بقلم : محمد حبوشة
هى سندريلا الشاشة ودانة الخليج عن جدارة واستحقاق، وهى من أبرز الفنانات في الخليج العربي، فقد تميزت بأدوارها الكوميدية والتراجيديا على حد سواء، حيث تخلط بعض التقنيات الحرفية للممثل لديها؛ بين تقنيات هزلية كاريكاتيرية وتقنيات أسلوب التجسيد وتقنيات التكرار وقلب الصور والمواقف والشخصيات والإفيهات (اللازمة الكوميدية) وأختص أسلوبها التمثيلي بأسلوب ما عرفه ستانسلافسكي بـ (التمثيل الاستغلالي)، حيث يعتمد الممثل من هذا النوع على ميزة شخصية خاصة به كتميز في صوته أو خصوصية في قدرة متميزة في حركته الجسدية (طويل – قصير- سمين – نحيف – قزم) بشكل مبالغ فيه (خفة الحركة – نبر صوتي متميز) وحسن تلوينه مع بعض الحركات البهلوانية والاستعراضية.
إنها الفنانة الكويتية القديرة (سعاد العبد الله) ضيفتنا في باب (بروفايل) لهذا الأسبوع والتي تمتلك مقدرة حركية جسدية خاصة بها دون غيرها ؛ وقد استفادت منها في كل الأدوار التي قامت بتمثيلها، ولم تكن موهبتها تقتصر على التمثيل فقط، إنّما كانت وماتزال تتمتع بمواهب أخرى إلى جانب موهبتها التمثيلية، إذ تملك الصوت العذب الجميل الذي مكنها من المشاركة في الكثير من الأُوبريتات مع عدد من الفنانين الكبار، ومن بينهم الفنان الراحل عبد الحسين عبد الرضا، وقد سجلت العديد من الأغاني خلال مسيرتها الفنية، حيث أصدرت أغنية بعنوان (مكاري) إضافة لتأديتها الأغاني الوطنية أيضًا.
بإتقان أدت (العبد الله ) الأدوار الدرامية ومزجت معها حس فكاهي وروح مرحة ميزتها بين كثير من فنانات الخليج، فكان لحضورها طلّة مميزة وشعبية وجماهيرية بات الجميع ينتظرها، وتمكنت من أن تكون واحدة من أهم ممثلات العرب وإحدى علامات الدراما الخليجية، ليكون اسم (سعاد عبد الله) كافيا لضمان مشاهدة عمل جيد وممتع، سواء كان برنامج تلفزيوني أو مسلسل، وحتى التمثيليات والفوازير والمسرحيات.
ولدت الفنانة (سعاد العبد الله) في مدينة البصرة العراقية، وتوفي والدها وهى صغيرة، لذا كانت طفلةً يتيمة، وتزوّجت والدتها من رجل كويتي، لذا انتقلت سعاد مع والدتها وإخوتها الاثنين إلى الكويت للعيش فيها ونشأت في منطقةٍ شرق الكويت، وتلقت تعليمها في الصفوف الأولى في مدرسة البصرة الأساسية، وبعد انتقالها إلى الكويت عاشت طفولتها بجوار البحر الذي بقي عالقًا في ذاكرتها منذ الطفولة، وقد تميزت منذ طفولتها بقدرتها على تقليد الأشخاص إلى حد كبير، وقد شاركت في المدرسة في مسرحيات تاريخية وغيرها من المسرحيات المدرسية.
بدأت حياتها الفنية في سن صغيرة، ودشنت مسيرتها الفنية من مسرح المدرسة، وشاركت في التمثيل ضمن النشاط المدرسي، وتعرضت في بداية مشوارها الفني لأزمة كبيرة كادت تبعدها عن الفن، ففي عام 1963 شاركت في المسرح المدرسي بمسرحية (المطوعة)، وبعد نجاحها الكبير في التمثيل، بدأت في تسجيل عدد من السهرات التلفزيونية، وكانت مهددة بالطرد من المدرسة؛ بسبب غيابها المتكرر عن الحصص الدراسية، وشجعتها خلال هذه الفترة الفنانة المصرية فاتن أنور، التي كانت تعمل مدرسة للغة الإنجليزية، ودعمتها في مشوارها الفني.
أتقنت وهى صغيرة تقليد الأشخاص وشاركت في المدرسة في مسرحيات تاريخية مثل (أم سلمة)، بيد أننها لم تكن تتوقع أن تكون ممثلة، احتضنت الدولة مشاركتها مع النشاط المدرسي من خلال وزارة التربية، ومن فرسان النشاط المدرسي التي رعت موهبتها (ماما أنيسة) المسؤولة في التربية وعلي الزفتاوي وعبد القادر نجيب شقيق المخرج المسرحي حسن عبد السلام، وفي تلك الفترة قرأت مذكرات الأستاذ عقاب الخطيب فذهلت إذ علمت أن أسس المسرح في الأحمديّة وضعت في الأربعينات والخمسينات.
اعتلت (سعاد العبد الله) خشبة المسرح لأول مرة في مسرحية (حظها يكسر الصخر)، ولحسن حظها فقد بدأت ممثلة مع النجوم الكبار وأطلت على المشاهدين عبر شاشة التلفزيون في (ديوانية التلفزيون)، واستمرت منذ ذلك الحين لتتميز بأدوارها الحساسة والمؤثرة وقد أحبّها الجمهور في جميع أرجاء الوطن العربي، ومن ثم أصبح لها أعمالا فنية متنوعة ولعبت أدوار وشخصيات مختلفة خلال حياتها مما أكسبها الخبرة والمهارة، وأيضا جعلها تؤدي أعمالها بدرجة كبيرة من الاحترافية والإتقان، وتزوجت سعاد العبد الله من المخرج الكويتي فيصل الضاحي في 5 أيلول/ سبتمبر عام 1968، وحصلت بعد زواجها منه على الجنسية الكويتية وأنجبت منه ثلاثة أطفال هم (طلال وفواز وعالية)، ولديها العديد من الأحفاد أيضًا.
التحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية عام 1975، وتخرجت بعد 4 سنوات، وزاملها في دفعة تخرجها كل من كاظم الزامل، مبارك السويد، وعلي المفيدي، لكن مشوارها الفني بدأ بشكل جدي في عام 1963 مع الفنان الراحل محمد النشمي، وذلك من خلال أول برنامجٍ تلفزيوني لها بعنوان (ديوانية التلفزيون)، ثم بعد ذلك بدأت العمل في المجال المسرحي وذلك في عام 1964 مع فرقة المسرح الكويتي، حيث شاركت من خلالها في مسرحية (حظها يكسر الصخر)، من تأليف وإخراج محمد النشمي، وفي عام 1965 قامت بالتمثيل مع الفرقة ذاتها بمسرحية (بغيتها طرب صارت نشب)، والجدير بالذكر أن هذه المسرحية كانت أيضًا من تأليف محمد النشمي وإخراج سامر السيار.
ظلت الفنانة سعاد العبد الله في سلسلة تعاون مشترك مع هذه الفرقة، كما قدمت مسرحياتي (السدرة، قاضي إشبيلية)، ثم انتقلت بعد ذلك إلى فرقة المسرح العربي وشاركت في مسرحية (إغنم زمانك)، وبعد ذلك قررت أن تشارك في عدد من الأعمال الفنية مع فرقة مسرح الخليج، ومن هذه المسرحيات (عنده شهادة)، كما شاركت في تقديم العديد من المسرحيات مع الفرق الأخرى، ومنها: (علي جناح التبريزي، وعلى هامان يا فرعون).
ساهمت (سعاد العبد الله) في تقديم العديد من الأعمال الكوميدية والتراجيدية ما بين مسلسلات ومسرحيات وبرامج وفوازير وسهرات تلفزيونية وأوبريتات ومسلسلات إذاعية خلال مسيرتها الفنية، وتعد الفنانة سعاد العبد الله، أول فنانة خليجية تقوم بتقديم برامج فوازير ومسابقات، كما قامت بتقديم برنامج مسابقات رمضان بمشاركة الفنان عبد الحسين عبد الرضا، وكان بعنوان (أمثال وغطاوي)، وكان برنامج تلفزيوني يقدم بأسلوب خليجي صرف، إضافة إلى أنها شاركت في العديد من البرامج الإذاعية، وكان لها العديد من الأعمال ومنها (مليونير تحت التجربة، وزهرة البرتقال”.
وعن مسيرتها الأولى تقول (سعاد العبد الله): أعتبر نفسي محظوظة إذ بدأت مع نجوم كبار فنياً أمثال محمد النشمي أحد أبرز رواد المسرح وزايد الرقم ومحمد القصار وعبدالله المنيس والراحلة عايشة ابراهيم ونجيبة زوجة المرحوم عبد العزيز المنصور، وكانت مسرحية (يخرغعون) هى باكورة أعمال فرقة (المسرح الكويتي) في آواخر 1963، كنا في سن صغيرة أنا وعايشة ونجيبة، تتراوح أعمارنا بين 13 و15 سنة، كانت عايشة تكبرني بثلاث سنوات ونجيبة أكثر جمالاً، طويلة وبيضاء البشرة، لذا أسند إلي دور الأم وإلى نجيبة دور ابنتي.
وتضيف : لم يكن النص مكتوبا مئة في المئة، اعتقد أن (المسرح الكويتي) طبعها في كتيب، ثمة إضافات كثيرة إذ كان يود كل ممثل إظهار جديده، لم تكن لدينا الجرأة لإضافة الجديد على مشاهدنا في حضرة النشمي، لذا اعتمدنا هذه الطريقة في المشاهد التي لا يكون فيها وأحياناً (يناجرنا) بقوله: (أنا ماني قايلكم لحد يزيد، إنتو اقضبوا اللي موجود عندكم عساكم تمشون)، لقد كان أباً لنا وخصنا بغرفة صغيرة في (المسرح الكويتي) في آخر الكواليس فيها (بشتخته) المعروفة الآن بـ (استوديو الدسمة) في منطقة الدسمة التي كانت جديدة تضم بيوت الحكومة ومركز جمعية الفنانين.
كنا نختلط مع باقي أعضاء الفرقة في أوقات الغداء أما معظم الوقت فكنا نمضيه في غرفتنا أنا وعايشة وطيبة الفرج وليلى صالح التوفيق وليلى الشاعر وليلى النعمة وصبرية زوجة الفنان محمد جابر، بعد ذلك استمررت أنا وعايشة وطيبة في (المسرح الكويتي)، أما (المسرح الشعبي) فاستمرت فيه المرحومة مريم الغضبان ومريم الصالح، وأذكر أنه كنا من السذاجة والبساطة بمكان استحالة تفكيرنا بالغد، فلم نكن نمتلك الاطلاع الذي نمتلكه راهناً في زماننا، لم تكن ثمة ثورة معلوماتيّة كاليوم، حين تشاهد فتيات اليوم، ممثلة فرنسية مثلا أو سواها مصرية، على شاشات الفضائيات يطمحن إلى أن يصبحن مثلهن، في حين كان محيطنا محدودا جدا، حتى أننا شاهدنا الأفلام المصرية لكن في فترة متأخرة.
وتستطرد (سعاد العبد الله ) قائلة لدينا أعمدة لا نستطيع تجاهلها، أناس لديهم طموحات وآمال كثيرة تربط الوحدة ما بين مشاعرهم وتلك الطموحات، هؤلاء أوصلوا الفن الكويتي إلى المستوى الدولي رغم وجود الشوائب والمآخذ، ومنهم صقر الرشود أحد تلك الأعمدة، حقق مع الآخرين نقلة نوعية، تميّزه ثقافته الموسوعية غير العادية ويعتبر موجهنا، أمّا مقر (مسرح الخليج) ففي بيت عربي في النقرة، و قدمنا على خشبته الأعمال الجميلة وسافرنا إلى الخارج ومثلّنا الكويت في عدد من المحافل الدولية.
ومن الذكريات التي لاتنسى في ذاكرة العبد (الله) تقول : أن الرشود طلبني في عمل في وقت كنت عملت مع (المسرح الكويتي) في مسرحية (السدرة) مع حياة الفهد ومحمد المنصور بعدما أعجبني النص قلت له: (لقد اتفقت معهم)، فرد علي بعصبية: (انزين خلي العمل ييبلج المجد)، حتى في مرحلة العصبية لم نبلغ مرحلة من هو هذا أو هذه وما أصله الآن بعد هذه السنين نعيش مرحلة تعسة، نحن (عيال الديرة) وأعمدتها عيب أن نتحدث بهذه اللغة! لا استطيع أن أعلق أكثر من ذلك، قدمنا مع (صقر) الأعمال القديمة مثل (عنده شهادة) عرضناها أيضاً في بغداد عام 1965.
لكن حين وقع انقلاب بقيادة عبد السلام عارف عدنا إلى الكويت، لم نكن نعرف شكل الانقلابات لأننا نعيش في بلد آمن، كان الرشود يحلق في الصالون استعداداً للعرض في الليل حين سمع الحلاق صوت القصف فـ (خرب) شوارب صقر فجاءنا (أملط) بلا شاربيه ومن سذاجتنا أنا ومحمد المنصور ومهندس الديكور البحريني يوسف قاسم طلعنا فوق سطح الفندق حتى نشاهد ما حدث والطائرات تحلق فوق رؤوسنا، فقال قاسم: (يلعن قفده)، وقتذاك أعادتنا السفارة الكويتية إلى البلاد.
وفي سيرة (سعاد العبد الله) كثير من المثير عبر الذكريات التي جاءت على لسانها، ومنها: كانت الرحلة الثانية إلى القاهرة من خلال مسرحية (الحاجز) أو (الملالة) عام 1966 وعرضت أيضاً في سوريا عام 1968 توقفت عن العمل لأنني تزوجت لأعود في السبعينات، وتمثلت المرحلة الثانية من تاريخ (مسرح الخليج) بالأعمال العالمية المترجمة مثل (المرة لعبة البيت) عن (بيت الدمية) لهنريك إبسن ومسرحية (الغربان)، وبعد ذلك شاركت في المرحلة الثالثة التي تمثلت بمسرحيات لكتاب عرب منها (حفلة على الخازوق) لمحفوظ عبد الرحمن عام 1975، إخراج صقر الرشود، و(عريس لبنت السلطان) لمحفوظ والرشود أيضاً عام 1978، والتي شاركنا بها في (مهرجان دمشق المسرحي السابع).
قدمت أعمالا من خلال المسرح الطليعي الذي أنشأته وزارة الإعلام لفترة معينة – تقول سعاد العبد الله – وكنت مؤمنة به، ضم خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية وحتى القدامى من المعهد المتوسط، قدمنا بين 5 و6 مسرحيات ومثلنا الكويت في الخارج، بعدئذ اتخذ القرار بكل بساطة بإيقاف المسرح الطليعي، ثم شاركت في فرقة المسرح الأهلي من خلال (علي جناح التبريزي وتابعه قفه) للكاتب ألفرد فرج، إخراج الرشود عام 1975 ومثلت الكويت في (مهرجان دمشق المسرحي السادس) ونالت جائزة أفضل عرض.
زخرت مرحلة الستينات بالأعمال المتميزة – على حد قول (العبد الله – فمن يجرؤ على تقديم (ثقوب بالثوب الأسود) لإحسان عبد القدوس؟ نحن تجرأنا وصورناه في مزرعة الشيخ سعود في منطقة (حولي) مع المخرج الراحل كاظم القلاف، وصنعنا الديكور وصبغنا وجوهنا لأن حوادث القصة جرت في مكان ما في إفريقيا، قدمنا أيضاً سباعية تمثيلية تحت عنوان (قاتل أخيه)، شاركت فيها عايشة ابراهيم وغانم الصالح وحسين الصالح وعبد الوهاب سلطان، إخراج خالد الصديق، تناول قصّة أول رجل في الكويت (من الجنسيّة العمانية) حكم عليه بالإعدام ووقع الحكم الشيخ عبدالله السالم، وأنجزنا 13 ساعة سينما من بين الأفلام، أذكر منها (سكون الليل) شاركت البطولة فيه أحمد العدساني عضو المسرح الشعبي، إخراج هاشم محمد.
ومن أهم الأعمال التلفزيونية الناجحة جداً في مسيرة (العبيد الله) منها: (خرج ولم يعد عام 1980 ، درس خصوصي عام 1981، خالتي قماشة1983، رقية وسبيكة عام 1986 ، على الدنيا السلام عام 1987 ، سليمان الطيب عام 1993 ) وغيرها، ومسلسل (خوات دنيا) في عام 2012، وطلت سعاد العبدالله في رمضان 2014 بعدد من الأعمال الفنية منها المسلسل الإذاعي (سواها البخت)، كما شاركت بتقديم دورين في مسلسل واحد قمة في الإبداع من خلالا عملها في رمضان 2014 الذي حمل عنوان (ثريا)، كما قدمت رائعة سعود السنعوسي رواية (ساق البامبو) في مسلسل بديع عام 2016، وأيضا مسلسها البديع (نوايا) الذي يحكي قصة عائلتين هاجرتا من الكويت إلى دُبي عقب الغزو العراقي للكويت عام 1990 وعاشتا في مكان واحد حتى انتهى الغزو ثم عادتا إلى الكويت وأصبح أطفال العائلتين في عمر الشباب.
تمكنت (سعاد عبد الله) خلال مشوارها الفني من تكوين ثنائيات مميزة تركت بصمة لدى المشاهد الكويتي والعربي، حيث شاركت الفنان الكبير (عبد الحسين عبد الرضا) في عدد من الأعمال الفنية المميزة، أبرزها: (الخازوق – درس خصوصي – عزوبي السالمية)، كما قدمت مع الفنانة (حياة الفهد) سلسلة من أهم الأعمال التلفزيونية الناجحة، ومنها: (خالتي قماشة – سليمان الطيب – خرج ولم يعد – درس خصوصي) وغيرها.
وأيضا قدمت مسلسل (عبرة شارع) الذي عرض في رمضان 2018، إخراج منير الزعبي وهناء شحاتة، حيث لعبت الممثلة سعاد العبد الله دور البطولة بشخصية انتصار المرأة القاسية الجاحدة التي لا تملك أي نوعٍ من المشاعر الإنسانية تجاه كل من حولها حتى أقرب الناس إليها، أولادها وأخيها، حيث اختلست أموال أخيها عبد المحسن الرجل العصامي الشريف.
ولقد أبدعت (سعاد) بأداء دورها في تلك الشخصيية، فقد مست أعماقنا بشخصيتها وأدائها وشعرنا بالكره تجاه تلك الشخصية، ذلك إن دلَّ على شيء فهو يدل على مدى موهبة سعاد العبدلله ومهارتها وخبرتها الواسعة في مجال التمثيل التلفزيوني، وأيضا نفس الشيئ في رمضان 2020 مع آخر مسلسل لها بعنوان (جنة هلي)، وبموجب هذا الإبداع حصلت سعاد العبد الله على العديد من الجوائز والألقاب تكريمًا لها خلال مسيرتها المهنية، أيضا حازت كثير من الألقاب التي تقدر موهبتها وتعتز بما قدمته، واعتبرتها (سندريلا الشاشة الخليجية)، و(دانة الإبداع الخليجي).
من أقوال سعاد العبد الله في الفن والحياة:
** الوجوه الشبابية في العمل الدرامي، هي قضية الموسم، لدينا الآن كتاب ومخرجون وممثلون (لحمهم طري)، وسعاد تعتبر من أبرز الممثلين المخضرمين في تبنى المواهب الجديدة، وتجلى ذلك في مسلسلها الجديد (خوات دنيا)، وهو تعاونها مع الكاتب الإماراتي محمد الحماد، والذي يقدم لأول مرة نصا تلفزيونيا متكاملا.
وفي هذا السياق، أوضحت سعاد أنها دائمة البحث عن الوجوه الشباب، وأن التعاون مع محمد، هو تناول لعمق الإبداع في داخله، ورؤية واضحة لاندفاعه وحماسته، لافتة أن إتاحة الفرصة وخلق البيئة، عن طريق المتابعة، هو المنهج الأمثل لتطور وصقل الموهبة.
** الزمن كله تغيّر والوقت اختلف، ليس الوسط الفني تغير، إنّما كل شي بالدنيا تغيّر أهل السياسة يتباكون على الزمن الماضي، وأهل الثقافة يتباكون على أيام القصة والرواية، وهذه حال أهل المسرح وآخرون غيرهم، وصدقني لو أن جدتك بالبيت ستسمعها تقول لك (وين أول ووين الحين!)، وهذه حالة عامة ونحن أكثر ناس نلامسها لأننا سنمثلها، وكلنا لدينا حنين للذي طاف، وهذا ليس على مستوى الكويت إنما على مستوى الوطن العربي مثل مصر وسورية، وحتى في الخارج في أوروبا يوجد ارتباك.
** بحر الكويت مختلفٌ عن أي بحرٍ آخر، لا أعرف السبب، ولكن، الحنين يأخذني إليه، وقد يكون ذلك لأن بداخلي رومانسية لم تنته بعد.
** هذه أنا.. أرى نفسي مثل ما كنت لكن ازدادت المسؤولية الأسرية والفنية وأيضا تجاه الناس والجمهور وتجاه من ساهم في أن أصل إلى هذه المرحلة وأصبح خوفي عليهم أكثر من خوفي على نفسي، ولا أخطو خطوة لا بحساب.
** ليس عملًا واحدًا .. وبلا مبالغة إذا لم أشعر بالعمل وأحس به، لا أعمله، لذلك أعمالي أحبها، وأنا أحن كثيرًا لأيام زمان والعفوية والتلقائية والتلاحم والود.
** الانفتاح الإنتاجي في الخليج، ساهم في زوال موضة الاحتكار، حيث نستطيع مشاهدة مسلسل واحد من بطولة أبرز فناني الخليج في عدة محطات خليجية وعربية، وفي هذا الصدد، ترى سعاد أن موجة التفرد، بيد العاملين في المسلسل، لا القناة التلفزيونية، وهى تؤمن بقضية التنافسية في الإنتاج، ولكن يبقى الانتشار في الوقت الراهن له أولوية.
وفي النهاية نتقدم بخالص الشكر والتقدير للفنانة الكويتية الكبيرة (سعاد العبد الله) صاحبة المسيرة الطويبلة في العطاء في المسرح والسينما والتليفزيون والإذاعة، متمنين لها دوام الصحة والعافية ومزيد من العمر كي تمتعنا أكثر بروائعها الفنية .. فتحية تقدير واحترام.