كتب : أحمد السماحي
كان من الطبيعي بعد إثبات (عزت العلايلي) لموهبته الفذة التي كانت تفور مثل بركان هادر نحو صفاء الموهبة أن يقبل عليه كثير من المخرجين العرب ليكون بطلا لأفلامهم، فالعلايلي هو النجم المصري الوحيد الذى شارك في معظم إنتاجات السينما العربية، مثل (سأكتب اسمك على الرمال) للمغربي عبدالله المصباحي، و(بيروت يا بيروت) للبناني مارون بغدادي، ولسوريا (عملية فدائية) إخراج سمير سيف، و(القادسية) للعراق من إخراج صلاح أبوسيف، وغيرها من الإنتاجات العربية، حيث كان (العلايلي) أحد النجوم الذين يرون فى اتحاد نجوم العالم العربي قوة وإبداع وإثراء للفن العربي، ومن أهم الأفلام العربية التى شارك فيها الفيلم الجزائري (طاحونة السيد فابر) للمخرج الجزائري الكبير (أحمد راشدي) الذي يطلق عليه عاشق التاريخ بعد العطاء المتميز الذي أسهم من خلاله لإثراء السينما الجزائرية بأفلام ثورية تمجد بطولات شعب وتخلد مآثره.
أحمد راشدي أعرب لـ (شهريار النجوم) عن حزنه الشديد لرحيل أحد فرسان السينما العربية العاشق للحياة والحب والفن، ولقد أسعدني الحظ بالتعاون معه في فيلمي (طاحونة السيد فابر)، وكان مثال للالتزام فى العمل، كما كان ينشر جو من السعادة والبهجة فى أجواء الاستديو.
وأتذكر موقفا بسيطا حدث أمامي أثناء عملي مع الفنان عزت العلايلي في فيلمي (طاحونة السيد فابر)، حيث كنت أصور في قريتي (تيبسه) وهى قرية صغيرة تبعد 1000 كيلو متر عن الجزائر، وكل يوم وأثناء خروجنا وأنا و(عزت العلايلي) من المنزل الذي يقيم فيه إلى مكان التصوير الذي لا يبعد حوالي 5 دقائق عن منزل كنا نستغرق ساعة ونصف الساعه، وأحيانا ساعتين حتى نصل إلي مكان التصوير، لأن في كل خطوة نخطوها تظهر لنا مجموعة من الناس يحيون (العلايلي) ويسلمون عليه ويتحدثون معه عن أعماله الفنية التي قدمها، هذا هو التكريم الحقيقي، فرغم أنني أشهر شخص فى القرية، و ابن قريتهم فإنهم كانوا يعرفون (العلايلي) أكثر مني.
فيلم (طاحونة السيد فابر) بطولة (عزت العلايلي، سيد أحمد عجومي، عبد المنعم مدبولي، إلى جانب الممثل الأمريكي جاك روفيلو)، وتدور أحداث الفيلم حول فترة سياسية من حياة الجزائر ما بعد الاستقلال بين عامي 1963 و1965 في بلدة نائية تقع على الحدود بين الجزائر وتونس ساهمت أيضاً في الثورة الجزائرية (1954 – 1962) وهاهى بعد الاستقلال تعيش حياتها اليومية، وبين القرارات والممارسات التي تصدر عن الجزائر العاصمة.