نكشف لأول مرة: كلمات قصيدة (أغار من نسمة الجنوب) التى غناها عباس البليدي
كتب : أحمد السماحي
من المفاجآت التى نفجرها فى ذكرى كوكب الشرق (أم كلثوم) الـ 46 أن المطرب والملحن المظلوم (عباس البليدي) سبق (ثومه) في غناء قصيدة (أغار من نسمة الجنوب) بنحو 15 عاما، حيث قام بغناء القصيدة تحت عنوان (أماني – عام 1942)، والحكاية ترجع عندما إستمع (البليدي) إلى قصيدة (أماني) من شاعرها (أحمد رامي) أول مرة في منتصف عام 1942 فطلب غنائها، ووافق الشاعر على غناء المطرب الشاب للقصيدة، فقام بتلحينها وغنائها وقامت الإذاعة بإذاعتها أول مرة يوم الجمعة 31 يوليو 1942.
وتقول كلمات القصيدة التى غناها (عباس البليدي) وننفرد لأول مرة بنشرها:
أغار من نسمة الجنوب على محياك يا حبيبي
وأحسد الشمس فى ضحاها، وأحسد الشمس في الغروب
وأغبط الطير حين يشدو على ميوس النقا الرطيب
فقد ترى فيها حمالا يلهيك عني وعن نسيبي
يا ليتني منظر بهيج تطيل لي نظرة الرقيب
ويا ليتني طير طليق أشدو بأنغام عندليب
أظل أسقيك من نشيدي سلافة الروح والقلوب
ويا ليتك الطيف فى منامي وليتك النور فى هبوبي
وليتنا طائران نلهو بالروض فى مسرحه الخصيب
وليتنا زهرتان تهفو على شفا جدول لعوب
تضمنا نسمة الخزامي إذا سرت ساعة المغيب
أغار من نسمة الجنوب على محياك يا حبيبي
وظلت الإذاعة تذيعها بصفة منتظمة تحت عنوان (أماني) طوال فترة الأربعينات، وفي عام 1957 قامت كوكب الشرق بغناء نفس القصيدة مع تغيير بعض كلماتها وإضافة أبيات جديدة، وفجأة إختفت قصيدة (أماني) لعباس البليدي في ظروف غامضة ولم تعد تذاع وقتها، بل أصبحت من نوادر الإذاعة وتاهت في ردهات وكنوز الإذاعة الكثيرة المنسية التى لا تذاع إطلاقا، والسؤال الآن: هل طلبت (ثومة) منع قصيدة (أماني) من الإذاعة، أم المسئولين في الإذاعة فى فترة الخمسينات هم من كانوا وراء منع قصيدة البليدي، خاصة أن نفس الحكاية حدثت مع المطربة (نجاة علي) عندما سبقت كوكب الشرق في غناء قصيدة ( إلى عرفات الله) لأمير الشعراء أحمد شوقي، وتلحين عبدالفتاح بدير فى أكتوبر 199 ، وبعد عامين قامت أم كلثوم بغناء نفس القصيدة من ألحان رياض السنباطي، وأختفت أيضا قصيدة (إلى عرفات الله) بصوت نجاة علي، وأصبحت من الأغاني المنسية التى لا تذاع.
ونحن بدورنا سننشر قصيدة (أغار من نسمة الجنوب) التى غنتها أم كلثوم عام 1957، حتى يلاحظ القارئ النغييرات التى حدثت بين القصيدة الأولى التى غناها البليدي، والقصيدة التى غنتها كوكب الشرق:
أغارُ من نَسْمَةِ الجَنوبِ على مُحيَّاكَ يا حبيبي
وأَحْسِدُ الزَهْر حينَ يَهفو على شَفا جَدْوَلٍ لَعوبِ
وأغْبِط النَهرَ حينَ يَجري على بِساطِ الجنى الخَصيبِ
فَقَدْ تَرى فيهِما جَمالاً يَروقُ عَينَيْكَ يا حبيبي
يا لَيتَني زَهْرَةٌ تَساقَتْ مع النَدى قُبْلَة الحبيبِ
ولَيتَني جَدوَلٌ تَهادىِ ما بَيْنَ زَهْرٍ وبينَ طيبِ
وذاكَ أني أَراكَ تَرنو للزَهرِ فى غُصنِهِ الرَطيبِ
وتَعْشَقُ النَهْرَ حينَ يَجْري مُرَجِعَ اللحْنِ والضُروبِ
وأَنَني مِنْ هُيامِ قَلبي وَشِدَةِ الوَجْدِ واللهيبِ
أغارُ من نَسْمَةِ الجَنوبِ على مُحيَّاكَ يا حبيبي
يا لَيتَنا طائرانِ نَلهو بالرَوْضِ فى مسَرْحِهِ الخَصيبِ
ولَيتنا زَهْرَتانِ نَهفو على شَفا جَدْوَلٍ لَعوبِ
تُميلُني نَحْوَكَ الخُزامى إِذا سَرَتْ ساعَةَ المَغيبِ
فإنني مِنْ هُيامَ قلبي وشِدةَ الوجْدِ واللهيبِ
أغارُ من نَسْمَةِ الجَنوبِ على مُحيَّاكَ يا حبيبي
وأحْسِدُ الشمسَ فى ضُحاها وأحْسِدُ الشَمسَ فى الغروبِ
وأغْبِطُ الطَيْرَ حينَ يَشْدو على ذُرى فَرْعِهِ الرَطيبِ
فقد تَرى فيهِما جمالاً يَروق عَينَيْكَ يا حبيبي
يا لَيْتَني مَنْظَرٌ بديع تُطيلُ لي نَظْرَةَ الرَقيبِ
وليتَني طائرٌ شَهىٌ أشْدو بأنغامِ عَنْدَليبِ
أظَلُ أَسْقيكَ مِنْ غِنائي سُلافَةَ الروحِ والقلوبِ
وَذاكَ أني أراكَ تَرنو لِبَهْجَةِ الشمس فى الغُروبِ
وتَعْشَقُ الطَيرَ حينَ يَشْدو على ذُرى فَرْعِهِ الرَطيبِ
وأَنني مِنْ هُيامَ قلبي وشِدةَ الوجْدِ واللهيبِ
أغارُ من نَسْمَةِ الجَنوبِ على مُحيَّاكَ يا حبيبي
وأَحْسِدُ الزَهْر حينَ يَهفو على شَفا جَدْوَلٍ لَعوبِ
وأغْبِط النَهرَ حينَ يَجري على بِساطِ الجنى الخَصيبِ
فَقَدْ تَرى فيهِما جَمالاً يَروقُ عَينَيْكَ يا حبيبي
يا لَيتَني زَهْرَةٌ تَساقَتْ مع النَدى قُبْلَة الحبيبِ
ولَيتَني جَدوَلٌ تَهادىِ ما بَيْنَ زَهْرٍ وبينَ طيبِ
وذاكَ أني أَراكَ تَرنو للزَهرِ فى غُصنِهِ الرَطيبِ
وتَعْشَقُ النَهْرَ حينَ يَجْري مُرَجِعَ اللحْنِ والضُروبِ
وأَنَني مِنْ هُيامِ قَلبي وَشِدَةِ الوَجْدِ واللهيبِ
أغارُ من نَسْمَةِ الجَنوبِ على مُحيَّاكَ يا حبيبي
يا لَيتَنا طائرانِ نَلهو بالرَوْضِ فى سَرْحِهِ الخَصيبِ
ولَيتنا زَهْرَتانِ نَهفو على شَفا جَدْوَلٍ لَعوبِ
تُميلُني نَحْوَكَ الخُزامى إِذا سَرَتْ ساعَةَ المَغيبِ
فإنني مِنْ هُيامَ قلبي وشِدةَ الوجْدِ واللهيبِ
أغارُ من نَسْمَةِ الجَنوبِ على مُحيَّاكَ يا حبيبي