوليو) قائلا: (وقد بلغ النفوذ الصهيوني أوج القوة والشهرة بين الإنجليز في تلك الحقبة، وكان رئيس الوزارة الإسرائيلي – لورد بيكنسفيلد – يتولى الحكم من سنة 1874 إلى سنة 1880، وهو الذي اشترى أسهم مصر في قناة السويس من الخديو إسماعيل بعد إعراض الإنجليز زمنًا عن المساهمة بكثير أو قليل في شركة القناة، وخطابه إلى الملكة فكتوريا عن هذه الصفقة يدل على كثير؛ حيث يقول:
الآن تمت، وهي في يديك سيدتي … أربعة ملايين من الجنيهات … وتكاد تؤدى فورًا، ولم يوجد غير بيت واحد يعقدها، هو بيت روتشيلد … لقد سلكوا مسلكًا عجبًا، بذلوا المال بفائدة قليلة، وباتت حصة الخديو كلها اليوم ملك يديك سيدتي …! وقد مر بنا في هذه العجالة أن دزرائيلي – أي اللورد بيكنسفيلد – قد اشترى الصفقة في غيبة البرلمان وبغير إذنه، وهي مجازفة نادرة في تاريخ السياسة البريطانية، انتهى كلام العقاد.
وأذكرك بشيء آخر سيدى: أنت تعرف جيدا وعد بلفور المشئوم، لكنك قد تنسى لمن كان هذا الوعد الذي سطره بلفور (إلهي يجحمه مطرح ما راح) في خطابه الشهير
فالخطاب بدأ بـ (عزيزي اللورد روتشيلد) والذي هو (ليونيل روتشيلد) عميد العائلة وكبير الرشالدة على سن ورمح.
يعنى كل البلاوى التى حطت عل دماغنا كانت من تحت راس ذلك المجحوم ليونيل والتر دى روتشيلد.
وأكيد سعادتك ممكن تقاوح كالعادة وتدعى أن هذا تاريخ راح وانقضى واللى بينا خلاص مضى، وأن روتشيلد الراحل منذ شهر لم يكن بهذه الأهمية ولذلك تجاهله الإعلام ومش ممكن يكون بكل هذا التأثير والإعلام يتجاهله؟!
دعنى أذكرك بما قررته قبل سطور بأن آل روتشيلد هم الذين يصنعون من يحكون أجهزة الإعلام وهم يستخدمون أبواقهم لتنفيذ سياستهم التى يتحكمون فيها في من يحكمون العالم، وكل عملياتهم سرية ولا يعلن عنها منذ أيام معركة (واترلو) التى كانت فاتحة خير على روتشيلد الكبير أيامها.. المهم أنه من يوميها وعرف الروتشيلديون معنى الإعلام بعد أن وصل إلى كبيرهم نبأ نتيجة المعركة الكبرى بهزيمة المنيل على عينه نابليون بونابرت أمام الإنجليز، فقد وصلهم نبأ حسم المعركة مبكرا بيوم واحد عن وصوله للحكومة البريطانية في لندن.
فالإعلام مجرد صناعة روتشيلدية ولا تقول لي فايننشال ولا نيوزويك ولا واشنطن بوسطة وإياك تتتكلنم عن سي إن ولا بى بيى سي!.
ناقص كمان تسألنى عن تجاهل الجزيرة أو تطنيش إبراهيم عبسى ولا عمرو أديب ولا منى الشاذلى لخبر بهذا الحجم.
هههههههههههه.. والنعمة شكلك عبيط وأنت بتسأل!.
واسأل براحتك عن علاقة روتشيلد بارتفاعات وانخفاضات سعر الذهب خاصة بعد (جائحة) كورونا التى خرجت منها شركات روشيلد وتوابعها بأرباح في حقيقتها كانت نتيجة لخسائرفادحة في اقتصاديات الدول وكوارث مالية على شركات كبرى!.
المهم إنك لم تقرأ ولم تشاهد تقريرا عنه ولا فقرة فى برنامج ولا جريدة ولا كأنه كلب وراح.. لا وحياتك.. كان ممكن يكون موت روتشيلد الشغل الشاغل لكل وسائل الإعلام.. لكن لم يحدث.. فلماذا لم تكن تغطية الإعلام على قدر حدث وفاة بنجامين روتشيلد مع إنه أخطر رجل في العالم؟!
الإجابة ببساطة لأن X (HAS NO END) X .. لا يمكن ينتهى أبدا!