علي مبارك .. رائد التنوير الذي برهن على قوة مصر الناعمة
كان بين الفنانيين زمان علاقة أقرب إلى الأخوة الصادقة، يعيشون طوال أيام التصوير علاقات صداقة بريئة، وزمالة محترمة، بعيدة عن المصالح الضيقة، والمنافع المؤقتة، والشوائب المكدرة، علاقة قائمة على الثقة والمودة والبساطة، أساسها الصدق وفروعها الكلمة الطيبة وإحسان الظن والألفة، لهذا كانوا يجتمعون دائما فى بداية أي فيلم أونهايته ليأخذون مع بعضهم صورة تذكارية أو ” سيلفي” بلغتنا الآن.
كتبت : سما أحمد
هذا الأسبوع فى باب (سيلفي النجوم) لن نبعد كثيرا، ولن نعود للماضي الجميل، ولكننا سنتوقف عند مجموعة من الصور ترجع إلى عام 2008 لافتتاح واحد من أهم أعمالنا الدرامية التى قدمت في السنوات الأخيرة وهو مسلسل (علي مبارك) هذا الرمز التنويري المهم، الذي أثرى حياتنا بعلمه وثقافته وذكائه، والذي أطلق عليه المؤرخون لقب أبوالتعليم، وهو مولود في عام 1824م في قرية (برنبال الجديدة) بمركز (دكرنس) بمديرية (الدقهلية) التى بدأت أحداث الحلقة الأولى منها.
ويعتبر (علي مبارك) أحد أبرز رموز عصر التنوير، ويكفي إيمانه بتطوير التعليم وإنشاء العديد من المدارس، والمعاهد في مختلف المراحل، ودعوته السباقة لأهمية تعليم المرأة، وحارب بالعلم سيطرة الخرافة على عقول الغالبية حيث كان السحر والشعوذة والعفاريت مفردات ذلك الزمان، وحياة هذا الرجل المليئة بالإثارة والكفاح، كتبها بشكل رائع الكاتب المبدع (محمد السيد عيد)، وإخراجها بشكل متميز (وفيق وجدي).
والعمل ليس قاصرا على (علي مبارك)، لكنه أول عمل فني يرصد حياة (الخديوي إسماعيل) منذ طفولته وحتى رحيله، هذا الرجل الذي وقع عليه ظلم كبير واتهموه بأنه أغرق مصر في الديون!، لكن الحقيقة إنه كان يحب مصر ويحلم بأن يحولها إلى قطعة من أوروبا، فأقام العديد من المشاريع الثقافية مثل (دار الأوبرا، ورصف الشوارع، وأنشأ الحدائق التي تفاخر بها، لكنه لم ينتبه إلى تحالف القوى الغربية عليه، والتي كانت وراء نهاية حكمه وانهيار حلمه).
كما شاهدنا حياة (الخديوي سعيد) الذي حكم مصر لمدة تسع سنوات من عام 1854 حتى عام 1863 بداية من مرحلة النشأة والإمارة، ثم مرحلة حكم مصر، والخديوية وبعدهما مرحلة سقوطه.
وبجانب (الخديوي سعيد، والخديوي إسماعيل، وعلي مبارك) شاهدنا رموز التنوير فى هذه الفترة مثل (رفاعة الطهطاوي، جمال الدين الأفغاني، عبدالله النديم، محمود سامي البارودي، محمد عبده، أحمد عرابي) وغيرهم من رموزنا التنويرية والثورية.
قام ببطولة المسلسل نخبة من أهم نجوم التمثيل في مصر المحروسة، وهم (كمال أبورية، أحمد وفيق، باسم سمره، ناصر سيف، شادي سرور، جمال اسماعيل، جيهان قمري، رانيا يوسف، أحمد حلاوة، نادية رشاد، ميرنا وليد، أيمن عزب، لقاء سويدان، محمود الجندي، محمد أبوداود، حسن كامي، سامي مغاوري ، فهمي الخولي، جليلة محمود، فاروق نجيب، يسري مصطفى، فاروق فلوكس، نيرمين زعزع، عبدالسلام دهشان، عادل الكومي، رضا الجمال، معتز السويفي، عنبر، عمرو عبدالعزيز، رؤوف مصطفى، ريهام سعيد ، هشام عبدالله، محمد سامي غنيم، جمال يوسف، مصطفى هميسه، محمود القشيري، بشرى القصبجي، إيمان رجائي، إيناس النجار، عبير الضمراني، حماده عبدالحليم.
تمت المراجعة بالجمعية المصرية للدراسات التاريخية بإشراف الدكتور محمد عبدالمنعم الجميعي، تأليف الأغاني الشاعر المبدع (سيد حجاب)، ألحان الموسيقار الفذ (عمار الشريعي)، غناء الصوت الدافي ( محمد الحلو).
المسلسل إنتاج شركة (صوت القاهرة) للصوتيات والمرئيات فى أوج تألقها، عندما كان يتولى إداراتها مجموعة من الوطنيين الذين يعرفون دور قوة مصر الناعمة، لهذا أنتجوا هذا المسلسل التنويري الذي يقدم رسالة هامة عن شخصة مصرية هامة، ويغني عن عشرات من الكتب التى تناولت حياة هذا التنويري الخالد.